المجد والسؤدد لماجدات بلادي
بقلم المناضل: حُمد محمد سعيد كُلُ - ديبلوماسي سابق ومحلل جيوسياسي
كل الباحثين دارسي اوضاع المجتمعات والمحللين السياسين لحراك الشعوب،
هذا الحراك في انتفاضه وانكفائه، في صعوده وهبوطه، في عوامل استمراره وفشله، أو تحديه وصموده رغم كل العوامل المعوقة.
لذلك فان علماء الاجتماع والمحللين السياسين يربطون ذلك بمدى نضوج العوامل الثورية المرتبطة بمدى وعى الانسان والظلم المحيط به والسعى او النضال لتغيير اوضاعه الداخلية للانعتاق من الحالة التي يعيشها.
أن ينتفض من اجل ان يسترد حقوقه ان كان ذلك في المدن او الريف، وهنا يأخد الانتفاض نوعين اما ان يكون مدنيا عبر التظاهرات ويختم بالعصيان المدني، او الكفاح المسلح، ان هذا التحدي والصمود المرتبط بالوعى وباستمرار الثورة هو الذي يؤدي الى الانتصار، وكان الانتصار للثورة الارترية وشعبها، ويواصل نضاله الان لاسقاط النظام الحالي وقيام دولة وطنية ديمقراطية اساسها العدل واحترام الانسان.
هذه المقدمة تقودنا الى ان الشعب الارتري بمجرد وصول القائد الكبير الشهيد حامد ادريس عواتى ورفاقه الميامين الى (أدال) واعلانهم الكفاح المسلح تحت راية جبهة التحرير الارترية، ورغم انهم كانوا قلة لكنهم طليعة، فانتفض الشعب الارتري وتجاوب مع طليعته ودعم الثورة بالشباب وبكل الامكانات المتاحة، كانت استجابة اذهلت العدو قبل الصديق.
نحن هنا بصدد دور المرأة الارترية، في البدء استجابت المرأة حسب الظروف التي كانت تعيشها والمحيطة بها، ففي الريف في البدء وللانصاف وقع الحمل الاكبر على ريفيات بركا والقاش حيث كان المطلوب منهن تقديم الطعام وهو امر لم يكن سهلا خاصة وان عدد المقاتلين كان في ازدياد مستمر، فهن من يقوم بتحضير الطعام وجلب المياه من المورد على ظهور الدواب وفي بعض الاحيان على ظهورهن وتقديم كل مايمكن بنفس راضية لمقاتلي الثورة الفتية، وما يجب ذكره هنا ان في كثير من الاحيان تستقبل القرى مقاتلى الثورة في اوقات متأخرة من الليل تخفيا من العدو وهو عبئ اضافة على ماجدات الريف حيث يقمن باعداده في اوقات متأخرة بعد ان هجع الناس الى فراش النوم.
نتذكر هنا الدور التعبوي للمرأة الارترية من خلال التغني بالثورة وانتصاراتها والتي كان لها الدور الكبير في حماس الشباب والالتحاق بالميدان.
انتشرت الثورة وعمت معظم الريف الارتري وكان دور المرأة في باقي الريف الارتري لم يكن اقل من رصيفاتهن في بركا والقاش وهو دورمشهود ومعروف، والذي لم ينسى ابدا كم كانت معاناتهن كبيرة عندما نفذ العدو الاثيوبي الحرائق والابادة في الريف لتجفيف الثورة من معينها الجماهيري.
في المدن وبالرغم من ان مخابرات العدو كانت تحصي انفاس الناس والسجون قد فتحت ابوابها لاستقبال افواج الوطنين تحت بند المادة العاشرة من قانون الطواريئ الذي اعلنه المحتل الاثيوبي، وبالرغم من كل هذا فان كثيرا من المدن شهدت خلايا نسائية يدعمن بالاشتراكات ويؤين مهام سرية حين يطلب منهن.
كانت المرأة الارترية في المدن تساعد مرضى المقاتلين من خلال اخفائهم في منازلهن وعلاجهم واذا تطلب الامر كانت تخفي الاسلحة في المنزل لتسهيل مهام المناضلين وتنفيذ العمليات الفدائية في المدن، وكانت المرأة تنقل ادبيات جبهة التحرير الارترية من مدينة الى اخرى.
مع نهايات الستينات استطاع التنظيم ان يبعث عدد من المناضلات للخارج لأخذ دورات في مجال التمريض، وفي نفس الوقت دخلت المرأة المجال العسكري فالتحقن بجيش التحرير وكانت شابتان من المنطقة العسكرية الثالثة اول من التحق بجيش التحري في نهاية الستينات وتواصل اللالتحاق من بعد ذلك.
وكان للمرأة دورها البارز في العمليات الفدائية وفي هذا المضمار نذكر اشهر العمليات الفدائية في كل من كرن واغردات وغيرها، قدمن شهيدات في ساحات معارك الشرف ضد العدو الاثيوبي الغاشم كانت الم مسفن اول الشهيدات والشهيدة سعدية حسن كنتيباى وغيرهن من الماجدات اللائي خضبن تراب الوطن.
بداية تأسيس الخلايا النسائية:
اول خلية تأسست بمنزل القائد الشهيد عمر حامد ازاز في مدينة كسلا السودانية في يونيو 1963م باشراف الشهيد طاهر سالم وكانت تتكون من:-
1. فاطمة محموداى،
2. جمع بابر،
3. خديجة نور تكروراى زوجة الشهيد عمر ازاز،
4. عيشة عثمان كربل،
5. ستل حامد بره،
6. نسريت كرار،
وكانت اول خلية بالسودان واطلق عليها اسم (توتيل).
في العام 1964م تم تكوين خلية ثانية في كسلا باسم (التاكا) برآسة زهرة علي. كلفت الخليتان للقيام بالتعبئة والتأطير في المدن السودانية.
اول خلية كونت بمدينة اغردات كانت من المناضلات:-
1. زينب محمد موسى،
2. جمع عبدالله حامد،
3. ستل صالح،
4. زهرة احمد يعقوب (زهرة ربدة)،
5. فاطمة ادال (ممرضة)،
6. امنة باحاج.
المناضلة في مدينة كرن:-
1. ستل حامد،
2. الاستاذة اسيا قاضي موسى،
3. امنة قاضي موسى،
4. سعدية (حرم صالح برادة)،
5. سعدية عثمان،
6. فطوم سعيد لحتات،
7. زينب محمود،
وسميت تلك الخلية باسم (الغالية).
يذكر ان خليتي اغردات وكرن كونتا عام 1964م، ونود ان نعتذر لعدم وجود كشوفات لباقي المدن الارترية وربما نكون قد قصرنا في ذكر بعض الاسماء لعدم وجود بيانات.
في اكتوبر من العام 1971م عقدت جبهة التحرير الارترية مؤتمرها الوطني العام الاول، ومن قرات ذلك المؤتمر التي اتخذها اعطاء المرأة الارترية مكانها الطبيعي في السلم القيادي للتنظيم ومعها العمال على ان يتم ذلك بعد ان يعقد كل من المرأة والعمال مؤتمراتهما التأسيسية.
في هذا المؤتمر تم انتخابي عضوا في اللجنة التنفيذية وفي فترة لاحقة تم اختياري كي اشغل مكتب المنظمات الجماهيرية، وبدأ هذا المكتب نشاطه مبذ بداية العام 1972 الى نهاية العام 1974م خلال هذه الفترة تمكن المكتب من عقد ثلاثة مؤتمرات تاسيسية، الاول كان للعمال والثاني كان للنساء والثالث كان للاجئين الارترين والذي اختار اسم (رابطة اللاجئين الارتريين)، وقد تم كل ذلك باشراف مكتب المنظمات الجماهيرية.
استعدادا لعقد المؤتمر التأسيسي للمرأة كان لابد من تكوين لجنة تحضيرية مهمتها الاعداد للمؤتمر فكان نشاط اللجنة داخل ارتريا والسودان حيث قامت بالتحضير وانتخاب العضوات المرشحات للمشاركة في المؤتمر من مختلف المواقع.
كونت اللجنة التحضيرية من بعض الاسماء التي سوف اذكرها واخرى لم اتمكن من ذكرهن لعدم وجود وثائقي معي.
والاسماء التي اتذكرها هي:-
1. المناضلة/ آمنة أبر،
2. المناضلة/ نسريت كرار،
3. المناضلة/ فاطمة محموداى،
4. المناضلة/ زينب محمد موسى،
5. المناضلة/ روضة (زوجة المناضل محمد عمر يحى)،
6. المناضلة/ حرقو،
7. المناضلة/ جمعة عمر.
ثم التحقتا باللجنة التحضيرية كل من المناضلة امنة محمد علي ملكين والمناضلة زهرة جابر عمر والتان كانتا في الخارج اثناء تكوين اللجنة التحضيرية.
كان اداء اللجنة التحضيرية رائعا، قبل المؤتمر عقدن سلسلة من الاجتماعات وكون وفودا للقيام بجولة في المدن السودانية واشرفن على انتخابات الفروع لاختيار عضوات لحضور المؤتمر وكان وفد اللجنة التحضير مكون من المناضلات نسريت كرار وفاطمة محموداى وزينب محمد موسى وكان التوفيق حليفهن، اما المناضلة امنة ابر باعتبارها رئيسة اللجنة التحضيرية فقد ادت دورها بشكل رائع، وفي الختام اقول ان اللجنة التحضيرية كانت منسجمة ومنضبطة في اداء دورها وتم عقد المؤتمر بشكل ناجح.
تنفيذا لقرار المؤتمر الوطني العام الاول فان المناضلة امنة ملكين والتي تم انتخابها رئيسة للاتحاد العام للمرأة الارترية أصبحت عضوا في المجلس الثوري لجبهة التحرير الارترية كما انتخب المؤتمر السيدة زهرة جابر مسؤلة العلاقات الخارجية للاتحاد وكذلك السكرتير العام للاتحاد العام لعمال ارتريا الشهيد على عثمان حنطي عضوا في المجلس الثوري تنفيذا للقرار المذكور.
وفي هذا المضمار يجب ذكر الدور الكبير للمناضلات في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا اللائي كان دورهن البطولي مشهودا حيث ضربن اروع الامثلة في البطولة والفداء.
ونحن نحتفل بيوم المرأة نتمنى ان يوفق هذا الجيل في اداء دوره من اجل الارتقاء بدور المرأة والنضال من اجل ازالة هذا النظام الذي جثم على صدور شعبنا لنعود الى وطننا لبناء صروح منظمات جماهيرية تخدم وطنها وشعبها وكل عام وانتن بخير.