رسالة على الملأ... لـلأخ/ عمر جابر عمر

Samadit.com سماديت كوم

بقلم الأستاذ: حامد عمر إزاز - لندن المملكة المتحدة

تحية طيبة، بعد، اطلعت على مقالكم المنشور في المواقع بخصوص رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

بين عدم الإدانة والتأييد للحجج والأسباب التي أبديتموها وهنا أسمح لي بأن أختلف معكم في ما أبديتموه من آراء:

أولاً: إن الثورة عندما انطلقت في 1961 بقيادة الشهيد البطل عواتي كانت منطلقاتها نابعة من الرفض لإلغاء الهوية الثقافية للمكونات الإرترية ومصادرة الحقوق السياسية، وإن إلتفاف هذه المكونات حول مفجر الثورة كانت تعبيراً عن المصالح المشتركة التي تربط بين هذه المكونات بغض النظر عن التمايز الديني والثقافي واختلاف وسائل الإنتاج أو التباين البيئي التي لم تشكل عائقاً في تكوين التحالف الذي قاد لإعلان الكفاح المسلح حينها، كما أن القائد الشهيد لم يكن بحاجة لتفويض من أحد، وأعتقد بأن هذا أمر طبيعي على غرار ما أكدته في مقالك بأحقية أي فرد أو جماعة في إطار أي رقعة جغرافية في التعبير عن ذاتها والدفاع عن حقوقها وهي في هذا تأخذ مشروعيتها من هذا الحق. وهذا حال الحركات الحقوقية في كل بقاع العالم (السود في أمريكا، وجنوب أفريقيا وثورات التحرر في العالم الثالث ...إلخ) لكنهم لا يفرضون فكرتهم على أحد لأنه حق طوعي لمن أراد تأييد فكرتهم - وهذا ما حدث في تاريخ النضال الوطني الإرتري العريض في إطار الثورة التي ظلت تبشر بعدالة قضيتها داخلياً وخارجياً.

ثانياً: إن المسمى لا ينفي الحق المشترك الذي يجمع مكونات الإقليم المشار إليه خاصة اذا علمنا بأنه ليس معنياً لذاته بل ما تعرضت له المكونات الإجتماعية التي تشغل هذه المساحة الجغرافية - وأنت سيد العارفين - من تهجير ومصادرة الأرض من خلال عمليات الإستيطان الممنهج الذي أصبح يشكل خطراً مهددا لوجودهم. وإن قدِم التسمية التاريخية من قبل الإيطاليين لا يلغي دلالة المسمى لأنه ليس أقدم من الحدود السياسية وإسم إرتريا الذي أطلقه الإيطاليون أيضاً وهو الساري حتى الآن؟؟ بهذا المعنى هو حراك جيوسياسي تؤكده الحقوق والمصالح المشتركة لهذه المكونات وليس سباحة ضد حقائق التاريخ بل سعى للتعبير عن الذات في إطاره.

ثالثاً: إن الرابطة لم تأت ببدعة جديدة بل هي تعبيراً عن التعدد والتنوع الذي يذخر به الوطن الذي تتعدد مصالح مكوناته تبعاً لذلك، وهي تؤمن بحق الآخريين في الدفاع عن مصالحهم والتعبيرعن أنفسهم كمقدمة طبيعية للتدافع من أجل صيانة الحقوق والمصالح في إطار تعاقد إجتماعي في ظل دولة القانون والعدالة والمساواة للجميع.

رابعاً: الرابطة ليست تنظيماً سياسياً بل منظمة مدنية ستعمل على الدفاع عن الحقوق المعلنة في إطار النضال الجاري من أجل بناء دولة العدالة والمؤسسات القانونية التي تحفظ الحقوق للجميع، فهي ليست خصماً على النضال المشترك، وليست دعوة لإلغاء المظلة المشتركة لقوى المعارضة الإرترية، بل هي عضداً وسنداً لها لأنها تسعي لاستنهاض واستقواء أحد مكوناتها وتفعيله ليلعب دوره الوطني من أجل التغيير الديموقراطي. كما أن أعضاء الرابطة هم من عضوية التنظيمات السياسية والمدنية والمستقلين الذين يعملون تحت هذه المظلة ويسعون لتطويرها مع الآخرين باعتبار أنها أفضل ما أنتجته قوى المعارضة حتى الآن برغم حالة الوهن والضعف التي تعاني منها.

فهل في هذا جرماً تلام عليه الرابطة؟؟

مع خالص الشكر

Top
X

Right Click

No Right Click