المغيب الأستاذ/ ادريس محمد بخيت ادريساي

بقلم الأستاذ: ادم عثمان

سيرة معتقل ادريس محمد بخيت ادريساي ولد وترعرع في مدينة كرن الباسلة،

وكان الفتى الإدريسي هادئ الطباع، ثاقب النظر، محبا للعلم والعمل... حيث زاول التجارة بيعا وشراءا، وعرف بتسامحه، وتيسيره على زبائنه، ظل كغيره من ابناء الوطن يساهم في مناصرة الثورة، ويرقب فجر الحرية الوليد، واستقبل الثوار الأبطال يوم تحرير كرن كغيره من الشعب بالأهازيج والفخر.

المطاردات العجيبة:

بينما كان في زيارة عمل للعاصمة اسمرا هاجمت بيته قوة امنية مدججة بالسلاح بحثا عنه، ولكن نجاه الله من الخطف... ومرت الشهور وهو حذر يتوارى، وخائف يترقب! وفي يوم آخر فوجئ عمال مزرعته في (قحتيلاي) بقوة اخرى مدججة تستقل عربة خاصة يسالون عنه وعن مكان وجوده! وكان وقتها في زيارة لمدينة مصوع... بحثوا عنه في المزرعة والمزارع المجاورة! وبعد هذه المطارات المتكررة طلب منه الاهل والاقارب مغادرة البلاد، والفرار بنفسه، ولكن - فك الله اسره - رفض ذلك وبقي يمارس عمله الزراعي والتجاري بين قندع ومصوع وكرن... وفي عام 1994م وفي جوف الليل حيث خيم الظلام، وسكنت النفوس، وهجع المتعبون... فإذا بهمهمات عند باب الدار يقول احدهم (هنا يسكن رقم 21)! وبعد قليل تم إقتحام الدار، وتسورالبعض المحراب... وانقضوا عليه كالفريسة امام زوجه واطفاله! وكل من حاول فتح فمه ثوبت عليه افواه البندقية...

اين انت يا أخي الحبيب؟

اين انت؟... كيف تعيش؟ نعرف انهم قيدوا يدك المنتجة، وسلسلوا معصمك المتوضئة، وحرموا جبهتك الساجدة... افتقدناك نحن اسرتك الصغيرة (زوجتك وأبناؤك)، وافتقدناك عشيرتك واهلك... بل افتقدتك اوقاف كرن التى كنت عضوا في لجنتها، وافتقدتك معاهدها حيث كنت عضو لجنة معهد الدين الاسلامي بكرن..

نعلم انهم لم يخطفوا رجلا فقط، ولا ابا فقط... ولكنهم خطفوا نصير التعليم، ومن وجهاء المنطقة... سوف لن ننسى خطفك، ولن ننسى اخفاءك، ولن ننسى حقوقك التى سلبت، وكرامتك التى ديست... سوف لن يطول اليوم الذي نرى من سجنك مسجونا، ومن خطفك مطاردا. نسال الله ان يفرج عنك وعن اخوانك الابطال.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click