لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الرابعة
بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح
لقد ذكرت في الحلقات الماضية الإشكالية التي نعاني منها منذ قديم الزمان والسبب والمتسبب من المسيحيين الارتريين
ما قبل الثورة وبعد الثورة وذكرت المصائب التي كانوا هم مهندسيها من حزب الأندنت والكمندوس وما تلاه من تأسيس (سلفي ناطنت) وما نعانيه حالياً من هقدف والغرض من هذا كله أن نتعلم من الماضي و نؤسس لدولة المؤسسات المدنية التي نعيش فيها بالسلام وهذا الأمر يحتاج إلى من يتحمل مسؤوليته بكل تجرد دون الهروب؟ من يقول الحقيقة التي ليس لنا مجال للعيش المشترك إلا بها، وعدم التزييف للتاريخ من أجل الإفلات من المسؤولية وتبسيط الجرائم التي ارتكبت بحق الأبرياء من أبناء الشعب الارتري بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة.
على من تقع المسؤولية في إيجاد الحل المثالي؟
المسؤولية ينبغي أن تكون جماعية بين المسلمين والمسيحيين، وأن يوجدوا الأرضية المناسبة من أجل العيش المشترك الذي أضحى مهدداً في الوقت الحاضر وأكثر بكثير من أي وقت مضى، النظام الدكتاتوري لم يترك لنا مجال أو فرصة لكي نفكر في ما ينبغي أن تكون عليه دولة المؤسسات المدنية التي يأمن فيها كل منا على مستقبله ومستقبل أولاده من جيل الاستقلال بل الأدهى والأمر إننا لم نأمن على أنفسنا من النظام المجرم من الاعتقالات والتقتيل الممنهج ضد الأبرياء، ومع هذا ليس لدينا أي عذر لكي نتجاهل موضوع العيش المشترك وننظر الرحمة من السماء دون أن نقوم بما نستطيع القيام به مثل مراجعة الماضي بخيره وشره والاعتراف بالذي حدث في الماضي من تجاوزات بقصد أو بغير قصد من الطرفين ونحدد نوع وحجم التجاوزات وبناءً عليه يتم تقسيمها إلى:-
1. جنائية لابد من محاكمة مرتكبها حتى لو تقادم بها الزمن لأن الجرائم لا تسقط بالتقادم.
2. الجرائم السياسية التي يكفي أن يحاكم من قام بها محاكمة أدبية ويكفي أن يحجر على مرتكبها من تقلد مناسب سياسية في الدولة المدنية الحديثة وهذا بطبيعة الحال بعد سن القانون الذي يتفق عليه الشعب أو من يمثلون الشعب وليس على أهواء الناس دون تفويض شرعي من الأمة الارترية.
هل نحن مقصرين في الأمور التي ذكرت في الفقر الأنفة؟
نعم مقصرين بلا شك وهذا الذي قادني على أن نقد المسيحيين الذين كان لهم الدور في المشاكل التي حدثت في الأربعينيان والخمسينيات وبعدها في الثورة وقدمت في ذلك من الشواهد التي تسببت ما ذكرت ومن يريد المزيد عن ذلك أن يراجع المقالات الثلاثة.
وهل من العدل في شيء أن أنتقد المسيحيين الارتريين وتجاهل المسلمين من النقد؟
ليس من العدل و من المنطق ولذلك قلت في الحلقة الأولى ما عندي عن المسلمين وسلبيتهم القاتلة التي هيأت لأسياس وجماعته لتشتيتهم والوهن الذي هم فيه الآن من التباكي والعويل دون أن يسألوا أنفسهم عن عدم العمل الجدي الجماعي الذي يجعلهم قوة منظمة يحسب لها حساب في الوطن بعيداً عن الشلليات والتشرذم الذي يجعل منهم عبدت القبلية على طريقة أبى جهل، وهذا الذي يجعل كل من يكتب عن هذا الجانب يخشى على نفسه ويحجم عن قول الحقيقة في القبيلة والسلبيات التي يجب معالجتها من أجل المصلحة العامة والتي ستكون القبيلة والقبليين أول المستفيدين منها لو يفهموا أن الأوطان لا تبنى على المؤسسات القبيلة بل تبنى على المؤسسات المدنية التي يتكون منها كل الشعب الذي يقطن الوطن أياً كانت ديانته أو قبيلته فليت القبليون يفكرون بشيء من العقلانية ويعرفوا أن القبائل الارترية لها مواثيق وأعراف وقيم متعارف عليها في إنكار المنكر والوقوف مع المظلوم ضد الظالم، وهذا الذي قلت فيه رأيي بكل وضوح عندما كتبت عن تقصير المسلمين وكانت النتيجة كم هائل من الاعتراضات من قبل البعض مما تسبب في حذف المقالة من موقع فرجت نتيجة للرسائل التي وصلتهم بأعداد كبيرة كما فهمت ذلك من إدارة الموقع ولهم الحق أن يراعوا مثل هذه الأمور التي ترد إليهم من القراء.
فهل يوجد في إرتريا من ليس له قبيلة؟
لكل منا قبيلته وعشيرته وهذا أمر متعارف عليه، وأنا ابن إحدى القبائل المقصرة التي لم تقم بواجب إنكار المنكر والذي هو من أوجب الواجبات عليها. ومن هنا كانت مقالتي التي لم تعجب البعض من أبنائها الذين أرغوا وأزبدوا بل أن البعض منهم تحداني قائلاً إذا كنت صادقا فيما قلت ولك البينة فأتحدك أن تأتي بالأدلة وأنا في انتظارك في أي مكان وزمان تختاره!!! غريب أمر الإخوة الذين اعترضوا على مقالتي وكان جلهم من أبنا المنسع حيث عرفت ذلك من خلال الأسماء ومشكلة الإخوة المعترضين لم يفهموا المقالة كما ينبغي وكانوا مندفعين على الطريقة القرشية ما قبل الإسلام وهذه هي المصيبة وإذا كانت القبيلة تعبد إلى هذه الدرجة فأنا أكفر بها ولا أبالي، إي وربي، أنا لم أقل عن القبليتين المذكورتين المنسع والماريا إلا شيء كان في مقدورهم القيام به وهو:-
1. أن يدرسوا أبنائهم باللغة العربية بدل لغة التقرايت التي لم تكن اللغة الرسمية في ارتريا.
2. علماً أن النظام لم بفرض عليهم تدريس أبنائهم بالتقرى رغماً عنهم وبتالي لماذا التمسك بها والكل يعلم بأن من يطلب الوظيفة من الحكومة في البلاد عليه أن يجيد التقرينية تحدثاً وقراءة وكتابة وإلا فلا يمكنه العمل حتى في الوظائف الدنيا.
وهذا لا يعني أنني أكره لغتي ولغت أمي ولكن الأمر ليس بالعواطف ولكن الأمر عندما يذهب الطالب إلى المدرسة لكي يتعلم ويصل إلى درجة التخرج في مجال الطب أو الهندسة أو التخصصات الأكاديمية لابد أن يدرس المقررات الدراسية باللغات الحيّة التي لها وجود في سوق العمل الذي سيعمل فيه المتخرج.
يا ود لجام ابن أخي لي حساب معك ومع أبوك الذي درس باللغة العربية ولم يعلمك كيف تحترم اللغة العربية التي هي لغة القران الكريم ولغة العلم الحديث، وقلت عني إني دخيل في القبيلة فإن كانت القبيلة هي على الطريقة التي تدافع بها أنت فأنا بالفعل دخيل فيها بل أكفر بها. فما رأيك يا ابن كنتيباي أفتاي؟
وبقية الإخوة الذين تهجموا علي وكان عددهم 16 شخصاً وأنا لم أقراء تعليقاتكم التي تفضلتم بها يا أبناء هيقت إلا بالأمس القريب عندما اتصل بي أحد الإخوة من أبنا العمومة من الماريا يعاتبني على نقدي للقبيلتين السامقتين العظيمتين كما قال مما حملني أن أقول له مازحاً حسبك يا أبى جهل ابن صخر الحجر المحجر والرجل لم يترك لي حجة إلا وجاء بها على أن ابني أمية لهم الفضل على اللغة العربية وإن لم تصدقني اقرأ كتاب الأستاذ محمد عثمان علي خير وأقسم علي أنه يعلم يقيناً أنه يوجد في القبيلتين من يرد الصاع صاعين ولكن عندما عرفوا أنك منها ولم يحملك في ما قلت إلا صغر سنك وعدم إدراكك لأهمية هذه القبائل العربية الأموية العريقة الشريفة النظيفة من الصغائر التي رميتها بها. وهنا طلبت منه أن يعطيني الفرصة لكي أسأل بعض الأسئلة فأذن لي بذلك فقلت له:-
1. هل الإخوة في الدين أعظم أم الإخوة في أبناء العمومة على الطريقة الجاهلية؟
2. لماذا لم يرفضوا التدريس بالتقرى ولم يفرضها عليهم أحد غصباً عنهم؟
3. لماذا لم يسألوا عن المدرسين الذين اعتقلتهم حكومة هقدف باعتبار أن لهم فيها من المسؤولين الكبار؟
أنا منذ أن بدأت الكتابة في المواقع العنكبوتية قبل 10 سنين لم أكتب باسم مستعار رغم أنني أوقع بكنيتي أبو صالح فعندما كتبت عن تقصير هذه القبائل المعروفة كنت أعلم يقينًا بأنني سوف أتعرض لهذه الهجمة الشرسة والدفاع المستميت عن عرين القبيلة وبهذه الطريقة الجاهلية ولذلك كتبت اسمي الثلاثي حتى لا تصيب السهام الطائشة أناس لا ذنب لهم، وأما الأخ الذي أعطاني المحاضرة عن أهمية القبيلة والقبلية أعتقد أنه من مجموعة عبدت النظام والطريقة التي عرف بها شخصيتي قد لا تكون صعبة وأن لا أستخدم الأسماء المستعارة وحتى منطقتي ويعرفن أين أنا وبتالي كان الرجل ما أراد عندما طلبني من غرفة البالتوك على الخاص وكانت المحاضرة التي ألقاها عليّ انتهت دون أن يجيب على أسئلتي ولعله يعود مرة أخرى ويجيب على الأسئلة المشروعة بالنسبة لي.
في ختام هذه المقالة أود أن ألفت نظر الإخوة الذين كتبوا منتقدين طريقتي في نقد القبيلة لأن:
1. الدفاع عنها المجرد الحمية الجاهلية أمر غير سليم.
2. أنا لم أقل شيء منافي للمنطق كل ما في الأمر أنني قلت عنهم أنهم لم ينكروا المنكر ويعرفوا المعروف ومن يقرأ المقالة لا يقول غير ذلك إلا من كان له غرض في نفسيه.
3. كان عليكم أن تدافعوا عن الظلم الواقع على الأمة بكل قبائلها من نظام هقدف المجرم.
4. الأخ دبساي قبريس كتب لي بالتقرى وصلتني الرسالة وإن شاء الله سوف آتي إليكم في أمريكا. وأنت يا أخي دبساي من قال لك أن ما قلته يؤثر في الوحدة الوطنية التي تزعم.
وفي الختام تحياتي حتى الحلقة القادمة إن أمد الله في العمر...