اكذوبة العودة - الحلقة الأولى

بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري

الانشقاقات والركود السياسى ومشهد الاستعصاء بين شركاء التاريخ والحقوق والاحباط العام للجماهير الارترية

وبالتحديد القوى المهمشة من مكونات الشعب الارترى ادى الى ولادة توجه انهزامى ومبادرة الضحية ورغبتها بالاستسلام والموافقة على سياسة الامر الواقع والرضى بكل نتائج المهزوم وتوسلها للعفو العام وعفا الله عما سلف والعمل على ترويج بضاعة فاسدة بالدفاع عن العنصرية وليس الوطن الحقيقى.

القراءه العامه لوضعية اسياس ونظامه توضح انه شخصية منبوذة ليس فقط داخليا ولكن اقليميا وعالميا. يغيب عن اى تجمع اقليمى او دولى ليس كشخصه ولكن كدوله اسمها ارتريا. نظام لم يخلق لا دولة ولا كوادر وطنية ولكن امن مصالح طائفه محدده ومجموعات ارتزاقية قاتلة.

والاحداث الجارية الان فى الوطن من تجنيد اجبارى لكل مواطن غض النظر عن العمر.. تؤكد حوجه النظام الى وقود ادمية لارسالهم الى اثيوبيا من اجل مقارعة الحليف الاستراتيجى لاسياس فى الماضى والعدو الشخصى له حاضرا. يعنى دولة تشغل ابناءها بالحروب العبثية من اثيوبيا واليمن وجيبوتى والسودان و الى كابيلا ووسط افريقيا وجنوب السودان!!!

ابى أحمد و حربه الواسعه النطاق ضد تغراى، وبطريقة اضعاف من يمثل دولة داخل دولة وتقليم اظافرها او اضعافها… تراه ينشد الديمقراطية والسلام والتنمية وايضا يتوعد ويصرح بان اثيوبيا سوف تكون مصدر اساسى للكهرباء اقليميا وللقمح دوليا.

كما ان النظام الارترى اعلنها صراحة ان دولة ارتريا فشلت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.. ونشاط ملحوظ لافشال تسول مهرجانات النظام فى كل دول العالم وجاليتنا باستراليا كانت سباقة فى هذا النهج الوطنى.. وتاتى افراد او مجموعات من امتنا فى هذا الوقت الحساس وتحاول انقاذ هالك الامه والوطن وتمد له حبل النجاه بدلا من حبل الاعدام؟ فلماذا العودة الان؟ و هل هرولة العودة مبنية على دراسة التاريخ من احداث تم توثيقها؟ ويشير التاريخ ان هرولة ما بعد الاستقلال المشروطة ليست فاشلة فقط ولكن قاتلة ومازلنا ندفع ثمنها كمكونات منبوذة من تاريخها وارضها وعزتها.

رغم ايماننا بضعف المعارضة، فمجموعة العودة يحاولون اسقاط شرعية المعارضة / المقاومة ضد عدو الوطن والحقوق. تمنح الفريق الظالم اسياس ونظامه صفة شرعية وايضا تظهر عدم شرعية مطالب المعارضة فى محافل الدول الاقليمية والدولية وتأخذ الدول بمبررات النظام وشطب اى تعاطف او مساندة مع المعارضة. وهذا يبين ويوضح تعليل وقوف مجموعة العودة وبكل خجل فى صف الخير (النظام العنصرى) ضد الشر وكل من يقف صدا منيعا ضد الاستسلام للواقع العنصرى ومهما كانت المبرارات الواهية.

النظام وغالبيه طائفته مارست وسائل عده ضدنا وحسب المناخ السياسى.. من محاربة المتطرفين الارهابيون تاره وايضا الخونة او رفض اصالة وطنيتنا والسعى لتشكيك فى وجودنا وانتمائنا وتضحياتنا بعد سرقة الثورة والدولة ونعتنا بالفاشلين تاره اخرى بينما ينعمون باراضينا وخيراتها.

والعار نرى هناك توجه بتبنى سياسة النظام من خلق ستائر حديدية بين القبائل الارترية وتشجيع النعرات القبلية لسياسة فرق تسد.

هناك تناول فى السوشل ميديا بان كل من ينتقد ويدحض برنامج العودة فتحركه انتماءات قبلية، وبان المقصود من الاساءه ليس نقد الفكرة ولكن خلفية بعض الاشخاص. وهذا ولعمرى قمة الانحطاط الاخلاقى والفلس السياسى.

نظرا لتجاربنا المتعددة، اذا رغب البعض فى تبنى اى مفهوم او طرح عليه ان يثق بانها ليست خاطئة ولا افتراضية ولا نابعة من ردود افعال لخلافات او شماته. ولكن تضع اعتبار لاسس وبدائل لتجارب سابقة والتعلم من سلبياتها وليس تكرار المكرر من هوس فردى او جماعى والتمسك بشعبوية الانا وما اقترن به من هلاك لثورة ودولة وحقوق وضياع اجيال.

كجماهير علينا بوضع حد لهذا التوجه الاستسلامى عبر المشاركة المباشرة بابداء الراى الحر والقناعة بمبادئ وليس مجاملات. لان الطرح عام وليس قرار فردى بحقوق العودة.

كلنا مع العودة اليوم قبل الغد، والتى تضمن واجبات وحقوق. عودة مبنية على اسس ونهج وضمان اجتماعى وسياسى وحقوقى دستورى، ليس عبر توسل الضحية لجلادها ومطالبه العفو العام.. وانت وحظك!!.

كنا نأمل ان هذا النشاط يصب فى مصلحه تعاضدنا ووحدة قوانا حتى نكون رقم مؤثر قوى وخصوصا نحن اصحاب تاريخ ونضال وتضحيات وحقوق عادلة.

ايضا عدم استمساك الجماهير بقضيتها وقرارها المصيرى، شجع وقد يشجع البعض بتبنى قضاياها والاساءة بقصد او غير قصد. فعلى كل من يتبؤ قضايا عامه عليه ان يتحمل المسوؤلية كاملة. وان الجماهير صاحبة المصلحة تكون الحاكم او القاضى فى محاكمة كل من يعتدى ويسئ ويحبط ويفشل فى تناولا القضايا المصيرية. لان الجماهير وقضاياها لا تتحمل تجارب بعد تجارب.

وايضا على مجموعة العودة التركيز على صاحب المصلحة العليا من الجماهير والعمل على طرح افكارهم فى معسكرات اللاجئين بالحضور المباشر وليس عبر خاصية الزوم وتبرير ان تذاكر السفر غالية.

وايضا على مجموعة العودة انتهاز فرصة التجنيد الاجبارى بان تبادر بالعودة والعمل على ارض الواقع حتى يكونو مصدر ثقة والهام.

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click