القرى والمدن الاٍرترية مابين الأمس واليوم مدينة كرن - الحلقة السابعة والأخيرة
اٍعـداد وتقـديم: همـد الخليـفة ادريـس آدم، محمـود كـرار حـاج محمـود، جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم
مـديـرية سـنحـيـت في ظـل حكـومة الجبـهة الشـعـبية:
إذا أفترضنا جـدلا أن لحكـومة الشـعبية عـدلا مـا، فهـو عـدلهـا المشـهـود له بالتسـاوي
في توزيـع حـصص القهـر والسـجن والقتـل الجماعي لسـائـر المجتمعـات الإرترية المهـتمة بالشـأن الـوطني العـام، ولا شـك أن مـديـرية سـنحـيت أصـابهـا ما أصـاب أخواتهـا الأخريات، وزاد عليهـا العيـار أعيـرة تلـوهـا أخرى، وقـد لا نبتعـد عـن مـراسـي الحقيـقة إذا زعمنـا أن مـدنهـا تفـردت بالحصـول على حـصـص إضافية مـن القهـر والجبـروت، ويكـفي الإشارة إلى أنهـا كانـت أول المـدن التي صـودرت معاهـدهـا ومـدارسـهـا العـربية والـدينية، وسـجـن أو سـحـل معلمـوهـا وطـلابهـا، والقليـل الذي بـقى منهم سـيق إلى معسـكـرات ـ سـاوا ـ التي أصـبحـت بـوابة الطـريق إلى الهـلاك المؤكـد، أو بوابة جهنـم كمـا جـاء في وصـف وإفادات الطـلاب والجنـود الهاربـين منهـا.
ســلاطـيـن الشـارع العــام:
كانـت مـدينة كـرن باٍعتبارهـا في صـدارة المـدن الإرترية الكبيـرة، مـن أكثـر المـدن الإرترية المكتـظة دائمـا بسـلاطـين الشـارع العـام، ولسـبب مجهـول قصـدهـا السـلاطـين مـن مختـلف المـدن والمـديـريات بالإضافة إلى سـلاطينهـا المحلـيين.
1. قصـدهـا ـ دربـوش ـ الذي جـاء بقصـد الإقامة الـدائـمة فيهـا تاركا مـدينة ـ نـقفة ـ للسـلاطـين المسـتجـدين، وكان الـرجـل مـن ألطـف السـلاطـين الـذيـن عـرفتهم المـدينة، فقـد أشـتهـر بالهـدوء والسكينة ومخاطبة جماهيـر المـدينة بما لا يكـرهـون، وكان مصـدر تفاؤل لسـكان مـدينة كـرن وفي مقـدمتهم سـكان (حي عـد عقـب) الـذيـن كفلـوه وأحسـنوا إليه وأحبوه كثيـرا فبادلهم الـرجـل الحـب بالحـب رادا اليهم الجميـل رغـم ما به مـن عـلامات سـلاطـين الشـارع العـام، وكانـت الجماهيـر تعيـد بنـاء منـزله الكائـن بالشـارع العـام مـن وقـت لآخـر، وتأتيه بالوجبـات الثـلاث في مواعيـدهـا دون أن ينسـوا جلـب كيفه المفضـل مـن التبـغ السـوداني (ود عمـاري)، وظـل الـرجـل معـززا مكـرمـا بـين سـكان المـدينة إلى يـوم رحيـله الأبـدي، حـيث سـار به وجهـاء المـدينة وعـامة قطاعـات الشـعب الذي سـار حـزينـا في مقـدمة موكـب وداعه إلى مثـواه الأخيـر في مقابـر (دعـاري).
2. أيضـا قصـدهـا ـ الشـيـخ فـرجـت ـ الذي شـد اليهـا الـرحـال مـن العاصـمة أسـمـرا، وهـذا كان سـلطانـا مسـيسـا إلى حـد كبيـر وشـيخـا جليـلا يحمـل البشـائـر الكثيـرة للمـدينة والـوطن، ولا ينـطق إلا ما يستهوي الناس ويثلج صـدورهم، وكان البعـض العامـل بالسـياسـة يتنفـس مـن خـلاله، والشـيـخ فـرجـت ـ كان عابـدا ومتصـوفـا ومـن المتـردديـن على المسـاجـد رغـم تصـنيف الناس له باٍنتمائه الأصيـل لسـلاطـين الشـارع العـام، ورغـم هـذا التصنيف وذاك التوصـيف لـم ينجـو الـرجـل مـن أجهـزة أمـن المسـتعمـر الإثيوبي وسـياطه أو الضـرب بالعصـي ومؤخـرة البنادق، لأن أدوات المسـتعمـر وجواسـيسـه لـم تتـورع عـن أذى الناس بما فيهم سـلاطـين الشـارع العـام، خصـوصـا وأن الشـيخ فـرجـت ـ كان يحمـل دائمـا البشـائـر السـارة للمعتقلـين السـياسـيين ولعـامة الناس، وكان يـؤكـد مجيء الفـرج الذي سـيعقـب البـلاء، ولا يفـوت أسـرة تحـريـر هـذا البحـث تسـجيـل أشادتها العالية بالشـباب الـوطني الذي كـرم الشـيـخ فـرجـت وهـو حي يـرزق، مفـردين له موقعـا إعلاميا يحمـل اٍسـمه، متجاوزيـن بهـذا الصـنيـع أحـد عاداتنـا غيـر المـرغوب فيهـا ـ أي تكـريـم الأبطـال والشـخوص العـامة بعـد رحيلهـا ـ بـقى أن نعلم أن الشـيـخ مازال حيـا يـرزق وأنه مازال يبشـر بالفـرج القـريب، عليه نتمـنى له طـول العمـر ودوام الصحة والعافية كمـا نتمـنى الفـرج العاجـل للـوطن السـجيـن.
3. وكان هنـاك عـدد كثيـر مـن السـلاطـين المسـالمـين والمعاديـن نـذكـر منهم الأسـماء الآتية:
أدق حنكيـش / كيـريت / يبـا شـاويـش / فاطـمة جنقـرين والسـلطان سـولـدي هـبني وغيـرهم.
توصـية تفـرض نفسـهـا على الشـباب المبتكـر في ملبـورن اسـتراليـا:
بمناسـبة الحـديـث عـن الـرواد الأوائـل للتعلـيم لابـد مـن الإشارة إلى ان بعـض أولئك المعلمـون باشـروا مهـنة التعليم في سـن مبكـر جـدا، حـيث يوجـد في مقـدمتهم الأستاذ الجليـل محمـد أحمـد إدريس نور محمـود ود أسـبـر،، الذي بـدأ مـزاولة مهـنة التعليـم فى عـام 1943م عنـدمـا كان ابـن الثانـية عشـر 1931م، وبمـا ان الـرجـل والحمـد لله يوجـد بيننـا محتفظـا بسـعة صـدره المتسـع دومـا للسـؤال والاٍسـتفسـار عـن طـلابه وطـلاب طـلابه، محتفظـا بطـبعه الجميـل وبساطتة المحـببة التي تـزيـل الحـرج مـن كافة محـدثيه، وبمـا انه يتميـز بـذاكـرة قـوية وعـلم غـزيـر ولأنه بـكامـل صحته يحفـظه الله ـ يفتـرض أن نسـتفيـد منه في اٍســتعـادة كتـابة بعضـا مـن تاريـخ الأحـداث التي عاصـرهـا وبعضهـا الذي شـارك فيه، أيضا بمـا إننا نمـلك اليـوم زمـام التصـرف في بعـض أمورنا على الأقـل في المهجـر، إذن يفتـرض ان يكـرم الـرجـل بهـذه الصـفة التي يسـتحقهـا عـن جـدارة فائـقة، هـذا إذا كنـا فعـلا نـريـد تكـريـم أنفسـنـا مـن خـلال تكـريم مـن يسـتحق التكـريم والتبجيـل مـن أولئك الفـرسـان الـذيـن عملـوا في مختـلف مناحي العمـل الذي أفـاد الكـم والكيف الوطني، ويا حبذا لـو بادرنـا بفعـل ذلك قبـل ان يأتي به الآخـر لقطـع الطـريق أمامنـا، و(التـيم) القائـم بهـذا البحـث المتواضـع يتوقـع ان تتحـقق هـذه الأمنية قـريبـا على أيدي شـبابنـا الذي عودنـا دائمـا تسـمية الأشـياء بأسمائها، حـيث عـودنـا الشـباب الارتـرى المتواجـد في اسـتـراليـا على الإتيان بالمبادرات الهـادفة وقبـول التحـديـات ومواجهة القضايـا الكبيـرة .. فالأمـر اليـوم بيـدهم خصـوصـا وان بعـض أولئك الـرواد يعيشـون حاليـا بيـنهم، ولـم يتـبق الآ التنفيـذ الفوري على أيدي الشـباب الوثـاب، ولتـكن التسـمية أستاذ جيـل التحدي .. أستاذ جيـل مـرحـلة الأسـاس أو ما شـابه ذلك، ويا حبذا لـو طـال التكـريـم كل أو بعـض العمـالقة الـذيـن يسـتحقونه عـن جـدارة ـ وعلى رأسـهم المواطـن الأول الشـيخ إبراهيم سـلطان علي / والمناضـل الشـيـخ إدريس محمـد آدم / المناضـل الشـيخ عبـدالقادر محمـد صـالح كبيـرى / المناضـل الشـيخ محمـد عمـر قاضى / المناضـل عثمـان صـالح سـبي / المناضـل إدريس عثمـان قـلايـدوس / المناضـل محمـد صـالح حمـد / مولانـا القاضي موسى آدم عمـران / مولانـا الشـيخ سـعـد الـديـن محمـد / مولانـا القاضي محمـود علي فايد / مولانـا القاضي عمـار عمـر تكـروراي / الشـيخ كنتيبـاي هيـابـو حمبـرا / الأستاذ عثمـان منتـاي / الأستاذ أحمـد الحـاج علي / الأستاذ عثمـان عمـر عمـران شـفاه الله ومـد في أيامه / الأستاذ محمـود صـالح سـبي / الأستاذ محمـد نـور عثمـان عمـر درار مـد الله في أيامه / الشـيخ الجليـل الاسـتاذ عبدالله اٍزوز / المحسـن الكبيـر الشـيخ محمـد علي زرؤوم / المحسـن محمـد شـنقـب / المحسـن الكبيـر صـالح كيكيـا باشـا / المحسـن ابوبكـر ياقـوت / المحسـن محمـد أحمـد كيكيـا / العمـدة حسـب الله حمـديـن / سـيـدنـا بلال إدريس وصاحـب الكلمـة الأخيـرة بالمـدينة الشـيخ أبـو آمنـة بـاره محمـد حمـد هجـون وآخـرون كل في مجـاله الذي قـدم مـن خـلاله العـديـد مـن المحامـد والمفاخـر التي ننعـم بهـا اليـوم.. فهـل يفعـل شباننا الذي عـودنـا دائمـا على الاٍبتكارات ونجـدة الملهـوف وإيجاد الـدواء للمـريـض وصنـع الأحـداث الكبيـرة والتصـدي لمـن يتعـرض لتاريخنـا الوطني بمـا يسيء إليه وشـعبه البطـل، وفـوق هــذا وذاك يا حبـذا لـو تبـنى الشـباب توثيـق تـلك الفتـرة التي يسـعى المـزيفـون وسارقـوا اللقمـة مـن فـم الأيتـام للفـوز بهـا في غيـاب تحـرك أصحـاب الوجـع الكبيـر، وهنـا نعنى صـنع الأحـداث ثـم التوثيـق على الـورق والتوثيـق العملي المباشـر (التكـريم) بالإضافة إلى تجـديـد وسـائـل النضـال واٍنتـزاع الحقـوق مـن أفـواه الاسـود وظهـور الفيـلة، والـدعـوة عـامة وحمـاية الأوطـان في هـذا العهـد يعتبـر فـرض عـين على كل منـا.
فلنتعـاون جميعـا لتسـجيـل موقـف اجتماعي وسـياسي ووطني موحـد، موقف عـزيـز يعيـد إلينا ماضـينـا الوطني الناصـع، كـرامتنـا التي تمـرق اليـوم في وحـل الخصـوم وأوكار الـرزيلة ، ويعيـد إلينا وحـدتنـا وتماسـكنـا ورجولتنـا الفائقة التي حـققت التحـريـر والاٍسـتقـلال.
الخاتمة:
في ختـام هـذا البحـث المتواضـع نأمـل ونهيـب بالأخـوة الأفاضـل الـذيـن اتصلنـا بهم عبـر عناوينهم الالكتـرونية التجـاوب مـع المطالـب الوطـنية المطلـوبة، كمـا نهـيب بكافة الشـيوخ والشـباب الذي يمـلك وثائـق أو معلومـات مؤكـدة تتصـل بالمسـائـل التاريخـية والجغـرافية والمـواقف السـياسـية أن يمـدوا لنـا يـد العـون، أيضـا نطلـب منهم إرشادنا للشـخصـيـات التي تمـلك المعلومـات المطلـوبة، ونحـن مسـتعـدون لمحاولة الوصـول إليهم أينمـا وجـدوا، ويسـرنـا مجـددا أن نسـجل عـرفاننـا لـكل الـذيـن سـبق أن مـدوا لنـا يـد العـون والله لا يضـيـع أجـر مـن أحسـن عمـلا، ونسـتودعكم الله الذي لا تضـيـع ودائعه، على أمـل أن نلتـقي بكم مجـددا مـع سـيـرة أهلنـا في مـديـرية أكلي قـوزاي التحـدي، سـمهـر الـرجـال أو سـاحلنـا الجنـوبي العظيـم (دنكاليـا)، والتـرتـيب قطعـا خاضـع لاٍكتمـال المـادة.