أعمالكم عمالكم، وكما تكونون يولى عليكم - حديث شريف... والله اعلم
بقلم الأستاذ: ابراهيم ابوبكر
بما اننى مقل فى الكتابة الا ان ما يجرى لم يترك لى خيار... ماذا جرى لتتفجر ثورة اللامعقول
مسحوبه بافتراءات ما انزل الله بها من سلطان ضد وثيقة سمنار لندن.
1. مسألة التفويض. لم نسمغ عن قديم او حاضر مقيم مثل هذا الشرط العقيم. كل الثورات, والمنظمات المدنية والروابط الاجتماعية او السياسية... لا تحتاج الاّ تقويض عضويتها.
طبعا باستثناء الدول المستقرة التى تطالب بيانات وعضوية لتسجيل المنظمات بموجب القوانين المرعية للتاكد من التزامها بالقواعد وعدم وجود منظمة بنفس النشاط او الاسم مثلا... وهل لاحد ان يطالب النظام فى الفترة الحالية... لا اظن حتى اذا استبدل الرأس بود ى عمرو او زيد ممن شذبهم النظام ولم يتأهلوا للفطام حتى الآن..
2. مطالبة المشاركين فى السمنار بالتبرؤ فورا تبرأة لا رجعة فيها قبل ان يقع الفاس فى الرأس - (تحقير وترهيب).
3. المعظم اجمع على صحة المضمون ولكن البعض رفض اسلوب المعالجة... بل هناك من طالب المبادرين بالمناورات المعتادة (الذكاء السياسى!) والتوارى خلف "اسم فضفاض لا يتصل بالمضون" ولكن مهضوم عند المشككين والمعارضين والخوض فى الاستغباء مع الخائضين.والجعجعة بلا طحين
4. تخوف بعض الاسلاميين وهذا مفهوم. مع ان فى الثقافة التعبوية منذ انهزام (ج ت أ) - آسف انتكاس على راى هيكل67 - كان قبولا معتبرا ل "انا جعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا" على وزن "لا تقربوا الصلاة" وكفى.
5. بروز هجمات باسماء مستعارة منسقة وبوتيرة عالية ربما بررت التخوف من ان يكون للنظام الحاكم يد فى ذلك وهو المعروف فى الاختراقات والتلون بل وصلت به الاحترافية فى تكوين تنظيم جهادى موازى للمعارضة من عناصر امنية ارتكب فزائع لتشويه المجاهدين.
6. نبرة التعالى وكأن القارئ والمخاطب من تلاميذ فى الابتدائية وعضوية السمنار لها باع طويل فى النضال والسياسة والعلم بما فيه السياسى.
7. فصل الجغرافيا البته عن السياسة... وبروز علوم "تيك اويى" جديدة مفصلة للمقصلة...
8. اتهام الوثيقة بكل شاردة وواردة... اسم تردد كثيرا عن فتاة خرج تقرير فى موقع النهضة يكشف زيفها غيرمزيل باسم صاحبه... وكان الاتهام الجاهز وثيقة المنخفضات والقائمين عليها... ومن هى حتى ان تسعديها الوثيقة المثقلة بمهام اجل واعظم... اكلما حلت مصيبة نستدعى الوثيقة واذا كان الاعتراض هناك من اعترضوا الوثيقة بصورة اكثر مهنية ورحب بمرأياتهم... بل وهنك بيوتهم من قزاز لا يحتاج الى ريشة ناهيك عن حجر لم يتعرضوا لهم. علما بان الفتاة او من وراء الاسم المستعار استعدت خلق الله بجانب الوثيقة, على المهنى ان يبجث عن المستفيد ليجد دمها يتفرق بين القبائل... علما بانها اعترفت جزئيا بما ذهب اليه التقرير.
9. اسقاطات تاريخ الانجليز ودولة البجة فى شرق السودان بل المناداة بالخط الوطنى الديمقراطى (علقة لا تنتهى) تذكرنى بكتاب "ايها السلام كم من الفظائع ترتكب باسمك - ان لم تخنى الترجمة"... عن التمييز العنصرى فى جنوب افريقيا.
10. استدعاء الشهيد البطل عواتى... وهو مجرد قاطع طريق فى ادبيات النظام الاصلية وازلامه. ولم يؤلوا الوطنيين جهدا لتبرئته من الافتراءات التى طالت امانته وشهامته وتضحياته.
وذلك بالاستشهاد بمقولته الشهيرة مخاطبا رفاقه "من حمل هذا السلاح مشيراً إلى بندقيته لغير غرض تحرير إرتريا و شعبها، وحمله لغرض الانتقام الشخصي، أو لغرض السلب والنهب، فليعد الساعة إلى بيته" بعد تحويرها لتتناسب وادوات المقسلة.
1. اولا اللهم ارحمة واغفر له وتقبله مع الصديقين والشهداء. الا يكفى باننا لم نعطه حقه ولم نحتفل به بوجه يليق بمقامه ولم نهتم بمصير زريته على الاقل لغرز العزة والكرامة فى االنشأ. والله لا الوم المشروع الاقصائى حيث من ضرورات الاقصاء تشويه سمعة النماذج النادرة والقامات الشامخة لتثبيط الهمم.
2. ثم ان المقولة لا تتعارض البته بل تتماهى مع ما ذهب اليه اصحاب سمنار لندن.
لان عواتى كان يسعى لاستقلال ارتريا وذلك تحقق على الاقل فى الظاهر الدولى.
وما اوصل عواتى الى هذا الموقف الوطنى هو انه ذو نخوة وعزة وكرامة من اسرة كريمة وتربية وعلم...عواتى الذى لم يركع للانجليز رغم الاغراءات عواتى ابن اسرة كلها مقاومة ابا عن جد والناس بعده تستميت ان توظف مع النظام ككتبه او كبيرى الكتبة وان تعذر تسعى لركوب اى موجة.
عواتى الذى انبرى على صرخة صبايا تعرض لهن من هم اقرب له من ازلام النظام وحارب لاجل كرامتهن.
عواتى الذى طارد الشفتا (قطاع الطرق) حتى ما وراء الحدود الجنوبية لاسترداد بهائم اهل الجود والكرم.
وحارب الانجليز رافضا تسليم سلاحه المكرس للدفاع عن اهله.
هل من المعقول كان ليرضى التسكع وراء الحدود مثلا ويتغنى بما لا يروى العطشى ولا يغنى من جوع...
وعواتى مقارنة باترابه كان يجيد اللغات والعسكرية والادارة والعلوم الاستخباراتية ويميز بين الاستراتيجية والتكتيك والكفاح عن استرداد الحقوق...ما بالك واليوم كل شئ مسلوب خفيتا وجهرا...
وفى ظنى استدعاء مقولاته هنا لم تكن موفقة ولا تحترم ارثه... لانه لم يكن فقط تلك اللحظة المقتطعة عن الصياغ.
11. تعمد حوار الطرشان... وتلك مصيبة ان تم تنزيلها الى النشا وتجاوزت فترة الصدمة. عند الصدمات تكون ردود الافعال غير منضبطة الا لدى القلة.
يبدوا بان تعاطى بعض المثقفين مع الوثيقة يؤكد الحديث الشريف المعنون للمقال وبان النظام ليس بنبته شيطانية كما نعتقد بل هو منا ونحن منه ونستاهله بامتياز اذا كانت قراءاتنا بهذا الاستخفاف بعقول الناس. نستاهله اذا مارسنا تكميم الافواه نستاهله ان رضينا بنحن ادرى بمصلحتك فى قانون الوصاية.نستاهله ان كان دأبنا وأد المبادرات وتشويه المبادرين بل وصل ببعض الكتاب الذين نكن لهم الاحترام بطلب السمنار ان يحل نفسه وينضم الى تنظيمات (المنخفضاتية) فى التحالف. لا ادرى هل قرؤوا الوثيقة بتأنى لتبنى مثل هذه المواقف الغريبة. بل والاسوأ فان البعض تنازل عن المهنية وشرف المهنة بالاشارة صراحة بان السمنار تقسيمى وذلك بعرض بيان مرسل لهم من المبادرين لنشره باسمهم. الهذه الدرجة تبلغ الاراجيف من مارد لم يتمرد على فزلكاتهم بعض. فقط يحاول ان يلم اطراف ثوبه ليقف على قدميه... ويشارك الجميع فى الافراح والاتراح.
هل يا ترى اثر فينا النظام الباطش خلال ثلاث عقود لنضيق علينا وعلى غيرنا ونرضى بالافتراء الذى يرانا كحشرات موسمية.
وما ذكر اعلاه لا زال يتكرر فى وسائط التواصل الاجتماعى رغم علمهم بمضمون الوثيقة وتوضيح اصحابها وهى افكار مبدئية ستطرح فى المؤتمر المزمع عقده.
ولقد بينوا هدفهم وهو الحشد لقوى الثورة من المكونات المستهدفة واستنهاضها للمساهمة فى تغيير الواقع المؤلم وتحمل تبعات اسقاط النظام مع بقية المكونات الارترية بجانب التاكيد على وجودها وحقها وموروثاتها وثقافتها والدفاع عن الوجود المستهدف لهذا المكون الرئيسى.
اين العيب اذن؟
هل هو المسمى؟
وهذا هو الاحتمال الاكبر من بعض الحادبين على سلامة المجتمع فى تقديرى... يا سيدى الوردة تحت اى مسمى تفوح عطرا على راى شكسبير... وعليك بنقيضها ايضا. يفوح والعياذ بالله حتى ان تسربل بمعطف من يوزعون الوطنية من اهل الحل والعقد حتى اشعار اخر.
ولا انسى ان اشكر المعارضين الذين تناولوا الوثيقة بكل حيادية وحرفية وابانوا مواطن اتفاقهم ومعارضتهم... ليس كل من يعارض مقبوح بل على العكس المعارضة المبينية على اسس علمية يطلبها المبادرون اكثر من غيرهم حيث الكمال لله وحده, اشكر المبادرين على سعة صدرهم وعدم انجرارهم وراء ما اريد لهم...
كما لا انسى ان اعتذر للشباب وبالذات الذين تمكنوا فى السنين الاخيرة من الافلات من قبضة النظام وعبروا الحدود البرى والبحرى الى حيث تواجدهم. اعتذر لهم بان ما يشاهدونه هذه الايام لم يكن الاصل فى التعامل هى وعكة فى طريقها الى الزوال وهناك عقول وتجارب لم تظهر فى الوسائل وفقكم الله فى ايجادها بين ضحايا الانكسار...
نتمنا للمبادرين الذين ضحوا بوقتهم ووقت عوائلهم ومالهم وجهدهم التوفيق ونعتذر لهم عن جحودنا واساءات بعضنا ونتمنى لشعبنا الابى التوافق وحسن الختام مع ما ينطبق علىينا من يوميات محمود درويش:
"من حق القاتل ان يدافع عن غريزة القتل"
أما القتلى فيقولون متأخرين
"من حق الضحية ان تدافع عن حقها فى الصراخ"
اثر الفراشة
محمود درويش