إعداد: اللجنة التأسيسية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية - لندن المملكة المتحدة

تحت شعار (فلنواصل إرث المنخفضات النضالي ضد الهيمنة والاقصاء، بالتضامن مع بقية المكونات الارترية المهمشة)

عقد سمنار اعلان و تفعيل مبادرة جمع شمل المنخفضات الارترية في لندن يوم 29 مارس 2014م وشارك فيه حضوريا أو عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدد مقدر من أبناء المنخفضات الارترية من دول الشرق الاوسط وأوروبا وأمريكا وأستراليا، هذا بالاضافة الي بعض الضيوف.

وقد انعقد السمنار في ظل التدهور المريع للأوضاع العامة في ارتريا وبلوغ معاناة شعبنا درجة غير مسبوقة من جراء سياسات القهر والاذلال والهيمنة والإقصاء التي استمرت طيلة 23 عاماً منذ إستيلاء الجبهة الشعبية علي مقاليد الأمور وتكريسها لدعائم النظام الديكتاتوري الذي انتهج سياسة طمس الهوية الثقافية للمكونات الارترية واختزالها في إطار ثقافة قومية أحادية، وذلك في إنكار وجحود سافر لنضالات هذا الشعب العظيم بكل مكوناته وفئاته ورغم ما قدمه الجميع من تضحيات كبيرة في سبيل انجاز الاستقلال بعد دحر الاحتلال الأثيوبي من اجل تحرير الأرض والانسان.

أمام هذا الواقع المتردي الآخذ في التدهور والإستفحال وما ترتب عليه من حرمان وغياب لحقوق المكونات الإرترية والمعاناة الشديدة في ظل الظروف القاهرة التي يعيشها الشعب في الداخل والخارج والتي بات تشكل خطرا فعليا يهدد وجود بعض المكونات كشركاء في الوطن مما حتم علينا اتخاذ الخطوات اللازمة للاضطلاع بمسؤولياتنا تجاه مجتمعنا والدفاع عن مصالحه وحقه في الوجود.

انطلقت هذه المبادرة من أجل ترميم البيت الداخلي ولم شمل مجتمع المنخفضات، الذي أصبح يعانى الأمرّين من التجني على حقوقه ووجوده بالرغم مما قدمه من تضحيات جمة في سبيل الذود عن الوطن بالغالي والنفيس. فهي مبادرة تسعي لرفع الضيم عنه والعمل علي تمكينه من تجاوز حالة الضعف والهوان التي حاقت به نتيجة انعدام التماسك والتنسيق بين مكوناته وقواه المختلفة من أجل وضع حجر الأساس لإعادة الأمور الي نصابها ليلعب هذا المجتمع دوره المعهود في النضال وليضع حدا لمحاولات تغييبه، لأن خروج هذا المجتمع من دائرة الفعل شكل ويشكل أحد أهم العوامل التي مكنت قوى الهيمنة والاقصاء من الانفراد بالسلطة في البلاد وتمرير سياساتها المدمرة بحق المكونات الارترية المهمشة خصوصا والوطن عموما.

كما أننا نتقدم بهذه المبادرة لتساهم في إطار الجهود الفاعلة من أجل تحقيق الغايات النهائية التي يسعى إليها الجميع ولإيماننا بأن معالجة الأوضاع آنفة الذكر لا تتأتى إلا من خلال الوعي المبني على المصالح المجتمعية الخاصة بنا و لكافة المكونات الوطنية العامة، وذلك بخلق تحالفات إستراتيجية بين كافة المكونات وعلى جميع المستويات، للدفاع عن حقوقها ومصالحها ولإقامة دولة العدل والمساواة التي تضمن للجميع حق المشاركة العادلة في السلطة والثروة وبناء غد أفضل للأجيال القادمة.

وقد أكد السيمنار بأن هذه المبادرة ليست دعوة للتعنصر أو الإنعزال بل هي مواصلة لإرث هذا المجتمع النضالي الذي سعى دوماً لتأكيد ذاته والدفاع عنها في إطار المشترك الذي يجمع بينه وبين المكونات الإرترية الأخرى.

ويأتي هذا السمنار تتويجاً لجهود مضنية تواصلت لفترة مقدرة من الزمن انضجت خلالها المبادرة رؤيتها ومحتواها العام من خلال النقاشات وتبادل الآراء والأفكار بين مختلف فعاليات وقوى وأفراد مجتمع المنخفضات الإرترية على تعدده وتنوعه والذي انعكس من خلال الحضور المميز للمشاركين سواء أن كان بالحضور الفعلى أوالمشاركات الواسعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي، الأمر الذي شكل لوحة بهية لعظمة وقدرة وإرادة هذا المجتمع على النهوض والذود عن مصالحه وحقوقه المهدورة وإعادة ماضيه التليد.

وقد اشتملت فعاليات السمنار على شرح وتوضيح لجوانب المبادرة المختلفة من لجنة الاعداد وكلمات لفئات المجتمع ومحاضرات تناولت الجوانب التاريخية لنضالات مجتمع المنخفضات خاصة والشعب الارتري عامة.

وعلى صعيد الجانب العملي لتحقيق الأهداف المعتمدة في المبادرة فقد حرص الحضور على اختيار الشكل والوسيلة الأمثل للانطلاق لتكون إضافة حقيقية للنضال المجتمعي، من حيث الهيكل التنظيمي الذي يؤطرها ومراجعة الوثائق والمستندات التي يرتكز عليها الحراك المستقبلي مثل اللائحة الداخلية وبرنامج العمل وعلي ضوء ذلك خرج السمنار بالتوصيات التالية:

1. أن يكون الشكل التنظيمي الذي يؤطر العمل هو منظمة مجتمع مدني تعمل بالتعاون مع القوى المختلفة التي تمثل هذا المجتمع، وتمد جسور التواصل والتعاون والنضال المشترك الي المكونات الإرترية والفعاليات الأخرى من أجل تحقيق الأهداف المجتمعية الخاصة بنا والمشتركة مع المكونات الوطنية الأخرى عامة.

2. تكوين لجنة تأسيسية من 31 عضوا تناط بها مسئوليات استمرار بلورة المبادرة من الناحية النظرية وتنفيذ جوانبها العملية الي حين انعقاد مؤتمر عام.

3. أن يتم عقد مؤتمر تاسيسي عام وجامع خلال سنة واحدة من تاريخ انعقاد السمنار.

4. أن ينظر في تغيير الاسم من (رابطة أبناء المنخفضات الارترية) الي (تجمع قوى المنخفضات الارترية).

5. أن يتم تسجيل الرابطة رسمياً كمنظمة مدنية.

6. أن يكون للجمعية حساب بنكي يستقبل التبرعات من مختلف اقطار العالم.

7. إطلاق حملة واسعة لجمع التبرعات المادية.

8. تكوين لجان متخصصة ويخضع عملها للتقييم المستمر للقيام بمختلف المهام في اطار زمني محدد.

9. التركيز علي تقوية الإتحادات الطلابية والفئوية والنقابية ومنظمات المجتمع مدني التابعة للمجتمع. وتفعيل جهودها و تطوير ادائها.

10. عقد ندوات جامعة للقوى المدنية والسياسية في المناطق المختلفة لشرح وبلورة وتوضيح وثيقة المباديء والأهداف المشتركة.

11. دعم ومساندة اللاجئين في معسكرات اللجوء والعمل للتخفيف من معاناتهم خاصة الفئات الضعيفة من النساء والاطفال وكبار السن والمرضى.

12. التركيز على دور وعمل إعلامي متكامل وفق رسالة سياسة واضحة وهادفة.

واننا نؤكد لجميع الحادبين علي هذا المجتمع بأن الجهد والعمل الذي توج بعقد هذا السيمنار ما هو الا الخطوة الأولي في طريق طويل وشاق يحتاج الي تضافر جميع الجهود والاستفادة من كل الامكانيات البشرية المتاحة وعليه نتوجه الى جميع فئات و افراد مجتمع المنخفضات الإرترية للإلتحاق بركب هذا العمل ورفده بقدراتهم الفكرية والبشرية والمادية لنتمكن سويا من تحقيق تطلعات وآمال مجتمعنا وليجني ثمار نضالاته في العيش الكريم والاستقرارفي ربوع وطن تسوده قيم العدالة والديمقراطية والمساواة.

كما نتوجه بالندء الى كافة فعاليات وقوى المكونات الإرترية الأخرى التي تناضل من أجل إنهاء نظام الهيمنة والإقصاء والتسلط وتعمل لوضع الأسس الكفيلة ببناء دولة ديمقراطية تستند الي القانون، أن تسعى لتوحيد جهودها والعمل معاً لرفد وتطوير العمل المعارض من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة وان تضاعف وتطور عملها في اطار المظلات الجامعة في سبيل انجاز التغيير الديمقراطي المنشود.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

الخزي والعار لقوى الهيمنة والاقصاء والتسلط المتمثلة في النظام الديكتاتوري وأعوانه.

النصر لنضالات المكونات الإجتماعية الارترية المهمشة والقوى السياسية من أجل استرداد الحقوق والكرامة.

• السابق
• التالي