النهضة تحاور الأستاذ محمود المداي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر لجبهة التحرير الارترية
حاوره الإعلامي الأستاذ: محمد علي شيا - صحفي وناشط إرتري معارض ومدير موقع النهضة
• المنشقون (7) من قيادة عددها (41)عضوا.
• تعبير مفاصلة لا يعبر عن الواقع ولا مجال للتنصل من المؤتمرات الثلاثة.
ما ان صدر التصريح الصحفي عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر لجبهة التحرير ايذانا ببدء اعمال التحضير سعينا للوصول الى رئيس اللجنة المناضل/ محمود المداي/ للتعرف على برنامج العمل والقاء الضوء على سمات المرحلة التي تجتازها الجبهة ولبى مشكورا طلبنا رغم مشاغله. نبذة تعريفية مختصرة:
المناضل الاستاذ محمود المداي عضو المجلس المركزي للجبهة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العاشر لجبهة التحرير الارترية حاصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من الجامعة المستنصرية في بغداد في منتصف ثمانينات القرن الماضي وهو من الذين انتسبوا الى (ج. ت. إ.) في مستهل السبعينات عبر خلية الجبهة بمدينة اغردات وادى واجبه رغم ما كان يكتنف العمل في المدن من مخاطر الملاحقة في ذلك الوقت وخاصة بالنسبة للشريحة المتنورة من الشباب والطلاب والموظفين المنتمين الى المجتمع الحاضن للثورة. وفي منتصف السبعين قطع دراسته في ارتريا والتحق بمدارس الكمبوني ببورتسودان وواصل نضاله في فرع الاتحاد العام لطلبة ارتريا ببورتسودان. وفور تخرجه في منتصف الثمانينات التحق بصفوف الجبهة متفرغا وكلف بالعديد من المهام والمسئوليات واختير عضوا بالمجالس التشريعية للجبهة لعدة دورات الى الحوار...
كلفتم برئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر هل المؤتمر العاشر للجبهة استحقاق يجيء في وقته ام اجراء فرضته المستجدات التي شهدتها الجبهة مؤخرا ؟
ج) اولا جزيل الشكر وكامل التقدير لك اخي الاستاذ محمد علي شيا ولمجلة النهضة الغراء ولقرائها وعبركم احي ابناء شعبنا الارتري المناضل وكل مناضلي جبهة التحرير الارترية.. اما بخصوص سؤالك عن المؤتمر فاقول: نعم هو استحقاق تنظيمي يأتي في وقته فقد كان مقررا عقده ٢٠١٨م وامتد الى هذا العام لظروف ليست لها علاقة بما جرى مؤخرا في الجبهة.
تتجهون الى المؤتمر العاشر وهناك عقبات كثيرة في الطريق (المكان، الامكانيات،المستجدات الطارئة) هل تتوقعون تحولات في المنطقة تمكنكم من عقد المؤتمر ؟
ج) بالنسبة للمكان والإمكانيات لم يتغير شي ولكن غالبية مؤتمراتنا عقدت رغم وجود هذه العقبات وبشكل عام فنحن تعودنا على تقلبات السياسة في المنطقة وتكونت لدينا مناعة ورصيد من الخبرة في التعاطي مع الظروف غير الايجابية بحيث لا تتضرر برامجنا ولو طرأت تطورات ايجابية اكيد سنكون في وضع افضل.
ماهو الجديد الذي نتوقعه من المؤتمر العاشر على ؟
ج) بطبيعة الحال تطوير وترقية الجبهة مهمة المؤتمرات وبما ان البرنامج السياسي والتنظيمي للجبهة تتم مراجعته وتنقيحه في كل مؤتمر عام ونحن لم نبتعد كثيرا عن آخر مؤتمراتنا وكثير من التطورات التي تشهدها ارتريا والمنطقة الآن كانت حاضرة او احتمالات متوقعة، كما ان علاقات الجبهة وتعاملها مع مكونات المسرح السياسي الارتري عريقة ومستقرة والجبهة في الحقيقة كانت دائما عنصرا فاعلا في ارساء الكثير من اطر العمل الجماعي وصاحبة مبادرات جادة في تقريب مكونات الساحة فالمتصور في هذا المجال تأكيد وتمتين اكثر.
اما على صعيد النظام وبما ان نهجه وسلوكه الذي فرض علينا المقاومة لم يتغيرا فإن خطط عملنا ترسم عموما في اطار مواجهة هذه المعطيات التي هي في اغلب الاحيان مازالت ثابتة ما لم يطرأ جديد حتى دخولنا المؤتمر فان الملامح الاساسية للبرنامج السياسي للجبهة لن تكون بعيدة عن اساسيات المشروع الوطني للجبهة ورؤيتها المستقرة تجاه الاحداث ومع ذلك فنتوقع تجديدا في بعض المحاور في البرنامج السياسي ولاسيما باتجاه تعميق مفهوم مشروع جبهة التحرير القائم على كون الجبهة مشروع لكل الارتريين يستوعبهم بكل مكوناتهم الاجتماعية والدينية والثقافية والفكرية ويصوغ منهم قاعدة متينة لعمل وطني نضالي آني ومستقبلي.
اما على الصعيد الهيكل التنظيمي فمطلوب تحقيق قفزة تاخذ بنظر الاعتبار حاجيات المرحلة من حيث تطوير وتعميق العمل المؤسسي كما ان هناك حاجة لاتاحة فرص واسعة للشباب من الجنسين والدفع بدماء جديدة في قيادة الجبهة لتحمل اعباء المرحلة القادمة وعموما فان المتطلبات التي تقتضيها المرحلة هي برنامج وخطاب سياسي وهيكل تنظيمي مواكب وهي مسائل التجاوب معها وتفهمها من مسئولية اعضاء المؤتمر العاشر.
المعلوم ان تكوين التحضيرية كان بعد انفضاض المجلس وحسب ما نمى الى علمنا ان المناضل محمد اسماعيل همد كان مكلفا برئاسة اللجنة التحضيرية فما الذي استجد فجأة ودفعهم الى اصدار بيان الانشقاق ؟.
ج) علمت من القيادة بأن الاخ محمد اسماعيل اعتذر عن التكليف مع ان الاختيار كان موفقا في نظري. اما بالنسبة للبيان لا اعرف له أية دوافع ما عدا الذي ورد في البيان وهي مسائل تنظيمية لا تستدعي مفارقة التنظيم وكان بالامكان حلها في المنابر الطبيعة للتنظيم لو تم طرحها اثناء اجتماع المجلس المركزي.
انتم تسعون الى عقد المؤتمر العاشر والطرف الآخر ايضا اعلنوا انهم يسعون الى عقد المؤتمر العاشر مما يعني تبنيهم المؤتمرات الثلاثة التي عقدت في ظل الوحدة مع انهم اعتبروها فشلت وعادوا بحالهم الى ما قبل 2002م الا ترى في ذلك تناقضا؟
ج) ما اظن ان هناك امكانية للتنصل من المؤتمرات السابقة مع انهم لم يحددوا اسم المؤتمر علي ما اظن.
بين الاتهام والنفي لم تتضح حتى الآن الاسباب الحقيقية للتطورات الاخيرة في الجبهة فبيان، الانسلاخ، كما وصفته قيادة الجبهة اشتكى من ضوابط ونظم شكلت قيودا عليهم من ناحية وتهميشا من ناحية اخرى، ثم لخص المناضل محمد اسماعيل همد في اول مقابلة معه السبب في عجزهم عن اقصاء المناضل حسين خليفة عن رئاسة الجبهة، ثم في مقابلة اخرى عزا انشقاقهم عن الجبهة الى ما سماه فشل الوحدة بين طرفيها، اين الحقيقة ؟
ج) اولا: اعتقد تعبير التهميش لم يكن مناسبا مناسبا ولم يكن باستطاعة احد تهميشهم بل بالعكس هم تولوا اهم المواقع القيادية منذ المؤتمر السابع.
ثانيا: الضوابط والنظم هي من اللوازم والاساسيات التي لا غنى عنها لأي عمل جماعي.
ثالثا: فيما يتعلق باختيار برئيس التنظيم فالمعمول به عندنا هو ان يتم اختياره من داخل اجتماع المجلس سواء كان عن طريق الاتفاق المبكر اوبالانتخاب المباشر وفي الاجتماع الاخير لم تكن هناك منافسة في موقع الرئاسة لأن المرشح كان شخصا واحدا. وفي تقديري كانت الفرصة متاحة للاخ محمد اسماعيل للمنافسة لو رغب ولكنه لم يرشح نفسه.
رابعا: ان القول بفشل الوحدة بعد ١٦ سنة من العمل وعقد ثلاثة مؤتمرات فهو موقف غير موفق وتقييم غير صحيح.
نسمع عن وساطات للمصالحة وبعض المبادرات هل للجبهة موانع او شروط بهذا الخصوص ؟
ج) نسمع ولكن لا اعلم حتى الآن ان كانت جهة ما تقدمت رسميا بطرح وساطة.
في تصورك ما هي الاسس المقبولة والقابلة للنجاح لمثل هكذا مبادرة ؟
ج) اولا انا لست ناطقا باسم الجبهة ولكن من منطلق مسئولية كل الجبهجيين في حمايتها فالمطلوب هو تسهيل الطرق الموصلة الى حل فمن الضروري ابتداء استعدادهم لقبول اي مبادرة للحل وقبول فكرة الحل ذاتها والاستعداد للتعاطي والتجاوب معها ثم القبول بقدر من التنازلات من اجل مصلحة الجبهة مع التأكيد على ان يكون تصور الحل مبنيا على اسس وضوابط العمل المؤسسي.
عكس الطرف الذي اصدر البيان يلاحظ ان الجبهة لم تستنفر لما حدث وكانها تستبسط ماجرى ؟
ج) لا لم تستبسط الحدث بل بالعكس فالجبهة تتالم لو انشق عضو واحد فمابالك بسبعة اعضاء مهمين ولكن ليست هذه المرة الاولى التي يحدث فيها انشقاق ومع ذلك مسيرة الجبهة استمرت.
تمت مفاصلة بين طرفي الوحدة حسب المجموعة التي اصدرت البيان هل واقع الجبهة الآن يدل على ذلك ؟.
ج) حسب فهمي تعتبر الحالة انشقاقا كاملا اذا كان الانشقاق عموديا وافقيا اما ما حدث في الجبهة فهو انشقاق سبعة أعضاء من القيادة التشريعية المكونة من (٤١)عضوا ولهذا فان كلمة مفاصلة لا تعبر عن ما حدث.
فعلا سبعة من اصل 41 عدد قليل لكن هم يقولون ان (كل) الجبهجيين يؤيدونهم ؟
ج) يا اخي الامر ليس مجرد كلام او رغبة ولكن نحن نتعامل بالمستند فهؤلاء السبعة الواردة اسماؤهم في تشكيلة المكتب التنفيذي فقط هم الذين انشقوا ونحن اعضاء قيادة في الجبهة وعلى تواصل تام وعلى صورة واضحة لما يجري.
هل من رسالة توجهها الى جماهير ومحبي الجبهة ؟.
ج) اطلب من الجماهير ان تعمل على التعاون معنا بهمة من اجل عقد المؤتمر حتي نتمكن من طرح وحلحلة كافة قضايانا التنظيمية.
كما اطلب منهم ان يبذلوا كل ما يستطيعون لإقناع الاخوان للذهاب الى المؤتمر وطرح قضاياهم هناك ومعالجة كل الأمور بالطرق التنظيمية السليمة من اجل المحفاظة على وحدة الجبهة.