أجمل قصيدة غزلية للفنان الراحل موسی صالح رحمة الله عليه
بقلم الأستاذ: عبدالعزيز إبراهيم العامري - فنان تشكيلي
كنت استمع إلی اغنية للفنان الراحل موسی صالح رحمة الله عليه. اني لم اسمع قصيدة غزلية
أبلغ من هذه القصيدة قط.
فلهذا هممتُ بكتابتها وشرحها.
يقول في القصيدة:
لَفِتيكي أمانت سِكاب كلأتني
توِسْ وحلامات سِربيب كَفْلتني
لالي لإندي إسَكِب من مكراريي تَهَرْسَني
إتا قَطْجي تِتْقَسي كإيتفيني تِبْلَني
هَليت ديبيي حاكيا وإيأمنكا تبلني
وانا إمْبَلْ لِبْ قبأكو كبد إكوي وسَني
لِبْيي لإلو نَسَأكي ميدول لأقَبْلني ؟
لَفِتيكي أمانت حَنْ سِطيتشي تِنَبِر
وفِتيكي علامت إسات أثر مَتَحَقِل
خارطت حدود فِتيكي لإتِتْنَكَسْ وإتأبر
رييم عَسْتَر إبطح وترود مِدْر إسَطِر
مَرئيت عد حِد كلئينا ظروف وريم مدر
إب إقريي بَطِيح أبيكو وألَبْيي تو دَنَبِر
صبر ايوب قَنْحينا وربِ لَبو إطَبِر
لِبييه مالا وَديتو كَكَريتو إتْ جيبا
سِكابْ لالي كَلْئيني سَهرا وسِربيبا
نبات لَئبْ فِقْرَتا أقشون آيمْ ديبا
فجر إبْ مِطْبيحْ قيماي قسوي ديبا
عِنْتات ماي تَبارات وحميم طَليمْ شَبيبا
لَبَرَهَتا أفوها سوميتْ لَطِمْ ديبا
إتِسْتَروم لِبييه لَئْلا هِليكا حاكيا
مِسِلْ شَمال إتْهاقي وإبل يمكن دليا
هِجِكْ وسَحاق ونَنْكو مَرت ديبييه تِلْهِيا
أنا كِئْنا هِليكو وهِتا ربِ دَليا
شرح القصيدة:
{ لَفتيكي أمانت سِكابْ كَلأتني }
يقول في هذا البيت وهو يعبر عن حبه . ايتها الحبيبة اعلمي أن النوم قد فارق عيني منذ ان احببتك لان حبك أمانة اغلى من الدُرر ولابد للمؤتمن أن يحرس أمانته ليلاً ونهاراً.
{ تَوِس وحلامات سربيب كَفْلَتني }
قال: ما من ليلة مرت علي إلا ورأيتكِ في منامي فإزددتُ فوق الشوق هياماً.
{ لالي إندي إسَكِبْ من مكراريي تَهَرْسَني }
{ إتا قطجي تِتْقَسي كإيتْفَتيني تِبْلَني }
{ هليت ديبيي حاكيا وإيأمنكا تِبْلَني }
يقول في هذه الابيات الثلاثة: عندما ارقد علی فراشي بالليل ٬ تأتي إليَ في المنام و توقظني من مرقدي فتسألني ٬ ألا تحبني ؟ فأُجيب عن سؤالها بكل ما أوتيت من بلاغةٍ وفصاحة ٬ ولكنها لا تصدقني فتقول لي كفاكَ كذباً .
{ أنا إمبل لب قبأكو كبد إكوي وسَني }
يوقول بأنه صار كالمجنون الذي يزجُرهُ اللئامُ ويحسنُ عليه الكِرام.
{ لِبيي لئلو نسأكي ميدول لأبقلني }
هنا يسأل حبيبته قائلا : متی تردين إلي قلبي الذي انتزعتيه من صدري ؟ أي متی أفوز بكِ فتصبحين جزءاً لا يتجزأ مني؟
{ لَفْتيكي أمانت حن سطيتشي تنبر }
{ وفِتيكي علامت إسات أثر مَتَحَقِل }
يقول في هذين البيتين : إن محبتك يا حبيبتي أمانة احتفظ بها بين أضلعي واذا فارقتني {محبتكِ} فلابد وأن تترك أثرها علی قلبي كما تترك النار الكي.
{ خارطت حدود فِتيكي لإتتنكس وإتأبر }
قال: إن حبكِ كالخريطة الحدودية التي لاتنتكس ولا تبرح مكانها. (تبوأتِ من قلبي منزلاً)
{ رَييم عَسْتَر إبَطيح وترود مدر إسَطِر }
وفي هذا البيت يقول: مهما بلغ طول وقوة الإنسان لن يستطيع أن يحكَ برأسه السماء ويشقق الأرض فيجعلها اخاديداً تبتلع كل من عليها.
{ مَرئيت عد حد كَلئينا ظروف وريم مدر }
{ إب إقَر بَطِحْ أبيكو و ألَبيي تو دنبر }
يقول في هذين البيتين: إن الظروف وبُعد المسافات وغيرها من الأسباب منعتني من الوصول إليك. وقد حاولتُ أن آتي إليك مشياً علی قدمٍ وساق ٬ ولكني لم استطيع وليس لي أجنحة أطير بها إليك.
وهذا البيت يذكرني ببيت من ديوان قيس بن الملوح (مجنون ليلی )الذي يقول فيه:
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ
لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ
{ صبر أيوب قنحينا وربِ لَبو إطَبِر }
يقول إنه قد صبر كما صبر نبي الله أيوب عليه السلام علی ما أصابه. وينبغي للإنسان أن يكون مؤمناً بقدر الله خيرهِ وشرهِ ولا يقنط من رحمته التي شملت كل شيء.
{ لبيي مالا وَديتو كَكَريتو إتْ جيبا }
يقول إنها استحوذت علی قلبه أي أخذته فوضعته في مُثبنتها واستأثرت به لنفسها.
{ سكاب لالي كَلئيني سهرا وسربيبا }
قال في هذا: لقد أضناني السهرُ والتسهيدُ ولم أستطيع أن آخذ قسطاً من النوم حتی جحطت عيناي.
{ نبات لَئب فِقْرَتا أقشون آيم ديبا }
أراد أن يصف حبيبته بجمال الأرض المعشوشبة فقال: إنها اشبه بنمو النبات والأشجار ذوات الغضون النضرة الدانية.
{ فجر إبْ مِطبيحْ قيماي قسوي ديبا }
(مِطِبيحْ) هو اسم ٌ يطلقُ علی المطرة التي تهطل بعد شروق الشمس وأما (قيماي) فهو السُحُب. قال إن هطول المطرعلی النبات والاشجار في هذا الوقت من النهار أي (بعد طلوع الشمس مباشرة) يزيدها نضارةً على نضارتها فتسرُ الناظرين.
{ عنتات ماي تبارات وحميم طليم شبيبا }
(تبارات - تَبار) هو إسمٌ يطلق علی الحوض (أحواض ٬ حيضان) يبنى ال(تبار) من حجر أو باطون فتسقى فيه الأنعام. وصف عيناها بنقاء ماء الحيضان لبياضها. وأما (حميم طليم) فهي الحمم السوداء. وصف شعرها بالحمم السوداء لسوادهِ وغزارته.
{ لَبرهتا أفوها سوميت لَطِم ديبا }
قال: إنها تنظم الخرز في ضوء اسنانها (بارقِ ثغرها) ولا تحتاج إلی نبراسٍ أو قَبَسٍ من نور.
{ إتِسْتَروم لبيي لَئلا هليكا حاكيا }
يقول لقلبه مُترجياً : ارجوك يا قلبي إعرب عن حالك للناس لعلك تجد من يرحمك ويعطف عليك.
{ مسل شمال إتهاقي وإبل يمكن دليا }
قال: إني أتحدث الی الرياح إذا هبت من الشمال واطرح عليها اسئلة ٬ ظناً مني انها تأتيني بنبإٍ من صحراء أحلامي (عشيقته).
{ هجك وسحاق وننكو مرت ديبيي تِلْهِيا }
يقول في هذا البيت: بأنه سَئِمَ من التحدث والضحك مع رفاقه ولم يعُد يرغب في اللهوِ وهو بعيد عن محبوبته.
{ أنا كئنا هليكو وهِتا ربِ دليا }
قال إن هذه حالي وما اصابني من حبها ولا ادري كيف حالها فالله يعلمُ بها وبحالها فأرجو أن تكون بخير ولا يصيبها ما قد اصابني منها.
أعزائي القراء ٬ شكركم علی قراءتكم لهذه القصيدة الجميلة.