تجنيد الفتيات فى أرتريا
بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب ارترى
(1) فى الوقت الذى أصبحت فيه الدول تُركز فى تعليم أجيالها وتحسين ظروف شعبها والعمل على ترقية الخدمات لهم وضمان
مستقبل أفضل لأجيالها ! فى ارتريا يتجه نظام الحُكم كل صباحٍ جديد بفرض المزيد من الكبت والظلم عبر وسائل مُتعددة ويأتى برنامج الخدمة الوطنية التى لا حدود لها فى قائمة أبشع أنواع الإضطهاد فى أرتريا.
(2) ظلت المرأة رقماً مُهماً فى المعادلة الأرترية على طول مراحل التحرر الوطنى وبدعمها ومشاركتها فى الصفوف القتالية وغيرها من أوجه النضال المُتعدد حتى أستطاع شعبنا نيل مطالبه فى الحرية والإستقلال، وبدلاً من تعويضها يُكافىء النظام المرأة بإضطهادها وإستغلالها فى برامج كثيرة وأسوأها الخدمة الوطنية.
(3) إن الفتيات فى أرتريا يواجِهنّ اليوم ظروفاً قاسية لاتُحتمل، وأوضاعاً مُزرية لا تُطاق، فالمرأة التى يتوجب التعامل معها بِرفق، وعدم تحميلها ما لاتطيق ! وأختيار المناسب لها فى حال تكليفها بواجبٍ أو خدمة يتعامل معها النظام الإرترى بخشونة عالية وإستغلالٍ كبيرين.
(4) الفتاة فى أرتريا تتعرض للإبتزاز والتحرش والإغتصاب تحت بند الخدمة الوطنية التى لا حد زمنى لها وتستمر لعقدين من الزمان أو أكثر دون مرتبات ٍمُجزية ودون أية مراعاة لظروفها وحياتها وإهتماماتها وطبيعتها وتعليمها وزواجها ومستقبلها لدرجة عدم السماح لها بالسفر للخارج والإلتحاق بزوجها فى حال تزوجت، هذا هو الواقع بإختصار الذى تعيشه الفتاة فى أرتريا.
(5) معسكر ساوا الذى يقع فى منطقة ذات ظروفٍ طبيعية صعبة وقاسية يُمثل هاجساً كبيراً فى أرتريا ومصدراً للرعب حيث يُساق جميع طلاب أرتريا اليه لإمتحان الشهادة الثانوية كل عام ومن لم يتمكن من تحقيق نسبة النجاح التى تؤهله لدخول الجامعة (إن كانت فى البلاد جامعة أصلاً) يظل بالمعسكر ويؤدى الخدمة الوطنية الطويلة إلزاماً، ويُعتبر معسكر ساوا أكبر معسكرات التدريب للخدمة الوطنية فى أرتريا ومكاناً لإمتهان كرامة الشباب.
(6) تُعانى الفتاة الأرترية في الخدمة الوطنية بصفةٍ عامة وفى معسكر ساوا سيء السمعة بصفة ٍخاصة من إضطهاد الضباط والقادة والإستغلال الجنسى والإستعباد، فضلاً عن تدنى الرعاية الصحية بالمعسكر وتفشى الأمراض النفسية وأن مناخ التحصيل العلمى منعدم تماماً داخل المعسكر مما يجعل جميع الطلاب القادمين أمام نار الخدمة الوطنية الطويلة المُمتدة.
(7) هذا النموذج القصرى فى أداء الخدمة الوطنية الذى تُمارسه سلطات النظام على الفتيات فى أرتريا حولت حياة الكثير من الأسر للتشتت والضياع وهروب الفتيات خارج الدولة للمجهول وعدم مواصلِتهنّ للتعليم وإنعدام الحياة الزوجية المُستقرة، وترفض معظم المُكونات الأرترية إرسال بناتها للخدمة الوطنية لمخالفتها الأعراف والتقاليد الموروثة، كل ماذُكر عاليه جعل الفتيات الأرتريات يُصممنّ على الهروب خارج البلاد وترك مقاعد الدراسة حتى لايتم إجبارهنّ على الخدمة التى تفتح باباً للإستغلال الجنسى والإنحلال، ويواجهنّ جراء ذلك مُستقبلاً مُظلماً فضلاً عمايتعرضنّ له من مخاطر الهروب لكن كل ذلك يَهُون لديهنّ بدل أن يقضين سنيناً تحت القهر والإستغلال والإذلال تحت بند الخدمة الوطنية.
(8) ما نكتبه عن معاناة الفتاة الأرترية فى معسكرات التدريب وفى معسكر ساوا على وجه الخصوص هى حقائق ثابتة وعلى المُجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية التى تهتم بشؤن المرأة أن تتحمل مسؤلياتها الأخلاقية تجاه الفتيات فى أرتريا والتى يُحملها النظام أكثر مما تَطيق ويمتهِنّ كرامتها فى ظل غيابٍ تام للأخلاق والقانون والنظام، إستعراضنا لمشاكل الخدمة الوطنية للفتيات لايعنى إطلاقاً رفضاً للخدمة الوطنية ولكننا نرفض الطريقة التى تتم بها فى أرتريا والتى ينبغى أن تكون لفترة زمنية معروفة وأن تكون فى مجالات خدمية للفتيات كماهو مُتبع فى جميع دول العالم.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.