الشعب سيقول كلمته في اللحظة الموقوتة

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: مكتب الإعلام والاتصالات لحزب النهضة الإرتري للعدالة

إن أي نظام في العالم يقوم على إدارة شعب ودولة تكون مهمته الأساسية توفير كافة سبل الحياة الآمنة

والعيش الكريم وان الشعوب تقيس أداء النظام من خلال توفيره لتلك المتطلبات على ارض الواقع ويتلمسها الناس في حياتهم اليومية ومنها ينطلقون ليحلقوا في أفاق التطور والتقدم والإبداع حيث تكون معالمه واضحة أو تكون محطة توقف للمراجعة ليغير النظام من سياساته وتعاطيه ويقوم بإصلاحات هيكلية وجذرية ليمضي وفق تطلعات الشعب.

نحن في ارتريا ومنذ بواكير الاستقلال يظل شعبنا ولا يزال ينتظر تحقق متطلباته في الحياة الآمنة والمستقرة التي تتيح له ممارسة كافة الأنشطة الاقتصادية كي يعيل كل رب أسرة عائلته ويسهم بقدر في الناتج القومي للاقتصاد وتبعا لذلك تزدهر الحياة الاقتصادية في البلاد مما يسهم في تعمير الوطن الذي دمرته سنوات النضال ويعود اللاجئ من الملاجئ في دول الجوار ويعود الارتريين جميعا لوطن يحتاجهم في توطيد دعائمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكون ارتريا بحق ارتريا الحديثة، ويكون لكل متابع الفرق واضحا بين ارتريا في عهد الاستعمار وارتريا في عهد الاستقلال.

ارتريا اليوم ليست ارتريا التي ناضل من اجلها الارتريون وذهبت دونها الأرواح والشعب الارتري شعب معطاء ويحب البذل والكفاح وشعب عفيف لا يطمع فيما عند الآخرين والاعتماد على الذات تعد من صفاته الأساسية وقد تبين ذلك في أحلك أوقات النضال حيث هو في الملاجئ لم يكن الارتري يعيش على فتات منظمات اللاجئين بل دخل سوق العمل ليوفر قوته من عرق جبينه، فهذا الشعب كان مهيأ لبناء وطن شموخ من كل النواحي وعاش أمنيات تحقيق الاستقلال حتى يلحق بركب الدول الأكثر تمدنا وتحضرا وازدهارا اقتصاديا في العالم.

واليوم وبالرغم من تعلل النظام في ارتريا والذرائع التي صار يبتدعها في كل حين للتبرير على الوضع القائم في البلاد من حياة متردية في جميع النواحي فهو غير قادر على مصارحة شعبه والقول بأنه فشل في إدارة البلاد وانه قد حان الوقت ليسلم الشعب هذه الأمانة التي تسلمها من الشهداء ومن المعوقين جرحى حرب التحرير الذين لم يكن هدفهم المنصب والسلطة بقدر ما كانوا فداء لشعبهم والأجيال التي ستليهم لتعيش حياة يستحقونها كباقي شعوب العالم، وان مضي النظام بالقول دعونا فقط نذهب لكن السؤال المطروح وملح جدا كيف تذهب وبأي طريقة والى أين وما الذي تحتاجه للوصول للغاية المرجوة وهل هذه الغاية التي تريد الذهاب إليها تعبر عن الشعب وأمانيه أم هي أن بقاء النظام بكل رموزه ويتعاقبون علي السلطة حتى يورثوها لأبنائهم وذرياتهم.

والنظام في ارتريا وحيث انه لم يقدم أي انجاز لهذا الوطن ولم يصنع على ارض الواقع شيء يشفع له لدى الشعب بان يبقى على السلطة، فقد ظل على مدار السنين الماضية يعزف على وتر النضال وأيام الكفاح ويعرض في كل مناسبات صور وفيديوهات المعارض التي خاضها شعبنا في سبيل نيل الاستقلال، فمن خلال هذه الاستعراضات يريد أن يرسل رسالة مفادها بأن هذه القيادة التي قادت الثورة وحققت هدف الثورة في نيل الاستقلال هي وليس غيرها المؤتمن على هذا الوطن هي وليس غيرها الأقدر على تقرير مصير الشعب ورغباته ومستقبله وبعبارة أخرى بان تلك الانجازات في عهد الثورة وليس انجازات اليوم هي التي تعطيها صك الأحقية في التمسك بالسلطة وبقاء رجالها ممسكين بزمام القوة حتى يأتيهم حتفهم ويذهبون عن تلك السلطة.

نعلم يقينا بان كل شعوب الأرض لها في تاريخها ما تفخر به من نضالات وحروب وانتصارات كما ان هنالك انتكاسات ولحظات مؤسفة ولكن ذلك يبقى في ذاكرة التاريخ لتستلهم منه الأجيال التي تتعاقب العبر وتدرك عظم وجلالة وقدرة ما هي عليه من نعمة الوطن والاستقرار أما في حاضرها فهي تتنافس للبناء والتعمير والازدهار والتنافس في مضمار التسابق الحاصل اليوم في القرن الواحد والعشرين وأجيال تتعاقب وفي كل جيل هناك الأكفاء والمخلصين والأحرار والمفكرين فالزمن لا يتوقف وحياة البشر ماضية وخلالها تحظى البشرية بالعديد من المواهب والأفذاذ والأبطال الذين يصنعون التحول نحو الأفضل في مسيرة شعوبهم.

نحن في ارتريا لسنا نشازا من حركة حياة الشعوب فإذا كانت الثورة قد أنجزت هدفها بفضل رجال ونساء أبطال تصدوا لكل المتربصين وافشلوا كل محاولات الأعداء على البقاء في ارتريا وإبان الفترة تلك برزت العديد من القدرات الفائقة في إدارة المعارك العسكرية والسياسية، كذلك في حقبة ما بعد التحرير هي مرحلة البناء والتعمير ليس بالضرورة أن تكون تلك العقول التي كانت ملهمة في معركة تحرير التراب هي ذاتها ستكون ملهمة في معركة البناء ويجب أن نعير اهتماما للمتغيرات المتسارعة في عالم اليوم الذي تميز عن ذي قبل بأنه عصر السرعة التي تقاس الكترونيا مما يعني أن جيل العصر هم الأقدر في أن يتقدموا ركب أممهم ويقودوها فهم أكثر فهما للعصر وهم الأجدر بما لديهم من كفاءة ومقدرة عصرية على مجاراة هذه السرعة والتحولات ليفيدوا شعوبهم وقادرين على ضمان مستقبل الجيل القادم.

لقد مضت ثلاث عقود وشعبنا بالداخل والخارج يتطلع ويترقب ولديه الكثير من الهموم والعديد من المشاكل التي لن تحل إلا في وطنه، فقد توالت عليه المحن والعهن بشتى ألوانها وإشكالها وان الانكي وما يدمي القلب انه غير قادر على فعل شيء ومكتوف اليد والسبب هو إن النظام قد انفرد بكل شيء بالبلاد وعطل كل المقدرات والعقول اجبرها أن تكون في خانة المتفرج والسؤال هو إلى متى سيستمر الحال على هذا الوضع وهل كتب على هذا الشعب الشقاء وهو الذي أشعل النار في الظلام ليجد طريقه نحو السعادة والاستقرار بالتأكيد ليس هناك من شعب كتب عليه الشقاء، ولكن هناك من يحاول صد كل المنافذ أمام نسائم الخير والسلام كي لا تهب على بلادنا فهو النظام القائم في البلاد وليس غيره، ويا أسفى على الذين لا يزالون يمتطون ظهر النظام ضاربين عرض الحائط بمصالح الشعب وسيادة الوطن فالشعب باق وهو وان طال الزمن قادر على قول كلمته في اللحظة الموقوتة وهي قادمة لا محالة.

حزب النهضة الإرتري للعدالة
مكتب الإعلام والاتصالات

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click