لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الثالثة عشر

بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح

بداية أرجو أن لا يفهم ما أود قوله على أنه دعوة إلى الطائفية بين الارتريين فهذا ليس من طبعي لأننا نبحث عن العدل والعدالة

والدولة المدنية التي تقوم على أساس المواطنة والحقوق والواجبات، ومن هنا علينا أن نعرف ما هو المطلوب وما ينبغي القيام به، والمطلوب الآن وضع الأساس الذي بموجبه نتقاسم السلطة والثروة وقبل ذلك وضع الأساس الذي سيكون عليه وكيف السبيل للوصول إليه؟ من وجهة نظري واستقراء الوضع خلال فترة الاستقلال التي جاوزت الــ 20 عاماً أرى أن الدولة ألا مركزية هي الحل وهذا المطلب هو الذي يؤيده السواد الأعظم من المعارضة وترحب به.

ولكن هناك من يرفض ذلك، فلماذا يرفضون لامركزية الحكم في ارتريا ومن هم هؤلاء الرافضون؟!

إن أهل كبسا من المسلمين والمسيحيين يرفضون لامركزية الدولة في المستقبل بشكل عام وبدرجات متفاوتة فبينما المسيحيين يرفضونها رفضاً باتاً والمسلمين يعلنوا رفضهم تارة ويخفونها أخرى أي يستخدمون شيء من التقية السياسية، وكل هذا مبني على عدم معرفة القوانين التي تنظم نظام الحكم والفرق بين مركزية الدولة ولامركزية الدولة وحب الهيمنة، والإخوة مسلمي المترفعات عندهم اعتقاد عجيب وغريب مثل جيرانهم من المسيحيين الأكسوميين وهو أن مسلمي المنخفضات الارترية لا يستطيعون أن يقودوا أنفسهم وبتالي نحن إخوانهم في المرتفعات خير من يفهم المسيحيين وهذا يقتضي لا مركزية الدولة في المستقبل وللمزيد من التوضيح وتأكيد ما أقول يمكن الرجوع إلى التحالفات التي تتم بين الأكسوميين ومسلمي كبسا منذ أيام الثورة في داخل الجبهة وما عايشناه وآخر هذه التحالفات ما عرف بالمجلس الثوري والذي انشطر إلى أكثر من أربعة وكانت من نتائجه ظهور حزب الشعب الذي يمثل المسيحيين من أهل المرتفعات، وهذا الحزب أفضل من يخدم النظام الدكتاتوري، ومن لا يعرف ذلك عليه أن يتعلم كيف تسير الأمور في ارتريا ومن المستفيد منها وكيف؟

فليس عيباً أن نكون مسلمين ومسيحيين ونتعايش فيما بيننا؟

ولكن العيب كل العيب أن تهيمن فئة دون الفئات الأخرى على السلطة والثروة،وتقصي الآخرين دون وجه حق، ومن المهم أن نسعى بل ونعمل من أجل تأسيس الدولة المدنية التي تنظم حياة المواطنين بناء على ميثاق دستوري يتفق عليه الشعب الارتري وأن يكون الاتفاق ملزم لمن يوقع عليه.

الأولوية لصيانة البيت من الداخل. وقبل الدخول في الشراكة الدستورية مع الشركاء في الوطن من الضروري تحصين البيت من الداخل، لأن مسلمي ارتريا اليوم حالهم لا يسر صديق ولا يخيف معتدي غاشم أياً كان، والمطلوب منا إيجاد حل ناجع لحالنا وإلا فسوف يكون مصيرنا في إرتريا الغد إذا استمر الحال على ما هو عليه قاتماً جداً، ولا يمكن أن تحيا أمة تعيش بعيدة كل البعد عن الإستراتيجية التي تضمن لها العيش الكريم والمشاركة الفعالة في القرارات المصيرية للوطن ما لم يكن لها من يقودها وينير لها الطريق.

الأمة يعني أكبر من القبيلة والمنطقة والإقليم وإلا فليست بأمة!!!

يعتقد البعض بأن لامركزية الدولة الارترية في المستقبل سوف تحرمه من حقوقه كمواطن وتحجر عليه في قريته أو إقليمه الذي ينحدر منه وهذا خطاء، فاضح يقع فيه جاهل لا يعرف معنى النظام الفدرالي أو النظام ألا مركزي، وأن لكل الحق وفق الميثاق الذي ينظمه الدستور وبموجبه يحق لكل منا أن يترحل من إقليم إلى إقليم وتكون له حقوق وعليه واجبات.

لماذا يرفض مواطني المرتفعات النظام ألا مركزي وما هو الخوف الذي يسكنهم؟

الجواب: سوف يحرمهم السيطرة على الحكم باسم مركزية الدولة ونهب الأراضي الزراعية والتعدين دون حسيب أو رقيب، ومن ذلك ملكية الأرض للدولة وهذه اكبر مشكلة تمهد لسرقة وبيع الأرض لمن يملك الدولارات ولذلك العصابة الحاكمة في ارتريا بقوة السلاح أممت الأرض ولم توزع منها للمواطنين حتى الآن وبالمقابل تباع الأرض لمن يملك ($) أما حق المواطن في قطعة أرض للسكن والتجارة غير موجود ولا يحلم به أحد في ارتريا اليوم، والغريب في الأمر أن أراضي المسلمين في المنخفضات مشاعة وأما أرض المسيحيين في المرتفعات ملكية خاصة!!

التباين بين المسلمين والمسيحيين في إرتريا شي معروف منذ القدم وليس أمراً جديداً.

فالمسيحيين يدورون حيث تدور المصلحة والجهة التي تضمن لهم الهيمنة والسطو على حساب المسلمين ومن أجل ذلك يرتكبون من العمالة والخيانة ما لا يجهله إلا جاهل أو متجاهل وهذه مسألة نفسية يمتاز بها المسيحي الارتري والأمثلة كثيرة على هذا ومن الممكن أن اضرب مثلاً من الماضي والحاضر فالمسيحي الارتري عندما يجد نفسه في ورطة سياسية يستسلم للمواقف التي تربطه مع من يختلف معه ويستكين ولا توجد عنده أمور تعرف عندنا بالعيب وكيف وتقدير الإخوة! بل لا يبالي بشيء من هذا.

ابن العميل تدلا المعروف تدلا عقبيت يتصل هاتفياً بالمناضل أحمد بادوري ويهدده!!! (خلي المجنون يتكلم والعاقل يسمع) يقول الأستاذ بادوري في كتابه رحلة في الذاكرة ما يلي: عندما كنت أستعد لكتابة رحلة في الذاكرة وذكرت تاريخ العملاء في ارتريا وذكرت فيما ذكرت العميل تدلا عقبيت وما قام به من تعذيب وحشي لمناضلي حركة التحرير ولعبه الدور المخزي في ضم ارتريا إلى أثيوبيا وضغطه على البرلمانين وتهديدهم بالويل والثبور إن لم يوافقوا على إلغاء الاتحاد الفيدرالي مع أثيوبيا، وكيف انه احضر أعضاء البرلمان الرافضين إلى الجلسة بقوة البوليس، وكيف انه (العميل عقبيت) كان يشرف على تعذيب الشرفاء بنفسه،عندما أيقن بان سيده وولي نعمته قد استغنى عنه ويريد استبداله بغيره من العملاء تذكر انه ارتري وذهب يبحث عمن كان يعذبهم بالأمس من أعضاء الحركة ليعرض عليهم خدماته (بضاعته الكاسدة) لكي يتحركوا بسرعة وان الإمبراطور يريد إلغاء الحكم الفدرالي لإرتريا وأنا لدي معلومات أريد أن التقي بقادة الحركة، وهنا يقول الأستاذ محمد سعيد ناود الله يرحمه: (عندما أبلغوني بالخبر وأنه يريد أن يقابل الإدارة قلت لهم لا لأن الرجل له سوابق من الخيانة وانه رجل غير مأمون الجانب وعليه ابتعدوا عنه بالمرة).

أنا لا أتجنى على احد من الشركاء إنما احلل النفسية السقيمة! الأستاذ احمد بادوري يناضل مع ابن العميل تدلا عقبيت ولم يعرفه إلا بعد التحرير وبالتحديد عندما اتصل به وأرغى وأزبد عندما ورد ذكر والده العميل وتوعد وهدد الكاتب قائلاً من أين لك ما ذكرت عن أبي؟ تصورا؟ رجل عميل معروف بجرائمه البوليسية وضحاياه على قيد الحياة يقول من أين لك؟ والغريب في الأمر أن المناضل بادوري لم يعرف ابن العميل تدلا عقبيت الذي كان معه في دائرة الإعلام فابن العميل كان يحرر المجلة بالتقرينية والأستاذ بادوري بالعربي وأنا سوف أدعوه ابن العميل لان السيد أبو طاهر لم يذكر اسمه أما خوفا على نفسه من شر ابن الشرير وإما حفاظاً عليه لأنه رفيقه في النضال وما قام به أبوه العميل لا يلزم أن نحمله إياه ولكن الأمر لم يكن كما اعتقد المناضل أبى طاهر وكما يقال ابن الفار حفار بدليل عندما ذكر والده العميل تطاول على المناضل بادوري كما هو مذكور في الكتاب، ولذلك أنا قلت أن الأمر له علاقة بالحالة النفسية للمجتمع الكبساوي المسيحي وسوف أزود القارئ الكريم بالمزيد من الأمثلة.

ودي فكارو والعنصرية المتأصلة!

اسمه وصفته: الدكتور/ تولدي تسفاماريام الشهير بــ ”ودي باكارو“ هذا الرجل المليونير الإيطالي الجنسية الارتري الأصل كان يعمل مع نظام اسياس أفورقي وكان مستشاره المالي وكما قلت أن القوم عندما تضرب منهم أي مصلحة خاصة ينقلبون 180 درجة ولا يبالون بشيء، ظهر ودي فكارو فجأة قبل حوالي ثلاث أشهر في الساحة السياسية معلناً انشقاقه عن اسياس أفورقي ونظامه والرجل من باب الإنصاف كان قد بدأ بداية جيدة عندما اعتذر للشعب الارتري عما بدر منه بوقوفه مع النظام المجرم وهذا أمر جيد ومقبول وكان بعد 23 عاما إذا ما حسبنا الأمر بعد التحرير حيث لا يستقيم الأمر أن نحسب ما قبل التحرير في زمن الثورة ولكن من يقف مع النظام في زمن الدولة يكون مسئولا عن كل جريمة سكت عنها، مع بعض الاستثناءات والخاصة بالجنود العاديين وبعض الضباط من الطبقة الوسطى والدنيا الذي يأتمرون بأوامر جلاوزة النظام من جنرالات الكرتون.

لماذا ودي فكارو ابن راعي بقر الطليان عنصري؟

يقول ودي فكارو هذا في الندوة التي عقدها في لندان عندما تحدث عن الاستقلال ورفع العلم الارتري بعد الاستفتاء الذي حسمت نتيجته لصالح الاستقلال ومن المعلوم أن ممثل إرتريا في الأمم المتحدة كان المناضل أحمد الحاج علي وهو من المناضلين المعروفين من أبناء مدينة كرن الباسلة والذي لا يجهله إلا ابن الراعي (تلاي طليان) وابن من خدم الاستعمار الأثيوبي بعدهم ما يلي: ”ما كان ينبغي أن يرفع علم ارتريا ودي حاجي لأنه ودي أربعا! طيب يا (تلاي طليان) ويا ابن عميل الأثيوبيين (باعترافه) وأنت من يضمن أن تكون ارتري 100% حتى تنكر ذلك على من هو أفضل منك نضالاً وحتى إن كان ينحدر من أب يمني وأم ارترية، تريد أن نتحدث بنظام (عفون بشفون) أم نكشفها والبادئ أظلم ؟ وعلى الباغي تدور الدوائر؟ الخطاء الفاضح الذي يدل على أن ودي فكارو لم يهرب من اسياس وجماعته إلا عندما لم يجد مآربه الخاصة وأما الوطنية والتوبة والتبرؤ من نظام هقدف ما هو إلا لعبة غبية لم يجيدها الرجل، رغم محاولاته اليائسة، وقديماً قيل: (شنشنة نعرفها من أخزم...).

ودي فكارو واللغات الرسمية: قال ودي فكارو أن اللغتين الرسميتين لإرتريا هما التقرينية والتقري!!

بالأفكار البالية التي تنضح طائفية وعنصرية قال حينما وجه إليه أحد الإخوة سؤالاً في الندوة التي كان هو ضيفها في غرفة المنتدى الارتري عن اللغة العربية وماذا يقول أو يعتقد؟ فقال: إن اللغتين الرسميتين في ارتريا هما التقرينية والتقرى!هكذا بدون أي مقدمة، وأنا حقيقة في العادة لا أحب طرح هذا السؤال، لا هذا شيء متفق عليه من الارتريين في الماضي ما قبل الثورة واستمرت عليه الثورة فيما بعد وتجاهل هقدف للغة العربية ومحاربتها لا يغير في الأمر شيء وبتالي لا ينبقي نشغل أنفسنا بهذا السؤال الى أن نصل الى السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب وحينها قد نغير في الأمر جديد يواكب العصر والعصرنة ومن ذلك إلغاء التقرينية التي لا تواكب العلم والعضرنة ونحتفظ بالعربية كلغة حية والانجليزية كلغتين رسميتين في ارتريا المستقبل وتحترم اللغات المحلية دون أن نخصص لها ميزانية من أموال الضرائب ومنها التقرينية والتقرى وباقي اللهجات المحلية،وهذا الأمر قد يفيد من الناحية الوطنية في المستقبل أي بعد جيلين أو ثلاث على أن يجيد غالبية المواطنين لغتين من اللغات المعتبرة هما العربية والانجليزية ونخلص من الـ9 لغات التي لا تصلح منها إلا العربية ونكون وفرنا على أنفسنا المشقة والأعباء المالية والزمنية التي تضيع على لغة ليس لها مفردات علمية مفيدة وبلاش التعصب لها.

الأمة الارترية والوحدة الوطنية.

الحلم الذي لم يتحقق منذ تأسيس الحركة الوطنية ما قبل الثورة والذي لم يتحقق حتى الآن، وما هي الأسباب التي تحول دون تحقق الحلم؟ الأمة الارترية يجمعها الوطن وتفرقها العقيدة وهذا أمر طبيعي أن يكون في البلد الواحد أكثر من ديانة وهذا لا يعني قيام القيامة بل أن كثير من الدول تتكون من أكثر من ديانة بل تمثل نصف سكان الكرة الأرضية (الصين والهند) ولكنها تعيش بشكل مستقر ولا يعكر صفو حياتها، والديانة لم تكن في يوما عامل عدم الاستقرار ونحن نعيش في أوروبا ونعرف ذلك جيدا، إنما الذي يجعل عدم الاستقرار ممكنا هو عدم وجود دولة المؤسسات التي تنظم حياة المواطن على أساس الحقوق والواجبات وفق دستور يتفق عليه بين المكونات التي تمثل الشعب المعينً وهذا الذي ينقصنا فمتى ما توافقنا على ذلك فالأمر سيكون ميسر بكل تأكيد ولكي نصل إلى هذا المستوى لابد من توفر شروط موضوعية نتفق عليها من الآن لابد من الاعتراف بالأمر الذي نتهرب منه دائماً وهو:-

1. إن المسلمين والمسيحيين هم شركاء في هذا الوطن ولا فضل لأحدهم على الآخر وعليهم أن يجدوا الشجاعة الأدبية وان يناقشوا الأمر بشفافية ويتركوا الأوهام والتخفي وراء التقدمية المزعومة والهروب من الانتماء إلى الدين بالنهار والتشبث به في الليل ومحاربة القبلية والإقليمية بالنهار والاستماتة فيها وسط الأهل والأقارب أي داخل الدار والعشيرة.

2. أن لا يفكر احد المكونين المذكورين مجرد تفكير للانفراد بحكم ارتريا مهما بلغت قوته وبطشه دون غيره ومن يفكر بهذه العقلية يكون غير مؤهل للمشاركة في تأسس الدولة المدنية هذا إذا كنا نريد العيش بالسلام في الوطن وأن يعرف كل منا بأنه أصبح إرتريا ليس بإرادته ولكن هذا قدره ليصبح مواطناً في هذه الديار المسماة ارتريا وعلينا أن نحسن التعامل فيما بيننا ونحن شعب قليل العدد ولنا وطن فيه الكثير من الخيرات، والدكتاتور لا يريد لنا أن نخرج الخيرات من باطن الأرض حتى لا يرتاح المواطن ومن ثم يطالب بما هو فوق الخبز و(الشيرو) هذه أمور معروفة في المجتمعات المتمدنة التي تعيش في حالة اقتصادية جيدة والمستويات التعليمية المتقدمة جداً وهذه هي الكارثة بالنسبة للدكتاتور.

إن الإخوة المسيحيين لهم شيء من التسلط وحب الانفراد بالسلطة والثروة وهذا واضح ولا يحتاج الى الأدلة في الماضي والحاضر والغريب في الأمر ما تقوم به هقدف في ارتريا اليوم، فالإخوة المسيحيين المحسوبين على المعارضة يعتبروه أمر فردي ولا يمثل القومية وهذا يعني فيما يعني أن سقوط أفورقي يبرئ الكل إلا هو وهنا الإشكالية أن تنصب كل الجرائم إليه دون غيره وهذا لا يقبله إلا أهبل مجنون ومن القائلين مثل هذه المقولة الخبيثة المناضل ردي محار المعروف بي (ألنا) الذي كان في مقدمة الذين فضحوا وعروا اسياس، فماذا قال ودي محاري في غرفة سمر:ماذا فعل اسياس لأهل كبسا بل ماذا فعل لأهل حماسين وأنا منها مما اضطرني للمداخلة لكي اسأله واستوضح منه ماذا يقصد تحديداً بقوله المبهم؟ وقلت له يا ود محاري وكان سؤالي له بالتقرى لأنني أعرف أهل مناطق عنسبا لعلاي وما حولها يجيدون التقري فقلت له هل تقصد هقدف الذين يحكمون ارتريا اليوم كلهم أبرياء إلا اسياس أفورقي؟ ميتو انتا دحان هليكا؟ فتفاجأ الرجل على ما يبدو لي وقال لا لا لا المجرم لابد من تقديمه للمحاكمة، وماذا تقصد انه أي اسياس لم يعمل شي لأهل حماسين على الأقل لم يسجن منهم معلمين وقساوسة إلا ما كان بين القساوسة أنفسهم في المسائل المذهبية التي تعرفها أنت أو المسائل الإقليمية مثل هذا من اكلوقوزاي وهذا من سرايي وهذه مجرد إشكاليات بين العائلة الكبساوية ولم ترتقي الى ما تعرض له المسلمين في كل من كرن ومصوع واغردات وتسنى وأسمرة وصنعفى يا رجل حتى الذين ذكرتهم من المجرمين في كتابك تعفو عنهم بجرة قلم؟

أين المسلمين مما يحدث مما وورد ذكره في الأسطر السابقة؟

هل هم غائبين إم مغيبين؟ الجواب الصحيح هو أنهم غائبين بسبب التشرذم الذي يعانون منه، وعدم مغادرتهم القنطرة القديمة العقيمة وهي المناطقية والقبلية والحروب الأهلية بينهم أيام الجبهة وقوات التحرير الشعبية وما رأينا كيف أن إخوة أفاضل عندما ذكر المناضلين الذين هم اليوم في مقام الآباء لكبر السن والتجربة انقلبت الأمور الى الجاهلية وسمعنا قريتي وحظيرتي ولا أدري هذا القاموس الذي تجلب منه هذه المفردات النتانة والعجيب نحن نعاني مما نعاني بحاجة إلى أهل الخبرة والدراية مهما كان من أمرهم في الماضي الذي لم يدخروا فيه شيء من شبابهم وعرقهم ودمائهم ومهجهم وكان في إمكان المناضل بادوري كما قال عن نفسيه وذكر والده رحمة الله الشيخ طاهر ذلكم العفيف النظيف مثل كل الآباء في ارتريا الماضي الذين لم يربونا على الكذب وأكل مال الحرام ولعله بركة هذا العمل الشريف ولقمة الحلال التي نشأ بها أمد الله في عمر بادوري ورمضان والأمين وغيرهم كثيرين،يقول الأستاذ احمد طاهر بادوري في كتابه نقلاً عن والده ما يلي: ”يا بني احمد أنا أريد أن تدخل جامعة أكسفورد البريطانية“ يا لها من أحلام جميلة لم يلتفت إليها المناضل بادوري ثم يأتي زيد من الناس ويحتقر ما قام به بجرة قلم اللهم ألطف بنا لأننا قوم نجهل الكثير عن مصالحنا ولا نعرف من أين نحصن البيت الداخلي وننتظر أن يأتي ودي فكارو بأفكاره العنصرية ويقول كلمة بحق المناضلين من أمثال الإخوة الذين ذكرناهم، والحقيقة نحن ننتقد كل من يعمل مع هقدف والشركاء لا ينتقدون إلا اسياس لا غيره (يتركون شعرة معاوية فيما بينهم) ونحن فالحين في حرق كل ما عندنا ومن الآن علينا أن نتعلم من غيرنا ولا نضع البيض في سلة واحدة.

حزب الشعب الثوري السري الارتري اللعنة! وحزب العمل السري الارتري اللعنة!

هذه الأحزاب السرية التي كانت ثورة داخل ثورة في أيام النضال لم أكن أعرفها شخصيا إلا في العام 1978 عندما قرأت مجلة الرواد المسلمين التي لم أكن أعرف مصدرها وفهمت أن الثورة الارترية في داخلها ثورة والحكاية طويلة عن الحزبين الشؤمين الشيوعيين الملحدين، ومن المصائب التي لم أجد لها تفسير حتى الآن إن من أقام الحزبين المشئومين هم من أبناء المسلمين ومن قريتي حرقيقو وعلي قدر الأولى في أقصى الشرق على شواطئ البحر الأحمر والثانية في أقصى الغرب قرب الحدود السودانية الارترية بالقرب من ضفاف نهر القاش،والأغرب من كل هذا جل المؤسسين للحزبين من أبنا بيوتات مشايخ في كل من القريتين العظيمتين ولكن والحمدلله فقد كفر كل من كان به مس من والتزم وبتالي تكرار كلمة أن زيد من الناس كان في حزب العمل وحزب الشعب أمر عفا عنه الزمن ولا ينبغي تكرار أنه كان فيه في يوم من الأيام لكي نحاكمه على ذلك، عفا الله عما سلف والله جل جلاله يعفو عمن تاب فما بالنا أنا وغيري نضيق واسعاً تكفل به الله.

وفي الختام المطلوب من الارتريين هو الحفاظ على الكيان الوطني الارتري وان يعتبر الكل نفسه مسئولا عن ذلك دون غيره، والمسلمين حريصين كل الحرس على الوحدة الوطنية، ولذلك لم نجد من المسلمين من يقول مثل ما يقول المسيحيين كودي فكارو وما قاله يماني مونكي المسئول الثاني في الدولة بعد اسياس في حركة 21 يناير البطولية بأنها حركة إسلامية جهادية وقبلية ولا تجد من المسلمين من يقول أي كلام هايف يضر بالوحدة الوطنية وكأنما نحن المسئولين من الوحدة الوطنية والحفاظ عليها دون غيرنا، وهذا الواقع في الماضي والحاضر، ولكن لا ينبغي أن يكون الحفاظ على الوطن من مسئوليات أحد المكونات دون غيرهم!

والحل هو في الدولة المدنية الدستورية ونظام الحكم فيها لا مركزي. وان يتفق عليه قبل سقوط النظام ودون الانتظار سقوط النظام والخيار للشعب هذا حق يراد به باطل، الشعب لا يرفض ما يتفق عليه في المعارضة التي ينتظر منها الخلاص من نظام هقدف، والذين يرفضون الاتفاق على مستقبل نظام الحكم في ارتريا هم حزب الشعب الذي لا يختلف مع النظام إلا في السلطة والمناسب ليس إلا! وحزب الشعب واضح لايرد التعامل مع المعرضة التي يهمن عليها المسلمين وهذا أمر ليس سيراً بل معروف وكنت قد طلبت من الذين في حزب الشعب أن يوضحوا له المطالب التي نناضل من اجلها واجلهم حتى نصل الى ابر الأمان.

وفي الواقع أمامنا ثلاث خيارات لا رابع لها:-

1. الاتفاق على المبادئ الدستورية وتأسيس الدولة المدنية.

2. الانفصال كما هو حاصل في أثيوبيا والسودان وإقامة كيانات كانتونية جديدة.

3. الحروب الأهلية على الطريقة الرواندية أو إفريقيا الوسطى وهذا الخيار الأسوأ ولا تعتقدوا إنني متشائم بل الأمور تشير الى ذلك واسياس عندما يسقط حكمه سيشفي حقده وخبثه من قبره ولهذا الهدف يوزع السلاح على المواطنين الذين لا يعرفون عاقبت الأمر والكثير منهم قتل به من كان له معه مشاكل بل من قتل به زوجته وسلم نفسه للشرطة وهذه الأمور تحدث في البلد كل يوم وبتالي الاحتمال وارد أن ينفجر برميل البارود الذي هيأه الطاغية في أي وقت نسأل الله السلامة.

فلابد من مناقشة قضايا المسلمين ووحداتهم بشيء من التروي والحكمة وبعد نظر وان يكون الشعار انك تستطيع أن تسمع من الكل ولكنك لا تستطيع أن تلزم الكل بما تريد...

Top
X

Right Click

No Right Click