المرأة فى غناء ادريس محمد على
بقلم الأستاذ: فتحى قندع المصدر: ارتريا اليوم
ادريس محمد على هو احد القامات الفنية السامقة فى سماء الاغنية الارترية، لانه من الجيل الذى وضع اللمسات الفنية
للاغنية وظل انتاجه الفنى على كثرته قمة فى الجودة فهو دائما يختار المفردة الرصينة مقرونة باللحن الجميل والادء المتميز ليكمل دائرة الابداع بعمل لايضاهى.
فأدريس ذلك الفنان المتوهج ظل دوما يحمل ارتريا بين اضلعه هما واغنية ولحنا انيق، ترى الحزن فى عينيه تارة وتراه فرحا جزلا كما الاطفال تارة اخرى عندما كان ذلك الشاب النحيل اختار طريقا صععبا اختار الوطن وجعل من كلماته والحانه قنابل تتشظى ونار تحرق الباغى فكان فى الثورة يحمل قيثارته بيد وبندقيته مشرعة بالاخرى معبرا عن امال الملايين البسطاء ارتبط بوجدانهم تضى الحانه عتمة الليالى المظلمة وتشرق كل يوم كلمات مفعمات بالامل تره القا مستمدا القه من فرح الناس، تجربه ثرة تحمل فى طياتها زخات الفرح وطعم الالم وليالى الحزن فهو فنان متفرد ومناضل جسور.
لوتطرقنا لاغنيات ادريس مححمد ععلى لوجدنا ان المراة تشكل جزءا اصيل فهى الانثى الحبيبة ومزوفة ثنائية الوطن الحبيب فعندما خط كجراى الفذ الفتاة التى تخطو فى اتون الحرب جعل ادريس لهذه الخطوات ايقاعا محتشدا بالانغام مملؤا بالحماس فتاة تكتحل ماقيها بحلم الحرية ولى مسمعها زخات الرصاص وغبار المعركة تستشف غدها ن جراحات غائرات تتزين بالامل لايام وضئات قادمات ليكون مهرها الحرية ممهورة بدماء الشهداء والجرحى فأى يوم يمر من غير كفاح هو يوم مر من عمر الجراح.
اما رائعته (اسناى رئينا وتالينا) هنا ادريس يصف محبوبته ذات الجمال الباهر التى اضحت محطا للاعجاب ومطمعا لكل من راها، يجد نفسه فى حيرة وهى تتعرض لغوائل الزمن فتارة ذاك الكهل الذى جاء يخطبها وحينا ذلكم الشاب فالاشارات هنا رموز حين كان يعز الغناء بصوت عال واخرى الدرق الذى جاء يبحث عنها (عنتات بزحا ديبا مى ايديا) فأنت يالون الخضرة الباذخة ولؤلؤة البحر الشوق روافد لو تعلمين ومحطات اللقاء قصار فالوقت وجهك لاغير، فأدريس يمازج بين الوطن والحبيبة فى اريحية تصل الى حد التماهى فالوطن هو تلك الانثى المزدانة بالبحر والحدائق الغناء والانثى هى تلك التى اضحت محط الانظار ومطمع للكل ومع اضافة اللحن الجميل تصبح الاغنية كائنا محتشدا بالجمال مليئتا بالصور الدرامية يعبر الى الوجدان بكل انسيابيه وسلاسة.
(ريم مدر) اغنية جاءت بعد الاستقلال بزمن غير بعيد وهى تحكى عن مرارة الغربة وليل الغربة الذى لطالما تحدث عنه الشعراء ففى ذالك الليل الطويل كثيرا ما تهيجك الذكرى ويجفو عينيك الكرى وتتقاطر عليك الاسئلة وينتابك اساس بالضياع والالم، فتتذكر المحبوبة وهى بعيدة عنك فتتمنى لو تطوى الارض وتصل وياخذك الاهل والعشيرة بدفئهم فينسوك صقيع الغربة.
استخدم ادريس تقنية التداعى بألحان ممزوجه بالشجن والحنين وحديث القلب يسافر فى الليلة الواحدة شرات المرات وسؤاله الملحاح ويوم الغربة فى حساب العاشقين عام (ورح سنة حسبا) ويتغزل بشكل ايحائى مستخدما دلالات بأن محبوبته ذات الدل والحشمة ومن ثما ياخذك الى عوالم الريف اى ديار الحبيبة التى هى ذات اصل نبيل (عد طقوب من نواى ولت بركة راكيتا) الرجل حين التقيته فى صيف عام 2007م لم اكن اععلم بأن الاقدار كانت تخفى له محن بهول الجبال وكنت حينها قد كتبت مقالا عن المراة فى غناءه فسأل من اكون فأخبرنى بعض من اصحابى الصحفيين فالتقيته على عجل وضرب لى موعدا ولظروف خارجة عن الارادة لم اتمكن من لقاءه، احسست بمرارة بعد سماعى نبأ اعتقاله لان الرجل كان لديه الكثير ليقوله، فك الله اسره.