لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الواحدة والعشرون
بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح
لقد اطلعت على مقالة الأستاذ أبو أنس زين العابدين شوكاي والمعنونة: ملاحظات حول مبادرة جمع شمل مجتمع المنخفضات الإرترية.
وأنا لي ملاحظات على ما تفضل به الأخ أبو انس.
وابدأه بما أنهى به المقالة بقوله: (فرفقًا إخوتي بالوطن وبأنفسنا، وهو يسع الجميع لو أحسنَّا التدبير، وثم الاتفاق على اقتسام خيراته، والعيش فيه بسلام، بدل اقتسام البؤس والحرمان، واختيار المواجهات الخاسرة!!)
الحقيقة عندما قرأت هذه الفقرة اندهشت من التعبير الذي ذهب إليه الأستاذ أبو انس وأنا اعرفه بشكل جيد حيث انه يختار العبارة بشكل دقيق في ما يكتب وهذه قراءتي له، ولكن هذه المرة لم يحالفه الحظ حتى يرمي الرابطة بهذه القنبلة النووية السياسية وهو الرجل المثقف السياسي المحايد على ما أعلم وأكثر من ذلك إنني عرفه بحرسه الشديد في اختيار المفردات القوية،ولم أتوقع منه أن يجعل القائمين على الرابطة غير أمينين على الوطن وهذا أمر غير دقيق وإسراف في النقد المسيس، ومن هنا على الأخ أبو انس أن يقرأ مقررات الرابطة في الوثيقة المنشورة في أكثر من موقع ولا بأس أن نهديه منها نسخة، ورغم إنني كنت أتوقع أن يكون من الذين اطلعوا عليها باعتباره من القراء الذين لا يمر كتاب أو منشور عن ارتريا ألا وهو مطلع عليه كما كنت أعرفه في الماضي في وطننا الاختياري أنا وهو ولكني لا ادري بحاله من مدة طالت بيننا فلعله أصابه ما أصابني من المشاغل وكثرة المسؤوليات وبتالي لم يطلع على مضمون الأهداف والمبادئ التي تسير عليها الرابطة من ركائز وطنية وأهداف سامية تتمركز على المواطنة في إطار الدولة المدنية وعلى أساس اللامركزية السلطة، وفي كل الأحوال على الإخوة المسئولين أن يزودوا أخي وأستاذي أبو انس بالبرنامج وان كان يستطيع أن يجده بطرق شتى ومع ذلك لابد من أن نتأكد انه اطلع عليه، وعندما يتأكد لي انه مطلع عليه رغم قوله ما قال حينها لكل حادث حديث وسوف لا نترك الأمور تعدي دون أن نستفسر منه عن قوله: بشأنها. (ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو أن أصحاب هذه المبادرة الذين أكن لهم كل تقدير واحترام ويهمني أمرهم، كما أن المبادرة تمسني وتمس أهلي ومجتمعي بشكل مباشر ولا مجال عندي لتجاهلها أو إبداء عدم الاهتمام بها وكأنها ليست موجودة).
كلام جميل يا أبو انس ولكن ما قلته في هذه المقالة مناقض لهذه العبارة الجميلة وبهذا اكتفي من هذه الفقرة الثامنة.
الملاحظة السابعة: (في هذا السياق كثيرًا ما يتردد على مسامعنا أن الديمقراطية ليست من أولويات مجتمع المنخفضات في هذه المرحلة، وأن إحقاق الحقوق ورد المظالم يأتي على رأس سلم الأولويات).
العجيب والغريب في هذه الفقرة أخي ابوانس جئت بشيء غير موجود في الأهداف والمبادئ التي تقوم عليها الرابطة، ومبدأ الديمقراطية والتعددية الحزبية من الأمور التي لا يساوم عليها من قبلنا في الرابطة وهذا منشور معروف لا أدري من أين جئت بها وكما افهم من مقصدك يشاع ويقال لنا هكذا دون تحديد المصدر ومعرفة من القائل وكيف تنسب ذلك للرابطة؟!! وأرجو أن لا ترمي الرابطة بما ليس فيها دون دليل مع تقديري لحرصك والطريقة التي طرحت بها رأيك بهذا الشكل الهادئ والمترو ومع ذلك هذا لا يعفيك من الهفوات التي وقعت فيها بقصد أو دون قصد وأرجو أن تكون الأخيرة. وبهذا يكفي التعليق على هذه الفقرة.
الملاحظة الرابعة: (خطورة ضياع مفهوم المواطنة في ظل هذا التشظي الذي يشهده الواقع السياسي الإرتري، واستبداله بمفاهيم أخرى، يجعل من الوطن كيانًا غير محدد الملامح يُجيِّره كل طرف لصالح الرؤية التي يعتقد أنها تخدمه. وخطورة التشظي في رأيي ماثلة للعيان وتحتاج منا إلى معالجات سليمة، وليس إلى تعميقها، والتشظي حالة لا تخدم أي شعب أو بلد أو أمة. هذا الأمر ليس القائمون على هذه المبادرة مسئولين عنه وحدهم سلبًا أو إيجابًا، بل تقع مسؤوليته على المجتمع بأكمله، لكن من مسؤولية أصحاب المبادرة العمل مع الآخرين على منع حدوث انعدام الثقة بين مكونات هذا الوطن، وعدم تعميق الشرخ بحيث يبحث كل مكون من مكوناته عن مخارج خاصة به، رغم أن الأزمة هي أزمة وطن وشعب) في الفقرة نعم أستاذ أبو انس ما قلته مفهوم لي ولكن هل قلت ذلك للمتسببين الذين يحتكرون الثروة ومن هم في السلطة الحاكمة والمعارضة؟ أم أن الأمر يخصنا نحن أبنا المخفضات؟ وأترك الإجابة لك.
في ذلك للأسف أستاذ ابوانس كلما حاولت أن أتقرب منك أجدك تبتعد عني وكما يقال في المثل الشعبي بالتقرايت (أنا أسكو وهتو أسك كدن)!! هل أنت ترى أن نستمر في خيبات الأمل حتى تنزل علينا مائدة من السماء يا أخي العزيز أتريد منا أن نستمر على ما نحن فيه منتظرين الرحمة من السماء ومن المثقفين من أمثالك ونصبر على الانتهاكات والاعتداءات التي أنت اعلم بها أكثر من غيرك؟ والغريب تتحدث عن العنجهية والاستسلام بنوع من البراغماتية للواقع وأنا لا ادري مع أي فئة من الفئات التي أورتها تصنيف نفسك؟ قال تعالى: (وقل اعملوا) وقال جل جلاله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
(...كما أن هذه الجهود المبذولة في المبادرة وفي إنتاج الوثيقة محل احترام وتقدير، حتى في حالة الاختلاف مع أصحاب المبادرة ورؤيتهم. وهنا نحتاج إلى التأكيد على أن أصحاب المبادرة ومنتقديهم يقفون على قدم المساواة في عدم احتكارهم للحقيقة، لأن الحقيقة في حالتنا الإرترية وفي غيرها متعددة الوجوه، ومتغيرة بتغير الظروف، والإقرار بدينامكية الواقع يُسهِّل على كل الأطراف التعاطي معه، وقبول التعدد في إطاره).
السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو: كيف السبيل إلى ذلك، حقيقة هذه الفقرة لفتت نظري فيها الجملة التالية (إن الحقيقة متعددة الوجوه،ومتغيرة بتغير الظروف؟!) لم افهم كيف ذلك وان الحقيقة هي الحقيقة وإلا يكون الأمر ضرب من الحظوظ مرة حق ومرة باطل وعلى الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الآن تكون مكرمة بعد سقوط اسياس وهذا الكلام متداول بين الأكسوميين المعارضين للنظام وآخر شيء استمعت إليه في بحر الأسبوع الماضي احد المحللين السياسيين في رادو اسنا قالها بصريح العبارة حيث قال بعد سقوط النظام علينا الحفاظ على رجال الأمن والمخابرات حتى لا تضطرب الأمور وهذا يعني في ما يعني 99.9٪ مقابل .01٪ فما رأيك أنت يابو انس على ذلك؟
(كما أن المبادرة تمسني وتمس أهلي ومجتمعي بشكل مباشر ولا مجال عندي لتجاهلها أو إبداء عدم الاهتمام بها وكأنها ليست موجودة) أرجو أن يكون ما تقوله يكون نابع من القلب، ولكن مقالتك هذه جانبت فيها الصواب وكل سطر سطرته فيها يشهد عليك انك تسبح عكس التيار مع الاعتذار الشديد على هذا التعبير.
في الختام أود أن أقول أن الهجمة على الرابطة لم يكن البادئ بها الأستاذ زين العابدين شوكاي بل هناك من سبقه من أبناء المخفضات في ذلك سوف يأتي الحديث عنهم لاحقاً حسب الأهمية في ما قاله عن الرابطة إن كان يستحق الرد من عدمه.
والأخ ابوانس ممن يستحقون مناقشة ما يكتبون من قبل الرابطة وممن يعملون فيها ومن هذا الباب أحببت أن أثير هذه النقاط على ما تفضل به أخي وأستاذي أبو انس زين العابدين شوكاي وكم يكون مفيد من ينتقد الرابطة أن يتأسى بطريقته في التعبير بشكل هادئ وودي مع اختلافي معه في ما ذهب إليه.