من الأفضل أن نتصرف بحكمة وشجاعة الآن... بدل البكاء لاحقا بعد فوات الأوان - الجزء الاول

بقلم الأستاذ: قيرماي كيداني (ودي فليبو) - ميلان إيطاليا

تنفيذ "البرنامج" لعام 2017 في الأفق

نداء عاجل: أبدأ رسالتي من خلال تذكيركم ما كتبته منذ عام 2002... تحت عنوان "إعلان الوفاة التي تنتظرنا في عام 2017" من

خلال عدة عناوين مختلفة. وعلاوة على ذلك، في الكتاب الذي نشرته تحت عنوان "ارتريتنا ومشاكلنا" (والذي آمل أن العديد قد قرأ هذا الكتاب) ذكرت فيه عن هذه الأحداث والمؤامرات المحزن التى تنتظرنا... ومع ذلك، لم أتلقي أي ردود فعل من الجمهور الارتري تتعلق بهذه المسألة. كما يقال في المثل الشعبي "الأيام والكلب يأتون من غير نداء" بالتالي، عام 2017 في الأبواب، فقط... بضعة أشهر تفصلنا عنه... وكما قلت منذ أربع سنوات... وللمرة الأخيرة أود أن أذكر مرة أخرى الإرتريين المهتمين بوطنهم ويحبونه عن هذا المخطط والمؤامرات التى تحاك ضد هوية ووجود ارتريا ككيان.

الوضع الراهن:
الوضع الذي نحن فيه اليوم، لم يأتى فجأة من العدم... بل تم التخطيط له جيدا منذ فترة الكفاح المسلح من أجل الاستقلال، ما يدعم ويؤكد هذا هو مؤتمر لندن في 27 مايو 1991. في هذا الاجتماع مثل نظام منغستو الأثيوبي رئيس الوزراء تسفايى دينكا للتفاوض مع اسياس افورقي (الجبهة الشعبية)، ملس زيناوي (جبهة تحرير شعب تيغري / الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية) ولنتشو ليتا (جبهة تحرير أورومو) بوساطة هيرمان كوهين، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الأفريقية.

"كان من المفترض عقد المؤتمر من اجل بحث سبل تشكيل حكومة انتقالية في إثيوبيا، ولكن تم تجاوزها بسبب الأحداث التى حدثت قبل بدايتها الرسمي. وكانت المحادثات جارية عندما تلقى كوهين رسالة من الجنرال تسفاي جبري كيدان، القائم بأعمال الرئيس في إثيوبيا، يشرح فيها بأن الوحدات المسلحة الحكومة المتبقية في أديس أبابا قد فقدت السيطرة وهنالك امكانية انهيار الكامل للقانون والنظام في اديس ابابا. لذلك من اجل منع التدمير غير المنضبط والسلب والنهب، أوصى كوهين أن تتحرك على الفور قوات الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية إلى أديس أبابا وبسط سيطرتها. على الرغم من أن تسفايى ادينكا اعترض بشدة، ولكنه تحدث من موقف ضعف ولم يستطع ان يفعل شيء، لذلك اعلن علنا هو ووفد بلاده أنهم سيقاطعون الجلسة، وبالتالي واصل مؤتمر لندن في اليوم التالي دون مشاركة وفد الحكومة الإثيوبية.

في ليلة 27-28 مايو، دخلت قوات الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية الى أديس أبابا وتولت السيطرة على المدينة والحكومة الوطنية. في اليوم التالي (28 مايو)، التقى كوهين مرة أخرى مع قادة الجبهة الشعبية، الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية، وجبهة تحرير أورومو، ولكن الآن كمستشار وليس كوسيط." (1)
المقابلات التي أجريت عقب الاجتماع مع الصحافة العالمية، أوضحت الخطط المستقبلية للاتفاقات وسلطت الضوء على التصورات المستقبلية لمنطقتنا.

أكد هيرمان كوهين في مؤتمر صحفي أن تم التوصل إلى اتفاق بين الفصائل المختلفة من أجل إحلال السلام والنظام لانهاء الفوضى وانعدام الأمن في إثيوبيا. ومع ذلك، ثلاثة صحفيين طلبوا منه بالتتالي التوضيح حول القضية الإرترية والإثيوبية وكيفية حلها... وبعد الحاح من الصحفيين اجبر على إعطاء إجابات واضحة وقاطعة.

"وقال هيرمان كوهين: إرتريا وإثيوبيا مضطرون للعيش معا..." وهنا هي النقاط الخمس التي تم الاتفاق على:-

1. هوية إرتريا القديمة، العلم... أن تختفي وتحل محلها واحدة جديدة.

2. قضية الحدود (ترسيم الحدود) لأن لا تناقش او تطرح.

3. تشجيع "الاتحاد الفيدرالي" بين إثيوبيا وإرتريا.

4. إنشاء مركز وكيان مسيحي كبير وقوي في أراضي الكوناما وان يتم تمويله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل... وان يتكون الكيان من التقراويين الاثيوبيين... المرتفعات الإرترية... وجنوب السودان (قوات جون قرنق). ونتيجة لذلك، تم إنشاء معسكر للجيش الحالي سوا (مكان الموت والدمار) لخدمة مثل هذه الخطط.

5. الشعب الإريتري قد كافح وقاتل منذ الأربعينات للحصول على استقلاله من اثيوبيا. وبالتالي، كان ليس من الحكمة والوقت غير ملائم لدحض "استقلال" ارتريا في هذه اللحظة. ومع ذلك، كان من المقرر منح الاستقلال المؤقت لإرتريا وجعل الأمر يبدو كما لو أنه تم إعطاء السيادة مع موافقة ومباركة النظام الإثيوبي وذلك للتمويه إجراء استفتاء للشعب الارتري ليسألوا عن خياراتهم.

السيدات والسادة
إن النقاط المذكورة أعلاه (الأهداف) تم التخطيط لها ودراستها بشكل صحيح. لذا، لا ينبغي لنا أن نغفل عنه. في الواقع، يجب علينا أن نحلل ونحدد "كيف" يستخدمونها أعداءنا على أرض الواقع. ماذا فعلنا لمواجهة ووقف هذه المؤامرات؟

اين هو علمنا الرسمي الذي يحدد هويتنا؟ من عم الذين خططوا لزوالها؟ الهدف يتجاوز العلم... وهي مؤامرة تهدف إلى تطبيق طرق مبدعى وماكرة لجعل إرتريا تختفي من على الخريطة وتفقد كيانها وهويتها. من أجل تطبيق هذه الخطة، تم تغيير أسماء وعدد من المناطق او المحافظات الارترية (من 9 مناطق الى 6 مع أسماء جديدة ومعنى وتم تغيير الحدود المحافظات عمدا). تم تغيير القوانين المحلية والعرفية من أجل تبديد القوانين والتاريخ العرفية الإرترية. ماذا فعلنا للدفاع عن الكيان والهوية؟ كل ما نفعله، حتى الآن، المعارضين للنظام، هو التفلسف في المسائل الثانوية والجزئية، نقاتل بعضنا بعضا ونتشاجر على اتفه الأسباب... بدلا من معالجة والتعامل مع المؤامرات الفعلية، الجادة والخطيرة التي تهدد وجودنا كأمة إرترية.

على سبيل المثل:
نحن نتحدث ونقول بأن هناك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إرتريا؛ ومع ذلك، لم نفعل "شيء" للدفاع وحماية حقوق شعبنا. في كثير من خطاباتنا نقول أن (الطاغية اسياس افورقي) فعل كذا... وكذا... وبالمثل نقول أشياء مماثلة حول حزب الحاكم (الحزب الوحيد في ارتريا). على أرض الواقع، لا توجد خطوات إيجابية فعلية عملية متخذة لتوقف وتواجه هذه الانتهاكات الواسعة النطاق والجسيمة بحق أبناء شعبنا. كل ما نقوم به هو... الحديث، وتحديد وإبلاغ وشرح عن الأعمال الإجرامية التي يتعرض لها شعبنا من الطاغية المعتوه ونظامه الإجرامي من دون معارضة فعلية ومحاربة الظلم والقمع في بلدنا.

هذا النظام الإجرامي والغير شرعي الذي يحكم باسم إرتريا المستقلة... ينفذ المؤامرات بلا هوادة... وكما تؤكد وتشهد العواقب الناتجة في الصحاري والمحيطات (حيث يموتون شبابنا للهروب من الجرائم البشعة والحياة التى لا تطاق في إرتريا). هل نحن نعارض بجدية نقاوم ونقاتل ضد المؤامرات التى تدبر ضدنا لتدمير ومحو إرتريا من على الخريطة في العام المقبل... عام 2017؟ يفصلنا بضعة أشهر للوصول إلى عام 2017 حيث تم التخطيط لنتلقى الزوال ونعي المتوقع...

"في هذه السنوات ال 25 التي تسمى سنوات الاستقلال... من وقت لآخر، قد شهدنا ممارسات وعمليات الإعدام التي تؤدي إلى زوال وتدمير الكيان والهوية الإرترية، وكيف يمكننا شرح وتعريف هذه الأحداث؟ لماذا لا نعترف بها ونتعرف على أوجه القصور لحل هذه المؤامرات"؟

التاريخ يعيد نفسه... يجب أن نكون في حالة تأهب واهتمام، لكي لا نكون مثل اباؤنا نكرر نفس الأخطاء... مثل التجاهل، الغفل، الإهمال والتغاضي على الخطورة والحد والأبعاد المترتبة على وجود هذه المؤامرات في المستقبل في إرتريا. يجب أن نعترف أن وجود كيان لنا وهويتنا كان ممكنا وتم بفضل تضحيات ونضال شهدائنا وشعبنا. هل نحن نقوم بدورنا لحماية سيادتنا ووجود اليوم؟ هل نحن واعون لما يدبر ويحاك ضدنا من المؤامرات ام نحن نائمون؟ سأحاول لمناقشة والإجابة على هذه الأسئلة في الجزء التالي من مقالاتي. وفي الوقت نفسه... أنا أطلب وادعو القراء الكرام... للتفكير وتحليل والتفكر جيدا حول ما كتبته في هذا المقال.

----------------------------------------------------------------------

(1) سقوط الحكومة العسكرية (المصدر: مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة)

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click