مرحلة التأسيس جبهة التحرير الارترية وبناء التنظيم - الحلقة الثالثة

بقلم الأستاذ: محمد إدريس حمداي

الإعلام ودوره الإيجابي في التعبئة: مرفق/ نداء قائد الثورة لكافة الشعب الإرتري ينشر لأول مرة

لأهمية الإعلام اصدر قائد الثورة نداء يدعو فيه الجماهير الإرترية من البوليس والموظفين والعمال والفلاحين والطلبة يوضح في هذا النداء الأهداف والمبادئ التي يسعى الثوار ويقاتلون من اجل تحقيقها ألا وهي الحرية والكرامة للإنسان الإرتري، ويناضلون ضد قانون الإرهاب والذل والاستعباد. كما يوضح من هم حملة السلاح إنهم ليسوا شفتا أو خارجون عن القانون على حد زعم المستعمر الإثيوبي وأذنابه، إنهم مناضلون شرفاء خرجوا لتحرير الأمة الإرترية.

ويدعو قائد الثورة في هذا النداء كافة الإرتريين وبدون استثناء ليدخلوا إلى أبواب المعركة مسرعين وبروح معنوية عالية ويؤكد لهم إن ا بواب المعركة مفتوحة أمامهم، ويذكر أنه ورفاقه أطلقوا الشرارة الأولى للثورة وهم لا يملكون من السلاح إلا قليلا، ولكن سلاحهم الأول الإيمان بالله وبحقهم الشرعي في الحرية والاستقلال ولهذا انتقلوا من نصر إلى النصر. كما خاطب بقوله أن المعركة معركة الشعب والقضية قضيته ولن يتحرر الوطن إلا بالكفاح، وطالب بالحفاظ على الوحدة، لأن وحدة الأمة الإرترية من صنع الشعب وسوف تكون للشعب دائماً وأبداً، محذراً من اختراق الخونة الصفوف لأطماعهم الشخصية. وفي ختام النداء أهاب أن يؤدي المواطنون ضريبة الجهاد من أجل تحرير إرتريا، ويساعدوا كل ثائر ويؤكد أن هذه المساعدات المالية سوف لن تذهب سدى.

كان هذا النداء القيم دليلاً ومرشداً للثورة رفع الروح المعنوية للشعب الإرتري في داخل الوطن وخارجه ليقدم التضحيات الغالية حتى تحقق النصر المؤزر في يوم 1991/5/24م كما أن هذا النداء لا زال يطالب الأمة الإرترية أن تحافظ على وحدتها وعلى أمانة شهداءها الذين قدموا دمائهم فداءاً للوطن، فالنداء لم يكن لتلك الفترة أي فترة الكفاح المسلح فقط، بقدر ما هو توجيه للحاضر والمستقبل لأن الأعداء لا زالوا يتربصون للنيل من استقلال شعبنا وإعاقة التطور والازدهار.

وقد تم توزيع هذا النداء على نطاق واسع في داخل إرتريا وخارجها واصبح مادة من المواد الأساسية في التعبئة باللغتين العربية والتجرينية، وبعد هذا النداء أخذت الجبهة تصدر بلاغات عسكرية تكشف خسائر العدو وتحركاته المشبوهة، وإدراكا لأهمية الإعلام ودوره في تعبئة الجماهير وعرض القضية للتداول وكسب الرأي العام المحلي والأقليمي والدولي تقرر إنشاء أول صحيفة "الثورة الإرترية" بالقاهرة. كانت توزع مطبوعة باللغتين العربية والتجرينية بعد أن كانت جريدة حائط بجانب "جريدة صوت إرتريا" في نادي الطلبة بشارع شريف القاهرة، وكان يشرف على إصدارها الشهيد/ محمد صالح حمد بصفته عضو اللجنة المركزية، ويشارك في إعدادها:-

- محمد على عمرو
- رمضان محمد نور
- إبراهيم إدريس محمد آدم
- عبد الحميد سعيد ناصر
- حامد صالح تركي
- محمد على افعرورة
- حامد شيخ إبراهيم
- محمد إدريس حمداي

وكان دوري بلإضافة إلى المشاركة فيالإعداد أتولى كتابة الصفحات المخصصة للغة التجرينية وترجمة منالعربي إلى التجرينية، وبالإضافة إلى هؤلاء المذكورين أعلاه كانت مشاركة فعالة منقبل أعضاء الفرع في التوزيع و إجراء لقاءات مع الجهات المسؤولة ومع السلكالدبلوماسي المعتمد في القاهرة وخاصة سفراء الدول العربية، وكانت المساعدة القيمةفي الإخراج بحكم التجربة الصحفية من قبل الصحافيين الأستاذ عبد الحليم رجعينوالأستاذ أمين رضوان وهما من المحررين في جريدة الجمهورية القاهرية وفي مطبعتهاكانت تطبع جريدة الثورة الإرترية أيضا. وكان فرع جبهة التحرير الإرترية بالمملكةالعربية السعودية يمول تكاليف الطباعة. فيما بعد أي في عام 1975م تحولت الجريدة إلىمجلة دورية تنطق باسم جبهة التحرير الإرترية. وبجانب هذه الصحيفة كانت تصدر بياناتوتعميمات بين حين وآخر وعقد ندوات وإلقاء محاضرات في القاهرة والخرطوم لشرح مساوئالاستعمار الإثيوبي الذي احتل إرتريا باسم النظام الفيدرالي، وشرح أهداف الثورة، فيهذا المجال كان يشارك أساتذة وذوي الثقافة حول الشؤون الأفريقية من السودان ومصر. وبالرغم من سيطرة النظام العسكري (إبراهيم عبود) في السودان فإن الصحافة السودانية كانت سباقة في إبراز القضية وأبعادها السياسية فيالقرن الأفريقي وكانت تدعو إلى المفاوضات السلمية حقنا للدماء ودرئ الخسائر التيسوف يتحملها الشعبين الإرتري والإثيوبي بصفة خاصة وسكان المنطقةعامة.

أما الإعلام الإثيوبي حاول بكل إمكانياته لتشويه الثورة ووصف الثوار بقطاع الطرق بدون جدوى في إقناع الجماهير الإرترية، وحاولت السلطات أيضا محاصرة منطقة القاش بركة حتى لا يقترب منها الأجانب وخاصة الصحفيين وقامت بحملة عشواء لاعتقال الأبرياء وأعلنت حالة الطوارئ لإجهاض الثورة في مهدها.

قبل الانتقال إلى الحلقة الرابعة أرجو من القارئ الكريم

الاطلاع على نص النداء الذي أصدره قائد الثورة.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click