المنخفضات والمظالم
بقلم الأستاذة: حرية عبدالقادر
كان التحدي التاريخي للشعب الارتري عظيماَ وكان اصطفاف القوة الوطنية حول الهدف الوطني
مدهشاَ وفي كل المراحل كان هناك من بين الارتريين من يقف الى الجانب الوطني كما كان من بينهم من خان هذا الطموح ووقف جانب العدو واليوم نجد التاريخ يعيد نفسه بشكل لايخلو من مفارقات عجيبة واحداث غير متوقعة.
الاستبداد والطغيان و الاخطاء الفاضحة المتراكمة والمتتالية التي يرتكبها النظام في ارتريا خلقت عدم الاطمئنان لدى البعض كما خلقت مفهوم خاطئ عن المظالم لمن ينظرون اليها من الزاوية الضيقة والمظلمة.
جميع افراد الشعب الارتري يتضرر من المظالم والانتهاكات التي يرتكبها النظام في اسمرا وان تفاوتت ولاكن لدى اهل المنخفضات شعور بالمرارة اكثر من غيرهم بهذه الممارسات حيث هناك شعور يتنامى بأن ارضيهم اغتصبت وحرما تهم انتهكت وارادتهم سلبت المنخفضات في ارتريا يعني لافرص تعليم، لافرص عمل، لامستشفيات، لامدارس، لا تنمية بشرية، لاماء ولاكهرباء معاني الامل والطموح في الحياة اصبحت مفقودة لدرجة ان ابن المنخفضات لديه شعور بأنه مواطن من الدرجة الثانية لا مال ولاسلطة في ظل هذا النظام المستبد يعني جميع الحقوق مسلوبة حقاً اذاً ليس هناك حل إلا دحر الظالمين و بالمعنى السياسي اسقاط النظام ومحاسبة اسياس وحاشيته.
ولاكن رغم كل الاستبداد المذ كور اعلاه ليس هناك من مبررات مايكفي حتى نطالب بتقسيم ارتريا الى المنخفضات والمرتفعات ومن قامو بهذه المبادرة ليس هناك شك بأنهم ينتمون الى هذا الوطن وانتمائهم متجذر لهذا الشعب ولاكن نخشى عليهم ان يكونوا ضحية اللعبة السياسية الدولية. تفوق حجمهم الطبيعي. وتبرز في الافق بأن لديهم مفاهيم خاطئه عن المظالم و ينظرون اليها من الزاوية الضيقة.
المبادرة: عديمة الملاح السياسية والاتجاه تكشف القصور في النظر والنقص الفاضح في الثقافه السياسية ومكونات الشعب الارتري وثوابته الوطنية وقيمه النبيلة التي وقفت بالصمود والشموخ امام كل محاولات التقسيم رغم القمع والاستبداد. كما غفلت المبادرة مراجعة تاريخ الشعب الارتري وثقافته الثورية.
ولدى الكثرين اعتقاد جازم بأنه لم يخطر ببالهم بأن هذه المبادرة تخدم النظام المتهالك في اسمرا كما تخدم النظام الحاكم الاثيوبي المتربص بوحدة الشعب الارتري وسيادة اراضيه وايضاً دول الجوار الاخرى االتي تتمنى صوملة ارتريا.كما لم تضع في الحسبان ردة الفعل البديهة لدى الجانب الاخر ومشروعيته في حالة نجاح المبادرة لاسمح الله والبادئ اظلم.
الوثيقة المقنعَة الزائفة تقود صناعها الى منزلق مخيف وتهدف الى تمزيق الشعب الارتري، حيث جعلت الوحدة الوطنية طوعية مما يعني اباحتها حق الانفصال لمن اراد ولوحت بحق اقليم العفر بذالك، كما قسمت قومية الساهو الى (الساهو والعساورتا) واعترفت بمسهامة الساهو والعفر والجبرتي والتجرنيا في النضال التحرري مما ينم بأن اهل المنخفضات هم اصحاب القضية وبقية القوميات هى المساندة والمساعدة. على اي اساس! وبأي حق! هل هذا هو لم الشمل؟
الوثيقة تجاوزت كل الاعراف والتقاليد والتسامح الذي يتميز به الانسان الارتري المسيحي والمسلم. المبادرة تفتقد الشفافية السياسية انعكاساً لرواسب الماضي التي تتسرب على الافق وتتكئ على الاوهام و تهدف الى تقسيم الارض والشعب الذي يعاني الامرين. ويندهش المرء من فرط سذاجة هولاء ممن تجرؤ وتقدمو بهذه المبادرة والتصريحات التي ادلو بها وهم يبررون لماذا اقدمو على هذه الخطوة والتطاول المثير على كل من اختلف مع المبادرة.
درءً للاخطار وصداً للاشرار ومن اجل بناء جسور المحبة واعادة الثقة بين الارترين يتحتم علينا جميعاً ان نتصدى لمثل هذه الظواهر مادون الوطنية ونضم صوتنا الى صوت الاستاذ ابوبكر كهال والاستاذ عمر جابر وكل من اعترض على هذه الوثيقة وندعو الاخوة اصحاب المبادرة اعادة ترتيب الافكار والتراجع.