لقاء صحفي مع أحد أبناء بركنتيا الأستاذ/ إبراهيم محمد نور حاج آل ركا

بقلم الأستاذ: حسين رمضان - كاتب ارتري

لقاء صحفي مع أحد أبناء بركنتيا الأستاذ/ إبراهيم محمد نور حاج آل ركا صاحب رواية

إبراهيم حاج 5

"من اسمراً إلى يارا From Asmara to Yara"

يسرنا ويسعدنا في هذه السانحة أن نستضيف شخصية هامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ألا وهو الأستاذ والكاتب القدير إبراهيم محمد نور حاج آل ركا.. صاحب الرواية الجميلة الرائعة.. التي عنونها "من أسمرا إلى يارا"، وهي تعبر عن معاناة شعب.

المقدمة:

يمنح الله بعض الناس أحاسيس مرهفة ومشاعر دفاقة فيعبرون عن الواقع الحياتي الذي يعيشونه وتعيشه في نفس الوقت أمتهم سواء أن كان سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً فضلاً عن الجوانب الإنسانية في سبيل نيل الحرية وبوسائل تعبير متعددة حسب درجة إمكانياتهم ومقدراتهم العلمية والفنية والإبداعية التي حباهم الله بها.. فمنهم من يمنحه ملكة الشعر فيعبر عن أحاسيسه ومشاعره من خلال صياغة الشعر ببحور فنونه، ومنهم من يمتلك ريشة إبداع في تصوير المشاعر وما يختلج في النفس برسم لوحة فنية أو رسم تشكيلي أو كاريكاتيري، والبعض الآخر يعبر عن ذلك من خلال سكب جمل من العبارات والمفردات لتصبح مادة مقروءة من خلال صياغة قصة قصيرة أو رواية لطيفة فيجسد فيها الواقع بكل فصوله ومن ثم قد يخرجها إلى مادة مرئية ومسموعة تعرض من خلال شاشة التلفاز أو خشبة المسرح.. ومن خلال هذه التعابير المختلفة أعلاه يرسل المبدع رسائل تعكس الواقع والمأمول بكل أبعاده وألوان طيفه من الآلام والآمال. وهذا الفن لا يقل بأي حال من الأحوال عن الجندي الذي يقاتل في ساحات الوغى من أجل الحرية واستعادة الكرامة.

ونرحب مرة أخرى بضيفنا الأستاذ إبراهيم ونبدأ معه الحوار من خلال طرح العديد من الأسئلة التي تستنطق ما لديه من مشاعر ومباديء وطنيه وإنسانية:-

السؤال الأول - الاسم بالكامل:

ابراهيم محمد نور حاج محمد آل ركا.

السؤال الثاني - مكان وتاريخ الميلاد والطفولة:

أنا من مواليد مدينة كرن سنة 1958م والطفولة عشتها متنقلاً في عدة مدن ارترية.

السؤال الثالث - الحالة الاجتماعية:

متزوج وأب لثلاثة بنات وولد واحد والحمد لله.

السؤال الرابع - المراحل التعليمية:

الإبتدائية مدرسة الشيخ الأمين في طوالوت (مصوع).. حيث حصلت على %99.5 في الامتحان العام General Examination على مستوى إثيوبيا وأحرزت أعلى درجة على مستوى إقليم البحر الاحمر... وكان ذلك في عام 1971م. ودرست الفصل السابع والثامن في متوسطة لؤل مكونن في مدينة مصوع.

وفي عام 1975م أمتحنت للشهادة الثانوية General Examination وأحرزت %99 على مستوى أثيوبيا والتحقت بثانوية هيلي سلاسي في اسمرا ودرست التاسع والعاشر ولم أكمل تعليمي للأسف الشديد بسبب اشتعال الحروب التي عمت البلاد في ذلك العام.

السؤال الخامس: بسبب ظروف الحروب التي حدثت في ارتريا وتوقفت عن الدراسة إلى أين كانت وجهتك وكيف كانت هجرتك من ارتريا إلى دول المهجر؟

نظراً لإشتداد الحروب في عام 1975م وصعوبة مواصلة الدراسة توجهت للسودان أنشد الأمن وأرغب في إكمال دراستي وكانت أو محطتي كسلا ثم استقر بي الحال في الخرطوم وكانت الظروف المادية صعبة ولتغطية احتياجاتي الضرورية عملت بالتدريس "دروس خصوصية" في اللغة الإنجليزية لأبناء بعض الأسر الميسورة وكان من طلابي أبناء السفير السعودي بالخرطوم آنذاك الأستاذ - محمد عمر مسلم - وبعد أن تعرف على وضعي عرض علي مواصلة دراستي الجامعية عن طريق التقديم لمنحة دراسية في المملكة العربية السعودية.

والحمد لله تمت الموافقة على المنحة الدراسية ووصلت الرياض في عام 1977م وأنا اعتبر أول إرتيري يأتي إلى الرياض بمنحة دراسية رسمية في ذلك الوقت فتم تسجيلي في ثانوية الفصيل والسكن كان في داخلية مع بعض الطلاب الأفارقة في حي الملز.

في عام 1979م أكملت المرحلة الثانوية والتحقت بجامعة البترول والمعادن بالظهران في كلية الهندسة المدنية ثم حولت منها إلى كلية هندسة البترول ثم إلى كلية علوم إدارة صناعية فتخرجت من هذه الكلية بشهادة بكالوريوس في عام 1983م.

ومن ثم سنحت لي فرصة الهجرة إلى استراليا في عام 1989م، وبعد وصولي هناك وفي أقل من شهر بدأت العمل.. وكان لدي رغبة في مواصلة الدراسات العالي فالتحقت بجامعة فكتوريا قسم الدراسات العليا فحصلت منها على دبلوم في حوسبة الأعمال Graduate Diploma in Busuness Computing.

والآن أنا على رأس العمل في إحدى الشركات بوظيفة محلل معلومات Senior Data Analyst.

السؤال السادس: الأستاذ إبراهيم أنت مهتم بالأدب وخاصة الروائي كيف كانت بدايتك في ضروب هذا الفن؟

أنا منذ الصغر شخصية مولعة بالقراءة والاطلاع والكتابة ولا زلت قارئًا نهمًا للكتب والروايات بأنواعها المختلفة، وكان لدي رغبة جامحة في أن أتمكن يومًا ما من كتابة شيء أدبي مميز يجسد على الأقل واقع اللاجئ الإرتري الأليم مع تسليط الضوء على الصعوبات والعوائق التي تواجهه في طريق هجرته من بلاده إلى حيث ينشد الأمن والأمان والاستقرار النفسي والجسدي.

وكنت أرى أنا أستطيع أن أعبر بصدق عن معاناة اللاجيء الإرتري لأني عايشت هذا الواقع في حياتي. لذا فقد وفقني الله في كتابة رواية أدبية اعتبرها نقطة في بحر تعكس ولو قليلاً معاناة اللاجئ الارتري إينما حل واخترت لها أسم "من أسمرة إلى يارا".

السؤال السابع: ما هي فصول روايتك من (اسمرا إلى يارا

رواية from Asmara to the Yarra (يارا هو اسم نهر في ملبورن) القصة تبدأ من "من أسمرة إلى يارا" و تحكي عن قصة أسرة لاجئة إريترية نموذجية. تتكون من أم أرملة مع بناتها الثلاثة الصغيرات حيث غادرن بلادهن هربًا من الحرب التي كانت مستعرة عام 1975م.

والسودان كان أول ميناء وصولهن لأنه يمثل أقرب بوابة تربط البلدين، ومن هنا نشروا أجنحة السفر، وتوجهوا بعيدًا في أنحاء مختلفة لمواجهة مصائر مروعة وتحديات مؤلمة نسوقها في الأسطر التالية:-

البنت الكبيرة أسمها مريم ذهبت بعقد عمل إلى دول الخليج للعمل كخادمة مع إحدى الأسر الثرية، وما لبثت أن تعرضت إلى كثير من المواقف الصعبة والحرجة والمآسي حيث كان صاحب العمل رجل سيء التعامل وكان يعاملها بقسوة وبلا رحمة.. ولكنها صبرت وواجهت كل تلك المشاكل بكل رباطة جأش وصلابة وما ذلك إلا لما تعلم من ظروف أسرتها المادية فجعلتها فتتحمل تلك الظروف الصعبة والقاسية.

والبنت الوسطى أسمها نادية، وهذه التحقت بصفوف إحدى فصائل الثورة الإرترية "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا"، لتصبح مجندة ضمن هذا التنظيم لكي تساهم في تحقيق حلم كل مواطن في الحرية والاستقرار، وفي إحدى المواجهات بين الفصائل وعلى غير علم ولا موعد إلتقت وجهاً لوجه مع شقيقها الأكبر الذي كان يقاتل في صفوف فصيل آخر ألا وهي جبهة التحرير الإريترية. فلا تدري كيف كان شعورها في هذا الموقف أن تلتقي الأخت مع أخيها في قتال أو حرب أهلية بالرغم من أن الهدف واحد فعلاً أمر في غاية المرارة.

والبنت الصغرى وأسمها دهب، وهذه أُجبرتها الظروف الصعبة على الزواج من رجل مسن يكبرها بعشرين عاماً تقريباً وذاقت مع هذا الزواج الأمرين والسبب في الغالب هو فارق السن بينهما مما نتج عنه عدم الاندماج والتوافق العقلي والجسدي فتوالت هواجس الظنون والغيرة غير المنضبطة، فكبل حريتها وجعلها أسيرة هواه.. فصبرت وصابرت حتى هاجرت إلى استراليا لتعيش حياة مختلفة وودعت الكابوس الذي قطف ثمرة حياتها. وهكذا المحطة الأخيرة في الرواية تنتهي في استراليا حيث تستقر الأسرة.

السؤال الثامن: الأستاذ إبراهيم هل كتابة الرواية تحتاج إلى تخطيط وإعداد مسبق أم تعتمد على التلقائية؟

نعم أبتداءً لابد للكاتب ان يكون له تصور... في أهم احداث القصة ومحطات الرواية... وطبعا من المهم أن يعرف من أين تبدأ القصة وإلى أين تنتهي.. وفي النصوص التعبيرية يبدع ويتفنن في طريق الوصول للنهاية... وأحياناً القصة نفسها تدلك إلى طريق الوصول إلى الهدف.

الامر الآخر... في كتابة الرواية هناك طريقان في السرد أحدهما يهتم بالأحداث فتنتقل من حدث الى حدث ومن محطة الى محطة... والثاني يهتم بالأدب وجمال الكلمة... في وصف الطبيعة من حوله... فتجد الكاتب يلتفت يمنة ويسرة وكأنه في سياحة... يصف السماء وحالات الطقس.. فمثلاً كيف كان حال المساء والسحاب والقمر... يحاول أيضاً استنطاق الاشجار والشمس. ويذكر في إحدى روايات Harry Potter... نقراء.. the sun was drifting in and out of sight behind the shifting clouds... كانت الشمس تظهر تارة وتختفي تارة خلف السحاب الزاحفة... أما في روايتنا from Asmara to the Yarra فالإهتمام كان بالأحداث... ووصف معاناة اللاجئين دون مبالغة... والشاهد على ذلك كثير ممن قرأوا الرواية قالوا أنهم لم يتمالكوا دموعهم أثناء التنقل بين أحداثها المؤثرة.

السؤال التاسع: الأستاذ إبراهيم إلى أي مدرسة تنتمي روايتكم من "اسمرا إلى يارا" للعاطفية أم التأريخية والفلسفية أم التأملية الخيالية؟

أنا لم أتقيد بمدرسة واحدة بل استطيع أن أقول روايتي هي عبارة عن خليط من المدارس والإحاسيس والمشاعر والهدف منها توصيل فكرة للقاريء بمعاناة شعب أسير ووطن جريح وأنا جزء لا يتجزأ منه وعايشت هذا الواقع الأليم بنفسي فأردت تجسيدها في أسلوب روائي حتى يسهل استيعابها فهي تقريباً تجمع بين (العاطفية والتأريخية والفلسفية والإنسانية) وباختصار هي خليط متجانس يحكي معاناة شعب في زمن الاستعمار ولا زالت افرازته يعيشها الجميع في حياة اللجوء والتشرد.

السؤال العاشر: الأستاذ إبراهيم من أين استلهمت هذه الرواية؟
هي رواية افتراضية السرد واقعية المعنى ولسان الحال، وتخيلية في أدوار وأسماء الأشخاص المذكورين، فهم ليس أشخاص بعينهم عايشوا موضوع الرواية لأن كثير من أبناء شعبنا مروا بمثل هذا الواقع في مراحل اللجوء وهذه الرواية عناصرها كما اسلفت من قبل في فصولها تتكون من أم مع بناتها الثلاثة كانت تعيش في كرن ومات زوجها وعانت من ظروف الحياة القاصية وابنهم الكبير التحق بالثورة في وقت مبكر والأم وبناتها لجأوا إلى السودان طلباً للأمن والأمان حيث كابدوا الأمرين في وطنهم أرتريا فكانت وجهتهم السودان والحال في السودان لم يكن بأحسن من وطنهم فصادف وصولهم كسلا فيضانات القاش فزاد من معاناتهم حيث جرفت السيول ما بقي معهم من متاع الدنيا. ونتيجة للظروف القاهرة زوجت الأم إحدى بناتها لرجل يكبرها في السن لأنه كان ميسور الحال ولعله يحل مشاكلهم. فهي قصة خيالية ولكن مبنية على أمور واقعية وكثير من الناس بعد قراءتهم لها قالوا هذه الرواية كأنها تشبه أناس بعينهم يعرفونهم فهي باختصار مشكلة كل لاجيء وتمثل شعب بأكمله هاجر من بلده وعانى الكثير في الغربة واللجوء. ورسالتي من هذه الرواية توصيل معاناة شعبي إلى دول المهجر خاصة الاستراليين لأنهم للأسف لا يعرفون مآسي شعبنا الذين يعيشون بين أظهرهم كما أنها تحمل في طياتها القيم الإنسانية وحب الوطن.

السؤال الحادي عشر: الأستاذ إبراهيم حسب رؤيتكم وفهمك ما هي عوامل النجاح في كتابة الروايات بصفة عامة وخاصة وروايتك من اسمرا إلى يارا؟

العوامل كثيرة يجب أن يكون الكاتب قاريء ومتابع وأن يكون الأسلوب شيق وفيه سهولة ومرونة حتى لا يمل القاريء وأن يكون هنالك ترابط بين الفصول والفقرات وانتقال بينها يكون سلس، والأجمل أن تكون الرواية واقعية ولا يبحر الكاتب كثيراً في الخيال وتكون ذات مذاق إنساني.. ومحلاة بالمباديء والقيم والمثل.. وعلى سبيل المثال الكثير من الناس ممن قرأ هذه الرواية كانوا يبكون من أحداثها متأثرين بواقعيتها وإنسانيتها.. وفي النهاية من يحدد نجاح الرواية من عدمه هو القاريء نفسه من خلال تفاعله وانسجامه وفهمه لعباراتها ومغزاها.. وأيضاً من عوامل النجاح أن تكون لغة التخاطب لجميع الفئات العمرية لتعم الفائدة.

السؤال الثاني عشر: ما هو زمان ومكان هذه الراوية بالتحديد؟

لا شك زمانها أيام الاستعمار الاثيوبي في منتصف السبعينات تقريباً.. أما المكان فهي تبدأ من مدينة كرن الحبيبة وإن كانت التسمية من "اسمرا إلى يارا" وذكر أسمرا هنا لأنها العاصمة وأما أحداث حلقات الرواية بدأت رحلتها من كرن ثم إلى كسلا في السودان.. وجزء منها في الميدان.. والخليج العربي.. ثم استراليا.. حيث الاستقرار والصدمة الحضارية لتلك الأسرة.

السؤال الثالث عشر: ما هو الجمهور المخاطب أو المستهدف من روايتكم المباركة؟

المستهدف من الجمهور شريحتين وهما:-

الشريحة الأولى: الجيل الذي ولد ونشأ في خارج الوطن ولا يعرف شيء عن وطنه ومجتمعه خاصة ممن يتحدث اللغة الإنجليزية حتى يعرفوا الظروف التي مر بها أباءهم وأجدادهم من حياة اللجوء ومآسي الاستعمار والنضال الذي خاضوها ضد هذا الاستعمار.

الشريحة الثانية: الأجانب أقصد بهم الخواجات تحديداً في استراليا لأنهم يجهلون الكثير عن ارتريا وما واجهه الشعب الارتري من مرارة الاستعمار ومن جهلهم يحسبون أن اللاجئين الارتريين يضايقونهم في بلادهم فلابد من تنويرهم بمآسي شعبنا الارتري حتى يعذروهم في لجؤهم من بلادهم.. وإن كان الاستعمار آت من قبلهم بلاد الغرب والشرق.

وبالإضافة لذلك ثم أمور تعتلج في صدري من مرارات وآلالام عشتها فلابد أن أبوح بها كمتنفس فكانت هذه الرواية.. وأحس إنني قدمت شيء نحو وطني.

السؤال الرابع عشر: هل لديك تفكير في نقل هذه الرواية إلى فلم وثائقي أو مسرحي في قادم الأيام؟

جميل أن تنتقل الراوية إلى هذا المجال لأنه أدعى إلى التعريف بمعاناة شعبنا فإذا وجد من يكتب السيناريو ويمول المشروع لا مانع لدي وأتنمى ذلك وعلى فكرة اتصل علي دكتور أرتيري مخضرم وهو سياسي كبير وفي نفس الوقت كاتب معروف فأعجب بالرواية حيث قرأها وهو أفراد اسرته وقال أنه على استعداد لكتابة السيناريو لهذه الرواية وإخراجها كفلم وثائقي وشكرته على اهتمامه واعجابه وحصل بيني وبينه انقطاع بسبب مشغوليات الحياة. وعلى العموم الفكرة مرحب بها متى ما تهيأت الظروف إن شاء الله.

السؤال الخامس عشر: ماذا قالوا القراء عن روايتك من "اسمرا إلى يارا

أنا كما أسلفت من قبل قصدت بهذه الرواية تعريف القارئ الاسترالي والجيل الجديد من أبناء الوطن الذين لا يجيدون غير الانجليزية لكي يقفوا على معاناة اللاجيئ بصفة عامة والارتري بصفة خاصة... وقد وجدت الرواية استحسان وقبول كبير من الاستراليين الذين اتيحت لهم فرصة قراءتها والكثير منهم كتب قائلا بفضل هذه الرواية قد تعرفنا على ارتريا وشعبها ونضالاته ولجوئه.... كما لقيت الرواية تفاعلا كبيرا من الشباب والشابات الارتريين.. وقد قالت إحدهما لو كانت والدتها تكتب لقالت مثل ما قلت خاصة عن معاناة العاملات الارتريات في بعض دول المهجر.

وأجمل تفاعل كان رسالة وصلتني من اسمرا من طالبة في المرحلة الثانوية وهي تقول بأنها وزميلاتها قررن الاستعانة بهذه الرواية وهن يقمن بالبحث عن دور المرأة الارترية في النضال وأيضاً بعض المعلمين أشاروا إلى هذه الرواية وناقشوها مع طلابهم.

السؤال السادس عشر: هل سبق أن كتب الأستاذ إبراهيم رواية من قبل أو يفكر ويخطط الآن لرواية أخرى إذا مد الله في الأعمار؟

لم يكن لدي أي محاولات من قبل في هذا الفن سوى بعض الكتابات والمقالات تنشر هنا وهنالك في بعض المواقع والجرائد.. وهذه تعتبر أول رواية لي.. ولا أذيع سراً إن قلت قد بدأت في كتابة الرواية الثانية ولم تكتمل فصولها بعد وإن شاء الله في مطلع العام القادم تكون جاهزة.. وموضوعها في نفس سياق معاناة شعبنا الارتري.

السؤال السابع عشر: من يريد أن يقرأ روايتكم كيف يحصل عليها؟

بالطبع لغة التأليف للرواية هي اللغة الإنجليزي وتوجد نسخة منها في موقع الأمزون "Amazon.sa" وقد ترجمها إلى اللغة العربية السفير الأستاذ أحمد طاهر بادوري.. وهي تحتاج إلى مراجعة لغوية وتنقيح وهي في حكم الجاهزة وإن شاء الله ترى النور قريباً.. كما قامت إحدى الأخوات الصحفيات في اسمرا بترجمة الرواية إلى اللغة التقرينية وهي جاهزة الآن للطباعة خلال الأيام القادمة. ومما اعجبني وأسعدني أحد الأخوة المتحمسين اتصل علي وطلب مني ترجمتها إلى اللغة البليناوية.

السؤال الثامن عشر: كيف وأين تم تدشين روايتكم "من اسمرا إلى يارا

التدشين يعتبر بداية الإنطلاق الرسمي للرواية والتعريف بها في أوساط المهتمين بهذا النوع من الأدب، وكان أول تدشين في قاعة امباسوير باسمرا وبحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب. ووجدت الاستحسان من الحضور.. وتم توزيع نسخ منها على الحضور.

التدشين الثاني كان في ملبورون باستراليا حيث أقيم حفل خطابي وتكريمي من بعض أبناء الجالية الارترية وبحضور عدد من الأصدقاء والزملاء والمهتمين بهذا الفن. والحمد لله الجميع أثنى على الرواية. وهذا لا شك محفز ومشجع لي لمزيد من البذل والعمل في هذا المجال.

وفي الختام باسم موقع إدارة وأعضاء بركنتيا "أرض المرأة الحكيمة " نشكر الأستاذ الروائي إبراهيم محمد نور حاج.. على تفضله بالإجابة على الأسئلة المطروحة عليه وعلى سعة صدره واستقطاع جزء من وقته الثمين.. ونأمل أن نلتقي به في عمل فني رائع آخر.. إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Top
X

Right Click

No Right Click