وكالة زاجل الارترية للأنباء تحاور الأستاذ أحمد شيكاي رئيس الحملة الشعبية لدعم المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الأرتري للتغيير الديمقراطي
حاوره الأستاذ: باسم القروي
• يلزم أن تكون الجماهير عامة والشباب خاصة على مستوى التحدي
• المظاهرات والحملات الشبابية ليست صراخاً وإنما عمل وطني واجب
• المجلس الوطني أرقى صيغة نضالية ولهذا وجب دعمه وحمايته
• هكذا تم اختياري رئيساً للحملة الشعبية ولا مشاغبين ضدنا
بينما أنا أتصفح "الفيس" اقتحمت علي صورة متلفزة فاجأتني ببيان الحملة الشعبية يتلوه شاب ذو شعر كثيف فوق رأسه أنيق هادئ فانتبهت وأصغيت فوجدت البداية باردة صرفتني عن المتابعة ثم أعدت النظر فحبست نفسي لمتابعة الخطاب "النداء" مقروءا بصوت معتدل لا انفعال فيه ولا صراخ وأطال القراءة حتى أكمل النص.
لم أتوقع له قراءً ولا معجبين ومضت أيام قليلة أثبتت أني كنت في ظن خاطئ لأن الشباب الأرتري مهتم بالعمل ويحب العاملين لا بفصاحة الحديث ولا بضجيج الخطابة، ومقارنة عاجلة تشهد أن أكثر من 11 ألف مشاهدة تابعت بينان افتتاح الحملة الشعبية وأكثر من 135 مشاركة وأكثر من 200 تسجيل إعجاب في حدث فريد قل أن يوجد مثله في إقبال الجمهور وإصغائهم لشاب لم يتجاوز الثلاثين من العمر أتى به القدر لينطق باسم الحملة ويحمل فوق رأسه أمانة تحريك الجماهير العريضة لمناصرة القوى السياسية المتمثلة في مظلة المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي.
تواصلت معه فرحب أن تجري وكالة زاجل الأرترية الأنباء هذا الحوار وكعادتي اتفقت معه أن يجيب كما شاء على اسئلة أطرحها كيف شئت فانطلقنا معا نتحاور بهدوء حتى انتهت المقابلة.
قلت له: شكلك لا علاقة له بالتراث المسلم فأنت مسلم تنطق بلسان أمة لا تقلدها شكلاً ولا زياً وأنت رئيس لحملة لم يقم الجمهور باختيارك وأنت تبحث لنفسك عن أضواء باستغلال المناسبة العامة.. فماذا قال الشباب الأنيق الأستاذ أحمد شيكاي.
مدخل في السيرة الذاتية : مَنْ ومَا أنت يا استاذ أحمد شيكاي
الاسم: أحمد عمر شيكاي، خريج جامعة البحر الأحمر كلية العلوم التطبيقية. ثلاثيني، مهجّر من بلادي كالكثيرين من شعبي وأعيش في ألمانيا الآن. بدأت العمل العام كعضو للإتحاد العام لطلبة إرتريا في السودان بور تسودان، الإتحاد كان يتبع لجبهة تحرير إرتريا. وتشكّل وعيّ الوطني منذ كنت طالباً في المرحلة الإبتدائية، لأَنِّي درست في مدرسة الشهداء التي كان منهجها إرتري وكانت تتبع للجبهة وكانت هناك حصة ثابتة اسمها: التربية الوطنية. شاركت في ملتقى (دبرزيت) للشباب، وكنت عضو المكتب التنفيذي لإتحاد شباب إرتريا لإنقاذ الوطن في دورته الأولى. ناشط شبابي وإعلامي، مدني شعبي ولا أتبع لأي جهة سياسية أو مدنية.
أناضل ضد نظام الهقدف الأحادي وأسعى مع الجميع لإسقاطه واستبدال حكومة ديمقراطية تعددية به.
متزوج وعندي بنت تدعى ميرة.
"شيكاي" تصغير شيك بلغة تجري ومعناه بالعربي "شيخ صغير" فهل أنت كذلك ؟
الاسم لجدي "والد أبي" سمّته أمه بذلك تيمناً بطيب الاسم وحتى يكتب الله له العمر الطويل، لأن كل أبنائها كانوا يموتون في سن مبكّر، ولحكمة الله هذا ما حصل وكتب الله له طول العمر و والذرية ويحمل اسم مرادف له وهو "إدريس" وهمان اسمان يتكاملان في الرغبة والمضمون.
فجأة وجدناكم في "مجموعة جامعة" في "الواتساب" تحت عنوان (الحملة الشعبية لدعم المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الأرتري للتغيير الد ديمقراطي) "زاجل" تتيح الفرصة للتعريف بهذه الحملة... فماذا تقول؟
الحملة الشعبية لدعم المؤتمر الثاني للمجلس الوطني، هي حملة شعبية ذات أهداف وطنية تصب في مصلحة نضالنا ضد النظام الحاكم في إرتريا، تتمثل في توفير الدعم اللازم للقوى السياسية والمدنية ودفعها في اتجاه الدخول للمؤتمر الثاني حتى تتوحد الآلية النضالية وتعجّل بإسقاط النظام ومن ثم تحقيق البرامج النظرية التي توصل إليها المؤتمر الوطني الأول في أواسا 2011م الذي كان جامعاً لمعظم المكونات الإرترية المعارضة.
كما أنها تسعى إلى خلق تواصل والتحام بين الجماهير الإرترية والقوى السياسية والمدنية، لأننا نحن القائمين على الحملة، نرى أن هناك انقطاعاً وعدم وصل بين الشعب وقواه السياسية والمدنية وهو واحد من أهم أسباب ضعف نضالنا وهذا ما يجعل معظم القوى السياسية والمدنية تصرف جل وقتها في الصراعات البينية التي تبعدهم عن الهدف الذي كوّنوا أطرهم السياسية أو المدنية من أجله.
هل كانت إدارة الحملة واثقة من التزاحم المناصر من الشباب الذي تسابق إليها إلى درجة أجبركم على التروي والتنظيم بأثر رجعي ؟
نعم، إدارة الحملة كانت واثقة من هذا التزاحم والمناصرة والتأييد لأنها تخاطب الشعب الإرتري بشكل مباشر ولكنه فاق حد تصورنا بكثير، ولدينا ثقة كبيرة في شعبنا وفي قدرته وإمكانيته لمناصرة القوى التي تناضل من أجله، وهذا فعل تاريخي متجدد،تشهد عليه كثير من محطاتنا الوطنية وخاصةً فترة النضال من أجل التحرر من المستعمِّر والفترات التي سبقتها.
وحول التنظيم مجدداً كان فعل طبيعي وعادي جداً في ظل التأييد الكبير الذي شهدته الحملة، مع أنها كان لديها موجهات عمل وتَصوُّر نظري توافق عليه المبادرين ولكن إعادة ترتيبه وصياغته حالة صحية فرضها التأييد الكثيف من شعبنا.
تحملْ زحمة أسئلة في سؤال واحد : من صاحب الفكرة؟ ولِمَ أنت الرئيس ؟ وكيف تم اختيارك؟
أنا عضو في "القروب" ولم أشهد عملية انتخابية تعطيك الشرعية ؟ ماذا تقول فيمن يزعم أنك وجدت فرصة في سفينة بلا ربان فاغتنمتها لعلك تحظى بظهور صاخب موقتاً يستهوى الشباب .... ألا ترى هذه بداية مثبطة لنهاية مثبطة تضاف إلى أخواتها من التجارب الفاشلة... ما ردك ؟..
فكرة المبادرة جاءت من الأخ ماهر عمر في مجموعة واتساب تحمل اسم: حوار لوعيّ مشترك، وهذه المجموعة درجت على تقديم أوراق واستضافة شخصيات سياسية ومدنية، ويتم طرح الأفكار والآراء حول وضعنا الوطني ويتم النقاش حولها رغبةً في خلق وعيّ وطني مشترك حول قضايانا الوطنية.
وفي إحدى هذه اللقاءات كان ضيف المجموعة الدكتور عبدالله جمع، عضو المجلس الوطني ودار النقاش حول المجلس ومشكلاته ومن هنا تقدم الأخ ماهر بمقترح تشكيل حملة شعبية لدعم المجلس الوطني والتأثير عليه بشكل إيجابي، وتم تكوين لجنة من داخل المجموعة لكي ترتب لهذه المبادرة وتنظم الرؤى حولها وهذا ما حدث بالضبط.
ثم أنشغل الجميع بمظاهرة جنيف في ٢٣ يونيو وكوّنا مجموعة على الفيسبوك من أجل الدعم والترتيب للمظاهرة وبعد إنتهاء المظاهرة، استخدمنا نفس المجموعة لطرح المبادرة وبنفس الأعضاء وبهذا خرجت المبادرة من بين عضوية مجموعة الواتساب لينضم إليها مناصرون جدد، وهنا كان جهد واضح وبارز للأخ محمد الخير.
تم اختيار عدد ١٣ شخص لإدارة الحملة وكنت واحداً منهم،وفيما بعد تم توزيع ال١٣ شخص على اللجان الداخلية لإدارة الحملة وتم تكليفي برئاسة الحملة وفيما بعد ألتحق بقية من الشباب بإدارتها.
مجموعة الواتساب التي ذكرتها تم تأسيسها بعد أن تشكلت إدارة الحملة وتأسست بنفس عضوية مجموعة الفيسبوك وإضافة آخرون بما فيها شخصكم الكريم ومازالت الإضافات بها مستمرة كما تلاحظون.
الزعم الذي يقول أنني وجدت سفينة بلا ربان هو في الغالب زعم مسيّس وينظر للأمر من خلال الصراعات السياسية لا أكثر، شخصياً أول مرة يتناهى إلى علمي هذا الزعم.
أنا شخص غير سياسي في الأصل أجد نفسي أكثر في الحركة الثقافية والأدبية وميّال لها بشدة، فلذا بعيداً تماماً عن ما أسماه الزعم "ظهور صاخب" ومتأكد أن ليس من بين المبادرين بالحملة يحمل هذا الاتجاه في التفكير.لكنّا جميعاً مضطرون الآن أن نعمل في القضايا ذات الطابع السياسيّ لأنها أصبحت ضرورة وطنية ملحّة.
لا شيء يثبط همة الشباب بإذن الله، نحن لسنا المبادرة الأولى في هذا الصدد،قد سبقتنا مبادرة رأب الصدع ونحن نكمل ما بدأه الشباب، ولم تثبط همتهم كما لن تثبط همتنا.
هذا زعم يحمل كثير من التشائمية التي لسنا في حاجة لها في ظل هذا الوضع المتردي الذي يتطلب العمل الدءوب وفي كل المناحي والاتجاهات.
حملة دعم المؤتمر الثاني للمجلس بدأت عفوية فيما يظهر لمتابعها ثم تعززت بمقترحات اللاحقين فاتجهت إلى تكوين نفسها بشكل أكثر انضباطا ودقة فهل لا تزال محافظة على حماسها الأول وهل فعلاً استطاعت أن تشكل لنفسها إدارات في الأقاليم المختلفة؟
كما أسلفت سابقاً الظروف التي نشأت فيها مبادرة الحملة، فلذا لم تكن عفوية وبسيطة للدرجة التي يصورها السؤال لكن كما يقال نصف رأيك عند أخيك، فكل إضافة جديدة تمثل دفعة في اتجاه تجويد آلية العمل وضبطها.
الحملة مازالت محافظة على حماسها الأول بالتأكيد ومع كل صباح يشتد عودها وتتلقى مزيداً من التأييد والمناصرة.
أسسنا إدارة واحدة للآن وبانتخاب مباشر من بين عضوية المجموعة على الواتساب، وهذا الإقليم نسبة لظروفه الاقتصادية والأمنية كان يمثل لنا التحدي الأكبر ولأن المقيمين فيه من الإرتريين يمثلون أحد أهم ركائز العمل الوطني وبطبيعة الحال في هذه الحملة.
لم أكن أعرف الأستاذ أحمد شيكاي شكلاً إلا عبر البيان المذاع صوتاً وصورة في وسائط التواصل الاجتماعي ظهرت فيه بشكل شبابي عصري غريب الصلة بالتراث الأرتري المسلم خاصة ! هل تجد نفسَك في نفور من تراث قومْ تنطق باسمهم وتسعى لخدمتهم.
لا أرَى غرابة في مظهري ومن حيث المبدأ أنا شخص ضد التنميط بكل أشكاله.
ليس لديّ أي نفور من تراثي المحلي كما أنني متشعب الهوية بحكم طبيعتي الإنسانية وعضويتي الكونية وبنفس الوقت أنا لم أظهر كممثل للمسلمين، بل كنت ناطق باسم حملة شعبية وطنية، لوطن فيه المسلم والمسيحي وتخاطب كل مكونات الشعب الإرتري.
ما مقاصد الحملة بالتحديد وما مرتكزات ثقتك في الجمهور الذي تطلبون دعمه وهو فقير في بعض المناطق، ومهموم بنفسه معرض في مناطق أخرى؟
الحملة تقصد: الدعم اللازم للقوى السياسية والمدنية المكونة للمجلس والموجودة خارجه، وتحثهم كحملة شعبية أن يكونوا يداً واحدة ويدخلوا المؤتمر ويخرجوا لنا بكيان قوي يحقق غايات شعبنا في التغيير والعدالة والديمقراطية.
ولتحقيق هذه الأهداف قسمت نفسها إلى ثلاث لجان:
1. السكرتارية وبها رئيس الحملة ونائبه والسكرتير.
2. اللجنة المالية وبها رئيس اللجنة وبقية الأعضاء.
3. لجنة الإعلام والعلاقات الخارجية وبها أكثر أعضاء الإدارة البالغ عددهم 19 عضو.
كما أننا بعد تواصل مباشر مع مجموعة شمال أمريكا، وهي مجموعة تبنت نفس فكرة الحملة منذ سنوات، توصلنا إلى إمكانية التنسيق الكامل معاً وإضافة البعض منهم في إدارة الحملة.
أهم مرتكز تقف عليه الحملة في تصورها لنيلها الدعم والمؤازرة هو: رغبة الجميع في تغيير الوضع البائس في البلاد، والمجلس الوطني يمثل بارقة أمل لأنه أرقى صيغة توصلت إليها القوى المناضلة ضد الديكتاتورية منذ أكثر من 25 عاماً، ويجب المحافظة عليه وتطويره.
نعم هذا صحيح في بعض مناطق الإرتريين الظروف الأمنية والاقتصادية معقدة للغاية، لكن مع كل هذا، شعبنا كما عودنا دائماً يقف إلى جانب القوى التي تناضل من أجله.
يعود إليكم بعد الله تنشيط أذهان الجمهور الأرتري بخصوص دعم مؤتمر المجلس الوطني لكن كيف تفسر صدور بيان من المجلس الوطني يبعد أجل انعقاده إلى نهاية العام ويشترط لإقامته وجود الدعم المادي والمعنوي مما يفيد أنه لا مؤتمرَ دون توفير الشروط ؟هل تثق في هذه الحملة أن توفي بشرط المجلس؟ وكيف تتوقع أن يتجاوز المجلس العقبات الكئود التي ظلت تسوقه نحو الفشل؟
نحن في الحملة عندما بدأنا الترتيب لها لم يكن لدينا علم بمواعيد انعقاد المؤتمر ولكن قُبيل تدشين الحملة بشكل رسمي، علمنا أن المؤتمر سيكون في ديسمبر من هذا العام.
في تصورنا إذا تمكنا من حشد الشعب والجمهور وتقريبه من المجلس الوطني، فهو قادر أن يتجاوز كل المشكلات لأن خلفه شعب دعم ثورة بالروح والدم لمدة ثلاثين عاماً، فلا يعجزه دعم مؤتمر الآن.
بدأت الحملة نشطة متفاعلة متفائلة حتى يحس من يتابعها أنه لا يفصل بينها وبين المؤتمر إلا ظرف وجيز فأتى تصريح المجلس الوطني يبعد أجلها. كيف وقع التصريح في نفسك أمثبطاً كان أم محفزًا.؟
بالتأكيد هذا التأجيل لم يكن مثبطاً لنا. الحملة نفسها حتى يمكنها تقديم الدعم اللازم لانعقاد المؤتمر عليها أن تجد دعم ومناصرة وتأييد وهذا يتطلب الكثير من الجهد والزمن، لذا تأجيل المؤتمر لغاية نهاية هذا العام، يتيح لنا في الحملة الوصول للجميع، وحشدهم في سبيل تحقيق أهداف الحملة ونكون أنهينا عملية تقديم الدعم قبل فترة كافية من زمن انعقاد المؤتمر.
جرت العادة أن كل خطوة إيجابية يقوم بها أرتري يقف في جهها ارتري آخر.. هل رصدتم معارضين لكم مشاغبين على جهودكم.؟
هذه طبعاً عادة موجودة في كل البشر، كل رأي هو بالضرورة معرّض للنقد والرفض، لم نرَ ونلاحظ حتى الآن أي معارضين للحملة، بل بالعكس وجدت قبول وتناصر من الكثيرين لأنها خرجت من داخل الشعب وتعبر عن الكثيرين منهم.
لكن مع كل هذا نواجه تحديات كبيرة في كيفية جمع كل المناصرين للحملة في بوتقة واحدة، لأننا نعتمد القروبات على الواتساب كوسيلة لتجميع الناس ومن ثم النزول على الأرض وتكوين لجانهم المحلية، ففي ظل وجود لغتين للكتابة بشكل رئيس عند معظم الإرتريين، ونسعى الآن إلى فتح غرفة بالتوك وعبرها يمكننا أن نجمع الجميع فيها، إذ أنها تتناسب مع الوضع أكثر من قروبات الواتساب التي تعتمد على الكتابة أكثر من التحدث.
الشباب الأرتري - وأنت منهم يا أستاذ أحمد - في بلاد الغربة جاهزون فقط للصراخ ضد النظام ثم يتلاشون.. حتى تأتي مناسبة قادمة جامعة تتيح الضجيج من جديد! لأنه لا يجمعكم غير المناسبات الصارخة: (هقدف عدنا قدف) وإمكانيات سياحة وتسلية من بلد لبلد وهواتفكم توثق لنشواتكم واستعراضاتكم وصياحكم ولا عمل دون انكم تحرضون غيركم فقط وتحرشونهم على النظام بينما هو يبقى ويغلب لأنه يعمل بصمت وجهد وتنظيم وآلية ناجحة هل تتفق مع هذا ا لاستنتاج؟
المظاهرات التي يقوم بها الشباب الإرتري في المهجر هو فعل ضروري يعكس معاناة الشعب الإرتري في الداخل، وينمي الوعي بالإنتماء الوطني وتعميق فهمهم بالحقوق وخاصةً في ظل وجودهم في بلاد،الحق والواجب يمثلان أساس بناء العلاقة مع السلطة.
إذا نظرنا إلى الشباب الذي يتقدم لطلب اللجوء باعتبار أنه منتهك الحقوق ومضطهد في بلاده وبعد حصوله على حق الإقامة يكون أول الحاضرين في احتفالات النظام،أو نرى الذين يصلون إلى مكان آمن في الغرب ينصرفون لشأنهم الخاص ناسين ومتناسين الوطن وكل مشكلاته، سندرك لحظتها أن هؤلاء الذين يصرخون "هقدف عدنا قدف" جيّدون بما يكفي للبناء عليهم لصالح الشعب والوطن.
وأنا لدي سنة واحدة وأقل من شهرين فقط في أروبا، مازال ملح البحر على جلدي، ولكني أسجل مشاهداتي هنا، باعتباري جزء من هذا الحراك الشبابي منذ أن كنت في السودان.
علينا أن ننظر إلى الجانب الممتلئ من الكوب.
ومع كل هذا هناك رغبات وتطلعات لدى الناشطين من الشباب بضرورة تأطير كل هذا الكم الهائل من الشباب وضرورة تنظيمه في حراك شبابي منتظم، جاءت هذه الفكرة في جنيف أثناء المظاهرة الأخيرة في ٢٣ يونيو، فحضور الشباب كان كبيراً جداً، وتسائل الكثير حول الكيفية التي نحافظ بها على هذا الحضور من الشباب وأن لا يكون موسمياً، ويجري العمل على هذا الأمر بشكل جيد.
في هذا العهد ليس من المنطق أن نتكلم عن "تحريض وتحريش" الناس، فالمعرفة كما المعلومة متاحة للجميع وبإمكان الكل أن يصل إليها ومن ثم يبني ويحدد موقفه، فلذا نحن لا نحرض أحداً بل نتشارك وعيّاً وقناعاتٍ ونهيئ لها وسائل الممارسة على أرض الواقع كل حسب منطقة إقامته.
أما النظام فليس لديه أي آلية ناجحة، ولا يعمل ما يمكن أن يطلق عليه العمل، بل مع كل صباح يلف على رقبته حبل المشنقة ويشده على نفسه أكثر،ويتلقى الضربات المؤلمة من طلاب العدالة الإرتريين في المهجر، وهذا يتضح بكل جلاء إذا تتبعت مواقفه الداخلية والخارجية والعزلة التي يعيش فيها.
لذا لا أتفق مع هذا الاستنتاج.
ما مقترحاتكم لتكون هذه الجموع المشتتة في المهجر وفي التنظيمات وفي القبائل وفي الاديان.. فاعلة صانعة التغيير
توجد أكثر من آلية لتكون هذه الجموع فاعلة ونشطة ومن ضمنها الانخراط في الأُطر السياسية أو المدنية كلٍ حسب توافقه مع أي طرف، والمجلس الوطني الإرتري لديه أفرع في جميع مناطق إقامة الإرتريين من الممكن أن ينضوي أي فرد تحت لوائه ويناضل معه وعبره.
معظم الشباب له حسابات في التواصل الاجتماعي مجتهدة في تمثيل صاحبها
وكانت خصماً على الإعلام الجماعي لأنها تأخذ جهد وطاقة أصحابها.. ولو تداعت هذه الإمكانيات الفردية إلى بعضها لأنتجت إعلاماً معارضاً ضخماً وقوياً.. كم ساعة - في تقديرك - يجلس الشباب على الجهاز مشغولاً بصفحته يفرح بإعجابات الأصدقاء وتعليقاتهم وتبادل ضحكات ومناشط شخصية . فكيف لو جلس هذه الساعات ليضيف تعزيزاً ودعماً للإعلام المعارض.. ما رأيكم
وسائط التواصل الاجتماعي من تصنيفها واضحة أنها ذات بُعد إجتماعي/ شخصي ولكننا طوّعناها بما يتناسب مع وضعنا وظرفنا ولكن بالأساس هي غير مصممة لهذا الغرض.
وقد حققنا منها إنجازات عظيمة على مستوى الوطن والقضية حتى الآن، فمعظم المبادرات خرجت من رحم الفيسبوك أو الواتساب ومبادرتنا هنا إحدى هذه المبادرات.
وعلى سبيل المثال يمكن أن نذكر مكتبة الشجراب التي أغلقتها الجهات الرسمية في معسكر الشجراب، نشأت كفكرة في هذا الفضاء الأزرق حتى غدت واقع،قبل أن يتسلط عليها أعداء النور والاستنارة ومكتبة أغردات العامة على الفيسبوك التي يشرف عليها نخبة من المثقفين والمستنيرين أمثال مولانا عبدالله خيار والقاصة منى محمد صالح والقاص عبدالقادر حكيم، منشورة فيها عشرات المئات من الكتب في شتى المجالات بصيغة ال بي دي إفْ وبها قرابة أربعة آلاف عضو. وتقيم سنوياً مسابقة في القصة القصيرة يتنافس حول لقبها مجموعة من الشباب الإرتري المبدع، الجائزة تحمل إسم الراحل المثقف والكاتب المناضل/ محمد سعيد ناود.
والكثير من الإنجازات التي لا يمكن حصرها الآن.
الشاب المعارض في الأصل يزاوج في صفحته الشخصية مابين موضوعات شخصية وموضوعات عامة في الغالب تعزز وتدعم الإعلام المعارض في اعتقادي حتى المواقع والصحف الإلكترونية المعارضة للنظام لا تجد الموضوعات المنشورة فيها الكثير من القرّاء إلا بعد نشر رابطها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه من خلال تجربتي بما أنني عضو أسرة تحرير أحد المواقع.
لمن ترسل الكلمة الأخيرة يا أستاذ أحمد
في بداية هذه الإجابة الأخيرة أحب أن أشكر وكالة زاجل الأرترية للأنباء وكل القائمين عليها وقراءها ومتابعيها ولَك بشكل خاص الأستاذ/ باسم القروي، على إتاحتك هذه الفرصة للحملة الشعبية لتطل عبرها إلى الجماهير والشعب الإرتري.
وعبركم أرسل كلمتي للشعب الذي أفتخر دوماً أنني منه وأقول له: اصمد، قاوم، أنت شعب لا يستكين ولا تلين عزيمته، فقد خبرتك الأهوال من قبل وتحفظ في ذاكرتها عظيم تضحياتك.
وإلى الشاب الإرتري بشكل خاص، تقدّم الصفوف، ناضل، قاوم، أنت ملزّم أن تناضل ضد الديكتاتورية، لم يعد الأمر عملاً عاماً لك خيار أن تكون فيه أم لا، بل أصبح فعلاً ضرورياً حياتياً، نكون أو لا نكون، لا خيار ثالث.
وإلى العضوية المنظمة من الشعب في منظمات وتنظيمات وغيرها من الأُطر، بربكم توحدوا، كونوا يداً واحدة، ترفعوا عن خلافاتكم البينية والثانوية، وأجعلوا الوطن وإنسانه نصب أعينكم، حتى يلتف الشعب حولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.