لقاء مع المناضل إدريس همد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام العاشر لجبهة التحرير الارترية

حاوره موقع: جبهة التحرير الارترية - أدال61

• قرار تشكيل اللجنة التحضيرية أتى في وقته.

• نحن لسنا في حالة تباري مع أي جهة كانت.

إدريس همد

• المؤتمر وقفة نقدية للأداء التنظيمي و سنجدد المواعين النضالية لرفع كفاءتها وقدرتها على التفاعل الحيوي.

• أعمال التحضير شارفت على الانتهاء.

أدال: نود أن نبدأ بتعريفكم للقارئ، فياريت تعطينا نبذة مختصرة عن نفسك ؟

إدريس همد آدم مواليد العام 1964م (تقريبا)، ناشط في العمل العام منذ أن كنت في نهايات المرحلة الابتدائية من خلال الاتحاد العام لطلبة ارتريا في كل من القربة وحلفا الجديدة، ثم بورتسودان وسوريا.

أحمل دبلوم الدراسات العليا في التربية من جامعة بريستول البريطانية، عضو في المجلس المركزي لجبهة التحرير الارترية منذ العام ٢٠١١م و عضو القيادة المركزية للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي. اشغل الآن موقع رئيس مكتب العلاقات الخارجية للجبهة منذ يناير ٢٠١٩م بالإضافة إلى تكليفي بمهام رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام العاشر.

أدال: شكل المكتب التنفيذي لجبهة التحرير الارترية في اجتماعه الثاني لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني العام العاشر، ونحن نعلم ان التنظيم مر بظرف استثنائي بعد المفاصلة التي أعلن عنها في العاشر من يناير الماضي. في تقديرك ألم يكن هذا القرار متسرعا بعض الشيء ؟

بالعكس أعتقد جازماً أنه جاء في وقته، فقد صدر قرار المكتب التنفيذي بتشكيل اللجنة التحضيرية مستندا على عدة عوامل أساسية فالمؤتمر استحقاق تنظيمي وفق ما هو منصوص عليه في البرنامج التنظيمي، بالإضافة إلى ان المؤتمرات وقفة نقدية للأداء التنظيمي يتم من خلاله تقييم وتطوير الآليات التي من شأنها مواكبة ما يستجد. ومن ناحية ثانية وكما هو معلوم للجميع مراجعة الخطاب السياسي والبرامج المنظمة لأداء المؤسسة يمثل حجر الزاوية لخلق مؤسسة مواكبة متجددة يتفاعل معها المواطن صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير المنشود ومن لم يتجدد يتبدد ونحن في الجبهة قد توقفنا عن فعل ذلك منذ ستة عشر عاما، فقد كانت مؤتمراتنا مجرد محطات لتجديد المحاصصات، لهذا فان قرار المكتب التنفيذي أتى في وقته خاصة والتنظيم خرج من أزمة أقعدته طويلاً.

أدال: على ذكر التجديد هل يعني ذلك أننا على موعد مع خطاب سياسي جديد مغاير لما كانت تتبناه الجبهة منذ أول برنامج سياسي في مؤتمرها الوطني العام في عام 1971م ؟

تمتلك جبهة التحرير الارترية رؤية سياسية واضحة من خلال الدليل النظري الذي تبنته ولهذا التجديد المقصود هنا التجديد في الأداء ورفد التنظيم بأفكار من شأنها ان تطور وتحسن من أدائه، وضخ دماء جديدة في قيادته التشريعية والتنفيذية حتى يتمكن من استيعاب متطلبات المرحلة النضالية الحالية وهى مرحلة النضال من اجل التغيير الديمقراطي في ارتريا، كذلك التجديد هنا بشكل أساسي تجديد المواعين النضالية وتحسينها من حيث الهيكلية وقدرتها على التفاعل الحيوي، كل ذلك من خلال قراءة سياسية ثاقبة للخريطة السياسية داخليا وخارجيا الأمر الذي يسهل على الجهاز القيادي القادم التعامل معها بمرونة أكبر.

أدال: البعض لديه مآخذ على تكوين اللجنة التحضيرية من أثنين و ثلاثين عضوا معظمهم أكاديميون، ويقولون أن ذلك يجعلها غير مؤهلة لأنها ستميل للتنظير أكثر من تعاملها مع الواقع النضالي للجبهة، إلى أي مدى هذا الكلام صحيحاً ؟

البتة هذا الكلام غير صحيح، فاللجنة التحضيرية تم تكوينها بوعي وإدراك كبيرين فقد تفادى الإخوة في المكتب التنفيذي عند تكوينها كل الأخطاء السابقة، مثل أن تكون محصورة على فئات معينة أو أن يتم تكوينها بالمحاصصات، فقد روعي في تكوينها الشمولية والمقدرة والتمثيل لكل الفئات داخل أطر التنظيم وكذلك تمثيلها لكل الفروع، لهذا لم يتم تكوينها من أكاديميين فقط كما يقولون، فوجود مجموعة من حملة الدكتوراة والماجستير لا يجعلها أكاديمية، فبالمقابل بها أيضا مجموعة من أصحاب الخبرات النضالية العميقة وفيها مجموعة أخرى شبابية ممن تربت في كنف الجبهة، كما أن الأكاديميين الموجودين باللجنة التحضيرية أصحاب خبرات في العمل العام، فهم أيضا خريجي مدرسة الجبهة في فترات سابقة من خلال نشاطهم في منظماتها الجماهيرية سوى كان عبر الاتحاد العام لطلبة إرتريا أو اتحاد عام نقابات عمال إرتريا، لهذا اللجنة التحضيرية قد أجتمع فيها كل أصحاب الخبرات النضالية والمؤهلات العلمية من أبناء الجبهة بلا استثناء أو إقصاء، مهما كان مبرر ذاك الإقصاء.

أدال: المؤتمر يحتاج إلى ترتيبات مثل الموقع والنفقات ونحن نتابع التطورات في المنطقة خاصة وأن قوى المعارضة الارترية ما فتئت تعقد مؤتمراتها في إثيوبيا باعتبارها الدولة الوحيدة التي تنشط المعارضة على أراضيها، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة التقارب الاثيوبي مع نظام أسياس ما هي خياراتكم في حال تعثر انعقاد المؤتمر في إثيوبيا ؟

نعم إن إثيوبيا كانت ومازلت منذ سنوات منطلق العمل الارتري المعارض ولكن المعارضة الارترية خيار ارتري خالص لا يتأثر بأي متغير يطرأ هنا أو هناك، ومهما يكن الأمر فنحن مناضلون ونعلم ان أمامنا الكثير من الصعاب علينا تجاوزها بجلد وصبر المناضلين المؤمنين بقضيتهم، وفيما يتعلق بمكان انعقاد المؤتمر أمر يظل من صميم عمل الجهاز التنفيذي ونحن في اللجنة التحضيرية مهمتنا إعداد الوثائق والتبشير بالمؤتمر لقواعدنا وشعبنا عموما وتصعيد العضوية المشاركة والعمل على توفير الميزانية لعقد المؤتمر، وهذا ما نقوم به حاليا.

أدال: هناك من يقول ان التنظيم لم يعد كما كان قبل المفاصلة فقد فقدَ عدد كبير من عضويته بانحيازها إلى مجموعة المجلس الوطني (اللجنة الثورية)، كيف تردون على ذلك ؟

إن الخلاف له تبعاته بكل تأكيد نحن عملنا سويا لمدة ستة عشر عاما بعد الوحدة الاندماجية وعلى الرغم من عدم الانسجام الذي كان واضحا وحالة التململ التي كانت سائدة في أوساط قواعدنا وكادرنا إلا أننا صبرنا كثيرا وفقدنا بسبب ذلك الكثير من كادرنا عبر الانصراف الكيفي، وأننا الآن أيضا لا ننكر ان هناك من انحاز إلى الطرف الآخر لأسباب خاصة به ونحن لا نملك إلا ان نحترم خياراتهم، لكن ما أود تأكيده أن هؤلاء بلا شك قلة، والشواهد حتى الآن على ذلك كثيرة أهمها الالتفاف الجماهيري الواسع حول التنظيم والكل متابع السيمنارات التي عقدتها قيادة التنظيم في مواقع مختلفة من مناطق تواجد الارتريين وعضوية التنظيم، وحتى الذين جمدوا عضويتهم في الفترات السابقة عادوا وهم أكثر حماساً وعطاءً والأيام ستثبت ذلك، فما ذكرته ليس من باب الدعاية السياسية والترويج الذي يحدث في مثل هذه الحالات ولكن الحقائق على الأرض خير دليل على ما أقول.

تبقى نقطة أخيرة أود توضيحها، وهي أننا لسنا في حالة تباري مع أي جهة كانت و أولوياتنا المرحلية هي إتمام الاستحقاق التنظيمي المتمثل في عقد المؤتمر والانطلاق للمهام النضالية الأساسية والمتمثلة في مقارعة النظام والعمل على إيجاد البديل الديمقراطي في دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية، ونعمل في هذا الإطار مع كل قوى التغيير الحقيقية وأولها مظلة المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي وكل القوى الوطنية التي تعمل ليل نهار لإيجاد البديل الديمقراطي.

أدال: أين وصلت أعمال اللجنة التحضيرية ؟

يمكننا القول ان اللجنة التحضيرية تعمل جاهدة لإتمام أعمال التحضير في الزمن المحدد لها وإنها شارفت على الانتهاء من أعمالها ونتوقع ان ترفع تقريرها النهائي قريبا جدا للمكتب التنفيذي.

أدال: هل من كلمة أخيرة ؟

أتوجه بالشكر لإدارة موقع أدال للمجهود الكبير الذي تبذله في إيصال صوت الجبهة لشعبنا الوفي. والشكر موصول لقواعد الجبهة الأوفياء الذين لازالوا على العهد في التمسك بالجبهة وخطها الوطني الديمقراطي.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click