خميس سيدي كجراي
بقلم الأستاذ: عماد عبدالله
سيدنا البجاوي الجميل محمد عثمان محمد صالح سبدرات.. الشهير بـ(كجراي).
وكجراي بلغة البجا تعني (المحارب). وما كان محارب ولا شي.. كان بس وديع زي النسمة.
اتولد سنة ١٩٢٨م في القضارف.
(كجراي).. سيد الدكان في حِلة "مَهَلة" في القضارف.. البجاوي البسيط العميق النقي، أولي قصايدو نشرها سنة ١٩٤٨م في مجلة كويتية!! شي عجيب.
سيد الدكان القش والبيت القطية المنفى على الحدود الحبشية، قريب من لسان أهله البجا، سيد الدكان الذي حاربه الإنقليز في أكل عيشو، فأحرقو دكانه و قطيته وكل حلة "مهلة"، وحاربه الحكم العسكري الأول والعسكرتاريا التانية.. عمي محمد الهدندوي سيد الدكان اللمن فتر من ما يجيبو ليهو الشعر من بلاوي ومشاكل، خلاهو وبقى مدرس أولية، ثم إترقي لمدرس ثانوية، ثم موجه فني في وزارة المعارف السودانية.
لمن النظام بقي ليهو في رقبتو.. وقفل قدامو كل السكك لأكل العيش الكريم، مرق خلى ليهو البلد ومشى لأهله البجا في (أريتريا) قعد معاهم حتي وخط الشيب والوهن روحه القلقانة.
رجع للسودان مهدود حيل روحو، ومصاب بالسأم السوداني الكبير.
بعد ده كلو.. طنشتو هذه البلد الكافرة.. وطنشت ريادته للشعر، في حين -وعلي استحياء- ذكرت ندايدو جيلي عبد الرحمن ومحي الدين فارس والمجذوب وصلاح أخو فاطنة والفيتوري.. وغيرهم.
بلد عجيبة الحكم والحكام.. وكأن حكامها ليسوا من طينة أهلها.
سيدنا كجراي كان يزين الإصدارات العربية بشعره البديع المجنون، واحتار القراء المسحورين بشعره الغريب في نسبته إلي بلد بعينه، كتيرين افتكروهو عربي من بلاد الشام.. وزي ما طُنشت ريادتو للشعر في بلدو الجحود، طنشوهو تلاميذه والمريدين العرب، تماماً زي ما هم مطنشين كل الحركة الشعرية في السودان. وده ما كان فارق معاهو ابداً.. كل العوارة دي، فـ(عمي محمد الهدندوي سيد الدكان) ما كان بيدور الجوطة والأضواء.. فقط يمهر قصايدو بتوقيع غامض: م. ع. كجراي، ويفوت يمشي.
عجيب كجراي، كان قادر بذات الأستاذية الطاعمة الفريدة يقردن اللسان العربي زي اللوز.. ويجهجه بيها اللسان الدارجي يعجنو محلب.. شي عجيب بى الله واحد.
إتوفي في كسلا.. اغسطس ٢٠٠٣م في عز فوضى الإسلامويين التتار، بهدؤ تام اندفن تحت جبال التاكا، في ذات الجغرافيا الدفنو فيها سرتو.
أول من قبض طيور هذا النص كان الزول اب صوت حنين ابراهيم حسين، الهسه عيان ومهمل عااادي.. لا الدولة الرسالية أم قنبور جايبه خبرو.. لا الفنانين والأدباء، لا الاتحادات ذات الحلقوم المقروش، لا السجم رمادات ولا أي ابو النوم، هو بس تم تطنيشو -كالعادة- زي أخوه و ود منطقته (شرق السودان) مهمد أوظمان مهمد ساله سبدرات.. الشهير بـ(كجراي)..
ﻳﺨﺎﺻﻢ ﻳﻮﻡ ويرجع ﻳﻮﻡ
ﻭﻳﻌﺬﺑﻨﺎ ﺑﻲ ﺭﻳﺪﻭ
ﻭﻳﺘﺤﺪﺍﻧﺎ ﻳﻮﻡ ﻳﺰﻋﻞ
يقول ﺃﻗﺪﺍﺭﻧﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﺪﻭ
نقول ﻳﺎﺭﻳﺘﻮ ﻟﻮ ﻳﻌﺮﻑ
ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺗﻨﻬﻴﺪﻭ
****** ****** ******
ﺑﺪﻝ ﻣﺎ أﻧﺤﻨﺎ ﺑﻨﻌﺎﺗﺐ
ﺑﻨﻔﺮﺡ ﻳﻮﻡ ﻳﻌﺎﺗﺒﻨﺎ
ﻭﻧﺴﺄﻝ ﻋﻨﻮ ﻛﺎﻥ ﻃﻮّﻝ
ﻭﻣﺎ هاميهو كان غِبنا
حرام ترمينا للأيام
حنانك يا معذبنا
****** ****** ******
نحلّف قلبك القاسي
بكل حنان مودتنا
بأفراحنا وبأشواقنا
وبى لهفة محبتنا
رضينا هواننا في حبك
حرام تتناسى ريدتنا
****** ****** ******
ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺻﻢ
ﺿﻤﻴﺮﻭ بعاتبو ﺧﻠﻴﻬﻮ
ﺗﻤﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻏﺮﻭﺭﻭ
ﻭﻳﻠﻘﻰ ﻫﻮﺍﻧﺎ ﺭﺍﺟـﻴﻬﻮ