مقابلة مع المناضل حسن كنتيباي

إعداد وتقديم الأستاذ: حسين حب الدين زمزمي

حسن محمد عثمان كنتيباي، من مواليد اكتوبر 1952 في قرورة و بالمناسبة توجد قرورة ارترية و قرورة سودانية و قد ولدت

حسن محمد عثمان كنتيبايفي قرورة السودانية، انا فرد في اسرة مكونة من 4 اشقاء و 3 شقيقات و انا احتل المرتبة الاخيرة فيهم اي آخر العنقود كما يقال منهم على قيد الحياة شقيق واحد فقط و شقيقتان كما ان الوالد و الوالدة تغمدهم الله بواسع رجمته منذ سنوات، كنت متزوج من المغفور لها باذن الله صفية عبدالله شريف رفيقة درب لاكثر من ثلاثين عام و لي منها ماهر و مي و قد توفيت في 6/7/2012، بعد انتقال المغفور لها صفية تزوجت من الاخت فاطمة محمد ابراهيم بهدوراي.

درست المرحلة الابتدائية للفترة من 1959 - 1963م في مدرسة قرورة الابتدائية و درست المرحلة المتوسطة في مدرسة طوكر الوسطى 1964 - 1968م ومن اهم الا حدث اتذكر عند التحاقي بمدرسة طوكر الوسطي تم تجنيدنا في جبهة التحرير من قبل استاذ على ما اعتقد ان اسمه استاذ حسين و بالمناسبة في تلك الفترة كان التجنيد يتم عبر اداء القسم على المصحف الشريف و قد دعانا الاستاذ للوضوء ثم جاء بالمصف واقسمنا عليه بان نكون اعضاء في الجبهة و كانت تلك اول مرة اسمع فيها عن ارتريا كارض و وطن و بما ان العمل كان يتسم بالسرية فقد طلب منا ان نطلع احد حتى الاسرة على هذا التجنيد و لكن لا اذكر اننا مارسنا اي عمل تنظيمي الى ان وصلنا المرحلة الثانوية و فيها اسسنا رابطة للطلاب الارتريين في بورسودان و بدأنا اتصلاتنا بالاتحاد العام لطلبة ارتريا و الذي تاسس في تاريخ قريب لتاسيسنا للرابطة في بورسودان.

و كانت اول زيارة لقيادة الاتحاد العام لطلبة ارتريا الينا في بورسودان في نهاية 1969 او بداية 1970 و كان الوفد برئاسة الشهيد عثمان همد هبتيس و من الطرائف وجدنا مختلفين نسبة لبدء الخلافات في الساحة الارترية بين القيادة العامة المنبثقة من مؤتمر ادوبحا و البعثة الخارجية بقيادة الشهيد عثمان سبي فبل تكوين قوات التحرير الشعبية مما اضطره لايداع ختم الاتحاد العام لطلبة ارتريا - فرع بورسودان عند المناضل محمد عمر ود الناظر و كان حينها المندوب العسكري لحين يتم الاتفاق اذكر من الذين كانوا معنا الاخ حامد محمدين و بكري رجب و صالح التاي و كثيرين لا تسعفني الذاكرة.

اما المرحلة الثانوية بدأتها في المهعد العلمي الثانوي بورسودان ثم في السنة الثانية تحول لمدرسة البحر الاحمر الثانوية و ذلك للفترة من 1968 - 1971م.

في المرحلة الثانوية في بورسودان و كان الزمان بداية نظام حكم نميري فبالاضافة للنشاط في الاتحاد العام لطلبة ارتريا و كنا نقوم عبره بنشاطات مجتمعية مهمة جدا فقد كان لنا اكثر من 15 مركز لمحو امية الكبار نقوم فيها ببرامج محو الامية لعضوية الجبهة في الاحياء المختلفة في بورسودان بشكل يومي في الفترة المسائية من الساعة الخامسة و حتى الساعة التاسعة مساء، و للتغطية على نشاطات الاتحاد هذه كونا فريق لكرة القدم باسم فريق الكفاح الرياضي و كان من الفرق الرياضية المهمة في رابطة الديوم الجنوبية كما كنا نقيم الاحتفالات بمناسبة الفاتح من سبتمبر و ايضا دعم نشاطات المرأة الارترية و استقبال الوفود التنظيمية الزائرة لمدينة بورسودان، و لم يقتصر النشاط في الجانب الارتري فقط بل كنت نشطا في الجمعيات الثقافية و العلمية في مدرسة البحر الاحمر الثانوية مثل جمعية التصوير الفتوغرافي و كنت من هواة التصوير في تلك المرحلة و عاصرت في تلك المرحلة شخصيات لعبت دور مهم في الحياة السياسية السودانية لاحقا خاصة في مرحلة الانقاذ منهم العميد بحري صلاح كرار وكان رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس قيادة ثورة الانقاذ و الفريق الهادي عبدالله وزير رئاسة الجمهورية الاسبق و والي ولاية نهر النيل الحالي، و من صاحبتهم في تلك المرحلة الصديق محمد ادروب المقيم الان في استراليا، انها كانت بحق مرحلة مهمة في مسيرة حياتي و كان لها دور فعال في تشكيل شخصيتي.

مكثت في دمشق 9 اشهر اذ وصلتها في ديسمبر 1971م و قد سافرنا من الخرطوم الي دمشق عبر القاهرة و كانت تلك اول مرة اصعد فيها الطائرة و في هذه الرحلة تعرفت لأول مرة بالقائد احمد محمد ناصر و كان قد انتخب عضوا بالمجلس الثوري في المؤتمر الوطني الاول و كلف باعادة تاهيل جيش التحرير الارتري.

في دمشق كنت من الحاضرين للجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثاني للاتحاد العام لطلبة ارتريا بالرغم من انني لم اكن عضوا بالمؤتمر و هنا يهمني ان اذكر حدث مهم جدا كان له الاثر الكبير في غرس الاهتمام بالعمل الطلابي في نفسي الا و هو حدث انتقال المؤتمر من دمشق الى بيروت لبنان، و سبب انتقال المؤتمر من دمشق الي لبنان تمثل في رفض السلطات السورية السماح لوفد الاتحاد الوطني لطلبة العراق من دخول سوريا و المشاركة في المؤتمر بناءا على دعوة من قيادة الاتحاد العام لطلبة ارتريا مما حدا بالمؤتمر من رفض الموقف السوري و التمسك اما السماح بوفد الاتحاد الوطني لطلبة العراق بالدخول لدمشق و المشاركة في المؤتمر و القاء كلمته و اما نقل المؤتمر الي مكان آخر و بالفعل و عندما رفضت السلطات السورية ذلك تقرر نقل المؤتمر الي بيروت بتمويل من جبهة التحرير الارترية و اتحاد طلاب فلسطين و اليمن، هذه من المواقف القوية للاتحاد العام لطلبة ارتريا في المحافظة على استقلالية قراره و رفض الاملاء من اي جهة كانت، هكذا كانت الحركة الطلابية الارترية قوية في مواقفها مستقلة في قراراتها لا تقبل الاملاء من احد.

من دمشق انتقلت في اكتوبر 1972 الى بغداد و نسبة لخلل في شهادتي الثانوية اضطررت للالتحاق بثانوية الاعظمية القسم العلمي و بحمد الله تحصلت على معدل جيد و كنت ارغب لدراسة الاقتصاد و لكن شاءت الاقدار ان يتم قبولي بكلية الزراعة بابي غريب و كان دفعتنا الامين حريراي الان في الامارات و ادريس محمد طاهر و اخرين لا تسفني الذاكرة من تذكرهم لقد هرمنا، كنت نشطا في فرع الاتحاد و اصبحت عضوا بالهيئة الادارية لفرع بغداد سكرتير لها و كانت الهيئة برئاسة المرحوم حسين جنجر و كان ذلك ان لم اخطي دورة 1974- 1975.

لاحقا، درست المرحلة الجامعية في العراق جامعة بغداد كلية الزراعة للفترة من 1973- 1978م و تخرجت منها مهندسا زراعيا و لكن لم اعمل في مجال الزراعة و تفرغت في جبهة التحرير الارترية.

بغداد لها في القلب مكانة خاصة، التحقت فيها بكلية الزراعة بابو غريب و حقيقة لم تكن دراسة الزراعة رغبة و لكن هذا ما اراده لنا القدر فقد كنت ارغب في دراسة الاقتصاد و لكن بدايات الحراك في الاتحاد فرع بغداد قذفت بي لابو غريب، و كنت قبل الوصول لبغداد قد امضينا انا و صديقي حامد محمدين 9 اشهر في دمشق و هنا لا يمكن ان امضي دون اذكر من كان له الدور الاساسي في الخروج من السودان و تامين منحة دراسية لنا في الخارج الا و هو المرحوم المناضل الجسور محمد عمر كبريتاي تغمده الله بواسع رحمته فهو صاحب فكرة خروجي من السودان و اكمال دراستي بالخارج و هو بتلك الخطوة قد احدث انقلاب حقيقي لمجري حياتي و التي لولاه لما درست الجامعة و لما التحقت متفرغا بجبهة التحرير الارترية، اسأل الله العلي القدير ان يجعل الجنة مثواه.

لاحقا، درست المرحلة الجامعية في العراق جامعة بغداد كلية الزراعة للفترة من 1973- 1978م و تخرجت منها مهندسا زراعيا و لكن لم اعمل في مجال الزراعة و تفرغت في جبهة التحرير الارترية.

كان فرع بغداد للاتحاد العام لطلبة ارتريا قلب الحركة الطلابية النابض بحكم ان مقر اللجنة التنفيذية للاتحاد انتقل لبغداد بعد المؤتمر الثاني الذي عقد في بيروت و على ما اذكر كان ذلك في عام 1972م و بالتالي كان الحراك في بغداد هو الذي يحدد مسار الاتحاد و دوره السياسي و النضالي الداعم للثورة، و هنا لابد من الاشارة ان الحركة الطلابية تاثرت بالخلافات التي بدأت داخل الساحة الارترية و كان الموقف من مؤتمر ادوبحا و القيادة العامة المنبثقة عنه قد احدث خلاف داخل الاتحاد فكان ان انقسم الاتحاد الى مؤيد GUES - Baghdad اي الاتحاد العام لطلبة ارتريا - بغداد مؤيد لجبهة التحرير الارترية و ملتز بخطها السياسي بعد المؤتمر الوطني الاول للجبهة، و GUES - Cairo الاتحاد العام لطلبة ارتريا - القاهرة مؤيد و ملتزم بخط قوات التحرير الشعبية.

و لكن بالرغم من هذا الخلاف فقد كان هناك دائما حرص على ضرورة توحيد الحركة الطلابية من جديد و هنا نذكر المبادرة التي صدرت من المؤتمر الثاني للاتحاد ببيروت في عام 1972 و التي توجت لاحقا لا اذكر قبل المؤتمر الثالث للاتحاد ببغداد ام بعده بلقاء بين قيادتي الاتحادين و تمخض عن ذلك الاتفاق على العمل سويا من اجل استعادة وحدة الحركة الطلابية و جاءت اتفاقية الوحدة في سبتمبر 1975 بين تنظيمي الجبهة و قوات التحرير لتعجل بعقد المؤتمر التوحيدي في بغداد في عام 1976م.

لكن الفرحة بوحدة الحركة الطلابية لم تتم و لنفس اسباب الانقسام الاول فقد اثر الفشل في تنفيذ اتفاقية الوحدة و وصول الخلاف داخل تنظيم قوات التحرير الشعبية و الذي توج بانقسام جديد ظهر على اثره تنظيم الجبهة الشعبية و تاثر الاتحاد الموحد بفشل الوحدة و انقسام قوات التحرير الشعبية و استفحال ظاهرة الفالول داخل جبهة التحرير الارترية و حة الاستقطاب السياسي داخل الساحة و التنظيمات بما فيها جبهة التحرير الارترية، ان كل ذلك انعكس على الحركة الطلابية الارترية و بما انها احد المكونات الرئيسية لحركة النضال الارتري كان لابد من التاثر بكل ذلك و جاء قرار اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارترية بسحب الاعتراف من الاتحاد و بذلك اجهضت تجربة وحدة الحركة الطلابية.

تخرجت في نهاية عام 1978 و تفرغت في جبهة التحرير الارترية عام 1979م اذ تسلمت منصب نائب رئيس اللجنة التاسيسية للاتحاد الديمقراطي لشباب ارتريا مسئولا للعلاقات الخارجية و ذلك حتى عام 1982، ثم عملت ممثلا لجبهة التحرير الارترية في الكويت و من ثم ممثلا للجبهة في سوريا و في المؤتمر الاول للتنظيم الموحد عام 1989 انتخبت عضوا بالمجلس الوطني و عضوا باللجنة التانفيذية رئيس مكتب المالية و الاقتصاد الى ان تم تحرير ارتريا في مايو 1991 و حينها اتخذا قرارنا في التظيم الموحد بالعمل من داخل ارتريا و المشاركة في الاستفتاء و بعد ذلك اخترت التفرغ لمواجهة التزاماتي الاسرية الخاصة.

في الختام انشاء منتدى الوزيرية فكرة خلاقة يشكر القائمين عليها و المنتدى بحق موقع يتداعي فيه كل من مر ببعداد دارسا تلك المدين و ذلك البلد و الشعب الذي طالت فضائله العديد من ابناء الشعب العربي و نحن في ارتريا و السودان وجدنا في بغداد ما لم نجده في غيرها و بهذه المناسبة اتمنى من الله العلي القدير ان يحفظ بلاد الرافدين و شعبها العظيم، كما اتوجه لااعضاء المنتدى بخالص التهنئة بهذا الشهر الكريم و ان يكون منتدى موقع للتواصل الاجتماعي بينهم، كما اشكر الاستاذ حستن زمزمي على جهوده المقدرة للتعريف اعضاء المنتدى بعضهم ببعض و يحقق بذلك فكرة الربط بين الاجيال المختلفة التي مرت بالوزيرية.

Top
X

Right Click

No Right Click