الشاعر الكبير ادريس ود امير ١٩٢٠-١٩٦٤

بقلم الأستاذ: ود عد - كاتب وناشط سياسي إرتري

ولد الشاعر الكبير ادريس ود امير بساحل منطقة (عيلت) بدأ حياته العملية كراع للأغنام ثم ألتحق بالخدمة العسكرية الإجبارية

ضمن البحرية الملكية الإيطالية. وكان ضمن القوة المرابطة في مرسى تكلاي على الساحل الشمالي لإرتريا.

بعد هزيمة دول المحور، عاد ود أمير ليعمل فيورشة لستر يستيمو وفي عام 1943م تزوج بفتاة من "عد شومة" أسمها سعدية عثمان، ولكنها توفيت بعد أربعة أعوام وهي في حالة المخاض.

وفي عام 1948م التقى شاعرنا ودأمير بفتاة من الساحل الشمالي أسمها "آمنة" أحبها من أول نظرة، كان ود امير يكتم اسم حبيبته {امنه} في صدره ولا يبوح به ابداوكل من حوله يتمنى ان يعرف من تلك الفتاة التي عذبت بحبها هذا الفتى الابي ذو الحسب والنسب وفي احدى الليالي كان ودامير يتسامر مع رفاقه وفي لحظة وقع {الفانوس السراج} على الارض ومع الدهشه والفزع ذكر اسم حبيبته {آمنه} لان من عادات التجري ذكر احب الناس اليهم عند الدهشة او الغضب، ومن ذلك اليوم عرف الناس ملهمة ود أمير وحبيبته.

وقال في هذه المناسبة:-

هتا تبل حويتو وانا ابل حجيتا
ابربيكم من تئمنو لولة لبي وعنجيتا
سبور لقبأ { لفانوس} لافقريا سميتا
من اشعاره ايضاً
هرور بتا كبجي فاتحت هليت دكاكين
بيع وشرا قل تيدي وقل تحكم سلاطين
الي موداي كفوتو يفتيني مساكين
اقبل اي موداي موداي لشاكي مداين
ات قلبي تكتبت بعل مشيدل قطاين
سلل بلي خيزران سلل بلي كير امان
فتي من قايسيا ومن كريا ديب ميزان
فتي تحفن من اسات سبر تحزي وايمان
لبرهتلا انيابا خاتم النبي سليمــــــــان
يسمعوا سمعكو ازن تحجر من ايلا
ابلعيني واستيني شنقول كفو لبـــــلا
حقــــو ســــفرا يتكهـل كرشــت لســكــيــن ادرر

ولكن كانت مخطوبة لغيره وتزوجت خطيبها وصدم ود أمير وتفجر شعرا، حيث بدأ رحلة الترحال والتجوال فيكل أنحاء إرتريا، ينظم الشعر ويقيم الحفلات الغنائية الشعبية، ويغني مترحلا منقرية إلى قرية ومن بلد إلى بلد وقد كني نفسه بالتأه في الخلاء لعدم وجود من أحب معه.

وفي عام 1950 هاجر إلى السودان وتحديدا مدينة بورتسودان وديم المدينة ذالك الحي العريق وقد اعيته الملاريا هنالك وقد أعجب باحدي الفتيات التي كانت تداوي مرضه بالمشروبات البلدية وقد كتب هذه الأبيات خلال مرضه في بورتسودان.

ديم مدينة هيليكو
ديم مدينة لأمينة
حليب مطيق قبأكوا
كرووي ديبا زبديت
اقل حمووم دو اتو
واقل فاتي بعل نيت
حوكي قدم سافرا
شقيي أقلوا طاقيت

وبعد السنوات التي قضاها الشاعر والمغني الراحل ود أمير ترك بور تسودان وتوجه إلى السعودية التي قضى بها عدة سنوات ثم توجه إلى الكويت في عام 1964م حيث توفى هناك في العام نفسه.

وغنى الشاعر والمغني الراحل ودأمير الشعر الغنائي بلغة التجري بكلمات رصينة وأوصاف غاية في الدقة حيث كان يصف مشاعره تجاه الفتاة التي أحبها وهام بها بأوصاف دقيقة.

والذي يحفظ ويقرأ شعر ود أمير يجد تلك الأوصاف التي وصف بها محبوبته آمنة التي أحبها. وزواج محبوبته من أحد الرعاة ترك في نفسه جروحا وآلام ولذلك هام بها وغنى لها. بل و رحل من بلاده وأختار الغربة منذ وقت مبكر حيث قضى سنوات من عمره في كل من السودان والسعودية وأخيرا، توفي بدولة الكويت في العام 1964م.

من اجمل ما تغني وكتب ادريس ود امير عن محبوبته آمنه او (منيت) كما يناديها:-

ليليت منـام مصيني وهتو لبيى فنطشـا
يي كون ولت دناكيل وئي كونولت حبشا
جصـا ليلت القدر وأفوهــا برقكبسا
قطان قبي سقالت هرسكيني
من سكاب كاريكيني ديب حالت
ادام اقلوب لحانيو مدول ومثل لتوالد
ولف كوهو لأفوكي كما ولفا سجارت
حتي لالي مثلكي.لالي وانا رصاصة
مدرا اورو ناروتو كالئ مدرا ادهرا
ثالث مدرا لبكاتو ديبوا لطنح لاثرا
يتدري طوالوت ويتغلولي اسمرا
اب كوالي لدبئ حنون وألئ دقلا
من لبلوكا انديكوا وتوربو اثرا
كم مرادا مت كيس هوباي لسبور دمبرا
قيح منا يت قيح وطلام منا يتغرم
لبرهتا انجابا انجح وقابئ فللم
لطلما عاسارا حلبوب لالي يلمم
لقطِنا كبوها مجغام ادي يتمم
هتا عدا ساريا ربي وديبئ لاقرم
عبدو الغني تتأندق وآب سبعة تتملشئ
مسكين ادريس ود أمير كم بديركا يتحدئ
أقل هتا يتمطأ طبطت هليت ديب ادي
واقل انا يأمطأ امبل منقت مأتئ
سلامتجي اسؤلا منكم وعدا للأتي
منتو مندي تبلكم خائن لفكوا يفدئ
خائن فكوا يفدئ
رحم الله الشاعر الكبير ادريس ود امير
وعلينا حفظ هذا الإرث
الجميل الذي تركه لنا...

Top
X

Right Click

No Right Click