رسالة إلى المعتقل المناضل عبده بكري هيجي

بقلم الأستاذ: عبداالله هیجي - أخو المعتقل

أعلم جیدًا لن تصل إلیك رسالتي هذة!!! وأعلم أیضا أني أرسلها بدون عنوان؟؟؟!!!

عبده بكري هیجيلكنها إلیك أنت... هناك حیث تعتقل... لا تسألني أین المعتقل...؟ الموقع... المكان!!! المدینة... فقط أعلم البلد...؟ الذي كنت فیه أنت صوت الصدق... والثورة... والنضال... والعزائم... والإلهام...!!!

عزیزي...

أكتب وأنا على یقین أنك سوف تقرأ رسالتي هذة بما تملك من عزائم الرجال... وتفهم معاني كلماتها بإحساس الأبطال... وتستشعر بها بصمود الثوار... وتستوعب عمق الآمها بشموخ الصمود...!!! كیف ذلك...؟؟؟ ولم أعرف لك عنوان؟؟؟ سترد على تسائلي حتمًا... بفخر النضال وروح الإصرار!!! هل كانت الأسوار والقضبان یومًا تحجب الإرادات؟؟؟

أخي...

لا ترهقني بسؤالك عن الوالدة... أنا لا أستطیع أن أتبین ملامحها... كدت لا أعرفها... خطوات الزمن وسویعات التواقیت عندها على وتیرة الماراثون تنهش من عمرها تمسح معالمها... تصلب بریقها... تقتل بسمتها...

أخي... أن المسافات والأبعاد بین ما كانت فیه من السعادة والإطمئنان وأنت حر طلیق والیوم یمتد بعمق لا أستطیع فهمه یسكن قلب الأم المجروح.

أو تدري أن ملامح وجهها رسمت فیه خارطة من الآسى وأضحت تكتسي الالام ویئن قلبها بعمق غیابك. فعذرني لااستطیع أن أقاوم دمعتي!!!

أخي... أعجب في كثیر من الأحوال من أین تأتي ونحن معها بتلك القوى والقدرة على الإستمرار رغم الأحزان التي ملئت نفوسنا حتى باتت جزءًا من ملامحنا، والآلام التي ضاقت بها صدورنا، والعتمة التي ما زالت تملأ طریقنا وما زلنا نتطلع الى ذلك الأمل أمل اللقاء.

أخي العزیز...

كیف كان لي أن أبداء بسلام... وحوالیك لا وجود للسلام ولا الأمن..؟ فهل كنت أستطیع أن أستهل بالسلام وأنا أعرف غدر السجان؟؟؟ أم أستهل بالسلام بقدر تمنیاتي ودعواتي بسلامتك!!!

عزیزي...

قد تنكسر في ذواتنا أشیاء تدمي الروح والقلب ولانملك حق المداوات ولا حتى تطبیب النفس... فلا نملك ألا أن نعیش فوق الجراح فوق الآلآم... ونتابع مسیرنا المثقل بالآهات المتعب من جراحاته أملآ بیوم نلقي فیه كل الحمل الثقیل ونغیب في نوم طویل نفیق بعده ونتحدث عن ما كان... أو نثور ونحقق إنسانیة الانسان... في ذلك الوطن.

أكاد أستشعر بقولك وتسائلك كیف أوضاع البلد...؟؟؟ وترجوني بأن نحافظ على نبل الأخلاق الذي یمتد بعمق الوطن...!!! وكأنك تود لو كان بیننا قنوات الأتصال فاطلعك بعض التطورات للوطن المثقلة بالأحزان والفاقد نبضات البطولات... عجبت من فضولك... كیف تسأل عن الوطن وتوصیني بالحفاظ عل نبل أخلاق النضال؟؟؟

ترى هل تحمل ذلك الأمل... في الحریة والأنعتاق... ومازلت تؤمن بأن الأنوار تأتي عبر دهالیز الظلام... ما أروع تطلعاتك... وما أعظم أهدافك التي تنیر ظلام معتقلك تسألني عن أحوال الوطن والعباد...؟؟؟ كیف لي أن أرد وقد إختلطت الأوراق... حیث أصبح العدو أخا... والشعبان شعب وأحد.. ومن یرى غیر ذلك أتصف بالجهل... أصبحنا نسمع عن الوطن من ذلك الأخ... أتدري؟؟؟ أن من كان عدوا... والذي كنا أو كانوا یتباهونا أن تسلیم شبر من أرض الوطن له یعني محالآ أن تشرق الشمس...!!! الیوم هو نفس العدو یبني قواته البحریة!!! لا تسألني أین؟؟؟ وكیف؟؟؟!!! الم أقول لك... شعب وأحد... فهناك... خطوات أكبر وأعمق إتفاقات ومشاریع... مد أنابیب البترول من داخل میناء عصب إلى أدیس... ومشروع السكة الحدیدیة من میناء مصوع الى أدیس... مع دول في غیاب ملحوظ للوطن.

أعلم أثقلت علیك!!! فأعذرني فإنني أفهم مدى وطنیتك... عزیزي في النفس أشیاء كثیرة أرید أن أحدثك بها... ویقینا سنلتقي یوما ولا أدري كم من الوقت نحتاج.. لنحكي ما مضى رغم جبروت السجان.. ولعلنا وفي ذلك القاء سنتعانق ویبكي كل منا على كتفة أخیه حتى یرهقنا البكاء ثم نتطلع للغد الآتي... وهكذا حتما الغد آتي... فإلى أن القاك.

أخیك/ عبدالله هیجي

Top
X

Right Click

No Right Click