تقرير إخبارى عن سمنار جمع شمل مجتمع منخفضات إرتريا

Samadit.com سماديت كوم

إعداد: اللجنة التأسيسية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية - لندن المملكة المتحدة

وسط حضور وتفاعل كبير لأبناء المنخفضات الوافدين من عدة دول بالأضافة للمشاركين من داخل المملكة المتحدة

وفي اجواء مفعمه بروح التصميم والحماس افتتح سمنار لم شمل مجتمع المنخفضات صباح 29 مارس 2014 في فندق (كمبيرلاند) وسط العاصمة البريطانية لندن تحت شعار (فالنواصل إرث المنخفضات النضالي بالتضامن مع بقية المكونات الإرترية المهمشة ضد الهيمنة والإقصاء).

تم إفتتاح السمنار بآيات عطرات من الذكر الحكيم تلاها العم ياسين صالح (أبو صالح) تلاه وقفة حداد على أرواح شهداء المسيرة النضالية للشعب الإرتري ضد الإستعمار وضد قوى البطش والإرهاب الطائفي للنظام المغتصب وكان آخرهم البطل والمناضل الجسور/ احمد محمد ناصر مصحوبه بعرض لصور الشهيد في عدة مراحل من مسيرته النضالية الطويلة التي انتهت بأن يحرم جسده الطاهر من أن يدفن داخل أرض الوطن الذي أفنى عمره في النضال من أجله.

ثم كانت كلمة لجنة إعداد وصياغة وثيقة المبادرة قدمها الأستاذ/ محمود محمد إبراهيم... أشار فيها للجهود التى بذلت لإخراج الوثيقة بما يتناسب وحجم المظالم التى يتعرض لها مجتمعنا و تطلعاته للحرية والانعتاق من الظلم والقهر والتسلط... كما أشاد بتجاوب معظم الذين وصلتهم الوثيقة ودورهم الإيجابي في تنقيح وتجويد مضمونها من خلال ملاحظاتهم وآرائهم البناءة. والتي نوه فيها أيضاً بأنها ليست المبادرة الوحيدة لكنها الأكبر تميزاً لأنها عملت على جمع العدد الأكبر من مكونات هذا المجتمع.

وبيّن فيها بأن الهدف والدافع الرئيسي من وراء اطلاق هذه المبادرة والسعي لتفعيلها هو ضرورة لملمة شمل مجتمع المنخفضات وخاصة قواه المدنية وذلك من أجل تعزيز قدراته للقيام بتحمل أعباء مسؤولياته الخاصة والعامة علي الوجه الأكمل للدفاع عن حقوقه ومصالحه المشروعة والحفاظ على أرضه ولعب دوره الوطني المعهود في النضال مع الآخرين في سبيل تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود واستبدال النظام الديكتاتوري الحالي والمساهمة في تأسيس نظام ديمقراطي عادل على قاعدة الحكم اللامركزي الدستوري الذي يرتكز علي سيادة القانون والعدل والمساواة وضمان الحقوق والمصالح لكافة المكونات الوطنية وخاصة ضمان حق المشاركة العادلة في الثروة والسلطة والاقرار والاعتراف بالتعددية الثقافية والمجتمعية لكافة المكونات الوطنية بما فيها مجتمع المنخفضات كأساس صلب لبناء الوحدة الوطنية.

كما توجه بنداء لكافة حلفائنا وشركائنا في الوطن موضحاً بأن الدافع من تخصيص المبادرة لمجتمع المنخفضات ضمن الجغرافية المحددة التي أوردناها في الوثيقة، لم يكن الهدف منها - ولن يكون - التقوقع والانعزال ولا التعنصر ضد المكونات الوطنية الأخرى وأنها لا تستهدف النيل من حقوق ودور أحد، بل أنها تسعى لتعزيز قوة ودور هذا المجتمع الذي سيدفع بالتأكيد لتعزيز قوة ودورالمكونات المهمشة في النضال من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة ضد قوى الهيمنة والاقصاء. كما أكد على حرص المبادرة على التعاون مع كل المحاولات الجادة والمبادرات التي تسهم في ردم الهوة بين المكونات المهمشة أو التي تتقدم بنقد المبادرة بشكل موضوعي وبناء بقلب وعقل منفتحين.

ليفتح المجال بعد ذلك لكلمة المرأة قدمتها الأستاذة/ عائشة موسى قعص التي أستعرضت فيها دور المرأة الإرترية بشكل عام والمنتمية للمجتمع بشكل خاص في مراحل النضال المختلفة لما شكلته من صمام الأمان للمناضلين من خلال رعاية أسرتها والدور الرائد الذي قامت به في خدمة بيوت الجنود ورعاية الجرحي في المدن السودانية حتى وصل دورها لحمل السلاح وتبوء المواقع القيادية في قيادة العمل الثوري. وأهم ما جاء في كلمتها (لسنا ضد أحد ولكنا نقف اليوم هنا إستنهاضا لمجتمعنا ليتحمل مسؤلياته ويقوم بدوره الوطنى النضالى في بناء دولة العدالة والمساواة بالتعاون مع أخوتنا في الوطن).

تقدم بعدها الأستاذ/ عبدالرحمن حراط والذى تحدث بأسم الشباب أشعل قاعة السمنار حماساً وعنفوان... ولم يتوقف الحضور عن التصفيق الحار لكلماته منذ إعتلائه المنصة وحتى مغادرتها... ومن ضمن ما جاء في كلمته (هذه مجتمعاتنا نفتخر ونعتز بالأنتماء لها كما نفخر بالوطن... وهذا لا ينقص من وطنيتنا في شئ بل يعزز انتمائنا له...) وأضاف (هناك الكثير من المفاهيم والاعتقادات المجتمعية والسياسية الخاطئة التى يجب التخلص منها لتحرير الانسان الارتري من براثن القهر والاضطهاد... وهذه المبادرة كسرت أولى التابوهات التي تعطل مجتمعاتنا من القيام بمسؤلياتها... ومعاً سنحطم ما تبقى من تابوهات ومتاريس...).

كما أستعرض الاستاذ/ حامد عمر إزاز بشكل موجز للمراحل المختلفة التي مرت بها الوثيقة و نالت فيها حقها من النقاشات والمشاورات من قبل الجهات والأفراد من أبناء المجتمع حتى وصلت إلى شكلها الحالى... كما تناول في معرض حديثه الدوافع التي ساقت إلى هذه المبادرة والتي تمثلت في حالة الوهن والضعف العام الذي يعاني منه المجتمع وتأثيره على دوره الوطني، والأزمة العامة التي يعاني منها الوطن بشكل عام وما تشكله من مهددات على المشروع الوطني.

وبعد استراحة قصيرة لتناول وجبة الغداء وأداء الصلاة استأنف السمنار فعالياته مرة أخرى وتقدم إلى المنصة أحد أبرز المشاركين وهو الباحث والاكاديمي المستقل الدكتور/ محمد خير عمر حيث قدم عرضاً منهجياً تضمن نبذة تأريخية عن المراحل المختلفة تضمنت عناوين بارزة مثل التكوين الديني للمرتفعات والفوارق بين المرتفعات والمنخفضات في أسلوب التنظيم الإجتماعي والتعاطي مع كافة الأمور، كما تطرق إلى إجتماع بيت قرقيس ونشأة الرابطة الإسلامية ومن ثم الإنشقاقات التي حدثت فيها ودور الشهيد أبراهيم سلطان كأحد أبرع السياسيين الإرتريين وأحد دعاة التحرر الإجتماعي، وعرج بعدها على فترة الكفاح المسلح ونشأة جبهة التحرير الإرترية والإنقسامات التي تعرضت لها ومن ثم بروز الجبهة الشعبية وما آلت إليه الأوضاع تحت حكم نظام الهقدف، وأخيراً ركز على دور المثقف والمسئوليات الملقاة على عاتقه تجاه مجتمعه وبيّن ضرورة التعاطي مع وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة والبحث والترجمة وما إلى ذلك من المسائل المهمة. وقد تفاعل معه الحضور بالأسئلة والنقاشات التي أعطت العرض بعداً تفاعلياً تعددت فيه القراءات.

وكان العرض المنهجي التالي عبارة عن شرح لوثيقة المبادرة في نقاط موجزة وتفاعلية قدمه الأستاذ صالح محمد عمر و أعقبه نقاش مستفيض أجاب فيه المقدم على الكثير من الأسئلة، كما شارك كل من الأستاذين/ محمود آدم وحامد أداله في بلورة الإجابات وبعض النقاط الهامة، و ناقش الحضور جوانب الوثيقة المتعددة باسهاب وموضوعية وشفافية.

قدم بعدها الاستاذ أحمد ابوبكر عمران نبذة مختصرة عن خطة العمل التى ستترجم الوثيقة على ارض الواقع... كما سلط الضؤ على الجهد المبذول للإعداد للسمنار وأكد على أن ميزانية السمنار كان مصدرها العون الذاتى للقائمين عليه وقدم شرحاً مفصلاً لذلك بلغة الأرقام. وقد تفاعل الحضور فوراً وبدأت حملة تبرعات بمبادرات ذاتية مما كان له أطيب الأثر على جميع الحاضرين الذين أكدوا على استعدادهم لدعم هذا العمل بكل إمكاناتهم المادية والمعنوية.

إضافة للحضور الكثيف الذين أتى من مختلف المواقع والدول من كل من: الشرق الأوسط، أوربا، أمريكا، فقد شاركت مجموعات مقدرة من أبناء وبنات هذا المجتمع من كل من مواقع التواجد المجتمعي (أمريكا، أوربا، الشرق الأوسط، أستراليا) حيث تم نقل السمنار عبر وسائط التواصل الإجتماعي (بالتوك) وقد تخلل فقرات السمنار برقيات الدعم والمباركة من مختلف الأقاليم.

وفي ختام السمنار تم الإعلان عن اللجنة التأسيسية لرابطة أبناء المنخفضات التي تتكون من 31 عضو التي أوكلت لها مهمة إدارة عمل الرابطة وانزال برنامج العمل الذي وزع للمشاركين مع اللائحة الداخلية قبل بدء السمنار. ونعتقد بهذا بأن هذه الوثيقة قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه من خلال الإعداد المتميز والمشاركة الفاعلة من أبناء المجتمع من مختلف دول العالم والتأييد الذي حظيت به من خلال البرقيات التي إنهالت على السمنار لمن لم يحالفهم الحظ بالحضور الفعلى أو المشاركة عبر البالتوك الذي تم نقل السمنار عبره.

Top
X

Right Click

No Right Click