لماذا جبهة التحرير الإرترية - الحلقة الرابعة
بقلم المناضل الأستاذ: عثمان صالح - كاتب ومفكر سياسي
رابعا: تناولنا في الحلقة السابقة مهام المرحلة الراهنة (نتحدث عن تغيير جذري بمعنى إزالة
ركائز الدكتاتورية والاقصاء وكل قواعد الاعوجاج السياسي والاداري، وساحتنا في هذا ليست على سواء ففيها من يطالب بتغيير سطحي وفيها من يقبل باصلاحات ليست جوهرية) كما قررها المؤتمر العاشر للجبهة (بالمناسبة الجبهة هي التنظيم الوحيد الذي يوجد في سجله عشر مؤتمرات عادية) وهي كما اشرنا مهام تنسجم تمام الانسجام وتنص بوضوح على اهداف ومطالب الشعب الارتري في احداث التغيير الكامل وإيجاد دولة (كل الارتريين).
أما على مستوى المهام التي تندرج في مهمام ما بعد التخلص من الدكتاتورية والاقصاء فهي ايضا مهام نضالية تمتد الى عقود وتتجدد وتتطور (نتحدث عن تجدد وتطور لا عن تغير فالفرق بين المفهومين شاسع لأن الاول يبقي الاصل والثاني يهجره وينفيه) مع كل مرحلة وجيل وتنص بوضوح على ان للجبهة رسالة مستمرة نطالع أهم فقراتها في البرنامج السياسي ل(ج ت إ).
فهي إذن مهام وادوار (مستقبلية) تعتزم الجبهة لعبها على مستوى الدولة والسلطة بالتعاون والتكامل مع جهود ونضالات كل أبناء الشعب الارتري - تنظيمات واحزاب ومنظمات وحتى أفراد - في مجالات متعددة نقتطف منها على سبيل التمثيل التالي: على صعيد الدولة ومؤسساتها ونظام الحكم والادارة:-
1. تناضل الجبهة من اجل دولة عادلة تصون حياة الانسان وتزيل الظلم عن كاهله وتتيح فرص الحياة الكريمة لأبنائها.
2. تاسيس دولة قانون واقرار حياة دستورية في البلاد.
3. إقامة نظام حكم جمهوري يعتمد الانتخاب المباشر من الشعب وحكم لا مركزي إقليمي في البلاد.
4. نسعى من أجل اقامة نظام يؤسس على التعددية والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة تشرف عليها هيئة مستقلة.
5. يناضل التنظيم من أجل إنشاء وتنظيم جهاز إداري مقتدر ونظام قضائي مستقل يساوي بين المواطنين.
6. النضال من اجل رعاية وإحترام حقوق الانسان وبسط الحريات. (لمن ينظر اليها بموضوعية فان هذه المهام ليس فيها تحرير البلاد وطرد قوات الاحتلال الاجنبي الخ… إذن هي ليست ذات مهام مرحلة ما قبل التحرير من ناحية اخرى هذه الاسس تتقدم اشواط واسعة على الحال البائس الذي يمثله النظام. فهذه اسس للديمقراطية مقابل دكتاتورية اسياس ودعوة للتعددية مقابل شمولية النظام وتحديد دقيق لشكل الدولة ونظام الحكم وادرة البلاد مقابل ما سكت عنه النظام حتى الآن).
أهداف التنظيم في مجال الدفاع والأمن:-
1. تناضل جبهة التحرير الارترية من أجل جيش وطني قادر علي حماية البلاد وسيادتها وصون نظامها الديموقراطي والتعددية السياسية بحياد تام.
2. واجب القوات النظامية بكل فروعها احترام المواطنين وحماية خيار الشعب والاستحقاق الديمقراطي. (هذه مواد تتحدث عن القوات النظامية للدولة المحكمة بالقانون في مقابل الدولة البوليسية وسلوكيات الارهاب).
أهداف التنظيم في المجال الإقتصادي:-
1. يملك الشعب كافة مصادر الثروة في البلاد وتعمل الدولة والحكومة علي توظيفها لمصلحته.
2. وضع برنامج وطني للتنمية الاجتماعية الاقتصادية المتوازنة.
3. تقوية مشاركة المواطنين في التخطيط وإدارة النشاطات الاقتصادية وتقليل الفارق بين المدينة والريف.
4. حل مشاكل السكن الناتجة عن الدمار والتشريد الذي طال الوطن وشعبه والعمل على أن تكون لكل أسرة إرترية بيت لائق ومريح.
5. تشجيع التعاونيات في المشاريع الانتاجية والاستهلاكية والخدمية.
6. الاهتمام بالسياحة والمواقع التأريخية وإنشاء شبكة طرق تربط مناطق البلاد ببعضها وبدول الجوار والسكة حديد والمطارات والموانئ ووسائل الاتصالات.
7. تخصيص نسبة 5% من عائدات الثروات المكتشفة لصالح الإقليم الذي أكتشفت فيه والتعويض المجزي عن كل منزوع للصالح العام (فقرات تتحدث عن مشكلات ومعاناة لم يخاطبها النظام رغم مرور ثلاثة عقود على ميلاد الدولة).
أهداف التنظيم في المجال الاجتماعي:-
1. تربية المواطن الارتري بروح الايمان والعدل والانصاف والايثار والولاء للوطن وإحترام قيم وعقيدة الشعب وتنوعه وخياراته الديمقراطية وقبول الآخر كما يرى نفسه وكما هو.
2. إعداد مواطنين واعين ومتعلمين بشكل جيد قادرين على أداء العمل الذهني والبدني والعمل بفعالية في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
3. تطبيق مبدا نظام التعليم الالزامي الى المرحلة الثانوية.
4. رسالة المدرسة هي تربية نشء مؤمن بحب الوطن والتعاون والاحترام للكبار والاسرة والمعلمين ومشاركة التلاميذ في إدارة شؤون المدرسة وزيادة عامل التشويق.
5. إعتماد المدارس المهنية المتعددة الأغراض والدراسات قصيرة الأجل لتخريج كادرات تسد الحاجة العاجلة للمجتمع والتركيز على النضج السياسي والخبرة التنظيمية والادارية.
6. التوسع في التعليم وفتح كل الآفاق أمام الناس لزيادة التحصيل وتحفيز من يرتقون في السلم التعليمي من العاملين في شتى المناشط.
7. صياغة مناهج تعليمية تناسب متطلبات المجتمع وثقافته وقيمه وردم الهوة في التعليم بين المدن والريف والاهتمام رياض الاطفال والتعليم قبل المدرسي.
8. تشييد المستشفيات والمستوصفات ورفع الوعي الصحي ومحاربة العادات الضارة.
9. النضال من أجل إشراك المرأة في الحياة العامة ومساواتها مع الرجل في الاجر عن العمل المماثل مع الاهتمام بالامومة والطفولة ومراعاة خصوصيتها.
10. تحديد الحد الاقصي لساعات العمل بثمان ساعات في اليوم ووضع قانون للضمان الاجتماعي والمعاش والتقاعد والتعويض عن إصابات العمل والاهتمام بالصحة والسلامة المهنية ودفع الأجور عن العطل والمناسبات والإجازات السنوية الاهتمام بالأسرة بإعتبارها نواة المجتمع والعناية ببرامج الامومة. (مبادئ وتصورات لمطالب اساسية وركائز لبناء الانسان الذي يحمي الدولة).
في مجال الثقافة والاعلام:-
1. يناضل تنظيم الجبهة من أجل إطلاق حرية التعبير والفكر والرأي والصحافة والمطبوعات.
2. تشجيع ودعم كتابة التأريخ الارتري والتجربة الوطنية والنضالية بموضوعية وأمانة وصدق علمي.
3. تعزيز العناصر الايجابية في التنوع الثقافي بما يمتن الوحدة الوطنية.
4. توثيق الملاحم البطولية التي سطرها شعبنا من أجل الحرية وربط الاجيال الحديثة بماضي أسلافهم المجيد.
5. التشجيع علي دراسة التراث والقيم وتطوير مراكز البحوث والدراسات. (اساسيات مهام الدولة التي لم تخاطبها حتى الآن).
في مجال العلاقات الخارجية:-
1. تعمل الجبهة علي خلق علاقات تعاون وصداقة مع الدول والأحزاب والمنظمات الشعبية والنقابية في العالم علي أساس من الإحترام المتبادل.
2. بناء علاقات متطورة ومتميزة ثنائية وجماعية مع دول الجوار.
3. بناء علاقات خارجية تؤسس على مصلحة الوطن والشعب وعلى مبدأ التعاون الايجابي مع الدول.
4. التعاون مع دول الجوار في ارساء الاستقرار من اجل خدمة التنمية في المنطقة.
5. احترام خيارات الشعوب وانتهاج سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
6. الاسهام في استتباب الامن وخدمة السلام في المنطقة والعالم.
7. الانتماء الى المنظمات الدولية والاقليمية وهيئاتها المتخصصة خدمة للشعب الارتري والمصلحة الانسانية. (مبادئ اساسية ينبغي ان تؤسس عليها كل دولة في العالم مازالت تفتقدها ارتريا تمام الفقدان وبالتالي علينا النضال من اجلها حتى تصير ارضية علاقاتنا مع الآخرين).
هذه صورة مختصرة جدا لتصورات والتزامات تضعها الجبهة في صلب مهامها النضالية ونشاطها المستقبلي (ومن اراد استكمال الصورة عليه الرجوع الى البرنامج السياسي) فهل في هذا ما يعيب أو يعكس أي مظهر من مظاهر القصور او التخلف عن متطلبات المرحلة؟ وعلى عمومها يبدو ان هذه التصورات والمهام لا تعاني من خلل على مستوى المبادئ والأفهام. كما ان ما تطرحه كل مرحلة من مستجدات على صعيد المطالب يظل امرا طبيعيا. ان مسألة التجديد والتطوير امر لازم ومقبول على صعيد البرامج والتصورات وعلى صعيد المهمات النضالية وهذا ما درجت عليه الجبهة عبر عشر مؤتمرات عامة.
نواصل بإذن الله... في الـحـلـقـة الـقـادمـة