الأستاذ أحمد القيسي في حواره مع زينا - الحلقة الثالثة والأخيرة
حاوره الإعلامي الأستاذ: باسم القروي المصدر: وكالة زاجل الأرترية للأنباء - زينا
• طرح رائع من قبل الاسلاميين أن يحتكموا على الشعب أو يتعايشوا مع الرآي المخالف لهم..
أتمنى أن يظهر الطرح النظري إلى الواقع العملي ومثل ذلك يقال للعلمانيين إنه لا بديل عن التعايش السلمي والاحتكام إلى الشعب.
• لا اعتراض لي على أن تحكم البلاد شريعتان تمثلان خيار المسلمين والمسيحيين ما دام ذلك خيار الشعب وقد أتى بالتوافق.
• أنا متفائل أن نتجاوز وضعنا المحبط إلى النجاح مثل تاريخنا النضالي فكم واجه من مصاعب انتهت به إلى النجاح.
• تجريم مسيرة حزبي العمل والشعب جريمة كبيرة لاجتهاد كان وجيها في وقته على الرغم من أنى أرى من الأضحوكة إعاة صياغة تلك التجربة الفاشلة لمنحها فرصة الريادة مستقبلا.
• مرحبا بالنقد الموضوعي وهناك كثير من الأمور يمكن تصحيحها وتعديلها، لكن لا يمكن أن نعتمد تقبيح كل تلك التجربة التي اثمرت استقلال أرتريا ما رأيك.
في مقترح حكم الوطن بشريعتين إحداهما تمثل المسلمين والأخرى خيار للمسيحيين؟ ألا توجد في العالم تجارب مشابهة ناجحة تعتمد تعدد الشرائع حسب اختلاف المواطنين واختلاف الأقاليم وهي تدار من حكومة مركزية واحدة وتحافظ على وحدة الوطن وتؤمن بتعاون المواطنين تعاونا اختيارا لا إجبار فيه يحكمه وينظمه القانون والدستور الذي توافق عليه المواطنون؟
ليس لدي اطلاع في تجارب الآخرين، بما يتعلق بحكم الشريعتين، وليس لدي اعتراض شخصي وكما اسلفت في نهاية المطاف فإن هذه المسألة يحكمها الشعب الأرتري وخياره وما يراه مجديا في تحقيق عقد اجتماعي قوي كفيل بنهضة البلاد.
في الساحة الأرترية توجد تجارب ثورية بائسة النهايات.. ما التجربة التي تختارها لتكون القدوة الصالحة؟
حقيقة النتيجة قد تكون بائسة بالنظر إلى نظام اسياس افورقي والعصابة لكن ذلك لا ينفي الإرث العظيم الذي صنعته الثورة، والتضحيات التي قدمها هذا الشعب، وقناعاتي تكمن بأن هذا الإرث العظيم والتجربة الفريدة، قادرة في لحظة ما أن تصنع نموذجها بحيث تتطابق والنتيجة المطلوبة وعظمة هذه الثورة وفرادتها وأنا شخصيا مقتنع بهذه الرؤية رغم الاحباطات، أجد أن هذا الحلم سوف يتحقق، لقد مرت الثورة وعن قرب من تجربتي الشخصية بمحطات معينة كان يبشر بأن الفشل قادم، ثم تأتي عاصفة لتبدد هذه الصورة وتنقلب الآية، والآن ما المانع في حدوث ذلك، أليس هو نفس الشعب الذي صنع المعجزة في زمن القحط والجوع والموت، وسوف يأتي هذا اليوم لا محالة.
العلمانية والديمقراطية في الدول الغربية في عقر دارها هل تخلت عن الإيحاء والاستلهام الديني؟ ألا توجد مظاهر كثيرة لسلوك الأنظمة الغربية الديمقراطية تدل على المنطلقات الدينية لتلك الدول تجاه الدول المستهدفة وشعوبها أو تجاه مواطنيها المهاجرين إليها؟
الرأسمالية الغربية تعتمد على الوعاء الأيديولوجي للدين المسيحي، هذه حقيقة مطلقة ولكن دون تعصب في حد أدنى في الظاهر و المسيحية هي الغذاء الروحي لشعوبها، لكنها في نهاية المطاف، تضع المصالح فوق كل اعتبار، في كيفية تعاملها دون الرجوع إلى الوازع الأخلاقي أو أيا كان أما المهاجرون من أعراق وشعوب أخرى فكلنا يعلم الحقوق التي يتمتعون بها ومن المستحيل ان يحصلوا عليها في عالمنا الإسلامي، وهذه مفارقة محزنة.
الثورة الأرترية عصفت بها عقائد مجتلبة: حزب العمل وحزب الشعب ولا تزال الأفكار القديمة متعالية تريد أن تظهر مرة أخرى ألا تستحي هذه الأصوات المهزومة؟
الشيء المؤسف في الموضوع أن سلبيات نظام افورقي فتحت الباب واسعا للكثيرين، أن يوجهوا ا لاتهامات يمينًا ويساراً بعيدًا عن التقييم الموضوعي، الذي نعتبره مخرجًا، لذلك تلك المرحلة سواء في حزب العمل او حزب الشعب، طرحوا اجتهادهم ليس حبا نحو استيراد موديلات معروضة في أسواق الفكر فينا، قد نتفق أو نختلف معهم، لكن تقع حقيقة يجب أن نحترمها، أنهم كانوا يسعون لإيجاد حلول، وفق تلك الرؤية وفي ظروف ذلك الزمن وضروراته، وفي اعتقادي تجريم هذا الاجتهاد جريمة بكل المعايير، وإرهاق فكري بامتياز.
لكن النقد الموضوعي، فهو مقبول، إن كان الهدف التطلع إلى المستقبل، أما الاتهامات بانهم متعالون فلا علم لي بذلك ومحاولة البروز مجددا فهو خيار مكفول لهم، ولا يجب ان نمارس القمع بحجة أنهم مهزومون، ولو أني أرى أن إعادة صياغة واجترار رؤيا جربت سابقا تصبح أضحوكة فالهزيمة شملت الجميع، فالخطاب السياسي والإعلامي الذي نشاهده الآن والاتهامات غير الصحيحة، هي مظهر بارز للمهزومين، مهما ادعوا أنهم يمتلكون الحقيقة، هنا تكمن مأساتنا وأتمنى بكل إخلاص من هؤلاء أن يراجعوا مواقفهم، وتصوراتهم.
التجنيد الإجباري:
الأديان تنظر إلى الأسرة على أنها كيان مهم لتأسيس مجتمع فاضل وصالح ولهذا تعنى به وتقوم برعايته منذ التفكير في الزوجة الصالحة والإسلام خاصة الذي يشرع للعمل العسكري يجعل للبيت نصيب من أفراد الأسرة حتى لا يحدث فراغ في الرعاية الصالحة ففي الحديث الصحيح أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، بَعَثَ بَعْثاً إِلى بَني لِحيانَ مِنْ هُذَيْلٍ فقالَ: ”لِيَنْبعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا وَالأَجْرُ بَيْنَهُمَا“ رواه مسلم والثورة الأرترية عامة والجبهة الشعبية خاصة منذ النشأة لم تحترم الكيانات المجتمعية من أسرة وقبيلة وإنما تعاملت مع المواطنين بناء على أنهم أدوات لتحقيق أهدافها دون إبداء أي مشاعر إيجابية تجاه الأسر التي كان يجند أطفالها ورجالها ألا تعتقد أن تجربة الثورة كانت ظالمة لا علاقة بالدين ولا القيم ولا العدل ولا مصالح المواطنين وإنما كانت - ولا تزال - تشبع أفكار ورغبات ونزوات صناع القرار؟
الثورة بطرفيها الجبهة والشعبية لم تمس الدين لا من قريب ولا من بعيد هذه حقيقة مطلقة، فقط رفض تسخير الدين في القضايا السياسية، أحيانا تسوق السؤال وكأن الثورة لم يكن همها مواجهة الاستعمار، بقدر ما كان مواجهة ومحاربة الدين، هل صنع الانتصار نتيجة هذه المحاربة أي منطق هذا؟ تقول: الثورة كانت ظالمة وأسأل بدوري هل أوجدت التجربة الإنسانية منذ أن تعلم البشر كيف يثورون، ثورة مخملية، توزع الورد والياسمين، بصراحة كفانا عبثا يمكن القول: إن هناك مظاهر تعتبر خروجا عن المألوف والعادات والتقاليد، لكنها جاءت بحكم المواجهة والحرب، وليس حبا في هذه الممارسة والحجة المقنعة بأن هناك ظلماً، هو الفصل بين حالتين أبان الثورة وما بعد الثورة. وهذه قابلة للنقاش، أما الحكم هكذا بصورة اعتباطية أكرر هي إساءة من حيث لا ندري لثورة شعب وتضحياته وهذا قد يرتد سلبا على من يضعون أنفسهم حكاما بعيدين عن فهم الواقع.
المرأة خلق مكرم في الدين ينهض بما ينهض به الرجال من واجبات كثيرة من بين ذلك واجب الدفاع عن الحرمات والأوطان لكن توجد أداب شرعية لخروج المرأة في العمل العام وتجربة الثورة لم تلتزم بهذه الآداب كانت عبثا بالحرمات اضرت بالمرأة وبالأسرة وبالمجتمع ولهذا يأتي السؤال: أليس محقا من ينفر عن احترام الارث القبيح الذي تركته الثورة في هذا المجال؟
أفهم من سؤالك هذا والوصف الذي اعتمدته للإرث القبيح ألا شيء يستحق الاحترام لهذه الثورة طالما ارثها اصبح كله قبيحا، إذ ما هو الحل: العودة إلى إثيوبيا أم السفر إلى القمر، بينما شخصيا أرى أن هذا الارث العظيم، هو الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه مشروع وطني ديمقراطي صحيح، هناك كثير من الأمور يمكن تصحيحها وتعديلها، بحكم الظروف، لكن لا يمكن أن نعتمد إعدام تجربة مخضبة بالدم والرجال، لنطلب البدأ من الصفر ومن خلال قناعتك التي تراها كلها صحيحة، ولم تستشر فيها الشعب وكأنها المنقذ والخلاص، طلبي لأصحاب هذا المنطق ارحموا هذا الشعب ولو قليلا.
في الأراضي وهي مال أجاز الدين والعرف السليم أن يدافع عنها حتى لو قتل أحد ملاكها دفاعا عنها سمي شهيدا والتجربة الأرترية ظالمة عابثة انتزعت الأراضي من ملاكها وجعلتها ملكا للدولة وللأفراد حق الانتفاع فقط فإن مات المنتفع لا يملك ورثته من ميراثه شيئا هل لك من وجهة نظر تطرحها تتفق أو تختلف مع الطرح الشرعي أو تجربة الثورة علما أني سمعت أن بعض كتبة دستور عام 1997م غير حالياً رأيه فيما كتب سابقاً؟
هذا السؤال بعيد عن حقائق الأمور، بطبيعة صياغته، لقد قامت الحكومة الأرترية بتاميم الأراضي، فقط وليس العقارات وهذا نهج لم يبدأ في أرتريا ولن ينتهي عندها، والقرار مبني على رؤية معينة لمفهوم التنمية الاقتصادية، وصحيح هناك أمور بحاجة إلى مراجعة هذا القرار من منطق مفهوم التنمية، ومراجعات الخصوصية للوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد لكني لم اسمع بالاستيلاء العشوائي للدولة على أملاك مواطنين ومنع الورثة إلى آخره، ارجو من صميم قلبي أن تراجعوا معلوماتكم، عن هذه المسائل، لقد قامت الحكومة بإعادة املاك ا لمواطنين جميعا دون استثناء والتي كانت قد أممت من قبل الحكومة الإثيوبية وقد استفاد الكثيرون، من هذا ا لقرار فكيف يعقل أن تعود الدولة لمنع الورثة من نصيبهم في الإرث، ننهي القول إن هذا القرار أحد الجوانب الإيجابية في هذه الحكومة، للأمانة، نصيحتي أنتم بحاجة إلى الكثير من المعلومات من الداخل حتى تجلى مصداقيتكم، فالأمور لا تجري وفق هذا المنطق سيما حين تدعي بأنك تمتلك الحقيقة.
سؤال إضافي: لا نصنع الأسئلة من خيال أو جهالة وإنما نطرح أمامك حقائق فمصادرة الأراضي الزراعية خاصة ونزعها من ملاكها وإعادة توزيعها من جديد برنامج بدأ قبل التحرير وأن من هرب عن الوطن يحرم حقه، وأن من لم يؤد الخدمة الوطنية لا حصة له في الأرض ولا خدمات، وأن من مات ترث مزرعته الحكومة لا أهله.. وهي أخلاق تتنافى تماما مع الشرع الذي يقر للأفراد ملكية الأرض ويمنحها إياه بالإحياء والترخيص والتوريث وعلى سبيل المثال نذكرك بالمناطق الزراعية في سمهر تم نزعها من أصحابها الشرعيين وتمت إعادة توزيعها من جديد ويوجد من المواطنين من أعرض عن استلام حصته من الأرض بحجة أنها مغصوبة بواسطة السلطان الجائر من أهلها الحقيقيين وتوجد أراضي زراعية لمواطنين نزعتها الحكومة من ملاكها وحولتها إلى محميات سياحية.. ما تعليقك؟
ليس المقصود بالجهالة بعينها وإنما المعنى الحقيقي القصور في المعلومات وليس القصد تلميع صورة النظام فليس هناك شيء يستحق التلميع أو التبرير، القصة بالمختصر المفيد أن سياسات النظام غير مقبولة، وخاطئة لكن بالمقابل يجب النظر إلى الجانب الآخر من القصة ما يجب ان نعرفه وندرسه بعمق ان هناك أراض واسعة تعود ملكيتها للمكون ا لإسلامي تم هجرها في فترات مختلفة أبان الكفاح المسلح لأسباب معروفة ثم جاء نظام الدرق الإثيوبي وأعلن سياسته بشأن الأراضي القائمة على التأمين، هذان العاملان أديا بالنظام الأرتري أن يتصرف على هواه وبما يراه خدمة للنظام وسياسته، هذا الواقع يفرض على كل قوى المعارضة بمختلف ألوانها أن تتصدى لهذا المواضيع عبر دراسات جادة مبنية على حقائق تاريخية واقتصادية واجتماعية تكون الأساس الذي يرتكز عليه عنوان المواجهة مع هذا النظام وليس البكاء والزعيق والإثارة .في المنابر الإعلامية .وألا تكون موسمية في طرحها بل ا عتبارها أساس الخلاف مع هذا النظام وجوهره.
في مقابلة زاجل معك نشرت بتاريخ ديسمبر 2016م: كنت تعول على أصحاب التجربة مع الجبهة الشعبية وزكيتهم بأنهم يحظون باحترام، ويدركون حقائق القوة والضعف في النظام.. مضت أربع سنوات من تلك المقابلة وأصحاب التجربة لا يوجد ما يميزهم عن غيرهم، منقسمون على أنفسهم فــ ”سدري“ تلاشت، و”مدرخ“ أودى به الانشقاق بين طرف مسفن حقوص وعندي برهان، وسليمان آدم حسين قدم الاستقالة من طرف حقوص غاضبًا على موقف، وعبدالله آدم لا صوت ولا حركة، ومحي الدين شنقب .. إلى آخر القائمة.. فهل تغيرت قناعاتك تجاه أصحاب التجربة لصالح مبادرة جديدة لعلها تولد متواضعة أكثر لتجعل الآمل على كل فئات المجتمع وكياناته.
لا بالعكس لم تتغير قناعتي تجاه هؤلاء، الاشخاص أو غيرهم، ما زلت أرى أن هناك دورا يمكن أن يلعبه هؤلاء، وما صادف من خلافات واحباط اعتبره شيئا طبيعيا فهم بشر، وفي واقع سياسي مختلف وملتبس في الوقت نفسه، وفي نهاية المطاف، مقاومة الشعب الأرتري بمختلف توجهاته أكبر بكثير من الأفراد فالأفراد محكومون بمعنوياتهم، وأهوائهم طلوعا ونزولا، أتمنى ان تكون هناك اكثر من مبادرة تهدف إلى توحيد الرؤية، وتخلق فرصة جادة للمواجهة مع هذا النظام.
بسؤال يلخص الفكرة: لا مانع لدى الإسلاميين أن يختار الشعب غير الإسلام ولا خصومة نافرة وفاجرة بين المسلمين والمسيحيين في أرتريا فهم قادرون على التعايش السلمي وعلى إيجاد صيغة بين الطرفين تستلهم الدين والخلق القويم والمصالح المشتركة فهل لدى العلمانيين القدرة والقناعة أن يتركوا الشعب الأرتري لحرية اختياره دينا ومصالح وسلطة دون إيحاءات مقلقة ودون وصاية وتعالي واستاذية ودون كرباج جابر ذاق الشعب مرارته عشرات السنين دون فائدة؟
طرح رائع من قبل الاسلاميين لكن المسالة الممارسة الحقيقية والتطبيق الحي لهذا التصور السياسي واعتبر ذلك حالة متقدمة في العمل السياسي قد تساعد في الخروج من النظرة النمطية التي الصقت بالإسلامين رفضهم للآخر اما التهمة الموجه للعلمانيين مع تحفظي لمفهوم العلمانيين شخصيا لا اجدها عقبة اطلاقا امام طرح يخرجنا جميعا من القوقعة التي وضعنا انفسنا فيها نحن بحاجة الى خطاب سياسي عقلاني يراعي حقائق الواقع الاجتماعي وهذه حالة متقدمة من النضج وحين ننضج فالخيار للشعب لقد اعجزنا قدرات هذا الشعب لأننا نحن من صنع هذا العجز والحقيقة انه ليس هناك خيار بديل سوى التعايش القائم على الاحترام المتبادل والعدل والمساواة للجميع لكن الوصول الى ذلك بجاجة الى خيال سياسي ممتع يترجم ذلك عبر مشروع وطني يعكس التعبير الحقيقي لما يرضي المكونات المختلفة وحبذا ان يخرج الاسلاميون من قوقعتهم التي قيدوا أنفسهم فيها من خلال استلهام تجارب فاشلة على امتداد المنطقة كما ان من يدعون العلمانية الا يفرغوا تصوراتهم عبر كلشيات خارجية قد لا تنجح في واقعنا والى أن يكون همهم رفض الاخر وتحجيمه وكأنها راية وراية التي لا يعلو عليها سوى تلك الشعارات الفارغة والمفاهيم المبهمة خلاصة القول ان كلا التيارين يعيشون ازمة حقيقية في الفكر والسياسة لذا عليهم المراجعة بدلا من التمترس في مواقف جامدة عادة ما تؤدي إلى حالة من التباعد يوما بعد يوم ولذا سؤالي هل يمتلك كل طرف من الشجاعة والجراءة بمراجعة نقدية تاريخية وسياسية تعتبر مدخلا للوصول الى قواسم مشتركة.
علمنا بقصة اعتقالك من طرف النظام عام 1989م، ما الأسباب ؟ وكيف تم الإفراج عنك؟ وهل من تفاصيل حول ظروف السجن الذي أقمت فيه:
هذه قصة طويلة، والسبب هو خلاف بيني وبين الأمين العام أسياس افورقي بسبب حادثة عرضية، كان موقفي متشددا حولها تتعلق بأحد الشباب ممن التحقوا بالثورة، من معسكرات اللاجئين، حينها كان الانخراط واسعاً عن طريق الإجبار في معظمه، وجلهم من الريف. وفي إحدى الجلسات طلبت ضرورة مراجعة التنظيم لسياساته، فالماضي انتهى، والآن حدثت تغيرات اجتماعية وسياسية كبيرة ولا يمكن الاستمرار بنفس العقلية والتشديد وقلت لأسياس: أنك مشروع دكتاتوري وأنا أعتبر نفسي أول من اكتشفك… وفسرت المسألة خطأ بل الأنكى من ذلك اتجهت نحوي تهمة بأني أتعاطف مع الجهاد الإسلامي، هذا ما سمعته لاحقا، أما بشكل رسمي لم يذكر لي شيء إلى يومنا هذا، فقط قول الرئيس أنني وقعت ضحية معلومات خاطئة، وليكن التاريخ هو الفصل بيننا، أما ظروف السجن فمن الصعب وصفها، لقد شاهدت الشمس بعد عامين وتفاصيل القصة محتاج إلى حديث مستقل.
أمامك مساحة خالية في هذه المقابلة، بم تملأها؟
هل حقا هناك مساحة تركت لي بعد هذا القاء ولكن على كل حال اختمه بحكمة أو حقيقة تاريخية تقول: من لا يفقه حقائق التاريخ والجغرافيا فلا داعي ان يهدر عمره في السياسة وشكرًا.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
باسم القروي: كاتب حاضر، عرف الإعلام منذ أيام كان طالبًا في الثمانيات، يرى أن القضايا الضعيفة توجب المناصرة القوية ولهذا يتشبث بالقلم.