مؤتمر الرابطة التأسيسي الأول بداية موفقة للنجاحات المرجوة

بقلم الأستاذ: صالح عبدالله عجيل

تبادلت في الأيام الماضية.. مع الأصدقاء والمعارف، العديد من المواضيع في الشأن العام.. جلها كان حول المؤتمر وسر نجاح

الرابطة وسرعة إنتشارها.. وسبب معاداة البعض لها؟! واستطيع القول بل أجزم بأن معظم هؤلاء يعرفون السبب..

ولكن لا بأس من التكرار والتأكيد للقراء الكرام. حيث أن سمو الأهداف ووفاء العضوية وفريق العمل المنسجم والإستفادة من الإخفاقات في عهد الثورة.. تشكل مجتمعة سر نجاح الرابطة وتميزها على الإطلاق في فترة وجيزة بعد تأسيسها المبارك في 29 مارس 2014م. وأرجو من القيادة الجديدة تعزيز هذه التجربة مستقبلاً وحمايتها للصالح العام. أما سبب المعاداة فيدخل في إطار المصالح الحزبية الضيقة التي أخذت تعليقات ومنشورات بعض الشخصيات المعروفة طابع الحقد والكراهية! للأسف.. وهذا تخلف كبير وعدم الإعتراف بالآخر المهمش مثلك!

سعدت كثيراً بفعاليات ومخرجات المؤتمر مع الفخر والإعتزاز. وتجددت عزيمتي وأملي بمشاركتي في المؤتمر التأسيسي الأول لرابطة أبناء المنخفضات الإريترية الذي عقد في ضواحي مدينة إستوكهولم بالسويد خلال الفترة من 18-21 يوليو 2016م تحت شعار "فليستمر نضالنا من أجل مجتمع واع بحقوقه الذاتية ومدرك لمسئولياته الوطنية" وذلك بدعم جماهير مالي ومعنوي 100% وبحضور ملحوظ وفعال للشباب والمرأة.. مما يزيد الأمل لتحويل الهزيمة النفسية التي لازمت مجتمع المنخفضات وأضرت بالشعب الإريتري عامة لعقود لإنعدام التوازن في التركيبة.. وبسبب الفراغ التنظيمي الذي تركته جبهة التحرير والهيمنة القومية المعد لها سلفاً بخبث من مجموعة نحنان علمانان في الجبهة الشعبية.. وذلك إلى نصر مؤزر في القريب العاجل.. بعون الله تعالى.

ولابد هنا من تسجيل التحية والتقدير لجميع فرسان الرابطة أعضاء المؤتمر الأوفياء فرداً فرداً.. قيادة وقاعدة والضيوف الكرام.. الذين تكبدوا مشاق السفر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. من أستراليا والشرق الأوسط وأمريكا وكندا وبريطانيا وأروبا إلى دولة السويد حيث المقر الرئيسي للمؤتمر.. والسهر المتواصل. والتحية أيضاً لكافة الأحرار المتابعين لسير وفعاليات المؤتمر التاريخي وسهرة الحفل الختامي الرائعة مساء يوم الجمعة 22 يوليو بقيادة فرقة أحفاد عواتي الفنية المبدعة.. من المانيا.. الواعدة بشموخ شبابها الغيور.. وبمشاركة فنية قيمة من السويد الفنان/ سليمان بخيت، صاحب المواهب المتعددة، والفنان الرائع القامة/ عثمان عبدالرحيم.. صاحب الضمير الحي.. ومن بريطانيا وفرنسا الفنانين الرائعين نجمي الحفل/ أبوبكر تقوربا وأبوبكر خليفة. كانت أمسية فنية وثقافية وإجتماعية رائعة للغاية.. حيث جمعت المؤيدين والمعارضين تحت سقف واحد وأسعدت الجميع.. فقدنا خلالها من بريطانيا الفنان الثائر دوماً لمصلحة الملايين/ حسين محمد علي، لظروف خاصة.. على أمل أن نلتقي جميعاً في القريب العاجل بإذن الله تعالى في ربوع إريتريا الحرة الخالية من العصابة العنصرية والغنية بالعدل والمساواة.

وفيما يلي بعض ملاحظاتي وهي تمثل "رأيي الشخصي":
1) الشكر الجزيل لكل من قدم الدعم المادي والمعنوي لعقد المؤتمر في وقته المحدد.. وهي ظاهرة تستحق الإشادة والتقدير. ومن المؤكد أن من لا يملك قوته لا يملك قراره. وهذا الرأي والثقافة يجب أن يعتبر المدخل الأساس للإصلاح الشامل لإسترداد حقوقنا المغتصبة واستعادة عزتنا وكرامتنا المفقودة.

2) من المستحيل أن يتحقق النجاح الذي تحقق حتى الآن من شعارنا الرئيسي (لم الشمل) لو لا الوعي المتزايد والشموخ المتجدد الذي أدى بإلتفاف الغيورين حول المبادرة المتميزة بمصداقية السرد وأمانة الأداء.. رغم الهجوم الشرس على المبادرة من أطراف متعددة تجمعهم المصالح.. ويرى فيها كل طرف إضرار مباشر لمصالحه الذاتية والتنظيمية! وذلك رغم تكرار التوضيحات بأنها لتأطير الذات والعمل بفكر متجدد لتعزيز العمل المقاوم بشكل عام.. ووجود تنظيمات قومية وقبلية ومناطقية تحت ستار مسميات عامة.. إلا أن هويتها معروفة للجميع!!! فلماذا تشويه الرابطة؟! وبالرعم من التحريض الظالم.. أصبحت الرابطة واقع لا يمكن تجاهله! وإلتف حولها صاحب الحقوق المشروعة والمضحي الحقيقي الذي كان يأمل السعادة والإستقرار له ولغيره بعد الإستقلال.
وبناءً عليه إنتشرت المبادرة ووجدت قبولاً لا حدود له! وهو الأمر الذي سهل تحوّل الحلم إلى حقيقة وواقع ملموس.. أساسه الثقة التي فرضتها القاعدة الجماهيرية من خلال تصديهم للأكاذيب والتشويه المتعمد بالحقائق والحزم.. ثم بالعمل الدؤوب الذي قام به فريق عمل فاعل ومتجانس من القيادة بقيادة رئيس المكتب التنفيذي بأقسامه المختلفة.. حيث كان النجاح بتنفيذ الأولويات.

3) كان مؤتمراً ناجحاً بكل المقاييس. والفضل دائماً في مثل هذه المناسبات يرجع لدور الإعداد الجيد الذي قامت به اللجنة التحضيرية ورئيسها وتواصلهم وبذلهم المقدر لعقد المؤتمر في وقته المحدد.. رغم العوائق المالية والإدارية الكثيرة.

4) القدرة الفائقة وحسن إدارة رئيس سكرتارية المؤتمر وتحمله بحكمة لسير المؤتمر. ثم الإختيار الموفق للجنة فرز الأصوات التي أدارت هي الأخرى بحكمة وشفافية تامة عملية إدخال أسماء القيادة الجديدة وفرز الأصوات أمام الجميع بصورة حضارية تليق بسمعة الرابطة وشفافيتها.. مع إشرافها على إعلان النتائج مباشرة على الشاشة أول بأول وتحديثها بإستمرار والذي إستمر حتى الصباح الباكر بصورة متواصلة وبحضور الجميع مع اهتمام بالغ لمعرفة النتيجة ومتغيراتها.. مما ذكرني متابعتي اللصيقة حتى الصباح ليلة 23 يونيو 2016م لمعرفة نتيجة الإستفتاء حول مصير بريطانيا العظمى لدى الإتحاد الأوروبي التي كانت خلاصته خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي للأسف الشديد (بالنسبة لي). كما ذكرني سهرتي المتواصلة أمام التلفزيون ليلة الإنقلاب العسكري المشؤوم في تركيا. تجارب غنية ينبغي الإستفادة منها لعدم تكرار الأخطاء.

5) لقد أثبتت رابطة أبناء المنخفضات الإريترية بسرعة فائقة بإنها إضافة قيمة في معسكر المعارضة.. مع تقديرها لدور الآخرين. وقد أظهرت أيضاً تميزها عن غيرها بالشفافية والعمل الدؤوب.. لأنها أولاً مولود طبيعي جاء من رحم المعاناة للواقع الأليم. وثانياً بسبب تشخيصها الدقيق للصراع المزمن الذي يعاني منه الشعب الإريتري والمتمثل في الهيمنة القومية السائدة منذ عقود مع عرقلة الحلول وإقامة دولة المؤسسات.

6) رفض صريح للمزايدة بالشعارات العاطفية.. والإتهامات الكاذبة.. وتكرار شعار الوطنية المخادع.. كما يفعل النظام الطائفي.. حيث أن أساس الوطنية يجب أن يكون "إحترام حقوق الجميع بالمشاركة الفعلية والديمقراطية التوافقية" من خلال إعتماد نظام حكم لا مركزي دستوري. وليس بالشعارات.

7) كما أن السبب الرئيسي لنجاح وتميز وإنتشار المباديء الحقوقية السامية للرابطة يعود لوضوح رؤيتها.. وعملها الدؤوب.. مما أدى ذلك أيضاً لإرتفاع ملحوظ لجمهورها حول العام.. ومطلوب مزيد من العمل وتعرية سياسة التطهير العرقي السائدة للنظام الطائفي البغيض بقيادة الإرهابي المجرم أسياس أفورقي.

8) على القيادة الجديدة مضاعفة العمل الدؤوب الذي قام به معظم أقسام المكتب التنفيذي السابق المدعوم من المؤتمر والمصادق عليه وهو السبيل الوحيد لإنتصار الحق وهزيمة الظالمين والعنصريين. ويظهر ذلك بوضوح في الإعداد الجيد للمؤتمر.. والتفاعل الجماهيري للإلتزام بالدعم المالي للمؤتمر الذي عقد على مرحلتين إقليمي ورئيسي.. وإختتامه بالحفل الفني الرائع والحضور الجماهيري الكبير وهو دليل صدق محمود للعهد والوفاء بالإلتزامات.. ودليل وعي متجدد للمجتمع الذي كان مفعولاً به لعقود من الزمن.

9) في ختام ملاحظاتي يسرني أن أشيد بمشاركة وكلمات التنظيمات والحركات السياسية والمدنية التي لبت الدعوات وحضرت المؤتمر.. وعبرت عن تضامنها مع الرابطة.. وأتمنى للجميع التوفيق في نضالنا العادل لهزيمة النظام الطائفي وبناء إريتريا الحرة التي تسع للجميع وتحافظ على مصالح الجميع دون فرز.. وحمايتها مسؤولية الجميع.

10) في هذا السياق.. أدين بقوة وبدون أي تحفظات ما جاء في كلمة الحزب الإسلامي التي القاها في الجلسة الإفتتاحية بإسم الحزب ممثلهم في السويد السيد/ عبدالكريم مصطفى.. حيث عكست الكلمة بوضوح عن مدى تخلف قيادة الحزب الإسلامي للعدالة والتنمية عن الواقع الإريتري وخيارات شعبه المناضل.. كما عكست نظرتهم الحزبية الضيقة.. وكم هذه القيادة وبعض كوادرها بعيدة عن العدالة والتنمية.

11) مع العلم أن ما نعاني منه في إريتريا هو التهيش وإنعدام "الحقوق" وليس المتاجرة بوحدة المسلمين ضد المسيحيين ولا بالتقسيم الديني بين المسلمين والمسيحيين بل بعدم الإعتراف الصريح المتبادل "لحقوق البعض" وإقراره صراحة من خلال نظام حكم لا مركزي دستوري تدار فيه الإمور حسب خيارات الشعب وليس بالهيمنة لمن هو أكثر عدداً وقوة.. أو أكثر تنظيماً وتأطيراً.

12) وفي هذا السياق أيضآ أحيي القيادي البارز السيد/ عبد الكريم مصطفى الذي فصل رأيه الشخصي عن رأي الحزب ونال إعجاب المؤتمرين لحكمته وأمانته.. عندما القى كلمة أخرى بديلة بصفته الشخصية بعد إنتهاءه من كلمة الحزب عبر فيها عن تمنياته الطيبة بنجاح المؤتمر ذاكراً الحق والدور التاريخي لأبناء المنخفضات في النضال كغيرهم.

13) ودائماً الحق للفرد أو الجماعة في تأطير نفسه بالطريقة المثلى التي يحددها ويراها مناسبة دون وصاية من أحد.. كما يحلو أن يفعل النظام الطائفي.

14) أحسنت قيادة الرابطة بعدم الرد المباشر على قيادة الحزب الإسلامي.. ولكن لا نقبل مستقبلاً السكوت على الإساءة أو المزايدة من أي كان. والله الموفق.

Top
X

Right Click

No Right Click