القيادي المناضل إبراهيم محمود منتاي في حوار مع زينا - الحلقة الثانية
حاوره الإعلامي الأستاذ: باسم القروي المصدر: وكالة زاجل الارترية - زينا
• لأفورقي كاريزما وذكاء وهو إداري متحكم، قليل الكلام، كثير الفعال شديد المكر، غدار.
• المسلمون يمارسون التدمير الذاتي ولهذا امتطاهم أفورقي فانتصر وتحكم.
• الجبهة الشعبية استخدمت الأسلوب التقليدي والأسلوب الصهيوني لاغتيال خصومها.
إجابة على سؤال ”زينا“ قال الضيف الكريم إبراهيم منتاي:
نعم لأسياس صفات قيادية وكاريزما وذكاء وإداري متحكم ومنضبط وصبر وثبات في الميدان فهو قليل الكلام كثير الفعال ويتحلي بالمكر الشديد.
أنا جهزت وحضرت لاختطاف الطائرة الإثيوبية والجواز الدبلوماسي العراقي ساعد في ترحيل السلاح والحدث كان مدوياً لفت أنظار العالم إلى القضية الأرترية.
اذكر لنا ما تذكره باعتزاز وفخر من سيرتك الذاتية.
أنا يكفيني شرفاً أني أنا ناضلت في التنظيمات هذه جبهة تحرير أرتريا ألم تخطط لاختطاف الطائرة ؟؟ نعم أنا كنت مشاركاً فيها ودوري أنا دخلت لهم أسلحة فالجواز العراقي الدبلوماسي ما أحد يفتشه ونفع معي فكنت أقوم برصد الطائرات وكان عندي علاقة مع مكتب طيران وكنا نجد دعماً مقداره 10 الف ليرة من منظمة الجهاد لأن أبو الجهاد ما نسي فضل عثمان سبي وعثمان سبي بجوازه الدبلوماسي كان يهرب لهم الرسائل والبيانات. وأبو بدر عبد الله المطوع رئيس جمعية الإصلاح الكويتية من زعماء ومؤسسي الإخوان المسلمين في الكويت - ولد عام 1920م في 2006م كان يساعد الجهاد الفلسطيني وكان يساعد الثورة الأرترية بسخاء ويدخل هذا في فضل الإخوان المسلمين الكويتيين على القضية الأرترية مثل فضل وخدمة إخوان السودان.
وكان الشيخ أبو بدر يقدر دعم عثمان سبي لفتح. ولأنه لم تكن لنا هواتف جوالة كنا محتاجين إلى أشخاص يتحركون للتواصل، وكنا نلتقي في مناشط متعاونين معشر الثورة الأرترية والفلسطينية، كان ياتي إلي الرفاق في المكتب ونسهر نبحث عن جدول الطائرات الإثيوبية عبر الدليل - وهو مجلد ضخم مطبوع فيه جدول كل طيران العالم ولم تكن النت قد ظهرت لا غيرها من وسائل التواصل الحديثة - لنعرف متى تتحرك الطائرة وأين مسارها ومحطات توقفها وهذه معلومات كانت مهمة لنجاح عملية الاختطاف التي كنا نسعى لتنفيذها ونجتهد لتحديد الوقيت والمسار والمحطة حتى نجهز للفدائيين مستلزمات التنفيذ من تخطيط وأدوات وفق معطيات الواقع.
إلى جانب ذلك كان ضمن مهامي توصيل المستلزمات والقنابل إلى محطة تنفيذ العملية وكنت أستعين في عبورها عبر بوابة المطارات بحقيبتي الدبلوماسية لأنها لا تفتش قانوناً وعرفًا ودبلوماسياً فاستثمرنا ذلك. وكنت أسافر مراراً على الخطوط لتأكيد التوقيت والمسارات الخاصة بالطائرة الإثيوبية حتى اطمأننا على أن معلومات المجلد الضخم الخاصة بجدول الطائرات صحيحة.
نافع كردي الذي يعمل الآن سفيرا للنظام في باريس شاهد على هذا الجهد فهو يقدر هذه الاشياء ويعرفها إذ كان ممثل الثورة في فرنسا سافرت إليه عدة مرات بقصد التحضير لمهام.
وكان يعرفها تمامًا بعض الشهداء مثل علي سيد الذي زارني في الفندق مرتين في زيارتي لأسمرا ولم يجدني فأرسل إلي رمضان أولياي حاكم أسمرا الآن فأكرماني، هؤلاء يقدرون نضالات الرفاق.
قال لي علي سيد: أين أنتم ؟
قلت له: برامجنا اختلفت يا علي.
هؤلاء أعضاء منظمة عقاب وقوات التحرير الشعبية ما أحد يزاودني فيها في الوقت ذاك، السلاح عبر عبر الحقيبة الدبلوماسية إلى كراتشي محطة تنفيذ العملية الفدائية على الطائرة الإثيوبية. وصلت السلاح وهيئت الأمور وتم التحضير فأتى الفدائيون وفق الخطة فأكملوا المهمة في أحسن ما يكون.
هل كانوا مقيمين هناك في كراتشي ؟
لا، لا ما كانوا مقيمين بل أنا مهدت لهم وحضرت ثم أتوا بإلعنوان والبيت الجاهز والأدوات والمسلتزمات الجاهزة منها السلاح القنابل.
جهزت لهم ورجعت ؟
نعم. وهم وصلوا بالعنوان المحدد وفي التاريخ المحدد ونفذوا المهمة.
من أعضاء الفدائيين ؟
كان في كراتشي بباكستان طالب اسمه محمد عثمان يوسف صائغ كان ينسق معي ويساعدني في تاجير المكان واستقبال الضيوف القادمين وهم: علي سيد، محمد طلول، فسايي.هؤلاء الثلاثة هم الذين نفذوا العملية في الطائرة الإثيوبية ونجوا وقد تم اعتقالهم بواسطة السلطات الباكستانية التي رفضت لاحقا تسليمهم إلى إثيوبيا.
هل هناك عملية أخرى تم تنفيذها ؟ أو محاولات لاختطاف طيران ؟
نعم كانت محاولات، منها عملية كانت في تركيا قام بها المناضلان: محمد عثمان ويوسف توفي قريبا كان مندوبنا في لندن، وفشلت، وكانت قبل كراتشي.
نافع كردي في فرنسا ماذا كان عنده من دور ؟
كان ممثل قوات التحرير الشعبية في فرنسا و كان من المقرر القيام بعملية مشابهة تستهدف السفارة الإثيوبية في فرنسا لكنها فشلت.
نافع كردي كان المعني بالتنفيذ ؟
لا، لا بس أنا وصلت إليه المستلزمات، و المكلف بالتنفيذ كان محمد الحاج شيخ عمر - رحمه الله - كان نائب الفدائيين بالمنطقة الرابعة أيام تقسيم المناطق.
عقاب كانت تابعة لقوات التحرير الشعبية ؟
نعم هو كذلك وكانت مهمتها إعلامية لتشهير القضية عالمياً وقد نجحت حيث تناولت الحدث خاصة طائرة كراتشي وسائل الإعلام العالمية.
تعبتَ، و شايفك متحمس أكثر مني ورافع صوتك عالياً ؟
نعم أنا أشعر بالمرارة. عندما أشوف وضعنا وأقارنه بتاريخنا البطولي وما قدمناه كيف لا أحس بالمرارة.
أسياس أفورقي يجني ثمار عرقكم ما العوامل ؟
أنا أقولها صراحة نحن مارسنا تدمير ذاتي، أنا ما أركز على الجانب الفارغ من الكأس، لنا نضالات مشرقة نعتز بها ولنا إنجازات وبطولات وأسياس ما جاء من فراغ، لا زم الناس يعرفوا أن ا لمسلمين هم رواد وللأسف توجد تضحيات راحت هدرا الآن نتحسر فيها هذه نضالاتنا هي أساس لثمار الاستقلال لكن مع الاسف مارسنا التدمير الذاتي واسياس استغل هذا الوضع , أسياس وملس دخلا ارتريا سويًا واستلما البلد، عبر قرارات وحوارات لندن وكينا تحت إشراف اليهود بينما كان التنظيم الموحد في جدة يتصارع من يكون الرئيس فيه.
ذكرت لي قصة أسلحة توزعت على غير قرار ورغبة عثمان سبي ؟
نعم كان لدينا خلافات طويلة بين عناصر ومكونات التنظيم وأنا كلفت بتقسيم الأسلحة على الاجنحة كلها. فجئت إلى عدن لهذا الغرض وأسلحتنا كانت في جزيرة قمران اليمنية وناس رمضان عايزين أنا أمشي أسلمهم الأسلحة لهم ورمضان كان مطيعاً لسياس.
فخوفاً من أن يستلمها فصيل واحد عثمان سبي قال لي: تذهب إلى قمران الجزيرة النائية التي لا يوجد فيها بشر واقسمها على قوات التحرير الثلاثة ناس عوبل بقيادة أبو عجاج وقوات التحرير الشعبية بقيادة عثمان سبي و جماعة أسياس.
على أي أساس انقسمت قوات التحرير لأجنحة متصارعة ؟
تقسيم قبلي محض فبنو عامر انقسموا بقيادة أبو عجاج وسمهر بقيادة رمضان وماريا بقيادة عمر داير وكلهم لديهم رأي في أسياس سلبي فهو متهم عندهم لكنهم ما متفقون فيما بينهم.
كيف توزع السلاح ؟
استلمه ناس رمضان حجي فرج وهم أصلا جاؤا بي من بيروت إلى عدن لهذه الأسلحة وكنت قد قابلت أسياس هناك في بيروت فأخذت منه الرقم السري للأسلحة وكان ينتظر نصيبه لكن السلاح مشى لطرف واحد كان له السطوة بسبب عناصر موالية كانت تشرف على تأمين السلاح في الجزيرة.
هل عملت مع أسياس أفورقي وهل تذكر صفاته الشخصية ومقدراته الإدارية ؟
لم أقابله إلا مرتين واحدة في بيروت والأخرى في الميدان بمناسبة مؤتمر عام.
نعم لأسياس صفات قيادية وكاريزما وذكاء وإداري متحكم ومنضبط وصبر وثبات في الميدان فهو قليل الكلام كثير الفعال ويتحلي بالمكر الشديد ولهذا قاتل بعثمان سبي ودعمه خصومه واحتمى بقيادات إسلامية جعلها في الواجهة وهو ينفذ مشروعه القديم الجديد، تسلق حتى تمكن على ظهر أبناء المسلمين من أبرزهم:-
• رمضان محمد نور - الامين العام،
• ابراهيم عافة - رئيس المكتب العسكري،
• الامين محمد سعيد - مسئول العلاقات الخارجية،
• على سيد عبدالله - مسئول الأمن.
وكل هؤلاء من أبناء الثورة المناضلين القدامى كانوا في الواجهة وأسياس يحفر من تحتهم وتمضي خططه تحت الغطاء وتتمكن وقد شعرت بذلك مبكرًا كما شعر بذلك عثمان سبي وعلى سبيل المثال في مؤتمر تونس الذي عقد لتوحيد فصائل الثورة الأرترية الأربع جبهة التحرير وقوات التحرير واللجنة الثورية والجبهة الشعبية كتب عثمان سبي رسالة وكلفني بإيصالها إلى تونس تطالب الورقة بإشراك أسياس أفورقي في المؤتمر ضمانا لنجاح مخرجاته وقد كان سبي يعرف مكر وثقل أسياس أفورقي وهو يشغل الأمين العام المساعد مع رمضان محمد نور الأمين العام في الجبهة الشعبية.
سلمت الرسالة لعبد الله آدم فعمل بمقتضاها حيث طلب من الجبهة الشعبية أن يضم وفدها أسياس أفورقي ففعلوا على الرغم من أن القسمة العادلة أن يمثل التنظيم شخص رمضان محمد نور الأمين العام.
بموجب ذلك حضر أسياس وكانت هناك حساسية شديدة بينه وبين محمد سعيد ناود رحمه الله.
فتم الاجتهاد للجمع بين الشخصين ومعالجة أزمة الثقة بين الطرفين وقد قمت بذلك بعد طلب من الوسطاء فقد تحدثت مع محمد سعيد ناود فأقنعته بالتغافر فوافق، وتحدثت مع أسياس أفورقي فتحدثت عن التغافر.
كيف كانت أجواء مؤتمر المصالحة في تونس ؟
كل التنظيمات كانت تتصارع وتسعى لإثقال وزنها فجبهة تحرير ارتريا عايزين يكسبونا لصالحهم واللجنة الثورية كذلك ولن تترك قوات التحرير نصيبها للآخرين والجبهة الشعبية مثل ذلك.
وعندما حصلت المنافسات الشديدة اتصلوا بي عشان ألطف الجو،
نعم جئت إليهم فقالوا لي: لا نريد هذه الصراعات ونريد إزالة الحساسية بين محمد سعيد واسياس فأخذت محمد سعيد وذهبنا للفندق للتفاهم.
وجبهة التحرير التي يقودها ابراهيم توتيل وعبد الله سليمان كان مسئول علاقات خارجية في امريكا تبحث عنا وإنا ومحمد سعيد مختلفين وكان طه محمد نور حاضراً، فكلمناه بس الله يرحمه - قتله اسياس - والمشهد كل طرف يريد كسب الجولة وكل طرف حاول كسبنا لصالحه فأبينا فبدأوا باقناع اللجنة الثورية فاتفقوا معهم ويبحثون عنا لننضم معهم و نحن الثلاثة كنا ضد الجبهة الشعبية ولم يجدونا فاتفقوا على صيغة جبهة التحرير: ابراهيم توتيل وعلى برحتو وارادو ان يكسبونا نحن ايضا وحضرنا الاجتماع وعلى برحتو عامل مقابلة مع جريدة تونسية جريدة الصباح ويسبنا نحن فيها وصغر من أمرنا وأمر سبي فاستفزتني المقابلة وطلعت من القاعة وذهبت إلى المنصة وقلت:سأنسحب من هذا الاجتماع إلا إذا جاء على برحتو معتذرا عما نشره في الجريدة ضدنا لأن اسمنا قوات التحرير ولسنا جماعة سبي كما سمانا هو. وخرجت وخرج ورائي سليمان فعاب علي وحرضنا على العودة وأنكر أن يكون تصريح برحتو باتفاق معهم. وقال: نحن اتفقنا في هذه الصيغة ونحن أمس كنا نبحث عنكم. وأعطاني ورقة لمحمد سعيد بقصد التعاطف معها وتعزيزها ودخلت أنا ومحمد سعيد ناود قام يتكلم كلام عادي ما عنده صلة بالورقة ونحن لا نريد أن الجبهة الشعبية تنعزل نريد مصالحة وبعدها يتم توقيع الوحدة.. وأكثر من كدا لا تعرف ؟ لا بس هذه مقابلات عادية لكن بس ما عشت معه في الميدان ولهذا أجهل السيرة الذاتية الشاملة لأسياس أفورقي.
ما أسلوب محاربة الجبهة الشعبية لخصومها قديما وحديثا ؟
اتخذت الجبهة الشعبية منذ ميلادها أسلوبين للانتقام من خصومها الأفراد المؤثرين.
الأسلوب الأول هو الأسلوب التقليدي وهو القيام بتنفيذ عمليات اغتيال التي تمت في السودان مثل اغتيال إدريس إبراهيم هنقلا، كسلا عام 1985م، محمود حسب 1989م في كسلا، ولدي داويد تمسقن في كسلا عام 1986م، عثمان عجيب بالخرطوم عام 1981م، ومحاولة فاشلة لاغتيال عبد الله إدريس في الخرطوم عام 1991م.
هل توجد معلومة أكيدة أن الجبهة الشعبية هي التي قامت بهذه الاغتيالات ؟
نعم معروفة، من يقوم بهذا غيرها، هي الخصم الوحيد والقادر، وقد تم إلقاء القبض على بعض المشاركين في الاغتيال وقد اعترفوا.
والأسلوب الجديد هو الأسلوب الصهيوني.
ما هو الأسلوب الصهيوني ؟
هو أن تغتال خصمك دون أن تترك أثرًا للجناية كأن تشمم شيئًا قاتلاً بتراخي أو يدس لك السم في طعام أو شراب أو أي شيء لتموت في وقت هم يختارونه حسب الجرعة الداء إذ يوجد ما يقتله فورًا وما يقتل بعد مدة قد تكون ساعات أو أيام أو شهور حتى لا يتعرض المجرم إلى إلا مساءلة قانونية وينسب الفعل الجريمة إلى وفاة عادية.
وبهذا قتل محمد صالح حمد، وهو معروف لدى جبهة تحرير أرتريا أبوه أرتري وأمه مصرية وهو من المناضلين بإخلاص في الساحة الأرترية وهو من المثقفين الأرتريين، يعرف أرتريا أكثر من الناس الذين يقطنون فيها، يعرف تقاليد وأعراف المسيحيين بالقدر الذي يعرف المسلمين. نحن الذين ولدنا في أرتريا ما نعرف ما كان يعرفه هو من أرتريا أرضًا وإنساناً وكان ثقافته فرنسية وهو من مؤسسي جبهة التحرير الأرترية، دخل الوطن بعد التحرير مع التنظيم الموحد ,وتم تعيينه قاضي القضاة ثم تم اغتياله بعد تقريبه وتطمينه فمرض فجأة ودفن في القاهرة التي تم ارساله إليها للعلاج وهم يعرفون أنه لا يعود منها حيا ً كل القيادات ماتت بمثل هذا، إدريس قلايدوس، قالوا مات بفشل كلوي، وزوجته رشيدة خريجة جامعة الخرطوم ماتت داخل البلد في ظرف غامض، صالح إياي أصابه شلل مات به.. كل القيادات الإسلامية ماتت بهذا الأسلوب، بينها علي سيد الذي كان وزير الداخلية ما معروف مات بأي شيء ولا تحقيق.
محمد سعيد ناود أنا قلت علاقتي به عميقة، ما عادية، أنا كنت اتصل به وهو في أسمرا، ولا زلت أحتفظ بعنوانه وهاتفه عندي، وعندما يجيء في جدة في السعودية كنت أنا الذي يقابله ويحكي لي ما يحدث في البلد من كيد.
وقصة وفاته مؤلمة وتثير الشكوك تعد نتيجة متوقعة لما كان يعانيه من مكائد الحاكمين.
محمد سعيد ناود مشي الكويت تلبية لدعوة جمعية بابطين الكويتية الثقافية، بهدف إقامة مناشط ثقافية من محاضرات وندوات، عن الثقافة العربية في أرتريا ومن الكويت اتصل بي بالهاتف وتواصلنا فهو كان على خير صحة وعافية هذا هو رقم هاتفه:
قلت له: لا بأس واصل الحديث فهو أهم لنا الآن من رقم الهاتف، أكمل لنا المضمون.
قال: لا، لا زم أوريك ليها عشان تتأكد. فأخرج ورقة فيها رقم هاتف الكويت مكتوب فيه محمد سعيد ناود ورقم آخر في أرتريا لناود نفسه مكتوب بخط يد.
ثم أضاف: في التأبين قالوا لي: تعال تكلم عن محمد سعيد ناود فقلت: مات شهيدًا ولم أقل مقتولا.
لكن جاءني واحد من ناس الجبهة الشعبية وقال: أنت قلت مقتول فقلت: أنا قلت: شهيد.
ونحن نصف زعماءنا الأموات بالشهادة حتى لو مات في فراشه بموت طبيعي. وتغافلت عن المضي في النقاش معه حول أسباب وفاة محمد سعيد ناود.
لكن كما يقول السودانيون: العندو حرقص براوهو يرقص. وفي وقت لاحق أكدت لهم أن ناود مات مقتولاً على الرغم من أني لم أقل ذلك في كلمة التأبين اقتداء بالسياق العام ومراعاة لخاطر الأسرة والأصدقاء. وكونه قتل يترجح عندي.
تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة