قناديل في المسيرة المناضل الشهيد/ أحمد محمد ابراهيم عوروف

بقلم الأستاذعبدالرحمن كوشي  المصدر: رابطة أبناء المنخفضات الارترية

بسم الله الرحمن الرحيم

توطئة: رجال ألتحقوا في بواكير عمرهم وزهرة شبابهم بميادين القتال،

احمد محمد ابراهيم عوروفوأرتبطوا بساحات الوغي والفداء وجدانيا وروحيا، وسكبوا جل طاقاتهم، وضحوا بالغالي والنفيس، ومهروا أرواحهم ومهجهم في سبيل الوطن، فكانوا نبراسا يضئ دياجيرالظلام، ونورا يستدل به في دروب النضال، أفترشوا العراء، وتوسدوا الصخور والتحفوا السماء، كانوا يصلون الليل بالنهار، قهروا العدوا، الصحاري والبراري تعرفهم، والغفار والوديان.

السيرة الذاتية:

المناضل/ أحمد محمد ابراهيم عوروف
الميلاد:

من مواليد عد نصور، مدينة حقات في العام 1940م متزوج وله من الابناء الذكور 7 والأناث 2

تاريخ الالتحاق بالثورة الارترية جبهة التحرير الارترية:

عقب الانتصارالساحق الذي حققته جبهة التحرير الارترية علي العدوا الاثيوبي في معركة تقوربا الفاصلة في مارس 1964م، وجدت الثورة الارترية صدي كبيرا في اوساط الشباب الارتري في الداخل علي وجه الخصوص وفي الخارج في العمق السوداني علي وجه العموم، فتدافع الشباب بحماس منقطع النظير نحو الثورة، وفي ذلك العام التحق بطلنا بالثورة في شهر اغسطس 1964م.

ثم الحق بفصيلة القائد الكبير محمد سعيد شمسي، قائد معسكر شعب في الساحل الشرقي، وتلقي التدريب اللازم داخل هذه الفصيلة، بعد الانتصار الكبير الذي تحقق في الثلث الاول 1964م من عام البطولات والتضحيات، لم تهدأ جبهات القتال، فكان الثوار في كر وفر مع العدوا الذي كان يتربص بهم ريب المنون، خصوصا بعد أن تلقي صفعة قوية في معركة تقوربا، وفي ذات عام البطولات 1964 وقعت معركة (شعب، بسكون الشين) التي استبسل فيها بطلنا أحمد محمد ابراهيم عروف وابلي فيها بلاء حسنا، وأظهرفيها براعته القتالية العالية، بجانب شجاعته النادرة، استشهد في هذه المعركة، وسقط ركن ركين وصنديد من صناديد جبهة التحرير الارترية، المناضل الجسور محمد سعيد شمسي، الذي ارهب وارعب العدو في ساحات الوغي، مما اوغل فيه صدور جحافل جيش العدو وحاولو التشفي بتعليق جثمانه الطاهر لمدة ثلاثة ايام في مدينة قندع لزرع الرعب واخافة الناس، ولكن هيهات، بل ازداد الشباب حماسا وأيمانا بعدالة قضيتهم المصيرية.

ظل بطلنا احمد محمد ابراهيم عوروف مرابطا وجنديا وفيا في فصيلة الشهيد محمد سعيد شمسي قرابة عام كامل حتي حلول العام 1965م، الذي شهد تشكيل المناطق العسكرية في عموم أرتريا، حيث اقتبس المجلس الاعلي نظام المناطق العسكرية من نظام الولايات في الثورة الجزائرية بغرض نشر الكفاح المسلح الي نطاق اوسع وتوسيع الاستراتيجية العسكرية في خطوة لم تكن محسوبة العواقب الامر الذي ترتبت عليه افرازات سالبة، القت بظلالها علي مسيرة الثورة لسنوات عديدة، بعدها انحصر وجوده في المناطق الغربية من البلاد، عندئذ تم توجيه بطلنا احمد محمد ابراهيم عوروف الي المنطقة الاولي والتي كانت تضم جغرافيا (بركة والقاش وسيتيت وام حجر) تحت قيادة وراية المناضل الشهيد عثمان محمدادريس ابوشنب (ورقي الي قائد فصيل)، حيث كانت تخضع المنطقة الاولي تحت أمرة المناضل الشهيد محمود ديناي، كان الشهيد البطل أحمد عوروف، يتمتع بأخلاق حميدة بين أقرانه، وكان يعلوا وجه الوقار، فكان موضع اعجاب وتقدير من قادته، بجانب أنه كان مخلصا وأمينا وكثير الصلاة، حتي لقب بالانصاري (قومياي - بالهجة التقرايت وتعني التقي النقي)، وبعد مرور ستة اشهر، رقي البطل الشهيد احمد محمد ابراهيم عوروف الي حكمدار اول، حيث اصبح قائد مجموع، في فصيلة المساعدة، وهي واحدة من الفصائل التي كان دورها أسناديا، فيمكن أن يطلق عليها فصيلة الاسناد، حيث تضم بين ضفتيها نخبة من المقاتلين المميزين، يستعان بهم عندما يحمي وطيس المعارك، حيث تتدخل في الوقت المناسب دون تتلقي الاوامر من أحد، حيث كانت فصيلة الاسناد (اوما كانت مشهورة بفصيلة المساعدة) تحت أمرة المناضل محمد الامين يوسف والمناضل عافة حمد، لما يتمتعان به من مهارات قتالية شرسة، كانت تلقن العدوا درسا في فنون القتال ومواجهة العدو، والجدير بالذكر علاوة علي الدور الاسنادي الاساسي كانت تلعب فصيلة الاسناد دور الرادع وسدا منيعا ضد قطاع الطرق القادمون من (والقايت - التقراي) لنهب الابقار، ولما ذاع صيت بطلنا الشهيد أحمد محمد ابرهيم عوروف كأحد المقاتلين الأقوياء لايهاب الردي في صفوف القتال و فصيلة الاسناد، طلبه المناضل وقائد الفدائين أدم محمد حامد قندفل في العام 1966م.

ومنذ ذلك الحين اصبح الشهيد البطل أحمد عوروف، ضمن نخبة الفدائين الاقوياء، وأشترك في نفس العام في معركة أغردات الشهيرة، التي أستشهد فيها كل من المناضل البطل (دنقير) والمناضل البطل (أب فروت).

وفي العام 1967م قام جيش الاحتلال الاثيوبي بتطبيق سياسة الارض المحروقة في اقاليم بركة والقاش ولاسيما في بعض المدن، وشهدت الساحة السياسية الارترية حالة من الارباك، فتحولت الفصائل الي سرايا في جبهات القتال، تماهيا مع الوضع الراهن وأتسعت رقعة المشاركة بعد أن هب جيل الستينات بأسره وتدفق الي جبهات القتال والمقاومة الوطنية لدحر العدو الاثيوبي، عاد مرة أخري البطل أحمد عوروف تحت أمرة القائد عثمان محمدادريس ابوشنب وبرتبة نائب فصيلة.

كان الشهيد موضع توافق بين قادة النضال واركان جيش التحرير وعلي وجه الخصوص قادة المنطقة الاولي (ابوشنب، ابورجيلة، قندفل، ديناي).

عقب مؤتمر ادوبحا العسكري الذي عقد في الميدان في 25 أغسطس 1969م، وشهدت الساحة السياسية الارترية علي اثره تغيرات كبيرة بعد استعراض كامل لمشاكل الثورة ونقاش طويل لكل المواضيع، حيث خرج المؤتمرون بقرارتكوين قيادة اطلق عليها القيادة العامة لجيش جبهة التحرير الارتري بالميدان من 38 عضو وحل نظام المناطق بصورة نهائية، في هذه الاثناء الحق البطل أحمد عوروف، بفصيلة الامن تحت أمرة موسي رادائ، ثم رقي الي قائد فصيلة اولي عام 1970م سرية رقم 435 بقيادة المناضل أحمد ابراهيم نقفة (حليب ستي).

وفاته:

غادر الشهيد البطل أحمد محمد ابراهيم عوروف في العام 1993 كسلا متوجها صوب الوطن وأستقر به المقام في مدينة حقات مسقط رأسه، ووافته المنية في شهر سبتمبر من العام 1994م اثر علة لم تمهله طويلا ألا رحم الله الشهيد بقدر ما اعطي لوطنه.

المصادر والمراجع:

الروايات الشفهية المنقولة من من عاصروه من رفاقه وبالاخص المناضل محمد ابراهيم ابر.
كتاب مسيرة جبهة التحرير الارترية (بداية ونهاية) للمناضل ابراهيم محمد علي.

Top
X

Right Click

No Right Click