التحية لحواء ارتريا في ذكرى الثامن من مارس
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسي ارترى سابق، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
يحتفل العالم هذه الايام بالثامن من مارس عيدا للمرأة، وهى ذكرى درج العالم الاحتفال بها
مستذكرا نضالات المرأة العالمية من أجل حقوقها المشروعة في المساواة والعدالة الاجتماعية كالاجر المتساوي في العمل المتساوى وحقوقها السياسية والاجتماعية الاخرى، وهو نضال شاق خاضته المرأة في العالم.
بعد هذه المقدمة البسيطة اود التطرق الى نضال المرأة الارترية من اجل الحرية والاستقلال مع شقيقها الرجل، وقد لا نفيها حقها كاملا ولكننا نشير الى بعض الاعمال الجليلة التي قامت بها المرأة الارترية في الريف الذي احتضن الثورة وفجرها، فكانت المرأة حامية ومعينة للثوار تحمل الماء على ظهرها وتقدم الطعام والشراب لفصائل ووحدات الثورة التي كانت تعتمد كلية على المواطنين في بداياتها ولفترة طويلة، كانت العين الساهرة لحماية الثوار من من عيون العدو الاثيوبي الغاشم،
وكانت الشهيدة فاطمة كرار في مدينة ههيكوتا اول من سقط شهيدا من النساء في ستينيات القرن الماضي بشهادة الشهيدين عمر ازاز وادم قندفل اما الشهيدة ألم مسفن فكانت اول شهيدة من المقاتلات في صفوف الثورة الارترية وكانت بمعية كل من الشهيد حسن باشميل والشهيد عثمان همد، والامر لم يكن باقل من نساء الريف بالنسبة لنساء المدن حيث قمن بادوار عظيمة كنقل الرسائل والتوجيهات من الثوار في الريف ومناطق تواجد وحدات الفدائين الى رؤساء الوحدات الجماهيرية في المدن، وحمل الاسلحة الخفيفة كالمسدسات والقنابل واخفائها معرضة نفسها للخطر واسرتها، كانت المرأة وسيلة التواصل بين الميدان والمدن فنقل المؤن من المدن الى مواقع تواجد الثوار يعتمد عليها في كثير من الاحيان، كما كانت المرأة فدائية متمرسة بامتياز والامثلة على ذلك كثيرة ولكننا نكتفي بنموذج الشهيدة البطلة سعدية تسفو التي ضحت بمستقبلها ومستقبل اسرتها باستدراجها احد العملاء في مدينة كرن وتصفيته من قبل فدائي جبهة التحرير الارترية لتقوم سلطات الاحتلال البغيض باعدام والدها والتنكيل باسرتها.
وفي مدينة اغردات السيدة رمانة صالح التي استدرجت هى الاخرى احد العملاء وتمت تصفيته من فبل فدائي جيش التحرير الارتري، ونذكر السيدة نبيات التي كان لها الدور المهم في تصفية العقيد دشو ذلك الجنرال القبيح الذي ارعب سكان مدينة اسمرا وهددهم وغيرها من الامثلة البطولية للمراء الارترية، وفي مراحل لاحقة التحقت المرأة مقاتلة في صفوف الثورة الارترية وقائدة في معارك القتال فمنهن من نال الشهادة ومنهن من اصبح معاقا الى يومنا هذا.
ونحن نتحدث عن الداخل لايفوتنا ان نذكر الدور النضالي الهام في التأسيس للعمل الثوري في الخارج فقد كانت اول خلية نسائية تم تكوينها في مدينة كسلا السودانية في العام 1963م وكانت تتكون من سبعة عضوات هن:-
• فاطمة محموداى،
• جمع محمود بابور،
• ستل حامد بره،
• خديجة نور،
• حزوة عثمان،
• عائشة عثمان،
• نسريت كرار،
تم اجتماع التأسيس في منزل الشهيد القائد عمر حامد ازاز في كسلا، ولدواعي السرية اطلق على التشكيلة او الخلية اسم (توتيل)، وفي العام 1966م تشكلت خلية اخرى برآسة السيدة زهرة علي اطلق عليها اسم التاكا، وفي مدينة القاهرة تم تكوين خلية من السيدات ام عبده زوجة الزعيم الوطني الكبير ابراهيم سلطان وامنة ملكين وزهرة جابر عمر وخديجة حامد لجاج تحت اسم رابطة النساء الارتريات في القاهرة.
بعد المؤتمر الوطني العام الاول لجبهة التحرير الارترية وبناءا على قرار المؤتمر الذي نص على تاسيس المنظمات الجماهيرية وان يصبح كل من رئيس اتحاد العمال والمرأة اعضاء في المجلس الثوري وهي القيادة العليا للتنظيم انذاك.
عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للمرأة الارترية واصبحت السيدة امنة ملكين رئيسة للاتحاد وعضوا في المجلس الثوري للجبهة اسوة بالشهيد على عثمان حنطي الذي اصبح هو الاخر السكرتير العام للاتحاد العام لعمال ارتريا، وكل من زهرة جابر وفاطمة صالح تناوبتا على موقع مسؤل العلاقات الخارجية في الاتحاد العام للمرأة الارترية.
ونذكر هنا ان بعض الاخوات قررنا ان يدخلن الميدان ويشاركنا العمل النضالي من الداخل وهن جمع محمود بابور و امونة محمود وفاطمة محموداى ولكن ولظروف النضال في ذلك الوقت المبكر طلب منهن العودة الى السودان والنضال اوساط القواعد الجماهيرية خاصة النساء ولهذا تمت عودتهن عبر معبر (كتاى كش).
أما مدينة القضارف فكانت المرأة الارترية نشطة وكانت مساهماتها كبيرة في دعم الجبهة واذكر ان فرع المرأة هناك كانت تقودة لجنة مكونة من السيدات:
• خديجة ادم محمود،
• حليمة محمود،
• مدينة ادم،
وهذه الاخيرة كانت تعمل في المستشفى وكان دورها كبيرا في توزيع ادبيات الجبهة وجمع الادوية والمستلزمات الطبية وبعد مجيئ السيدة نسريت كرار الى القضارف ازداد نشاط الفرع وتوسعت عضويته، ونذكر هنا ان السيدة ستل حامد قد تم تكليفها بتكويت خلايا نسائية في مدينة كرن باعتبارها من الذين يترددون كثيرا الى هناك في اعمالها الخاصة خاصة تجارة الحدودو المعروفة بين العامة ب (البرشوت) وبالفعل تأسس الفرع في كرن برآسة السيدة آسيا موسى وكان له دور كبير في دعم النضال الوطني، اما فرع كسلا الذي توسع كثيرا فقد كان دوره كبيرا في دعم الثوار واستقبال الجرحى والمقاتلين القادمين من الميدان فقد كانت عضوية هذا الفرع خلية نحل في مكاتب التنظيم والعيادة العسكرية التي كانت تستقبل الجرحي وكذلك في عنبر الجبهة بمستشفى مدينة كسلا الرئيسي، بالاضافة الى الانشطة الاخري كجمع الاشتراكات وخياطة العلم الارتري وغيره.
وفي حديثنا عن الادوار البطولية علينا ذكر السيدة عرفات سعد هذه المناضلة المجهولة كانت تعيش في مدينة اسمرا نشطة تقوم بواجبها الوطني ونذكر هنا ان المناضلة عرفات كانت تزور المناضلين المعتقلين في سجون الاحتلال تحمل معها بعض الاغراض وهم:-
• الشهيد/ سعيد حسين،
• الشهيد/ عمر محمد،
• المناضل/ عبدالله سعيد علاج،
• المناضل/ قبرهوت قلاتا،
وفي احد المرات نقلت رسالة من قيادة الجبهة الى المناضلين في السجن عبر أحد الحراس الذي كان متعاونا معها وهو سلم الرسالة لمسؤل السجن الامر الذي ادي الى اعتقالها، وعلى الفور اتصلت بشخص صديق زوجها فتدخل وافرج عنها ولهذا نقطعت عن زيارة السجن لمدة شهرين وبعد نقل مسؤل السجن عاودت زياراتها للمناضلين مجددا.
ونذكر هنا ان المناضلة عرفات كانت على تواصل دائم مع قيادة الجبهة في ضواحي اسمرا.
وللتاريخ نذكر ان اول من التحق من النساء بجيش التحرير الارتري هما السيدتين جمعة عمر ورحمة صالح في العام 1968م.