حواء الإرترية بطولاتٌ تتمدد وفخرٌ يتجدد
بقلم الأستاذ: محمد عمر عبدالقادر - كاتب وناشط سياسي ارتري
حواء الإرترية أيقونة المجتمع الإرتري وصانعة انتصاراته ثورة ودولة،
ما فتئت تلعب دورا محوريا عبر كافة الأزمنة فهي حجر الزاوية في صناعة مجتمع متماسك أُسَرِياََ من خلال قيامها بمهام مزدوجة، إذ تعتبر الأم الحنون عادة والأب المكافح من أجل بناء أسرة متماسكة عند غيابه تارة، فكانت المناضلة التي أكسبت الثورة الإرترية زخما أكبر بإنخراطها في ميدان النضال سواء كان ذلك عبر المهام الموكلة إليها في داخل المدن التي كانت ترزخ تحت وطأة الإحتلال الإثيوبي أو في خارج الوطن بمشاركاتها الحيوية في منظمات المجتمع المدني، أو في ميدان القتال بكافة أفرعه.
حواءنا صلبة خرجت منتصرة في كل التحديات التي واجهتها فهي مدركة تمام الإدراك لدورها في المجتمع، ما من وظيفة أو مهنة شغلتها وإلا كان لها فيها بصمة وأية بصمة.
المرأة الإرترية شاركت في النضال السلمي منذ بواكير تأسيسه ثم أثناء الكفاح المسلّح في كل فتراته ومع كافة الفصائل التي تؤمن بدور المرأة في المجتمع وما زالت تلعب الأدوار المنوط بها عسكريا ومدنيا.
الثورة الإرترية سجلت انتصاراتها الباهرة ضد المحتل الإثيوبي نظرا لتمتع المرأة الإرترية بفهم عميق لقضية شعبها ومساهمتها الفعّالة مع شقها الآخر في النضال، فكانت المناضلة الجسورة التي لم تتزحزح عن ساحات الوغى قيد أنملة وقد تميّزت بخطواتها الوَثّابة، سبّاقة في الوصول إلى الهدف دون الإكتراث بالمخاطر المحيطة، وهي التي اندمجت في بيئتها الجديدة منذ لحظة انخراطها في الكفاح المسلّح بالرغم من قدومها من بيئة محافظة سواء كانت نشأتها في المرتفعات أو المنخفضات فكان نصب عينيها الهدف النبيل وهو تحرير كامل التراب الإرتري والذي تحقّق بفضل جسارتها ودورها المحوري في مسيرة الثورة.
المرأة الإرترية لم تنسى أهمية دورها في المساهمة في بناء الدولة الفتية بعد فجر التحرير، فبدأت في لعب الأدوار الجديدة التي أُنيطت لها، كما أنها لم تزدري أي عمل ينهض بمجتمعها وتعتقد أنه يقدم الخدمات الجليلة لشعب خرج لتوه من أتون حرب ضروس، حيث ترابط منذ الفجر في طرقات المدن للحفاظ على عكس الوجه المُشرِق لمدننا، كما أنها تتحرك باكرا نحو الحقول تقود الجرار لتروي بعطر عرقها موسم زراعي ملئ بالعمل والأمل فيعم سنابله كافة أرجاء الوطن، وهي المعلمة التي يتربى على يديها جيل مُشَبّع بالعلم وحب تراب الوطن، وكذا بكورها إلى المستشفيات ممرضة تُبْكِر وتسهَر لِتُزيل آلام المرضى وطبيبة تُجري العمليات المُعَقّدة مسنودة بخبرات لا مثيل لها اكتسبتها خلال فترة الكفاح المسلّح، وهي حاكمة الأقليم تتفقد أحوال رعيّتها تتحدى الصِّعاب وفق المُتاح، وهي السفيرة خبيرة بدهاليز الدبلوماسية الدولية تؤكد علو كعبها في جميع المحافل، كما أنها الوزيرة تُبلوِر الخطط قصيرة الأمد وطويلها للإسهام في بناء المجتمع ونهضته.
لا يخفى على أحد أنّ المرأة الإرترية تواجه تحديات جمّة داخل الوطن وخارجه ولكنّها تخطو خطوات حثيثة للتغلب عليها في ظل الظروف الخاصة بالوطن وكذلك متغيرات الهجرة للخارج والإستقرار في بيئة جديدة تختلف كُلِّياََ عن بيئتها الأم فتتعاظم المسؤولية ولكن لا تلين عزيمتها بل تزداد صلابة وقوة فهي على قدر التحدي دوما، ورغم كل الصِّعاب فإن حواء الإرترية يشرئب عنقها نحو الثُرَيا لذا نقشت بأناملها حروف النصر على صخرة جدار الوطن، وصنعت تأريخ ناصع البياض لا تشوبه شائبة فبطولاتها تتمدد وفخرنا بها يتجدد.