سيرة القائد المناضل إبراهيم إدريس حامد توتيل

بقلم الأستاذ: أنيس إسماعيل

الإسم: إبراهيم إدريس حامد توتيل.

مكان الميلاد: مدينة أم حجر، سيتيت بغرب ارتريا.

تاريخ الميلاد: 1947م.

اللغات التي يتحدثها بطلاقة: النارا، العربية، التجرايت، الإنجليزية، التجرينية، الإيطالية.

الخلفية الأسرية: هو سليل أسرة دينية فهو نجل الشيخ إدريس حامد توتيل صاحب البصمة والصيت والإسهام الديني والدعوي بعموم السيتيت فقد كان المفتي والقاضي في النزاعات وقد كان رحمه الله مسؤول المساجد هناك وقد قام بإمامة الناس بالمسجد العتيق بسيتيت لأكثر من ثلاثين عام. وحفيد الشيخ حامد توتيل بأم حجر وسيتيت.

التعليم: ترعرع وسط أسرة دينية وتشبع بالقيم والمثل وبالنسبة للتعليم الأكاديمي فقد درس المراحل الأولية حسب مافرضه الوضع في تلك الفترة. وأخذ دبلومات عليا وعدة دورات مكثفة بإيطاليا.

مقدمة:

في مثل المناضل والقائد المؤسس توتيل تُكتب الكتب لتُوثق سيرته ومسيرته في الكفاح النضال والقيادة ومنها تُؤخذ الفوائد والعبر، فهو أحد أبرز قيادات جبهة التحرير في فترة الكفاح المسلح ضد الإستعمار الإثيوبي، فقد كان قائداً نزيهاً وشجاعاً مهاباً إذا جد الجد ومتحدثاً فصيحاً لبغاً إذا اجتمعت الجموع فرغم شغله عدة مناصب إلاّ أنه طوال تاريخه في الجبهة كان هو من يرأس إجتماعات الجبهة، كان توتيل قومياً نادراً يحبه الجميع قدم الكثير والكثير لوطنه وشعبه دون فرز.

القائد توتيل هو رئیس جبهة تحریر ارتریا المجلس المرکزي. ولعب دوراً مهماً في قيادة التحرير.

شغل العديد من المناصب العليا منها:-

• نائب رئيس جبهة التحرير قبل الإستقلال.

• نائب رئیس المجلس الثوری.

أسس توتيل جبهة التحرير الأريترية جناح اللجنة المركزية بعد خروج الجبهة من الميدان. كما دخلت جبهة التحرير الأريترية جناح اللجنة المركزية بوحدة مع الجبهة الشعبية بمؤتمر توحيدي. وكان من قيادات الجبهة الشعبية وبعد التحرير شغل عدة منصب منها:-

• حاكم إقليم القاش سيتيت.

• حاكم إقليم شمال البحر الأحمر.

مراحل حياته:

منذ نشأته تميّز المناضل ابراهيم توتيل بصفات قيادية نادرة... كان دائماً يقود الطلبة في تلك السنوات المبكّرة وذلك من خلال إبتداع وسائل جديدة للتسلية وتقضية أوقات الفراغ.

كان مشهوراً بشجاعة نادرة بالرغم من صغر سنه. كان وهو في العاشرة من عمره خطّيباً مشهوراً، إذ أنه كان يلقي كلمات وقصائد أمام جمهور كبير من سكان المدينة وذلك في المناسبات الكبيرة كالأعياد.

في 1962 عندما ألغت إثيوبيا الإتحاد الفيدرالي الذي كان يربط بين إرتريا وإثيوبيا، وأنزلت العلم الإرتري أجّج هذا السلوك غضب المناضل إبراهيم توتيل وبدأ يُحرّض الشباب للتمرّد ومقاومة هذا الإجراء وذلك من خلال تعبئة الشباب بالإلتحاق بالثورة. وقد كان يردِّد أشعاراً تشحذ همم الشباب وتزيد إشعال شرار الثورة بداخلهم... كان يردد بإستمرار قصيدة هيا هيا شباب سيتيت هيا، فمسقط رأسه مدينة أم حجر تقع على ضفاف نهر سيتيت.

في العام 1964، أي عندما كان عمره سبعة عشر عاماً كان مسؤلاً عن الفرع السري لجبهة التحرير الإرترية في مدينة أم حجر... وهذا الأمر إن دلّ فإنما يدلّ على ما يتميّز به توتيل من صفات قيادية منذ بواكيره. وقد تمكّن خلال فترة بسيطة من تأطير سكان المدينة في فرع الجبهة السري. ونتيجة لمقدراته التنظيمية العالية لم تتمكّن أجهزة المخابرات الإثيوبية من إكتشاف أو إختراق هذا الفرع المهم والكبير والذي قدّم دعماً كبيراً لتنظيم الجبهة ككل.

في العام 1967 توجه إلى مكتب الجبهة في ود مدني في السودان كمسؤل عن المكتب. وتعتبر ود مدني المدينة الثانية في السودان والأولى من الناحية الثقافية... لذلك تمّ إختياره لصفاته القيادية وثقافته العالية.

حقق القائد إبراهيم توتيل إنتصار سياسي عظيم وفتح دبلوماسي غير مسبوق ونجاح كبير لم يتوقعه أحد حيث أنه وخلال فترة بسيطة تمكّن من كسب تأييد الأحزاب السياسية السودانية للقضية الإرترية العادلة، إذ وبتأثيره ظهرت كتابات في الصحف السودانية على نطاق واسع، وبدأت تنقل في الصحف ما يقيمه القائد توتيل من ندوات في مقار الأحزاب السودانية. والإعجب من ذلك أنه قام بهذه المجهودات الجبّارة وهو لم يكمل العشرين من عمره. قابل خلال هذه الفترة كل قيادات الأحزاب السودانية، وقد كانوا يبدون إعجابهم بثقافته العالية ويندهشون عندما يعلمون منه بأنه لم يدرس المرحلة الجامعية وهم خريجوا الجامعات الغربية المرموقة.

في العام 1969 ولأن الجبهة كانت تمرّ بصعوبات كبيرة جمع المناضل إبراهيم توتيل مسؤلي مكاتب الجبهة في السودان وكوّن مع زملائه اللجنة المركزية وكان هو سكرتيرها. وللتاريخ فإن اللجنة المركزية الذي كان توتيل محرّكها الأساسي، لعبت دوراً كبيراً في تأطير الجماهير الإرترية في السودان، وشكّلت عامل ضغط مع التنسيق مع حركة الجنود في الميدان للدعوة إلى المؤتمر الوطني العام للجبهة. وبعد إنجاز توتيل لمهامه في السودان توجّه إلى الميدان في 1970م وإنتخب سكرتيراً عاماً للجنة التنفيذية للجبهة.

• في العام 1975م وفي المؤتمر الوطني العام الثاني أنتخب القائد المناضل إبراهيم توتيل نائباً لرئيس المجلس الثوري واللجنة التنفيذية للجبهة.

• في العام 1984م انتخب المناضل إبراهيم توتيل نائباً لرئيس الجبهة - القيادة المركزية.

• في العام 1987م أنتخب عضواً في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ومسؤلاً عن الإعلام.

• في العام 1992م وبعد نيل إرتريا لإستقلالها عُيّن القائد إبراهيم توتيل حاكماً لإقليم القاش - سيتيت.

• في العام 1995م عيّن القائد إبراهيم توتيل حاكماً لإقليم شمال البحر الأحمر.

• في العام 2001م قدّم إستقالته من العمل الحكومي ليتفرّغ نهائياً للتأليف.

الف وأنجز القائد توتيل منهجاً للغة العربية لغير الناطقين بها وكان مشرفاً ومرشداً للمعلّمين بكيفية تدريس منهجه. وقد لا يصدّق الإنسان بأن هذا جهد فرد واحد، إذ أن تأليف هكذا منهج يقوم به عدد كبير من المختصّين التربويين والإجتماعيين والنفسيين ولكن توتيل وبديناميكيته المعروفة أنجز هذا العمل الجبار الذى وجد إعجاباً وثناءاً تخطّى حدود إرتريا.

إفتتح توتيل معاهد لتدريس منهجه لتعليم اللغة العربية في عدة مناطق في وأقاليم وهي: اسمرا، مصوع، كرن، بارنتو. وفور إفتتاح هذه المعاهد تقاطر الناس في المدن المختلفة للتعلُّم، وقد أجاد الكثيرون اللغة العربية جرّاء إلتحاقهم بهذه المعاهد.

حالياً انشئت اكبر مكتبة عربية في العالم بتركيا بإسطنبول بإسمه تحمل اسم القائد توتيل (مكتبة توتيل العربية) وذلك عرفاناً وبراً بواسطة نجله رجل الأعمال المعروف الأستاذ إصرار توتيل فقد كان المناضل إبراهيم توتيل حفيد توتيل مثقفاً وشاعراً واديباً وكاتباً ومؤلفاً.

المناضل ابراهيم توتيل هو مؤلف النشيد الوطني الإرتري.

ألّف المناضل ابراهيم توتيل العديد من الكتب التي لم تر النور نتيجة لهيمنة النظام الدكتاتوري على الوضع في إرتريا.

إضافات:

عُرف عن المناضل إبراهيم توتيل شغفه بالقراءة في مختلف دروب المعرفة الأمر الذي أسهم في تطوير مقدراته في مختلف المجالات... فإنه إذا حدّثك عن الآداب فهو فارسها، وإذا حدّثك عن التاريخ والجغرافيا والإقتصاد والعلوم العسكرية والسياسية فهو خبير فيها.

إجتهد المناضل إبراهيم توتيل في كتابة لغة النارا (وهي من عائلة اللغات الشمال شرقية وهي اخت للغة للمروية والدنقلاوية) بالحروف العربية ولكن هذه الحروف لم تطاوعه فلجأ إلى الحروف اللاتينية فأنجز بها عملاً مبهراً، وكنتيجة لذلك تُكتب اليوم و تُقرأ لغة النارايت بسهولة تامة.

كما هو معلوم حرّرت جبهة التحرير الإرترية مدناً كثيرة في العام 1977م، وقد أعدّت إثيوبيا قوات كبيرة لإستعادة هذه المدن برّاً وجوّاً، وكان الدفاع عن هذه المدن بمثابة إنتحاراً، فتقدّم القائد المناضل ابراهيم توتيل بدراسة عسكرية إلى اللجنة التنفيذية للجبهة وهو نائب رئيسها ورئيس مكتبها السياسي تقول بأننا يجب أن لانحارب العدو في مكان وزمان إختياره للمعركة بلً يجب أن نُحاربه وفق شروطنا، أي نحن من نحدّد زمان ومكان المعركة بحيث تكون زمام المبادرة بأيدينا. وإقترح القائد توتيل في ختام دراسته بأمر عام وهو أن تَسحب الجبهة قوّاتها من المدن المحرّرة، وقد وافقت اللجنة التنفيذية بالإجماع على إقتراحه وتم الإنسحاب من المدن، وبذلك جنّب القائد إبراهيم توتيل قوّات الجبهة إبادة جماعية محقّقة كانت من الممكن أن تكون سبب في نهايتها.

كتب المناضل إبراهيم توتيل العديد من القصائد الشعرية التي لم تُنشر. ولديه عدد من القصائد المغناة والترجمة الي أكثر من لغة وأشهرها،

ثورنا من أجل مصلحة الملايين
ثورنا من اجل كل الكادحيـن

ورفضنا كل ظلمٍ واقـعٍ فينا
واعلناها واعلناها واعلناها
ثورةً في الواحد والستين

إكتسب القائد المناضل إبراهيم توتيل، وفي مختلف المواقع التي عمل فيها حب الناس وإحترامهم وذلك كنتيجة لإخلاصه وتواضعه الذي قلّ نظيره.

أبناء المناضل إبراهيم توتيل سبعة فهو أب لولدين إصرار توتيل وحسام توتيل وخمس من البنات.

تمّ إعتقال المناضل ابراهيم توتيل في 2013/2م من قِبل النظام الدكتاتوري في ارتريا دون تُوجيه له أي تُهمة محدّدة ودون محاكمته حتى. ومنذ تاريخ إعتقاله وإخفائه قسرياً لاتعرف أسرته ولا كل الأحرار الذين ينادون بإطلاق سراحه شيء عنه ولا عن مكانه.

وقد قام النظام الدكتاتوري بإغلاق جميع معاهده التي تنشر العلم والمعرفة كنتيجة طبيعية لسلوكيات هذا النظام الذي ينشر الجهل والظلام في أواسط الشعب الإرتري.

Top
X

Right Click

No Right Click