لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الحادية عشر

بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح

عام يأتي وعام يمضي منذ 23 عاما واسياس في الحكم لا انتخابات ولا دستور والريئس نفسه، والغريب في الأمر أن هناك من الشعب

من يؤيد هذا النظام وهذا الذي ما لم أجد له تفسير أن يقف أحد من الناس مع نظام أثبت انه مجرم وفاشل على المستويين المحلي والعالمي، مما يجعل الارتري اليوم يعرف بأنه أشهر شعب من حيث كثرة اللاجئين على مستوى العالم وما الارتريين العالقين في دولة جنوب السودان الوليدة وإسرائيل إلا دليل على ما أزعم.

لماذا استمر اسياس في السلطة منذ 23 عاماً ونحن نعارضه؟

ج- كانت المعارضة في السنوات الأولى تعاني من مشاكل داخلية وعوامل خارجية حتى عام 2000م وهذه المشاكل معروفة لنا جميعاً كمعارضين للنظام ولا أريد أن أصهب في ذلك من خلال هذه المقالة التي أردت أن يكون موضوعها الحل وليس العودة إلى الماضي الذي مضى وكما يقال الفات مات ونحن أولاد اليوم وما علينا إلا الاستفادة من الماضي كتجربة فشلنا فيها وكيف نستفيد من هذه التجارب ونتجنب الوقوع في مثلها؟

الحواجز النفسية بيننا في المعارضة شيء معروف حتى لو حاولنا التهرب منه في العلن!

من الطبيعي أن يكون بيننا التباين في ارتريا تباين يشوبه شيء من عدم الثقة المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين نسبة للتاريخ الماضي الذي مررنا به في الحركة الوطنية في المرحلة ما قبل الثورة المسلحة، ثم انتقل معنا إلى الثورة المسلحة التي ما كان لها أن تستمر 30 عاما لولا المرض الذي انتقل إليها من صراعات الحركة الوطنية التي كان تأسيسها مبني على الطائفية كما يخبرنا بذلك التاريخ الذي يريد البعض تزيينه ومحاولة إبرازه بصورة مختلفة عن مضمونه، فمعتنقي الطائفتان الرئيسيتان في ارتريا الإسلام والمسيحية بمختلف مذاهبها لم يتفقوا يوماً على أي ثوابت وطنية ومن يقول غير ذلك فليتفضل علينا بما يثبت عكس ذلك، أما القول أن الارتريين أمة من الملائكة وكان آباؤنا وأجدادنا في وفاق ووئام تام فلا يسنده تاريخ ولا واقع، وبتالي علينا أن نقف وقفة جادة مع الذات وبشي من الصدق الذي يضمن العيش المشترك على أساس المواطنة، وهذا يتطلب شيء من المسؤولية الوطنية وهو أمر إذا صلحت النية المصحوبة بالإخلاص والموضوعية لمن يريد القيام بذلك من الساسة الارتريين.

على من تقع المسؤولية في تعبيد الطريق من السياسيين الارتريين؟

ج- على الكل دون استثناء لأن الكل مسؤول عن تعبيد الطريق الذي يؤدي إلى المائدة المستديرة لكي نحدد فيها مستقبل ارتريا ما بعد اسياس أفورقي.

المسيحيين الارتريين تقع عليهم المسؤولية قبل غيرهم لماذا؟

ج- لأن دورهم في الحركة الوطنية كان سلبي وغير وطني وبعيد كل البعد عن الإجماع في الأربعينيات حينما اختاروا الانضمام إلى أثيوبيا، وهذا الأمر قد كتبت عنه الكثير حتى سبب لي بعض المشاكل التي اعتقدها طبيعية من البعض وكان منها ما هو طريف ولكنها في الغالب لم تكن خارجة عن المألوف وإحداها أن أحد الإخوة اتصل بي هاتفياً وتحدث معي لمدة 47 دقيقة وذهب يشتمني ويهددني وأنا استمع إليه بل في بعض المرات كنت أطلب منه تكرار ما يقول (لم افهم ليتك تكرر ما قلته لي) وفي الأخير قال لي الرجل بعدما أفرغ ما عنده: (هل فمت يا...) فقلت نعم ولكن ليس كل ما قلت لي! ثم أستأذنته لطرح سؤال عليه فقال تفضل:فقلت له يا أخي أنت اليوم شتمتني بالفلوس مدة 47 دقيقة فما هي المصلحة التي تجنيها من هذه الشتائم والسيد الوزير عثمان صالح شخصية عامة فعندما انتقده ما هي المضرة التي تلحقك، ثم إنني لم أسب الرجل أو ألشتمه كما فعلت معي، أما جل الانتقادات التي وصلتني من الإخوة المسيحيين لم تخرج عن وصفي بالطائفي المتعصب! وأنني أريد أن أجعل من ارتريا دولة عربية عدنانية! وهذا غير صحيح أبدا. لأنني بكل بساطة لم أقل هذا.

للمسيحيين دور إيجابي كما لهم دور سلبي في العمل النضالي؟

كان دور المسيحيين في الثورة الارترية حاسماً وايجابيا عندما عادوا إلى رشدهم والتحقوا بالثورة بعد أن تأكد لهم فشل رهانهم على عدم جدوى محاربة أثيوبيا، وكان مرحب بهم من إخوانهم في الوطن المسلمين الذين تحملوا أعباء الثورة لعشرة سنة بمفردهم، ورغم أنهم جاءوا بنية مبيتة لكي تكون لهم السيادة والريادة في الثورة وكان دورهم في الانشقاقات معروف وهم أول من أسس تنظيم للمسيحيين أطلقوا عليه زوراً وبهتاناً (سلفي ناطنت) في محاولة لإظهار الثورة كأنها لا تناضل من أجل الاستقلال. ومع ذلك كانت الثورة فرحة ومندفعة بشكل لا ينكره أحد لانضمامهم.

المسيحيين هم من يحكمون ارتريا اليوم وهذه حقائق لابد من قولها وإن لم تعجب العض!

وقول المسيحيين من يحكم ارتريا هذا لا يعني أن للأمر علاقة بالدين المسيحي أبدًا، ويكفي المسيحيين من مصائب وجود راعي كنيستهم في السجن فأرجو أن لا يفهم كلامي على أن المقصود به هو الدين المسيحي الذي جاء به السيد المسيح ابن مريم عليه السلام وعلى سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مشكلة المسيحيين الارتريين من أهل كبسا هي حبهم للهيمنة في كل شي ويعتقدون أن ارتريا لا يوجد من يحكمها غيرهم، وهذا قد يكون سببه التركيبة النفسية للمسيحيين الكبساويين التي لا تعيش إلا أن تقهر أو تُقهر وهذه لعمري نفسية غير سوية ونفسية معقدة وهنا تكمن المشكلة التي نعاني منها في نظام هقدف العجيب الغريب الذي تقرن البلاد والعباد والارتريين من الناطقين بالتقرنية لا يرون في ذلك بأس وهذه هي الطامة التي تنذر بالكوارث في المستقبل.

وللمزيد من الأدلة أنظروا إلى هذا الرابط الذي يشير إلى الوظائف المدنية والسياسية والعسكرية في الدولة الارترية بما يخل بالتوازن بين الفئتين الكبيرتين في الأمة الارترية: http://www.farajat.net/en/archives/257

فالمطلوب من الإخوة المسيحيين، المسيحيين الارتريين المسيطرين على الحكم في ارتريا اليوم التالي:

أن ارتريا ليست ملك لهم وحدهم وان يعلموا أن ارتريا ملك للكل الارتريين.

فلماذا الوظائف في الدولة يسيطر عليها المسيحيين بنسبة 99٪ وهل هذا الأمر فيه شيء من العدل؟

هذا على صعيد النظام الدكتاتوري في ارتريا وماذا عن المعارضة التي تطرح نفسها كي تكون البديل للنظام القائم؟

لاشك النظام سوف يزول عاجلا أم أجلاً وستبقى الأمة الارترية إلى ما شاء الله.

وعلى المسيحيين والمسلمين معرفة الحقائق التالية: أن ارتريا لا يمكن أن تحكمها فئة دون الفئات الأخرى ومن المستحيل أن ينفرد المسيحيين بالهيمنة على الدولة دون المسلمين إلى الأبد وقد تخرج الأمور عن السيطرة في أي لحظة من الزمن والأمثلة أمامنا كثيرة.

المخرج من المأزق في المستقبل بأيدينا نحن الارتريين؟
وأن الأسس التي خرجنا بها من مؤتمر أواسا تعتبر أسس سليمة وطبيعية ولا يوجد أفضل منها بحسب قراءتي وبحثي في الحلول المطروحة حتى الآن رغم أن البعض من المعارضة تخلف عن حضوره في اللحظات الأخيرة ومنهم حزب الشعب الذي لم يكن موفق في ذلك وقد قلنا ذلك في حينه، والمطلوب من حزب الشعب العودة إلى المائدة المستديرة مع التحالف الارتري للتغيير الديمقراطي، ومن المعلوم أن حزب الشعب كان من المشاركين في تحضير المؤتمر المذكور في أواسا ولكنه تخلف لأسباب لم تكن مقنعة في اعتقادي والغياب عن المؤتمرات التي تعالج أمور الوحدة الوطنية لمجرد المكاسب السياسية يعتبر جريمة لا تغتفر وهذا الذي وقع فيه حزب الشعب وإلا لماذا غاب عن المؤتمر بعد مشاركته في التحضير له؟

مازالت الفرص متاحة ونستطيع الترميم في المؤتمر القادم.
على المعارضة الارترية عقد مؤتمر جامع بحضور ما لم يحضروا في مؤتمر أواسا، وعلى رأس هؤلاء حزب الشعب الذي يمثل المسيحيين وان لم يفصح ذلك ولكن هذه هي الحقيقة وأقول وأكرر عندما يقال المسيحيين والمسلمين لا يعني هذا الدين الإسلامي أو الدين المسحي بل الأمر لا يعدو أكثر من الانتماء القومي أي قوميتي التي أننتمي إليها سواء كانت تدين بالإسلام أو المسيحية إذاً المرض عندنا قومي وليس ديني والأمر لا يعدوا أكثر من الرغبة في الهيمنة والتسلط وللأسف أن المتورطين في هذا الأمر قديماً وحديثاً هم المسيحيينً.

الحل الذي ينبغي علينا إتباعههو:
إيجاد دولة المواطنة والحقوق والواجبات، وهذا يتطلب المشاركة من كل الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية كل على حسب مقدرته، وأن نضع كل ما عندنا فوق الطاولة وليس تحتها! ونقول كل ما عندنا من مطالب بشفافية تامة، وسوف يستفيد الكل من الاستقرار والسلم الأهلي في ارتريا الغد.
عودة حزب الشعب إلى التحالف ضمان للعبور إلى بر الأمان.

والعامل المساعد لعودة حزب الشعب إلى المائدة المستدير نريد من الكوادر المحسوبة على المسلمين أو المنخفضات الارترية مثل الأخ حامد ضرار القيادي في حزب الشعب أن يشيروا إلى المتنفذين في الحزب والمعروفين بتعنتهم بالحقائق ومنها لابد من التأسيس السليم لدولة المواطنة والدستور وتداول السلطة عبر آلية الصناديق وان الهيمنة من قبل قومية معينة على مقاليد الأمور في الدولة أمر غير سليم ومستقبله وخيم على الأمة الارترية وخير من يقوم بهذا الأمر الأستاذ حامد ضرار الذي اعتقد ملم بالكثير من المعلومات التي لم يلم بها غيره من أعضاء الحزب الذي تسيطر عليه العصبية القومية وإن تهربوا منها بالاشتراكية والتقدمية التي لا تعدوا إلا مجرد استهلاك إعلامي و تكتيكي ليس إلا! فحضور حزب الشعب إلى المؤتمر القادم أمر في غاية الأهمية ونرجو منهم ذلك.

في الختام أود أن الرسائل هذه الرسائل:

1. كل عام وأنتم بألف خير في داخل أرض الوطن وفي الشتات.

2. لقد انتقل إلى رحمة الله نفر من المناضلين الفضلاء أسأل الله لهم الرحمة والمغفرة،ومنهم رجال الدين خدموا الطلاب في طلب العلم أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

3. توقفت عن سلسلة المقلات في البجا حديد وكل يوم جديد والسبب أتتني مكالمة من الدار كما قال لي محدثي في الطرف الآخر وبعد السلام والسؤال عن الأهل والعيال (يا ابني أبو صالح إن ما قمت به في الكتابة عن شؤون البجا في هذه الفترة التي نعمل فيها من أجل صيانة البيت من الداخل البجاوي لا نريدك الاستمرار فيه ولعلك لا تدري ما في الدار في هذه الأيام وأنت بعيد في بلاد الخواجات الباردة كما قلت! ولقد كان لك مثل ذلك عن الجنسية والتجنيس وفي حينه لم نجد الطريق الذي يوصلنا إليك كما هو الآن وبتالي لم ننهك إلىى ذلك في وقته، ولا بأس أن تعلم أننا أصحاب حقوق نأخذ الجنسية دون منِ أو مكرمة من احد) واللطيف في الأمر أن من كان يحدثني يعرف عني الكثير الذي لم أجد معه إلا احترام وتقدير وتلبية ما طلب مني بعدم الكتابة في الأمر ومرة أخرى أشكر الوجيه من الوجهاء الذي تفضل بالاتصال بي وإن لم تكن لي به معرفة سابقة.

Top
X

Right Click

No Right Click