سبعون عاماً على انشاء مدارس حرقيقو الشهيرة - الجزء الأول
بقلم الأستاذ: حسين محمد باقر - كاتب وبـاحث
بِسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
اليوبيل الماسي لمدارس حرقيقو Diamond Jubilee استهل هذه الدراسة المتواضعة ببعض الابيات
من قصيدة كتبها السيد حامد المحضار بمناسبة افتتاح مدارس حرقيقو وألقاها في الحفل البهيج نيابة عنه الاستاذ ياسين محمود باطوق.
هذه هي الباقيات الصالحات فقل
مناهل الدين والدنيا مسبلة
بها حيا العلم دفاقا يفيض
ما شئت في وصفها أو وصف منشيها
بالكوثر العذب تروي من يواسيها
على الأرواح ما بحياة المجد يغريها
ماذا تعرف عن مدارس حرقيقو؟
عندما نتحدث أو نكتب عن مدارس حرقيقو يعتقد البعض باننا نتحدث عن مجرد مدرسة كأي مدرسة أخرى ولكننا في حقيقة الأمر نشير إلى ذلك الصرح التعليمي والتربوي والثقافي والحضاري الشامخ الذي ضم أقساما وملاحق متعددة واصبح مقصدا ومنارة لكثير من الناس ومن مختلف المناطق.
انشأ ذلك الصرح المحسن الكبير الشيخ صالح أحمد كيكيا من ماله الخاص عام 1944م. وظل ذلك الصرح يؤدي رسالته بكل كفاءة واقتدار خلال خمسون عاماً مضت.
قبل سبعون عاماً وفي صبيحة يوم الجمعة 1944/9/12م بزغ فجر يوم جديد استثنائي سطع شعاعه ونوره ليس على ربوع مدينتنا العريقة حرقيقو فحسب ولكنه ليعم كل ارجاء شرقنا العظيم وما ابعد من ذلك إلى تلك المناطق النائية من وطننا اريتريا.
في ذلك اليوم أضأت شعلة لتنير الطريق لأهلنا الذين ظلوا محرومين من نور العلم والمعرفة ولتبدد ظلام الجهل والتخلف في ذلك الوادي الكبير الذي يحتضن مدينتنا العريقة.
كان ذلك ولادة صرح تعليمي شامخ (مدارس حرقيقو) بل ولادة مجتمع بثوب جديد وبأمل متجدد لينفض عنه غبار السنين الذي تراكم عليه بفعل عوامل الزمن وبفعل تجاهل السلطات الاستعمارية التي تعاقبت عليه عبر السنين والقرون.
هكذا يروي لنا التاريخ عن ذلك الحدث العظيم وهكذا نهضت به امة بعد ثبات عميق في ظلام دامس لا يستبين لتلحق بركب الامم التي سبقتها في حقل العلم بل ولتتصدرها. ذلك الانجاز كان بفضل من الله ثم بفضل أحد ابنائها البررة الذي هيئه الله لينتشل أهله وأمته من هاوية الجهل وليرتقي به إلى مصاف الشعوب التي سبقته ولينافسها أيضا في كل المستويات والمحافل. لم يكن ذلك الجهد الكبير والعطاء السخي مقابل مردود مادي أو دعاية اعلامية أو مكسب سياسي ولكنه كان حلما ظل يراوده منذ زمن بعيد كان دافعه الحقيقي ابتغاء وجه الله ثم خدمة اهله وامته. فكان له ما اراد واصبح الحلم حقيقة.
اما اذا حاولنا أن نستعرض اقسام ذلك المجمع التعليمي وملاحقه وانشطته المختلفة فذلك يحتاج منا إلى جهد كبير وقدرة في استحضار تلك الحقبة بكل ابعادها واحداثها. ولكني سوف ابذل قصارى جهدي لاستحضر بعض من فصول تلك المرحلة لأنقل للقارئ الكريم نبذة عن ذلك الصرح التعليمي وبصفة خاصة لشبابنا المتعطش لمعرفة الكثير عن تلك الحقبة وعن دور ذلك الصرح التعليمي في حياة مجتمعنا.
أقسام المدرسة وملاحقها:
مدرسة البنين:
كانت من اهم الاقسام في المدرسة من حيث عدد طلابها وتفردها وتميزها في معظم الأنشطة الثقافية والرياضية والحركة الكشفية وهذا فضلاً عن كونها كانت تضم طلاب في مراحل متقدمة. وبطبيعة الحال فإن طلابها كانوا أكثر وعياً ونضوجاً.
كان عدد طلاب مدرسة البنين 1200 طالب أما المنهج الدراسي فقد كان خليطا بين المنهج العربي والبريطاني بالنظر إلى أن المدرسين السودانيين هم من وضعوا المنهج ثم ادخلت عليه بعض التعديلات أو أضافات فيما بعد، لأن المدرسين السودانيين كانوا متأثرين بالثقافة البريطانية باعتبار أن السودان كان تحت الاستثمار البريطاني آنذاك.
وبما أن اللغة العربية كانت اللغة الرسمية حيث كانت كل المواد تدرس باللغة العربية مع الاهتمام الشديد بتدريس اللغة الانجليزية. وللأمانة بأن المدرسين السودانيين كانوا جيدين أو أقوياء إبان الحكم الانجليزي في السودان. وفي اواخر الخمسينيات في القرن الماضي حاولت وزارة التربية والتعليم بتعديل المنهج الدراسي في مدارس حرقيقو بحيث يتماشى أو يتطابق مع المنهج الحكومي إلا أن ادارة المدرسة تمسكت بسياسة المدرسة الثابتة والتي اتبعتها أو تبنتها منذ تأسيسها باعتبار عن مدارس حرقيقو اهلية مستقلة ومن حق كل مدرسة اهلية أن يكون لها مناهجها الخاصة تختلف عن مناهج الوزارات.
هذه المعضلة حالت دون تمكين طلابنا من الالتحاق بالمدارس الثانوية الحكومية إلا أن مدرسة حرقيقو تجاوزت هذه العقبة عندما شرعت في تأسيس الفصل الأول للمرحلة الثانوية كما استطاعت ادارة مدرسة حرقيقو أن تتحايل على الوزارة من خلال التفاهم الداخلي الذي تم بين مدير مدرسة آنذاك المستر (Eppin) هندي الجنسية مع مدير ثانوية (لؤل مكنن في أسمرا) وكان أيضاً هندياً حيث كانت تربطهما صلة قرابة مباشرة. اما مضمون الإتفاق فكان على أن تبتعث مدرسة حرقيقو عدد من طلابها الاوائل الناجحين في الفصل (اولى ثانوي) إلى مدرسة (لؤل مكنن في أسمرا) لينضموا إلى الصف الثاني الثانوي ولكن دون مشاركة في الامتحان العام.
وبناء على ذلك الإتفاق فان اول دفعة من طلاب مدرسة حرقيقو انضموا إلى صفوف مدرسة (لؤل مكنن) في عام 1959م-1960م من القرن الماضي. وبهذا لقد أصبح الفصل الأول الثانوي (أولى ثانوي) البوابة التي من خلالها تسللت مدرسة حرقيقو إلى المدارس الثانوية الحكومية.
استمرت مطالب مدارس حرقيقو للوزارة على أن تدعمها بمدرسين أو أن تتكفل برواتب بعض المدرسين العاملين بالمدرسة نظرا لأن من واجب الوزارة أن تتكفل بالرعاية التعليمية لأهالي مدينة حرقيقو لو لم تكن مدارس حرقيقو قائمة. إلا أن الوزارة ربطت مساعدتها للمدرسة بشرط وهو أن تعدل المدرسة منهجها الدراسي.
وفي منتصف الستينات من القرن الماضي وبعد أن انضمت اريتريا إلى اثيوبيا رسمياً توصل الطرفان (مدرسة حرقيقو والوزارة) على ما يلي:-
1. أن توافق المدرسة على توحيد المنهج الدراسي مع مناهج الوزارة.
2. على الوزارة صرف الكتب المقرر تدريسها (علما بأن الوزارة لم تلتزم بهذا البند).
3. الاستمرار في تدريس مادتي الدين واللغة العربية في مدرسة حرقيقو.
4. أن يشارك طلاب مدرسة حرقيقو في الامتحانات العامة في مستوياتها المختلفة.
5. أن تدعم الوزارة المدرسة بمدرسين، وان تقوم بتدريب المدرسين من خلال إقامة دورات تدريبية لهم في الاجازة الصيفية اسوة بالمدرسين الحكوميين وان يتساوى مدرسين المدرسة في الرواتب والامتيازات مع المدرسين الحكوميين.
على ضوء هذا الإتفاق الذي تم بين الوزارة والمدرسة تمكن طلابنا من المشاركة في الامتحان العام واثبتوا تميزهم وتفوهم وقدرتهم على التكيف مع المقررات الجديدة. حيث جاء في المتربة الاولى في الامتحان العام على مستوى اقليم البحر الاحمر أو سمهر من مدرسة حرقيقو وهو ادريس إبراهيم عباق (رحمه الله) كما جاء ترتيب اثنين من طلابنا في قائمة العشرة الاوائل حسب علمنا من مصادر الوزارة وهما:-
• الشهيد/ محمد سعيد محمد عمر برحتو،
• الشهيد/ حسن حمد أمير (رحمها الله).
المعهد الديني:
ادراكاً بأهمية ومكانة الدين عند المجتمع كقضية اساسية في حياة الإنسان في الجوانب العقدية والعبادية والاخلاقية والثقافية ولما يشكله من وازع ومناعة في نفوس الشباب من الانحرافات والانزلاقات. من اجل كل ذلك لقد وضع المسؤولين هذه المسألة على رأس إهتماماتهم وحرصوا على اختيار شيوخ اجلاء امثال الشيخ/ سليمان شيخ محمود والشيخ قوس الدين (افغاني) والشيخ محمد ادم بتدريس مادة الدين بكل اقسامها (التوحيد - الفقه - الحديث - التفسير).
كما كان هناك قسم لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم السبع سنوات ثم يتم تحويلهم أو نقلهم إلى الفصول النظامية بعد ذلك.
وبما أن مادة الدين كانت تعتبر مادة اساسية في منهج المدرسة فلا يمكن لأي طالب أن يعتبر ناجحاً ما لم يجتاز مادة الدين حتى لو تحصل على درجات عالية في باقي المواد. من هنا كان الاهتمام بمادة الدين كبيراً.
لم يقتصر دور المشايخ عند الجوانب الرسمية بل تجاوز ذلك كثيراً حيث وضعوا برنامجاً توعوياً وارشادياً لشباب المدينة غير المنتظمين أي الملتحقين رسمياً بالمدرسة، كما وضعوا لهم دروساً خصوصية تتلاءم مع اعمارهم وظروفهم. حيث أظهر الشباب استعداداً وتجاوباً كبيراً وكان لتلك الحلقات مردود إيجابي لديهم.
كما أن الشيوخ كانوا حريصين على أن يشاركوا الاهالي في مناسبات الأفراح والأتراح وكان يستغلون كل فرصة لإلقاء محاضرة أو ندوة امام الجمع رجالاً ونساءً مما كان له الاثر الطيب على المجتمع حتى على مستوى ربات البيوت.
هـيئة التـدريس:
هيئة التدريس تمثل المرآة الحقيقية التي تعكس دائما واقع ومستوى المدرسة والطالب من الناحية التعليمية والتربوية والادارية، فقد حرص المؤسس الشيخ صالح أحمد كيكيا على تعيين كوادر اكاديمية تتمتع بكفاءات عالية بحيث ترتقي بمستوى المدارس إلى اعلى الدرجات وبما ينسجم ويتلاءم مع الجهد الكبير الذي بذل وبالقدر الذي يحقق الهدف المنشود.
ويتم ذلك من خلال التعاقد مع الملحق الثقافي في القنصلية السودانية بأسمرا وكان ذلك في فترة الانتداب البريطاني في اريتيرياً. وبما أن السودان كان يرزح تحت الاستعمار البريطاني في تلك الفترة الأمر الذي سهل إجراءات التعاقد في استقدام المدرسيين السودانيين إلى اريتيريا (حرقيقو).
ومن اهم شروط التعاقد أن يكون المدرس خريج كلية المعلمين وان يتمتع بخبرة عملية في مجال التدريس لا تقل أن خمس سنوات، هذا بجانب شهادة السيرة الذاتية ومعرفة دقيقة عن خلفيته من الناحية السلوكية. وتكون القنصلية السودانية مسئولة عن ادارة المدرسة في كل ما قد يظهر أو يحدث من المدرسيين السودانيين.
في حقيقة الأمر كانت القنصلية السودانية وفية في تنفيذ شروط العقد حيث كان اختيارهم للمدرسيين بالقدر الذي يلبي ويتلاءم مع بنود العقد وهذا ما انعكس ايجابا على مستوى الطلاب في فترة زمنية وجيزة.
هذا التطوير في مستوى المدرسة استقطب اعجاب واهتمام الناس في مختلف المناطق واصبح اسم مدارس حرقيقو ينتشر ويعم كل المناطق الاريتيرية مما جعلها مقصدا وقبلة لكل الطامحين من نهل العلم والمعرفة، بالإضافة إلى ذلك عندما نما إلى مسامع الناس بأن ادارة المدرسة لا تضع أي شروط في قبول الطالب ولا استثناء أو تفرقة أو تمييز بين اهالي المدينة والوافدين اليها من المدن الاخرى وحتى الأجانب الذين كانوا مقيمين في اريتريا كانوا يجدون كل الدعم والتشجيع سواء كان ذلك الدعم فيما يتعلق بصرف الكتب والدفاتر أو صرف الملابس (بذلات أو بدلات) اللبس الموحد (Uniform) الذي كان تتكفل به المدرسة أو حتى الهدايا القيمة التي كانت تمنحها المدرسة للطلاب المتفوقين كحوافز لهم كما لم يستثنى الطلاب الوافدين من فرصة الابتعاث إلى الخارج والتي كانت تكلف الشيخ صالح أحمد كيكا مبالغ ضخمة وكانت هناك اعداد كبيرة من اخواننا من بلدات زولا وارافلي وامبيرمي وحطملو وعداقة وحتى الجزيرة (مصوع) ومن الأرياف المحيطة بمدينة حرقيقو ومعظمهم كانوا مقيمين بين الاسر والعوائل حيث فتحت لهم الاسر منازلها دون مقابل بل وقدموا لهم خدمات جليلة وتعاملوا معهم كأبنائهم وذلك من منطلق بأنهم طلاب علم ويجب مساعدتهم. كما أن مجتمعاتنا الشرقية نسيج اجتماعي مترابط ومتجانس فلا تجد أسرة إلا ولها صلة نسب مع الاسر الاخرى.
فعلى الرغم من وجود مدارس في البلدات التي قدموا منها الطلاب إلا انهم فضلوا الدراسة في مدارس حرقيقو نظرا لما كانت تتمتع بها من مكانة وسمعة طيبة ومستوى تعليمي رفيع.
فعلي سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض الاسماء من اخواننا من أبناء بلدات زولا وارافلي الذين تلقوا تعليمهم في مدارس حرقيقو ولم يلاحظوا أي تمييز أو فوارق في التعامل بل كانوا يجدون من زملاءهم الطلاب كل محبة وتعاون وكذلك من المدرسين وادارة المدرسة:-
• محمد فاقر حاجي محمود،
• محمد صالح حاجي محمود،
• محمد عمر مكي علي،
• عثمان مكي علي،
• محمد علي عمر افعرورة،
• طه عثمان افعرورة،
• عثمان إبراهيم افعرورة،
• محمود إبراهيم افعرورة،
• رمضان عثمان افعرورة،
• صالح عامر كيكيا،
• جابر شاكي،
• ابو بكر سيهاي،
• أحمد محمد جاسم،
• ابو بكر محمد حسن قاضي،
• محود حسن قاضي،
• علي درماس،
• عثمان محمود ادم،
• سعيد كراس.
كما أن هناك بعض الاسماء من اخواننا العفريين الذين كانوا في القسم الداخلي وتخرجوا من المدرسة ثم واصلوا تحصيلهم العلمي لمراحل متقدمة وهم:-
• هاشم جمال الدين،
• موسى ياسين حمودة،
• محمد ياسين حمودة،
• حبيب عدونة،
• طاهر طه.
كما يهمنا أن نذكر بعض اسماء اخواننا من امبيرمي ومصوع وحطملو:
• محمد حاج محمود صايغ،
• عثمان حاج محمود صايغ،
• عبدالرحيم هلال،
• أحمد الناتي،
• أحمد محمد نور،
• محمد نجاش صايغ،
• عثمان نجاش صايغ،
• حسن حسين الشيخ الامين،
• محمد شيخ محمد علي شيخ الامين،
• إبراهيم شيخ جيلاني شيخ إبراهيم،
• عثمان محمود لوبنت،
• محمد طاهر،
• ابو بكر عثمان انرحي،
• عبدالقادر عبدالله محمد صايغ،
• جمال وهبة الباري،
• يحي الوهابي،
• أبناء الشيخ سليمان الوهابي،
• نور حسين ادريس،
• حسن موسى نائب،
• محمد محمود صفرة واخوه،
• تخستي ابرها،
• جيتؤم ابرها.
لائحة المدرسة أو وثيقة العمل:
في سياق الحرص على سلامة العمل وضمانا للدقة والشفافية في الجوانب الادارية والمالية والقانونية وتماشياً مع متطلبات العصر لقد أعدت وثيقة أو لائحة يحدد من خلالها كيفية تداول المسئوليات وتخصيص المهام والصلاحيات وكيفية اتخاذ القرارات وآلياته.
حيث قام بكتابة تلك الوثيقة الاديب والدبلوماسي السيد حامد المحضار رحمه الله وهو من اخواننا اليمنين الجنوبيين حيث كان يقيم في اريتريا واثيوبيا وكانت تربطه علاقات صداقة متينة مع الشيخ صالح أحمد كيكيا وكان يشغل السيد حامد المحضار القائم بشئون اليمنيين الجنوبين في كل من اريتريا واثيوبيا إبان فترة الاستعمار البريطاني لليمن الجنوبي هذا بجانب نشاطه التجاري.
كما أن هناك قصيدة كتبها بمناسبة افتتاح المدرسة وألقيت في الحفل الكبير الذي اقيم هناك وقام بإلقائها نيابة عنه الاستاذ ياسين محمود باطوق فيما يلي نص القصيدة:-
هذه هي الباقيات الصالحات فقل
مناهل الدين والدنيا مسبلة
بها حيا العلم دفاقا يفيض
بها مدارس آيات الكتاب بها
وها هنا مطلع الاقمار لامعة
هذه الفضائل في هذه المدارس
هذه المآثر بل هذه المفاخر
هذه الصنايع ياكيكيا
انقذت شعبا ويسرت الحياة له
مر تنطق الافواه شاكرة
بأي قول نوافيها مدايحها
الله يشكرها والشعب يقدرها
لله درك ياكيكيا لقد صنعت يداك
غرست دوحة طوبى العلم نافلة
سبلتها منة عظا لا كدر
ليس الثراء الذي أوحى اليك
فمثل مالك اموال مكدسة
لكنها لم تفد اربابها شرفاً
إنما المال في يد البخيل به
يا صالح أحمد كيكيا هاك قافية
أملت معانيها علياك فانتسبت
إني أحييك بل اطريك عن لغة
ما شئت في وصفها أو وصف منشيها
بالكوثر العذب تروي من يوافيها
على الأرواح ما بحياة المجد يغريها
مراشد الدين تعليما وتفقيها
في ظلمات الجهل تمحيها
في هذه الديار لهذا الشهم بانيها
بل هذه الذخائر للأخرى يعبيها
تقدمها لله في الله عند الله تبغيها
اعظم بها منة اعظم بمعطيها
وربما عجزت عن ما يكافيها
والخلد والمجد معنى من معانيها
والدهر يفتاء للأجيال يرويها
مكرمة اعيث محاكيها
تسقى بعين من النقدين ترويها
بها من المن يلفي عند صافيها
بها لكنها الهمة الشماء توحيها
لا الوهن يدركها ولا العد يحصيها
وسوف تفنى ولا ترجى جوازيها
كالسيف في يد رخو النفس واهيها
غراء يطرب راويها وواعيها
لك المعاني ولي منها قوافيها
لا تألو الخير تجميدا وتنويها
تـابـعـونـا... في الجزء القادم