المناضل محمد إسماعيل همد رئيس المكتب التنفيذي لـجبهة التحرير الإرترية كررنا تجربة فاشلة 2 من 2
حاوره الإعلامي الأستاذ: جمال همد - صحفي وناشط إرتري معارض ومدير موقع عدوليس المصدر: عدوليس
ليس ما بين مقاصد هذا الحوار الإثارة ولا التأليب، كما ليس من مقاصده تبنى رؤية معينة أو الترويج لاآراء
جهة على حساب جهة أخرى.
قصدنا ان نستمع ونُسمع دفوعات الجهة التي أتهمت بالإنقسام وماهي مبررات خطوتها، وتقديم هذه الدفوعات للقاريء الكريم. محاورنا عرف بنضاله الطويل منذ ان كان جنديا عاديا وصولا لمواقع قيادية مرموقه، كما عرف عنه إمتلاكه لدائرة واسعة من العلاقات البينية في أوساط قوى المقاومة الإرترية وتواصله مع كل أطياف العمل العام بشقيه السياسي والمدني. تقبل كل أسئلتنا بصدر رحب.
كما تحدث دون مواربة عن الأسباب التي دفعتهم لإتخاذ خطوة (فك الإرتباط) والتسمية من عندي ـ وسوف نتيح ذات الفرصة للطرف الآخر عملا بحرية الرأي.
في هذا الجزء وهو الثاني والأخير يكشف همد عن سعيهم لعقد مؤتمرهم التنظيمي العاشر وإعادة بناء وترتيب أوضاع هياكلهم التنظيمية، كما يقر صراحة بدور الأيديلوجيا في عدم إستمرار "الوحدة" بين طرفي التجربة.
كما تحدث دون مواربة عن الأسباب التي دفعتهم لإتخاذ خطوة (فك الإرتباط) والتسمية من عندي ـ وسوف نتيح ذات الفرصة للطرف الآخر عملا بحرية الرأي.
في هذا الجزء وهو الثاني والأخير يكشف همد عن سعيهم لعقد مؤتمرهم التنظيمي العاشر وإعادة بناء وترتيب أوضاع هياكلهم التنظيمية، كما يقر صراحة بدور الأيديلوجيا في عدم إستمرار "الوحدة" بين طرفي التجربة.
من المعروف ان كلا التنظيمين يستندان على تجربة سياسية وفكرية معينة، فجبهة التحرير الإرترية (الجبهة الأم) تستند على إرث يساري معلوم وجبهة التحرير الإرترية ـ المجلس الوطني ـ أو ما عرف بـ (اللجنة الثورية) تسترشد بالفكر القومي العربي وتحديدا لحزب البعث العربي الأشتراكي بالعراق.. هل لهذا الإرث علاقة بالإنقسام أو فك الإرتباط ؟
نحن ولا شك أبناء تجربة جبهة التحرير الإرترية.. نعتز ونفتخر بها، وهي تجربة تستحق الدراسة لأنها استمرت وانتجت وأنجزت وتضرب في التاريخ الإريتري. هذه التجربة إستوعبت في داخلها كل ألوان طيف المجتمع الإريتري في ظل أقسى المعارك القتالية مع جيوش الاستعمار الإلحاقي الإثيوبي، وكادت أن تنتزع الإستقلال لولا التكالب الدولي من المعسكرين. وتأثير تجربة الجبهة أو بعض مناضليها الفاعلين بمد اليسار فذلك طبيعي، يعود لطبيعة المرحلة وعصر الستينات والسبعينات وما كان سائد فيهما، فاليسار كان في الخط الأمامي لحركات التحرر الوطني العالمية في فيتنام وكوبا وكمبوديا ولاوس وانغولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا وزمبابوي وغينيا بيساو... الخ. وطبيعي أن يتأثر المناضل الإريتري بذلك الواقع واطروحاته وهو ابن عصره، وفي تلك الفترة كان الميدان يعج بالكُتيبات والشعارات الماركسية مثل احذروا الطلقة المغلفة بالسكر (المال) والمدن هي مقبرة للمناضلين وهم أحياء وغيرها من الشعارت المحفزة للنضال والصمود الاسطور، ولم تخلو التجربة من التعليقات الساخرة أوما يُعرف بـ "النكتة" وبالتأكيد تعرف النكتة المتداولة في الميدان في ذاك الزمان الجميل: (موسكو تحتفل باخر ماركسي أمي في إريتريا).
وكان يرددها المناضل الشهيد صالح حدوق، وكان لهذا التعليق أيضا مقصد آخر، وحتى الأناشيد الثورية كان لها وقعها مثل قصيدة الشاعر الشهيد احمد سعد وفيها يقول: "كل نصر طاف في ارجاء كوبا وانجولا وعدن كان في الأصل جراحا وآلاما وحزن".
عموما الصراع بين من يستند على برنامج وطني ديمقراطي ومن يستند على دعوة قومية مؤدلجة عابرة للوطن بون شاسع وخلاف حتمي ينتج لاختلاف المنظار والقراءة وعامل التدافع بين الفكرتين.
ماذا عن المبادرات الشعبية والأهلية التي أعلن عنها الأمين العام لإتحاد عمال إريتريا ؟
ج) كل طرف شعبي أو اهلي يقدم مبادرة لمعالجة أشكال ما عليه سوى فهم المشكلة وطبيعتها ومن ثم اقتراح الحلول لها.
والأخ الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال إريتريا قدم تصوره لحل المشكل ونحن قبلنا المقترح ورحبنا به ترحيبا كاملا وما حصل معه شرحه الأخ الأمين العام في بياناته للرأي العام وعضوية الاتحاد.
ما هي الأولويات الملحة بالنسبة لكم الآن.. وعلاقاتكم البينية مع قوى المعارضة الإرترية ؟
ج) أولوياتنا الآن تتمثل في ترتيب واقعنا التنظيمي وبناء هياكلنا التنظيمية وعقد المؤتمر الوطني العاشر في أقرب فرصة ممكنة ثم التفاعل مع قضايا شعبنا وتعزيز الثقة والعيش المشترك بين مكونات بلادنا بعيدا عن الرؤى النمطية خاصة في هذا الظرف الوطني والإقليمي المعقد.
حدثنا عن علاقاتكم مع إثيوبيا وكيف تقرأ مستقبل المعارضة الإرترية في ظل المتغيرات الحالية بالقرن الإفريقي ؟
ج) بالنسبة لاثيوبيا فهي دولة إقليمية أساسية ودولة تجمعنا بها امتدادات ثقافية ومجتمعية وحدود ومصالح مشتركة وهي دولة محورية مؤثرة وعلاقاتنا معها أمر لابد منه ولاغنى عنه سواء كنا تيارات سياسية أو سلطة وهذا الفهم يمتد للسودان وجيبوتي والعلاقة بين هذه البلدان تقتضيها مصلحة شعوبها وستكون عامل إستقرار وتكامل اقتصادي مثمر.