العميد/ صالح عثمان كما عرفته وسمعت عنه - الجزء الثاني

بقلم الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبدالله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ

إن معركة عصب ستظل من المعارك الخالدة في سلسلة مواجهاتنا مع العدو الاثيوبي الغاشم،

وصمود العميد/ صالح عثمان في جبهة عصب كقائداً للفرقة 39 غير كل موازين القوي بل وكتب تاريخ جديد للمقاتل الارتري وخاصة شباب الخدمة الوطنية الذين دافعوا ببسالة عن الارض الارترية خلال الحرب التي دارت لمدة ثلاثة أعوام ممتالية، وفي تلك الحرب إستعانت إثيوبيا بخبراء من مختلف دول الاتحاد السوفيتي السابق واليات ضخمة ورصدت أموال لا حصر لها وحركت شبكة عالمية من وسائل الاخبار للحضور الى إثيوبيا لمشاهدت هزيمة الجيش الارتري في جبهة عصب ووصول الجندي الاثيوبيا الي مياه البحر الاحمر.

هذه الطموحات لم تتحقق بفضل صمود العميد البطل/ صالح عثمان ورفاقه وجنوده البواسل وهزمت إثيوبيا وحلفها الشيطاني البغيض من داخل الوطن وخارجه، من يدمر إرتريا اليوم من الداخل ويعمل على تشريد شعبها بمختلف الاسلحة رغم كل ما تملكه من إمكانيات وثروات وإرادة شعب صبور لا يقهر هو جزء من المخطط وهذا أيضاً سيهزم وستبقي إرتريا للإرتريين.

جبهة عصب كانت جبهة ممتدة وكان بها عدد من الفرق العسكرية وكان من بينهم العقيد/ راس مراخ الذي لبي النداء وإنسحب بفرقته ثم رجع مرة أخري الى الجبهات الامامية، وبمناسبة ذكر العقيد رأس مراخ هو الذي حرك جيشه ودمر منازل البسطاء في حي أماتري العريق بحجة إنه عشوائي والمنطقة سوف يتم الاستفادة منها وهجر أهلها في حر الهجير الى سهول وادى شعب وحتى تخوم قرورا السودانية هذا التاريخ يذكره كل مواطن في تلك المنطقة، وتم دحر القوات الاثيوبية بقيادة البطل/ صالح عثمان، وإن محاولة كتابة التاريخ بإسم العقيد/ رأس مراخ تقليد نعرفه منذ معارك تحرير مصوع الاولى والثانية إبان حرب التحرير، وحتى الأن يعتقد بإن بطل معركة تحرير مصوع هو الفريق/ فلبوس ولكن الحقيقة غير ذلك وكان معه ابطال كثر وقادة أكثر منه خبرة ودراية وإن أول من دخل الى جزيرة مصوع مع الدبابات الثلاثة التي عبرت الى "باصع" قائد ميداني معروف إسمه/ محمد جمع لا أدرى اين هو الان، أما فلبوس جاء بعد إكتمال السيطرة على الميناء والمدينة خلال الفترة المسائية لانه كان يرابط مع الوحدات التي كانت بإتجاه "قرقسم" وصادف وصوله وصول الاعلاميين وعلى الفور دون الرجوع الى القيادة العسكرية الميدانية أجروا مقابلة مع فلبوس حول معركة تحرير مصوع وسجل في تاريخ الجماعة بإنه بطل تحريرها، ما أشبه الليلة بالبارحة.

كما قلت سلفاً العميد البطل/ صالح عثمان التحق بالثورة من مدينة بورتسودان وكان يلعب في فريق الدلتا وهم أشبال لفريق "أكوبام" العريق في رابطة الديوم الجنوبية ببورتسودان.ويذكر أن فريق أكوبان التحق معظم لاعبيه بالثورة وهم يرتدون زي الفريق وكان من بينهم الشهيد/ محمود على نور ومحمد عثمان سعد الله وصالح صاروخ حسب ما وجدت في التعليقات والمداخلات.

وقبل الإنتقال من الحديث عن جبهة عصب أذكر بأن الجنرالات نصبوا مكائد لصالح عثمان نتيجة لمخالفته الأوامر العسكرية وتعريض أفراد فرقته العسكرية للخطر ومنع من إجراء أي مقابلات من أجهز الاعلام حينها وأعتقل لفترة بسيطة تم إطلاق صراحهه بعد تدخل الرئيس/ أسياس أفورقي الذي كافئه بسيارة "لاند كروزر" خضراء اللون ثم منح بعد ذلك منزل في حي "قزاباند" الراقي هو وزوجته المناضله/ زينب عمر فقاريا التي تناديني دوما يا خال "كفو هليكا" حين أقابلها في مكان عام.

بحكم صلة القرابة التي تجمعني بزوجته المناضلة/ زينب عمر فقاريا "خالها من جهة أمها" كنت أتردد الي منزله بإستمرار وكان يستقبلني بترحاب ونجلس نتبادل الاحاديث حول الكثيرمن القضايا، وهو كعادة العسكريين كان قليل الكلام شديد الملاحظة والتدقيق في كل شيئ لا يجيد فن الحديث والتلاعب بالالفاظ كالسياسين بل كان صريح لا بعد حد في الكثير من القضايا، دوما كان يشاهد تلفزيون "روسيا اليوم" باللغة العربية وكان يقول لي هذه القناة أخبارها محايدة.

حتي اثناء وجوده في المنزل كان يحرص على أتصال دائم بفرقته العسكرية التي كانت ترابط في "طرونا" وضواحيها وكان يملك وحدة إتصال كاملة في منزله لمتابعة كل صغيرة وكبيرة حول الجبهة الجنوبية بالاقليم الجنوبي، كان ايضاً مهموم دوما بجنود وحدته وكان يتمتع بنظرة إجتماعية ثاقبة لأنه كان يعايش اوضاع منتسبي الخدمة الالزامية ويعرف ظروفهم ومشاكلهم وكان منزله عبارة عن معسكر لكل الذين يحضروا الى أسمرا للعلاج أو لظروف خاصة من أفراد فرقته، وخلال الفترة التي كان يتواجد فيها جيشه داخل اسمرا كان منزله عبارة عن محطة إتصال وإستقبال للجنود حيث كان يتواجد بالمنزل وحدة إتصال لا سلكي عسكرى متكامل وحتى العاملين على هذه الاجهزة كانوا يقيمون بالمنزل لأن العميد/ صالح عثمان كان مخصص لهم غرفتين خاصة بهم بكل مسلتزماتها. كما سمعت بإنه كان يقيم حفلات الزواج بمنزله لأفراد فرقتة العسكرية الذين يتزوجون في أسمرا، وأذكر وخلال الحديث معه كان دوما يسألني عن أوضاع الشباب وعن الخطط الحكومية لهم وحرصه هذا يؤكد لي بإنه كان متعاطفاً مع الشباب وكان يدعم مطالبهم في الجيش من رواتب وغير ذلك.

إلى اللقاء... في الجزء القادم

Top
X

Right Click

No Right Click