بناء جامع الخلفاء الراشدين في العاصمة اسمرة
بقلم الأستاذ: عبدالرحمن إبراهيم الصائغ (أبو أنس) - كاتب وبـاحث ارترى
بنى جامع الخلفاء الراشدين، وهو أول جامع في العاصمة أسمرة، في عام 1319هـ الموافق 1900م
في أيام لجنته الأولى برئاسة الكوليري/ أحمد أفندي الغول (المصري الأصل وكبير التجار).
وقد قام ببنائه المعلم ”عامر الجداوي“ من مواليد مصوع على أرض منحتها الحكومة بناء على طلب لجنة مشروع الجامع.
وقد عارض رواد كنيسة ”القديسة مريم“ المجاورة بناء الجامع، ورفعوا عريضة إلى الحاكم الإيطالي، ولكنه لم يلتفت إلى تلك المعارضة، ولم يكتفي بالموافقة على بناء الجامع بل ساهمت حكومته بمبلغ 300 فرنك إيطالي لبناءه.
وقد إستغرق بناء الجامع العام تقريبا، وفور إتمام بناءه أقيمت فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمسة.
وقد رمم المسجد في عام 1917م الموافق 1337هـ.
جامع الخلفاء الراشدين هو أكبر وأهم الجومع في أرتريا، ومعلم من أبرز معالم العاصمة أسمرة، ومصدر من أهم مصادر الإشعاع الإسلامي في المجتمع الأرتري المسلم.
يتسع جامع الخلفاء مع أجنحته لعشرة آلاف مصل، ويتصل به من جانبيه مبنى المكتبة الإسلامية، ومبنى مدرسة المعهد الديني الإسلامي.
والجامع يعتبر محور النشاط الإسلامي في المدينة، ففيه تقام المناسبات الإسلامية، وفيه تلقى الدروس العلمية، وإليه يتجه زوار المدينة من الرسميين وغير الرسميين.
ونظرا للمكانة الكبيرة التي يحتلها هذا الجامع فقد حرص سماحة المفتي على تدوين وتوثيق كل ما يتعلق بهذا الجامع وملحقاته، وأفرده بكتاب خاص سماه ”القنبرة في تاريخ المركز الإسلامي في أسمرة“.
ولسماحته أبيات في الإشادة بهذا الجامع، ومنها بيت يقول فيه:-
إن تفخر أرتريا بما في طيها فجامع أسمرة يكفيها فخرا...
تصليحات جامع الخلفاء:
إهتم مسلموا العاصمة بالجامع إهتماما بالغا، ولم يبخل تجارهم على مر الأيام بالقيام بتصليح الجامع، وصيانته، ومد رقعته.
وفيما يلي بعض من هذه الإصلاحات:-
• في عام 1359هـ الموافق 1940م قام الكوليري/ حسن عبدالله بامشموش بتصليح الناحيتين الشرقية والغربية من الجامع وسد الفسحتين من جوانبها الأربعة.
• في عام 1362هـ الموافق 1943م قام أنجال باحبيشي وباعقيل بتسقيف جناحي الجامع.
• في عام 1386هـ الموافق 1967م قام الحاج سالم عبيد باحبيشي وشركاؤه عمر وأحمد، ومحمد، أنجال سعيد عبدالله العمودي، وساهم في ذلك أحمد عبدالله العاقل البيضاني اليماني، بتصليحات ضخمة شملت جميع أنحاء وجوانب الجامع.