تجربة طالبة إعلام في مصر "إبتسام بشير" وهذه القصة

بقلم الأستاذ: غازي بن نايف - الشرقية المصدر: غرب الإخبارية

غرب مع المبتعثين.. حلقة الوصل بين المبتعثين والمبتعثات في شتى أنحاء العالم.. لهذا نحن فيها "منكم ولكم"

ابتسام بشير

ندعوكم للتعرف عليهم وعلى سيرتهم وللإطلاع على تجاربهم المنوعة في الإبتعاث.

"إبتسام بشير" طالبة مرحلة البكالوريوس في الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون بجامعة القاهرة - وحاصلة على منحة أرتيرية لإكمال تعليمها الجامي بحكم جنسيتها إلى والدتها - العديد من المحاور نستعرضها عن تجربة "إبتشام" في السطور التالية وهذه القصة:

من أم أرتيرية وأب سوداني ونشأة سعودية.. هذه بدايتي:

اسمي ابتسام بشير البنت الثالثة بين ثلاث أبناء وأربعة فتيات.. نشأت في بيئة متعددة الثقافات.. والدي ووالدتي من دولتين مختلفين والدي سوداني ووالدتي أريتيرية - وحاصلة على منحة أرتيرية لمواصلة دراستي الجامعية في مصر في تخصص الإعلام - بالإضافة اني ولدت ونشأت في السعودية، كنت مثل اي طفلة ارتاد المدرسة بشكل روتيني واعد الواجبات المدرسية الى ان وصلت المرحلة الاعدادية تعثرت كثيراً بها.. اكملت تعليمي في السعودية (منازل) من الثاني المتوسط الى ان تخرجت من الثانوية.

نحو تحديد المصير.. أحذاث وتغيرات.. الإعلام وبداية التخصص:

وانا بالصف الثاني الثانوي بدأ لي المستقبل بالوضوح فخطرت ببالي فكرة إكمال تعليمي الجامعي رغم استحالة طرح الفكرة لوالدٌي في ذلك الوقت لان الفكر الشائع الاكتفاء بالثانوية والزواج بالشخص المناسب رغم معرفتي بكل العقبات الاجتماعية قررت ان اتخصص علمي لكي اتجه لدراسة الطب.. لكن لم يحالفني الحظ وغيرت مساري الى الادبي في اخر المطاف - ربما بسبب دراستي بنظام "المنازل" اتاح لي الفرصة لأكون مطلعة اكثر في امور عدة.. كان لدي متسع كبير من الوقت فكنت اقضيه بالاطلاع على البرامج الحوارية في التلفزيون والانترنت ومتابعة كل جديد في مجال الاعلام و مسابقات صناعة الافلام القصيرة ومراسلين نشرات الاخبار والتقديم الاخباري ايضا متابعة جيدة للراديو - ايضا تأثرت بالإعلامية الامريكية اوبرا ونفري وطريقة ادائها للحوار وعفويتها في التعامل مع الضيوف وتنوع برنامجها بالإضافة لبعض الاعلامين المتألقين العرب وكان هذا سبب اتجاهي للإعلام - بعد نجاحي من الثانوية قررت دراسة الإعلام بجامعة القاهرة تخصصت بقسم الاذاعة والتلفزيون - لم يكن الامر سهلا في قبول أهلي بفكرة السفر بحد ذاتها.. كانت العادات والتقاليد حاجز بيني وبين حلمي وبعد محاولات عدة لإقناع والدتي التي كانت متخوفة من غربة ابنتها خصوصا لم يسبقني احد اخوتي او اقاربي حاولت اقناعها جاهدة بمساعدة والدي.. وبعد الانهاء من الاجراءات الرسمية كإصدار جواز السفر والتذاكر.. لم يتبقى لي الا اسبوع على السفر رفضت والدتي بشكل قاطع سفري تزامننا للأحداث آنذاك في مصر عام 2011 والتي حدثت قبل سفري بأيام.. لكن بعد اقناعها واستقرار الاوضاع اقلعت من مطار الملك عبدالعزيز مودعة الاحبة والاصدقاء حاملة حبي للعلم وبحثي عن التميز في مجالي.. الان والدتي من اكبر الداعمين لي بعد ما رأت ما حققته في مجالي.

نظام التعليم في مصر.. وهذه المشاهدات:

ابتسام بشير 2في البداية واجهت صعوبة.. فالنظام الجامعي يختلف تماما عن التعليم العام.. هناك جدية وحزم اكثر.. المنهج الدراسي به مواد نظرية تزيد من ثقافة الطالب بجانب الجزء العملي - حيث تسنى لي النزول الى الشوارع والميادين والمتاحف للتصوير وعمل اللقاءات مع شخصيات مهمة وعامة الناس وعمل افلام قصيرة.. احببت كثيراً الجزء العملي في دراستي الذي توجب علي انهاء مهمات في غصون اسبوع او اسبوعين وهذه التكاليف كانت على مدار العام الدراسي.. تجربة النزول الميداني وصنع تقارير عن اماكن او شخصيات مهمة في البلاد كانت لا توصف.. فالقاهرة بلد التاريخ والحضارة - انجزنا التكاليف بفضل روح العمل الجماعي الذي هو جوهر وجزء من تعليمنا في الكلية حتى يتنسى لنا تقبل اختلاف الاخر، ايضا الكلية وفرت للطلبة الجزء العملي لتأهيلهم لسوق العمل فهناك استديو هات حديثة (راديو - تلفزيون) مجهزة بأحدث الوسائل التقنية يتم فيها تدريب الطلبة على طريقة التصوير الاحترافي والاخراج والتقديم والاعداد ايضا بجانب معمل المونتاج المجهز بأجهزة آبل يتم فيها تعليم المونتاج للطلبة من المستوى الثاني - الكلية بها ثلاث اقسام (اذاعة وتلفزيون - صحافة - علاقات عامة) عملت لمدة موسمين في التقديم والاعداد في برنامج يستقطب الوافدين المتميزين المتواجدين في مصر سواء طلبة او غير ذلك في عدة مجالات مختلفة.. مثل الفن والادب... على اذاعة اعلام اون لاين - برامج الوطن الاكبر وبرنامج في قلب مصر - كما تدربت في إذاعة BBCعربي في القاهرة.

تنوع المشاركات الطلابية.. تجربة مميزة في نظام التعليم المصري:

المشاركة في الانشطة الثقافية والمعرفية والمسابقات التى توفرها الجامعة مجانا للطلبة والرحلات التي تساعد على صقل شخصية الطالبة - ايضا الالتحاق بالدورات الخاصة بالتخصص والعمل على البحث على ما هو جديد في المجال كل على حسب تخصصه - بجانب مشاركات الطلبة في مؤتمرات ومنتديات دولية داخل القاهرة او في مدينة السلام "شرم الشيخ".. بجانب انشطة طلابية لنشر سلوكيات ايجابية وصحية وتوعية للمجتمع من خلال دعم الجامعة لهم مثل مناهضة التحرش - سباق الدراجات - دعم المواهب الفنية - استقطاب علماء ومشاهير في مجال الادارة والآدب والاعلام والسياسية والدين في قاعة القبة داخل الحرم الجامعي، كما اقيمت رحلات للاماكن التاريخية لتعريف الطلبة بحضارة بلادهم ومعسكرات بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة.

في جدة عروس البحر الأحمر.. كان مولدي ونشأتي:

ولدت ونشات في جدة عروس البحر الأحمر في احد احيائها الجنوبية حيث التنوع الثقافي والتقارب الكبير بين الجيران والاصدقاء.. الجميل اننا نتشارك افراحنا واتراحنا.. فالكل يقف معاك يدا بيد.. تكاد تجزم ان هناك صلة قرابة بالدم.
ترى الاخاء في شهر رمضان..هذا يعلق الزينة وهذا يعد "البسطه" ورقصة المزمار والاهازيج الشعبية في الاعياد والافراح كلها جزء من ذاكرة الطفولة التى لا تنسى.

في الدراسة والتخصص.. هذه هي رسالتي:

كن محب لما تعمل.. شغوف به.. هذا سيجعلك تتجاوز كل التعب والعقبات التى تواجهها سواء على المستوى الدراسي او النفسي بسبب البعد عن الاهل - البحث عن ما هو جديد في تخصصك خارج اسوار الجامعة ودعم معرفتك بالدورات.

إعلام بروح الشباب وتدريب الخريجين.. هذا هو مطلبنا:

التحديث السريع الذي يحصل في مجريات الاحداث وضرورة مواكبتها..هذا هو الاعلام ان تكون مطلع على كل ما هو جديد حولك... وان تأخذ من كل بحر قطرة - رغم ان دارس الاعلام لديه عدة وسائل للتعبير عن قضايا الناس حوله الا ان البعض يحصر الاعلام في التقديم التلفزيوني او الاذاعي ولكن هناك المعد الجيد والمصور والمحترف والمخرج المحنك والمذيع المثقف والصحفي المتميز والمبدع في الاعلانات وتخصصات كثيرة جدا وجب عليا شرحها في كل مره التقي بأحدهم وتثقيفه عن مجال الاعلام وهنا اتمنى من المؤسسات الاعلامية احتضان الخريجين وتدريبهم بشكل رسمي بالتنسيق مع الجامعة وتأهيلهم اكثر للسوق العمل.. ومن ثم توظيف المتميزين منهم حتى يكون اعلامنا متجدد دوماً بروح الشباب.

جامعة القاهرة.. تاريخ وعراقة:

اجزم من اسماها ام الدنيا لم يخطأ يوما فهي حاضنة لجميع الجنسيات والأعراق من مختلف دول العالم لكن لكل طالب اسبابه.. هناك من يفضل جامعة القاهرة تحديدا لعراقتها فقد انشأت عام 1908 وكان احد مؤسسيها فؤاد الاول - كذلك تتميز بوجود بعض التخصصات او الكليات التى ليست موجودة في بعض الجامعات مع وجود المكتبة المركزية وهي تضم حوالى مليون كتاب من ضمنها كتب نادره و قيمه للعلماء والامراء والمستشرقين، و فيها ايضا مجموعات ورق بردى و عملات قديمة. و للمكتبة مطابع خاصه بتطبع بحوث الاساتذة و المجلات العلمية للكليات، ايضا قرب جامعة القاهرة من الاماكن الحيوية في القاهرة مثل الاحياء التى يكثر فيها الطلبة - سهولة مواصلاتها وقربها من وسط البلد والاماكن السياحية.

الطلبة الدارسين في مصر من مختلف الجنسيات" وهذا هو الإنطباع العام:

مصر من الدول التى لا يشعر الطالب بها انه مغترب لتقارب الثقافة والقرب الجغرافي - كما أن اغلبنا نشأ على الثقافة المصرية فلم نجد صعوبة كبيرة في التواصل مع اختلاف بعض المصطلحات لكل بلد، و قرب الكثير من العادات والتقاليد بحكم انها دولة عربية واسلامية - كذلك هناك مهرجانات وفعاليات عدة في جميع الجامعات المصرية تهتم بمشاركة الطلبة السعوديين والخليجين وجميع الجنسيات في التعريف عن ثقافتهم للمصرين.. وهذا المشاركات تتيح للطلبة الاندماج وتقبل الاخرين - ايضا المناسبات العربية والافريقية والدولية التي تقام للشباب او مشاركتهم فيها كعنصر فعال.

صديقاتي السعوديات يتخوفن من دراسة السلطة الرابعة:

لدي صديقاتي من السعودية لكن للأسف هناك مازال تخوف من دراسة الاعلام لرفض بعض الاهالي ابتعاث بناتهن لدراسته او عدم المعرفة الاكاديمية لنفس الطالبة لماهية التخصص وفروعه وعمله في المستقبل لان البعض كما قلت سابقا اقتصر نظرته على الاعلام انه تقديم تلفزيوني فقط.. لذلك عددهن قليل في كلية الاعلام، ورغم اننا نعيش في عالم السلطة الرابعة والاعلام بمختلف فروعه حتى الاجتماعي (السوشيال ميديا) يعتبر هو الاداء والمحرك الاول للراي العام.. الا انه في عزوف من قبل البعض، لذلك يتجهن لدراسة تخصصات طبية (طب بشري - اسنان - صيدلة ...الخ) او علوم الانسانية سواء برغبة منهن او تحقيق رغبة الاهل.

هؤلاء هم ابرز الشخصيات المصرية التي درست في جامعة القاهرة:

هما نجيب محفوظ ومحمد البرادعي حصلا على جائزة نوبل - واثنان من أشهر العلماء على مستوى العالم هما الدكتور مصطفى مشرفة والدكتور مجدي يعقوب.

Top
X

Right Click

No Right Click