قصة المعتقل الشهيد/ أحمد شيخ إبراهيم فرس

بقلم الأستاذ: زبير أحمد شيخ إبراهيم فرس

من مواليد حرقيقو عام 1927 بالقرب من مدينة مصوع.

من أعضاء الرابطة الاسلامية في الخمسينيات ومن الناشطين في حشد وتعبئة الجماهير

أحمد شيخ ابراهيم فرسبمصوع لمناصرة استقلال ارتريا.

كان له الدور الرئيسي في خروج الزعيم الإرتري الشهيد عثمان صالح سبي من ارتريا بسبب ملاحقة الحكومة الأثيوبية له في عام 1959 عن طريق ميناء عصب الى اليمن حيث قام بتعليمه السباحة و عمل كافة الترتيبات اللازمة للتمويه على خروجه مستفيدا من خبرته في المنطقة وعمله في الشركة اليوغسلافيه المسؤولة عن بناء الميناء بوظيفة قبطان.

بعد الاحتلال الاثيوبي والغاء الحكم الفدرالي كان للشهيد دور كبير في تزويد الثوار بالسلاح منذ بداية الثورة بحكم عمله كقبطان بحري وتنقله بين عدن ومصوع عن طريق تهريب السلاح للثوار.

قام الشهيد بالمساهمة من ماله الخاص في توفير اول سلاح للثورة الارترية بقيادة حامد عواتي في عام 1961 وهي القصة المشهورة للبنادق الخمسة والمسدسات التي نقلها الزعيمان ادريس محمد ادم وعثمان سبي رحمهم الله من اليمن.

واصل الشهيد دعمه للثورة الارترية ضد المستعمر الإثيوبي مما أدي إلى اعتقاله ومعاناته في السجون الأثيوبية وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما قضى منها عشرة أعوام وخرج من السجن مع كل رفاقه في عملية نوعية تم فيه هروب جميع المساجين مع حراس السجن بالتنسيق مع الثوار.

بعد خروجه من السجن عمل مرة أخرى في نقل السلاح للثوار عن طريق قيادة الباخرة المملوكة لقوات التحريرالشعبية ريم عرب.
استقر الشهيد في مدينة مصوع بعد التحرير مباشرة وكان له دور كبير في المجتمع كونه يتميز بالمعرفة و الحكمة في حل الخلافات القبلية والعائلية بالطرق الودية نظرا لمكانته الاجتماعية وتاريخه النضالي المشرف في الثورة الارترية منذ بدءها وحتى التحرير مما أكسبه محبة واحترام الجميع.

كان يحمل هموم وطنه ولايألو جهدا في طرح مشكلات وهموم المواطنين ومعاناتهم في أي لقاء صحفي او تجمع جماهيري أو فرصة تجمعه مع المسؤوليين بما فيهم رأس النظام اللذي التقى به أكثر من مرة ووجه اليه النصح بما يحدث من ظلم وتجاوزات في البلد وعدم توفر أدنى مقومات الحياة لضمان العيش الكريم.

في يوم الأربعاء الثاني من مايو 2007 الساعة 5:30 مساء تم اختطاف المناضل أحمد شيخ إبراهيم فرس بواسطة مسؤل الأمن في المدينه ونائبه من مكتبه بمصوع أمام مجموعة من الأهالي في جلسة صلح لحل خلاف قبلي كعادته الدائمة.

في هذه اللحظة لم يخطر بباله أنه سيعتقل نظرا لطريقة الاعتقال التي تمت حيث تم إبلاغه بأنه مطلوب في أمر ما دون ذكر لأي قرار اعتقال أو ما شابه وبعدها ودون أي حديث تم التوجه إلى السجن الرئيسي في مصوع وهو سجن عجيب والذي يبعد حوالي 4 كم من مصوع على الطريق إلى بلدة حرقيقو.

مكث الشهيد في سجن عجيب قرابة الستة أشهر من شهر مايو الى شهر أكتوبر2007 صاحبه العديد من المتاعب الصحية نظرا لسوء وضع السجن في ظل حرارة الصيف المرتفعة في مصوع ومرضه وكبر سنه الذي تجاوز الثمانين والتي كان ينقل على إثرها إلى مستشفى قرار في مصوع لمدة يوم أو يزيد ومن ثم يتم إعادته الى السجن حسب حالته الصحية.

في خلال هذه الفترة احتج الشهيد لمعرفة سبب الاعتقال ولكن دون جدوى أو توضيح، مع العلم انه كان يتوقعه في اَي لخطة نتيجة عدم سكوته على الحق في كل المناسبات، غير أنه وبربط بعض الأحداث لاحقا فإن الشي المباشر الذي حدث قبل هذا الاعتقال هو مواجهته رجال الأمن بقوة في مكتبهم والاصرارعلى الإفراج عن الشيخ حسن سالم مسؤول الأوقاف الإسلامية في مدينة مصوع بحكم مكانته لجموع مسلمي مصوع وتعهده بتقديم أي تعهد أو كفاله قانونية والتي قوبلت برفض وتعنت مسؤولي الأمن. (توفي الشيخ حسن سالم لاحقا في نهاية عام 2014 بعد فترة اعتقال طويلة في معسكر معطر).

بعد مرور ستة أشهر وفي يوم 27 أكتوبر 2007 الساعة التاسعة والنصف مساء تم نقل الشهيد ومجموعة أخرى من المعتقلين تتجاوز الثلاثين إلى مكان مجهول وبصورة مفاجئة دون سابق علم.

علم لاحقا أنه تم نقلهم إلى معسكر للجيش في منطقة "معطر" في الساحل بالقرب من مدينة افعبت.

استمر الوضع على هذا ودون اي معلومة عن الفقيد وما ان كان على قيد الحياه ام لا. وبعدما اشتد عليه المرض في هذا المكان الصحراوي (معطر) تم نقله في بداية شهر أبريل عام 2008 إلى المستشفى العسكري بالقاعدة البحرية بمنطقة "قدم" بالقرب من "حرقيقو" أي بعد مرور ما يقارب السنة من الاعتقال.

وقد كان في وضع صحي سيء جدا بسبب سوء ظروف الاعتقال في (معطر) وكبر عمره الذي تجاوز الثمانين ومعاناته بمرض السكر وحرمانه من الرعاية الصحية الضرورية.

مكث الفقيد في "معسكر قدم" لمدة ستة أشهر وفي نهاية شهر أكتوبر 2008 وبعد تحسن حالته الصحية قليلا تم نقله مرة أخرى من المستشفى العسكري في قدم إلى معتقل معطر دون أي سابق انذار وبشكل مفاجئ كالعادة.

توفي في شهر أكتوبر عام 2010 في معتقل معطربعد معاناة شديدة مع المرض والضروف السيئة للمعتقل الصحراوي وتم دفنه هناك دون علم أو تبليغ لأسرته الى هذه اللحظة.

تم الاعلان عن وفاته عام 2014 على شبكات التواصل بعد تسرب خبر وفاته في المعتقل دون السماح لأسرته باقامة أي مراسم عزاء.

رحم الله الشهيد وجميع شهداء الوطن واسكنهم فسيح جناته،،

فرج الله هم المكروبين ونسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن جميع المعتقلين والمغيبين ويعيدهم سالمين الى اسرهم عاجلا ليس آجلا.

Top
X

Right Click

No Right Click