لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة السابعة عشر

بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح

رابطة أبناء المنخفضات والهجوم الغير مبرر في رأيي الشخصي: ما هو المفهوم الذي تقاس به الوطنية وكيف؟

ومن الحريص عليها دون غيره؟ لا أريد أن أسترسل في التساؤل عن اللغط الذي صاحب ظهور الرابطة، وما تدعو إليه من مبادئ غاية في الوضوح لمن يريد أن يراه بعينه وليس بعيون غيره! مع احترامي لهم لأني أريد أن يفصلوا ما بين المرحلتين: مرحلة الثورة ومرحلة الدولة وبين المرحلتين اختلاف متباين، ففي مرحلة الثورة كان النضال من أجل تحرير الأرض وإقامة دولة يتساوى فيها كل الذين حملوا البندقية والفأس والمحراث، ولم تكن الأولوية عندهم عن الحقوق والوجبات في إطار الدولة المستقلة وكيفية نظام الحكم فيها، ببساطة لم يفكروا في ذلك وإن شئت قل لم يتوقعوا ما يحدث اليوم من حيف وتسلط الفئة الحاكمة التي لم تشرك معها في السلطة والثروة أي مكون من المكونات الارترية وهذا أمر معروف والإخوة الذين في أنفسهم شيء من الرابطة يعلمون ذلك جيداً ومع ذلك لم يتحلوا بالتأني والحكمة التي ينبغي أن يتحل بها كل من يعارض النظام بعد 20عاما من التسلط والإقصاء الذي لم يسلم منه إلا قومية التقرينية التي تحكم البلاد من القمة إلى القاعدة (من الرئيس إلى الفراش) في كل مؤسسات الدولة الأكسومية الكبساوية ولا أريد أن كرر وأستشهد بالوثيقة المختارية نسبتة للعلامة مفتى الديار السابق الشيخ إبراهيم المختار رحمه الله حتى لا أجلب الملل على القارئ الكريم.

هاجس الانقسام وخوف مسلمي المرتفعات؟

الحقيقة أن مسلمي المرتفعات لا يختلفون عن جيرانهم الأكسوميين الكبساويين في توجسهم من ألا مركزية الدولة الارترية في المستقبل وأنا اقصد هنا مسلمي المرتفعات السياسيين ومثقفيهم الذين كان لهم الدور المميز والمشهود في الثورة الارترية من القوميتين أو القبيلتين الكريمتين وهما الساهو والجبرتة، ولكن هذا لا يكفي مع الأدوار السلبية التي يقومون بها الآن من التشدق بالوطنية، لتمرير رسائل النظام الغاشم والتي توحي بأنهم ضد لم شمل المسلمين تحت مسمى المنخفضات بحجة أنهم وطنيون وغير طائفيين أو قبليين وحتى أنهم غير إقليميون ما شاء الله على هذا التحجر الذي يطابق ما يطلبه اسياس وجماعته، وبكل تأكيد الأكسوميين الكبساويين وجدوا من هو صالح ومطيع لهم في محاربة الرجعيون القبليين من أبناء المنخفضات (سحبتي جمل) ومن أجل ذلك مسلمي المرتفعات قد ترفع أسمائهم من مصطلح (تحتي هقراونت) أي ما دون الوطنية، والحقيقة هذا مصطلح غريب من لغة غريبة وعقيمة وإلا كيف يستقيم أن اسمي الوطنية ما تحتها وما فوقها!؟ نعم لا فرق بينهم لدرجة التطابق في العادات والممارسات اليومية؟

إن مسلمي ومسيحيي الكبسا لهم قواسم مشتركة لدرجة التطابق في الأعمال اليومية الحياتية من الأفراح والأتراح لدرجة أنك لا تعرف ما يفصل بينهم! خصوصاً في المآتم وطريقة التعبير عن الحزن في المتوفى من ملبس وطريقة الجلوس، وهذا أمر غير مستغرب فهم شركاء في العيش في منطقة واحدة لا يفصل بينها شيء من الجبال والوديان بل هم متداخلين في السكن والزراعة والمعيشة المشتركة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعل منهم في كل زمان ومكان، وعندما نطالب عن حقوقنا في الدولة التي بنناها لبنة لبنة معهم ودفعنا فيها من الشهداء ما لا يجهله جاهل القوم!ومن ثم يكون مصيرنا التهميش وعندما نقول كفاية يتصدى لنا المظلوم مثلناً وبشيء من الحدة توحي أنه يريد أن يرسل رسالة مستعجلة للطاغية مفادها لا عليك نحن لها نحن نكفيك محاربة هؤلاء الرُحل (السبك ساقم) وما عليك إلا أن تدعونا لكي نحضر إليك في العاصمة ومعنا الخطط التي تفي بالغرض ولا أحد يعرفهم مثلنا كما تعلم يا سيادة الرئيس، ومعنا منهم الإخوة في...، وهذا ليس افتراض إنما أمر لا يجهله إلا جاهل بالسياسية والمكائد التي تحدث في العالم الثالث الذي ليس له مرجعية من قوانين تنظم حياة الناس.

الاعتقاد الخاطئ في مسلمين المنخفضات من قبل إخوانهم في المرتفعات!

في حلقة السابقة ذكرت شي من ذلك حتى انهمرت عليَّ الانتقادات من كل حدب وصوب دون أي مقدمة مما جعلني أدير ظهري للجدار، ومن المعلوم أن المسيحيين الأكسوميين لديهم الخوف الشديد والتوجس الدائم من مسلمي إرتريا بصفة عامة ومن مسلمي المخفضات بصفة خاصة لا أدري لماذا؟ ولكني سوف أجتهد في الإجابة على هذا السؤال المحوري. وهذا لا يعني أنهم على خير ما يرام مع إخواننا مسلمي المرتفعات. كلا بل كانت بينهم أنهار من الدماء وحروب لم تنتهي إلا بعد انطلاق الثورة المسلحة التي قضت على كثير من السلبيات التي كانت بين الشعب في الماضي من عدم التعارف في ما بينهم بشكل عام وما كان بين المسلمين والمسيحيين في كبسا مثل الذي كان بين الطروعة والحزو وبين طنعا دقلي المسيحيين في الماضي معروف وما كان بين المسلمين الجبرتة في أسمرا في الفترة التي أعقبت الاستعمار الايطالي وحلول الاستعمار البريطاني محله في فترة تقرير المصير ونشوء الحركة السياسية في بداية أربعينيات القرن الماضي وخمسينياته وما حدث فيها من مجازر ونهب وسلب محلات التجار المسلمين الجبرتة والعرب، وهنا أود أن ذكر بهذه المناسبة الإخوة الجبرتة لهم مأخذ على إخوانهم المسلمين في المنخفضات لعدم نجدتهم في حينها ولقد سمعت هذا الأمر من الذين عاصروا الكارثة وكيف أنهم لم يجدوا المدد من إخوانهم في (المتاحت) كما قال لي محدثي الذي اشترط علي أن لا أعطي هذا الأمر الأهمية في الوقت الحاضر بعد هذه السنين الطويلة، فقلت له لا هذا أمر لا يسكت عنه وما يدل على ذلك عدم نسيانك له كل هذه السنين وأردفت: وهل طلبتم منهم النجدة؟ فرد قائلاً: الأمر لا يحتاج إلى طلب نجدة لأنه كان معروفاً وكان حديث الساعة والساحة وبتالي لم يكونوا يحتاجون إلى إرسال رسائل طلب النجدة*.

ومن يومها الإخوة الجبرتة علاقتهم بإخوانهم من مسلمي المنخفضات تتسم بشيء من عدم الود الأخوي في رأيي الشخصي وأرجو أن يكون اعتقادي هذا غير صحيح، وغالباً ما ترى الإخوة الجبرتة لا يميلون للعمل مع إخوانهم مسلميالمنخفضات بحجة أنهم غير منظمين أو أنهم أهل بداوة!نعم كثيرا ما تسمع هذا القول منهم، ومن المعلوم أن الإخوة الجبرتة والساهو لهم جمعياتهم الخاصة بهم في المهجر ومن الطبيعي أن تجد أحدهم عضو في الجالية الارترية أينما وجدت وفي نفس الوقت له عضويته مع الجمعية الجبرتي أو الساهو وهذا من حقهم وليس لي أي اعتراض عليه.إنما اعتراضي هو على إنكارهم هذا الحق على أبناء المنخفضات حقهم الطبيعي وفي منطقتهم بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية، والحقيقة أن من يعتقد أنه أحرص على الوحدة الوطنية أكثر من أبناء المنخفضات قديماً وحديثاً يكون واهماًً، والبعض يتشدق بأن الشعب الارتري أفشل مخطط الاستعمار الذي كان يرمي إلى تقسيم ارتريا بين السودان وأثيوبيا، والسؤال من الذي أفشل المخطط وكيف؟

أقول إن الذي أفشل المخطط هم رجالات الرابطة الإسلامية وقادتها وللمزيد من الدقة والموضوعية لابد أن أذكر إلى أن أول من اكتشف عملية التقسيم هو العم علي محمد طعدة الذي كان يعمل عسكرياً في مدينة نقفة حينئذ وكيف أن العم علي جامع الذي كان سائق سيارة الحاكم العام البريطاني في إرتريا أبلغه عن خطة التقسيم وطلب منه أن يتوسط له لدى الحاكم العام بوظيفة في المستقبل بعد التقسيم المقرر وها هي أوراقه وأنا أذهب بها إلى كرن اليوم! فما كان من العم علي محمد طعدة الذي كان عضواً في الرابطة الإسلامية إلا أن طلب من المسؤول لكي يعطيه إجازة للسفر مع العم علي جامع إلى كرن الآن لأن زوجته في حالة مخاض وقد أعطيت له الفرصة لكي يكون سببا من الأسباب التي ساعدت في إفشال الخطة. ولماذا أقول ذلك الآن وقد ذكرت هذا الأمر قبل 5 أعوام على ما اعتقد؟ أكرره اليوم حتى لا يزايد علينا أحد من الناس في حرصنا على الوحدة الوطنية التي لم يكن أحد أحرص عليها مننا قديماً وحديثاً.

ويقول العم على محمد طعدة رحمه الله حياً أو ميتاً لأنني قابلته في العام 1988م في الخرطوم ولا أدري عنه شيئاً فإن كان من الأحياء أسأل الله أن يمد في عمره في طاعته ويمتعه بالصحة والعافية وإن كان قد انتقل من هذه الفانية فأسأل الله له الرحمة والمغفرة،أعود إلى ما قاله لي: (وتحركنا أنا والعم جامع وكان نهر عنسبا يهدر بالسيول وبدأ قلبي يخفق من شدة الخوف من أن يعطلنا النهر عن الوصول إلى مدينة كرن هذه الليلة! والحمد لله أن العم جامع كان سائق ماهر قطع بنا النهر ووصلنا إلى كرن ليلاً، قلت للعم جامع نزلني هنا في المدينة، فقال لي ألا تريد أن أوصلك إلى البيت فقلت له: لا بارك الله فيك، وذهبت إلى بيت الشيخ ابراهيم سلطان رحمة الله عليه، عندما طرقت الباب كان الوقت متأخراً فقال لي الشيخ إبراهيم: من الطارق؟ قلت: أنا علي محمد طعدة فقال: دحن تو؟ قلت: أمر هام، ففتح لي الباب وأمر كلب الحراسة الخاص به بالهدوء! فندما أخبرته بالأمر وكان معه الأخ ياسين سكرتر الرابطة وهو من قبيلة الجبرتة الكريمة كما قال لي العم علي، وعندما بلغتهم بالأمر التفت الشيخ إبراهيم إلى الأستاذ ياسين موجهاً كلامه قائلاً سمع تو ياسين إللي هقيا فقرا من قبيء انجليز علي قل لقتلو تو وأانا إقلكا قل اقتل تو!)

وفي نفس الليلة أرسلت البرقيات إلى كل أنحاء ارتريا من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال وفشلت المؤامرة وأن الذي عمل في إفشالها هو السيد المرحوم إبراهيم سلطان رئيس الرابطة الإسلامية، والعم علي محمد طعدة من رفاق الشهيد حامد عواتي. فلا يقال أن الشعب أفشل المخطط هكذا على إطلاقه دون ذكر التفاصيل لأن الشعب علم بالأمر من خلال الجرائد اليومية في صباح اليوم التالي بعد أن قام الشيخ إبراهيم سلطان رحمه الله بتعميمه عبر البرقيات، وحتى المسؤول الانجليزي في مدينة كرن الذي كان ينتظر تنفيذ المخطط فوجئ به في الجريدة اليومية مما استدعى من المخططين أن يصرفوا النظر عنه. وبلاش اقحام الشعب في هذه الحادثة.

أهل المرتفعات من المسلمين والأكسوميين شركاء في احتكار مركزية الدولة الارترية؟

عندما قلت توجد صلات النسب السياسية والثقافية بين معاشر المرتفعات لم يكن قصدي التقليل أو التهكم عليهم كلا، بل هم كذلك فهم جيران وهم على نمط ثقافي واحد من اللغة والمعايشة اليومية والشراكة في العمل والزراعة، والأهم التقارب في الآراء السياسية فيما يتعلق بنظام الحكم في ارتريا قديماً وحديثاً ومن هذا فالأكسوميين الكبساويين يريدون أن تكون أرض المخفضات مشاعة والإخوة مسلمي المرتفعات لا يعترضون على ذلك بل يؤيدونه بطريقة ملتوية بذريعة الوحدة الوطنية ومحاربة الإقليمية والقبلية ومن هذا الباب هم يعارضون هذه المبادرة التي لم يرد في ميثاقها شيء يمس الثوابت الوطنية ووحدت التراب الارتري، وأنا أتحدى أن يأتي أحد من معارضي هذه المبادرة بما يدل على أنه يضر بالوحدة الوطنية في أي فقرة من فقرات المبادرة؟

هم اكبر من أن يتهمهم بالتفريط في الوحدة الوطنية؟

الحقيقة أن من قاموا بمبادرة تأسيس رابطة أبناء المنخفضات لا يستطيع أحد أن يعلو عليهم كعب في الوطنية، بل من يعرف خلفياتهم النضالية والسياسية وتجاربهم في ذلك وما لهم من ماضي في الثورة الارترية ما عليه إلا أن يعترف لهم بذلك.

الأمر الثاني: لا يوجد في المبادرة مساس بالوحدة الوطنية لا من بعيد ولا من قريب وبتالي ينبغي على من ينتقد أن يعدل في حكمه ويستشعر المسئولية فيما يقول.

الأمر الثالث: عندما أسسوا المبادرة لم ينسى الإخوة تناول الأسئلة الافتراضية التي ستنهمر عليهم من الأطراف المعروفة والمجهولة وبتالي وضعوا في الاعتبار مثل هذه الأمور وبشكل دقيق جداُ، وقسمت الأسئلة على ثلاثة أقسام الأول من هقدف وهذا لم ولن يهتموا به أو يجيبوا على من يطرحه، والثاني من مسلمي المرتفعات وهذا سؤال كان محورياً ونوقش بشكل جدي ومعمق ومع ذلك كانت القناعة أن من الصعب إقناعهم في الوقت الحالي للأسباب التي ذكرتها في مقدمة المقالة، والثالث المنظمات المدنية والسياسية التي يتكون أفرادها من مسلمين ومسيحيين ومن أبناء المرتفعات والمخفضات، وهذه الجمعيات وإن كانت غير مؤثرة وهي تغازل النظام وتعمل في السياسة إنما العمال بالنيات ومع ذلك نوقشت الأسئلة الافتراضية المتوقعة منها.

وفي الختام نريد من منتقدي للمبادرة أن يدلونا على أي مؤشر فيه إخلال بالوحدة الوطنية، بعيداً عن الاسم فليس من الضروري أن يكون الاسم من شروط الحكم على أي فكرة سياسية ما لم تكن عنصرية أو لها مدلول ديني يشير إلى حرام معلوم في الدين وهذا ما لم يحدث. فالنقد المقبول فيما يتعلق بهذه المبادرة من مطالبي مركزية الدولة ويرفضون لا مركزية الدولة لكي يأخذوا ما لهم وما لغيرهم، فمن كان هذا رأيه فليقله بوضوح بعيدا عن التقية السياسية.

* ذكر لي أخ كريم نقلاً عن والده الذي حضر واقعة التصادم بين المسلمين من أتابع الرابطة الإسلامية والمسيحيين من أتباع حزب (الأنتدنت) ما يلي:(قتل رجل من رجالات الرابطة في مدينة أسمرا فقام الناس لتشييع جثمانه فتحرش بهم بعض أتابع الأنتدنت فأنزلوا الجثمان وأرادوا أن يلتحموا بمن تحرش بهم من السفهاء فأشار عليهم أحد العقلاء بعدم الالتفات إليهم حتى يتم دفن الجثمان فإن تعرضوا لنا بعد الفراغ من دفن الرجل عندها يكون لكل حاث حديث، وبالفعل تحرشوا بهم في العودة مرة أخرى فما كان من المشيعين إلا أن استلوا سيوفهم وهجموا على أتباع الأنتدنت فكانت موقعة راح ضحيتها الكثيرين بين قتيل وجريح فتوقف القتال مع دخول الظلام، إلا أن الغلطة الكبيرة التي أوقع فيها رجال الرابطة كانت الذهاب إلى بيوتهم والخلود إلى الراحة بينما خطط أتباع الأنتدنت مهاجمة المسلمين في بيوتهم علما بأن أحد أبناء المنخفضات أشار على الناس بأن يكمنوا ويأخذوا سلاحهم بدلاً من الخلود للنوم فقتلوا العشرات في تلك الليلة أما الرجل الذي أشار عليهم فكان مصيره جروح كبيرة لأنه حينما طرق أتباع الأنتدنت باب بيته رفض أن يفتح لهم لارتيابه من الطارق فنزلوا عليه من السقف وكان عددهم خمسة قضى على الأربعة وجرح الخامس ثم غلبوه من كثرة وظنوا أنه قد فارق الحياة بسبب غزارة الدماء التي سالت من رأسه نتيجة الضربات الكثيفة عليه وفي اليوم التالي وجدوه ما زال على قيد الحياة وتعالج من إصاباته وترك العاصمة عائداً إلى منطقته.

ثم أردف الرجل قائلاً: أن ما يقال من خذلان أهل المنخفضات لمسلمي أسمرا وتحديداً للجبرتة فعار تماماً عن الصحة لأن المعركة في اسمرا اشترك فيها كل المسلمين من ساكني اسمرا في ذلك الزمن وأما النجدة فقد تحرك الناس من بركا وكرن وسمهر ومن أكلي قوزاي لنجدة أتباع الرابطة بدون تمييز إلا أن القوات الانجليزية حالت دون وصولهم إلى العاصمة وإلا وقعت المعركة الفاصلة التي كانت ستكون نهاية نفوذ الأنتدنت في العاصمة فلم يخذل أهل المنخفضات إخوانهم في العاصمة سواء كانوا من الجبرتة أو من غيرهم من ساكني العاصمة.

هناك واقعة قادها المرحوم حسن وهو من شباب الرابطة الإسلامية الشجعان ينتمي إلى الجبرتة وكان منشأها أن حزب الأنتدنت كانوا يستجلبون غانيات من - تقراي - وكانت إحدى الغانيات مشهورة بـ - قوال زنـــار - عرفت بهجومها وسبها لرجالات الحركة الوطنية ففي تلك الواقعة التي حدثت في حفل غنائي جاء المرحوم - حسن عبي عدي - بتصدي لأغاني هذه الغانية المتعدية وقال لأصحابه سوف يدفع هؤلاء الأنذال إذا تعرضوا لأحد الرموز الوطنية وبينما الناس في قمة نشوتهم بتباشير غلبة صوت الانضمام قالت كلاماً فيه تشويه لـ: دقيات حسن حيث وصفت عمامته من شدة حقدها واستخفافها بالخيش فقالت: دقيات حسن عمامت كاشا ** تسقيلا بانديرا حبشا - وأنا استغرب أن يتحالف أبناء وأحفاد دقيات حسن مع الجلاد الذي قتل أسلافه آبائهم وأجدادهم) انتهى كلامه رحمه الله… والعهدة على الراوي.

Top
X

Right Click

No Right Click