هل المقاومة الاريترية بكل الوانها

بقلم الإعلامي الأستاذ: إبراهيم محمد عمر سليمان اللولا - كاتب وناشط سياسي ارتري

مجرد سؤال: هل المقاومة الاريترية بكل الوانها (سياسي، اجتماعي، حقوقي…الخ)،،

مقاومة النظام الحاكم - هقدف،،، في وضع يسمح لها بالدفاع عن سيادة الوطن!؟ وكيف…!؟

يجد انه كل من عاصر مراحل الكفاح المسلح وبالذات مراحل تطور الجبهة الشعبية الي ان ادخلت الجبهة الام الاراضي السودانية وهو الحدث الابرز في الساحة الاريترية حينها، حيث لم يتوقع احد ان يتفتت ذلك الجبل الاشم الذي تحدي الشرق والغرب ودحر المستعمر من كل البوادي والحضر وحاصر العدوا في المدن، نعم كانت الدهشة!

تم الاستقلال وحيث الفرحه الكبيرة ونسيان الناس الاختلافات التنظيمية وتفاعل كل المواطنين الاريتريين داخل الوطن وخارجه في تظاهرة الاستفتاء العرس الثاني الذي اعتمدت من خلاله اريتريا كدولة مستقلة حره وذات سيادة، وهكذا تدافع الشباب تدفقا من كل اقطار العالم سيما قاراته الست حاملين معهم علمهم وعلومهم، خبراتهم وتجاربهم، تاركين وظايفهم وامتيازاتهم، من اجل خدمة الوطن وفي مقدمة هؤلاء العائدين من كان في الدول العربية، وحتى التجار واصحاب رؤوس الاموال عادو بعد تصفية كل انشطتهم في الغربة؛؛؛؛ وولكن... اصبح الناس علي فجر اخر غير فجر التحرير الذي حلم به الصغير قبل الكبير، اضحى الوطن غير الوطن الذي انتظره المقاتل العسكري والمواطن المدني، هكذا تم سرقة الاستقلال بل الوطن كله بما فيه ومن فيه، فاصبح الانسان الاريتري حائرًا بين الامس واليوم، امس الذي ناضل فيه من اجل هذا اليوم، واليوم الذي لا يشبه ناتج ما ناضل من اجله.

فصبر وثابر لعل الامر يتغير، فظروف الامس ليس كظروف اليوم، بالامس كان عدوا خارجيان استباح كل المحرمات من قتل وحرق وتمزيق وتشتيت في سبيل الحصول علي الوطن بدون مواطن، فالهدف كان الحصول على الارض وفقط، واما اليوم المتسلط من داخل الوطن فربما لسطوة النفوذ وغريزة السلطة والتملك، سرعان ما يشبع رغباته المحدودة ويفتح ابواب المشاركة والحريات والمساهمة في بناء الوطن وتطويره، والانتظار طال امده وتصرفات النظام وممارساته صارت تاخذ منحي آخر، اشبه بممارسات العدوا السابق، بل وتتطابق معه، اتخذ النظام في المرحلة الاولى من التحرير سياسة استقطاب القبائل الصغيرة التي تعيش وتتعايش في بطن القبائل الكبيرة ودعمها لزرع الفتنة وبث النعرات القبلية النتنة، وهكذا استكمل النظام ما تبقى من تماسك المجتمع من فتنته الاولى (القومية) بمواصلة التنقيب في الاحداث التاريخية وتجميع البؤر السلبية، النطام كان له دراسات دقيقة ومعمقة عن التركيبة الاجتماعية وعرف كيف يستقلها لصالحة ونجح في ذلك.

فاصبح هاجس المواطن الاريتري وكل تفكيره كيف يخرج من محيط الوطن الذي اصبح مغلق من كل الاتجاهات والمفتاح بيد راس النظام، حيث تساوت كل الرؤوس وكل المستويات لا فرق بين المتعلم والجاهل بل الجاهل اوفر حظًا، لانه متغطي بجهلة، ولعدم تبصرة بما سوف تؤول الية الامور يكون غير مشغول البال بينما الحال عند المتعلم الذي يدرك الابعاد الغير ساره، فاصبحت كل الحشود التي تدافعت من خارج الوطن الي داخلها لبنائه وتعميره، حيرى في امرها لانه ضاق عليها الوطن رغم اتساعه، وكل اصبح يبحث عن مخرج، ومن له القدرة دفع وخرج ومن له سند في الخارج اتصل ووصل، والبعض الغير قليل ركبوا ارجلهم عبر الحدود السودانية، منهم من وصل و منهم من بيع قطع غيار عند تجار البشر، استمرت تلك الظروف في ذروتها لفترة ليس بقليلة، حتى عبرت اعداد كبيرة الي بلدان آمنه وهي الدول الاروبية في عمومها بالاضافة الي استراليا وكندا وامريكا الشمالية، لانها فتحت ابواب اللجوء لمن يصل اليها بنفسه باي وسيلة كانت، وهي فرصة كبيرة للانسان الاريتري، حيث فيها اعادة تاهيل للمواطنة في البلد البديل، وهكذا كل استخدم موارده ومعارفه وتفكيره وحيله للعبور، ولم يبقي في الوطن الا عاجز او غافل او متوهم المصلحة او متمسك بالارض إنصافا للبعض القليل القليل... وهكذا اصبح اكثر من نصف سكان الوطن خارجه،،، لهم وطن بديل فيه الحماية والرعاية والمستقبل لابناءهم، عدا البعض الموجودين في الدول العربية.

واذا كان هذا هو الواقع: هل بالامكان الدفاع عن سيادة الوطن!؟

Top
X

Right Click

No Right Click