تعاقب الأحداث في مدينة حرقيقو - الحلقة الأولى
بقلم الأستاذ: حسين محمد باقر - كاتب وبـاحث
بِسْمِ ٱللّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في عام 1903م شهدت مدينة حرقيقو التاريخية، أحداثاً كثيرة. ولم تكن تلك الأحداث هي الأولى
بل سبقتها أحداثاً مماثلة في أواخر القرن التاسع عشر.
وقبل البت في الموضوع أود أن أذكر بأن مصادر هذه المعلومات لم تكن مجرد أحاديث شفهية يتناقلها أفراد المجتمع بل هي مصادر موثقة. يقول جونثا ميران في كتابه مواطني البحر الأحمر: إن هذه المعلومات تحصل عليها من معلومات ذكرها الشيخ ابراهيم المختار مفتي الديار الاريترية في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي وكذلك من المحاكم المدينة والشرعية في مصوع في عهد الاستعمار الايطالي. إن القضية أو الحادثة الأولى كان أطرافها مجموعتين من خلفاء الطريقة الختمية ولكنها أخذت طابعاً عاماً وكأن الخلاف وقع بين أهل المدينة.
وهنا أرجو من الأخوة والأبناء أن نضع الأمور في سياقها الطبيعي وأن لا نحملها أكثر مما تحتمل باعتبار أنها أحداث جرت فصولها قبل أكثر من مئة عام. كما أن القضايا لم تكن ذات طابع جنائي ولم تنحو الامور نحو المواجهة والعنف ولم تكن اسبابها اسرية أو اخلاقية ولا حتى مالية أو تجارية كما كان يتم معالجتها بالطرق والوسائل القانونية أو العرفية. وهذا يعكس مدى نضوج ووعي مجتمعنا آنذاك على الرغم من أن الاحداث وقعت في مرحلة مبكرة.
أما الاسباب التي أدت الانقسام بين الفئتين تتخلص في ما يلي:-
نصلي أو لا نصلي To pray or not to pray عرفت القضية الأولى بـ (نصلي أو لا نصلي). عنوان مثير ولكن عليك أن لا تفزع لأن إثارة حيثيات القضية لا ترقى إلى مستوى إثارة العنوان وأن الأمور عادية.
مجموعة من الخلفاء طالبت باستبدال الخليفة عثمان بن عبدالرحمن إمام وخطيب جامع الشيخ عمر تيكيا بابن عمه الخليفة حسن بن حليفة طه الذي كان يصغره سناً وذلك بحجة أن الخليفة عثمان بن عبدالرحمن لقد تقدم به العمر واصبح غير قادرا في اداء مهمته سواء كان في الخطابة أو الامامة (حسب رأي المجموعة المطالبة باستبداله). إلا أن مجموعة أخرى كانت ترى بأن الخليفة عثمان بن عبدالرحمن ما زال قادرا على أداء دوره على خير وجه.
تطورت الاحداث مما استدعى تدخل مفتى مصوع ومحيطها الشيخ محمد نور عبدالله سراج ابو علامة وأرسل وفداً إلى حرقيقو بهدف تقصى الأمر وايجاد الحلول الملائمة لذلك. وكان الوفد يتكون من مجلس اوقاف مصوع وهم: أحمد أفندي عبدالله بك الغول، ومحمد سليم باتوق، ومحمد سليم افندي.
قام الوفد بجمع الأهالي وتوجيه سؤال محدد لكل فرد من الأهالي. أما السؤال الذي وجهه الوفد على كل فرد هو: هل توافق على الصلاة خلف الخليفة عثمان بن عبدالرحمن ؟
النتيجه كانت بأن غالبية أهل المدينة طالبوا باستمرار الخليفة عثمان في موقعة خطيبا و إماما لجامع الشيخ عمر احمد كيليا. هنا حسمت القضية لصالح المجموعة التي كانت تطالب باستمرار الخليفة عثمان في موقعه.
نواصل في الحلقة القادمة انشاء الله