لابد من قول الحقيقة حتى إن لم تعجب البعض منا - الحلقة الرابعة والعشرون
بقلم الأستاذ: سليمان صالح - أبو صالح
المزايدين بالوطنية أقل ما يقال عنهم أنهم لا يقدرون ولا يضعون في الاعتبار ما يتعرض له المواطن المغلوب على أمره في ارتريا
من بطش النظام بشكل لا يحتاج إلى أدلة اثبات وتبيين لأنه امر معروف لا يجهله أو يتجاهله الا من طمس الله بصيرته ولايعرف معروفاً ولاينكر منكراً. والإشكاليى بل الطامة الكبرى هي أن يتحول المثقف المتعلم المستنير إلى جاهل أو بالاصح متجاهل! فمن يقود الامة ان كان حال المثقف الارتري كما هو حال الإخوة الذين يسيرون على الطريق الذي يودي بهم إلى النظام وما يريده وان كانوا قلة قليلة وأن التشويش الذي يحدثونه غير ذي جدوى.
طالعت كغيري قبل شهر او اكثر مقالة قدمت على أنها دراسة قدمها المناضل عمر محمد أحمد وهو أحد كوادر الجبهة القدامى، وبما أن الرجل من المناضلين القدامى ينتظر منه الكثير ليشهد به على عصره للجيل الذي يجهل الكثير عن أخطاء الماضي التي وقع فيها هو وم كان من المناضلين في جبهة التحرير الارترية من أجل معرفتها والعمل على تفاديها، ولكن لم يأت الرجل بجديد بل كان أمره ينطبق عليه المثل الشائع: (من شب على شيء شاب عليه) وبالفعل هو ما حدث تماماً حيث لم يتغير المناضل عمر محمد احمد. وما قاله الاخ عمر في الورقة التي سميت بالدراسة في الاجتماع الذي التئم في مدينة روتردام الهولندية بمقر جبهة الإنقاذ وهذه نكتة أخرى، المثير في الأمر فيما قيل والتصنيف الذي وزع به الوطنية على الناس من قبلي إلى وطني دون تسمية جهة بعينها أو أشخاص قبليون يخدمو النظام ويسيئون التصرف بل كان كل ما قاله بشيء من التلميح والتقية وبتالي لا استطيع أن أناقش ما تفضل به بشي من الترتيب ولكن كلامه كان مقدمة للذين استبشروا به وبما قاله في الندوة المذكورة وهم السادة الاستاذ محمد رمضان والاستاذ فتحي عثمان وما تفضلى به الأخيرين كان أكثر وضوحاً وبتالي من باب أولى مناقشتهم بشي من الترتيب إن شاء الله.
وقبل البدء في المدح أو القدح لابد من التنبيه إلى أمر لا بد منه وهو أن بعض المثقفين الارتريون لا يعي أنه القوي الامين والحريص على مصالح الامة، والدليل ما نحن عليه من الأفكار المشتتة بين المثقفين الارترين، والبعض منهم يدعي انه من التقدمين ويصب جام غضبه على القبيلة والقبليين بالنهار وهو القبلي بالليل كما كان الحال في حزب العمل المشئوم داخل الجبهة.
أنا حقيقة لم تصدمني أو أتفاجأ بمواقف المثقفين المهزومين في ارتريا عندما أقارن الأمر الذي حدث في مصر والعراق وسورية وليبيا والصراع الذي حدث ويحدث بين المثقفين وكيف أنهم أصبحوا أدا في يد السياسين الذين يقتتلون في السلطة، وقد يعتقد القارئ أن المعادلة غير عادلة بين الدول التي ذكرت وارتريا التي لم تعرف الاستقلال والاستقرار السياسي بل كانت تعاني لأكثر من100 عام، ثم بعد الاستقلال تعاني من الاستبداد والدكتاتورية من 1991/05/25م حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر.
فماذ يقول الاستاذ محمد رمضان في مقالة له ان النظام ليس نظام طائفي بل أنه نظام دكتاتوري والقول بأنه طائفي كبيرة من الكبائر ما يقول به الا القبليين والطائفيين! وتغيير النظام سوف يكون على يد مدرخ وهم البديل المناسب والمحتمل على حسب تحليله وتنبؤاته في المستقبل، وهنا تتضح الصورة بشكل لا لبس أنه لا فرق بينه وبين المسيحيين الذين يعارضون اسياس ويريدون تغييره هو فقط وليس نظامه الذي يتكون منهم اي المسيحيين ولتوضح أكثر يعني انهم يريدوا تغيير اسياس وتسير الأمور على ما هي عليه والأخ محمد رمضان ييض ذلك! وهذه هي نقطة الاختلاف معه بالنسبة لي.
الإشكالية أن الاستاذ محمد رمضان مصر على هذا الأمر بشكل عنيد،فهل الكاتب محمد رمضان يسره الذي حدث في الوطن على يد جماعة افورقي وما يعانيه الشعب منهم ويريد ان تزيد المعاناة علينا ولماذا؟ ام به إشكالية معينة لا يعلمها أحد عنه؟
القبيلة والقبايل الارترية ضاربة في الجذور.
ومن يعتقد انها شر فلا يقبل منه ذلك وقد يكون له اغراض خفية من وراء ذلك وبالتالي يجب محاصرته ومتابعته.فالقبيلة وان كانت المكون الأساسي للمجتمع الارتري لا يمكن الاعتقاد بأنها تحل محل الدولة وهذا الأمر لا يقول به الا أحمق جاهل.وبتالي لايزايد علينا أحد في هذا الأمر سواء محمد رمضان أو فتحي عثمان الذي يجهل الكثير عن المجتمع الارتري بشكل عام والمجتمع المسيحي بشكل خاص.
والاشكالية ليست مع الدين المسيحي بالنسبة للمسلمين حسب اعتقادي الشخصي، بل هي مع السياسين الارترين الذين ينتمون إلى الديانة المسيحية من امثال أسياس وأفعالهم القبيحة وليس للمسيحي العادي دخل فيما حدث ويحدث ما لم يكن من الإقصائيين المؤيدين لها.
المطلوب هو دولة مدنية ذات تعددية سياسية ومن يختاره الشعب في الأنتخبات وفق الدستور الذي يتفق عليه هو الذي يحكم وهذا الذي تطالب به المعارضة التي تنعتها بالقبلية يا أستاذي محمد رمضان، ومن لا يعجبه ذلك يقلد اسياس على طريقة (حادى هزبي حادى لبي) ونقول له انت كذاب أفاك ضع عنك التقية والتقول على الثوابت المجتمعية واذهب اليه.
الاستاذ فتحي في مقالته وان كان لايختلف عن الاستاذ محمد رمضان الا أن كل ما قاله صدر منه عن قناعة وليس مضاهنا لأحد، ولكن الاشكال انه لايعلم ما يعلمه الاستاذ محمد رمضان عن المجتمعات المرتفعاتية التي ينتمي اليها افورقي رغم انه عمل معهم في الوزارات والسفارات وهذا لا يكفيه. الأمر الثاني أن الأستاذ فتحي وان كان من بيت ارتري أصيل ووالده من المؤسسين لقوات التحرير الشعبية التي تأسست على أنقاضها الجبهة الشعبية التي نعاني منها اليوم.ولم أتوقع من الاستاذ فتحي أن يقع في ما وقع عليه من التقول على الدين والاستدلال بأمور في غير مكانها وزمانها كما لو أن الأمر مطارحة شعرية في ناد ثقافي! وكان عليه ان يستفيد من تجربته معهم لأكثر من عشر سنين ويقارنها بما رأه وسمعه وان يقول الحقيقة التي يعرفها عن الظلم الواقع على الشعب من إقصاء وتهميش وتقتيل وهذا لم يقم به اسياس بمفرده بل قام به من هو أشد منه تطرفاً من المسئولين وهم بالآلاف يا أستاذ فتحي ثم تأتي انت وتقول المسوولية تقع على اسياس ولا أحد غيره فعل ذلك ولذلك اعتقد انك لم تعرف عنهم شيء إلا القشور رغم طول المدة التي قضيتها معهم وأنا أقدر انك طيب وتصدق كل ما يقال لك من قبل الهاربين من النظام لأنك تختلف عنهم في تربيتك السودانية والكويتية وتأخذ الأمور بحسن النية وهذا الذي حملك على ما قلت وأرجو ان تراجع المسيرة التي مررت بها مع اسياس من اول يوم إلى آخر يوم كتب الله لك فيه النجاة منهم والحمد لله على ذلك، صدقني سوف تجد الكثير من الأشياء التي تحتاج منك المراجعة، وبعد ذلك انا أتوقع منك المقالة التي سوف تكون المرجعية كما هو في كتابك الذي فيه الكثير الذي لم ينشر من قبل ومع ذلك انت تحتاج إلى الكثير من المعرفة عن القوم من الصادقين الذين لهم الالمام بالأمر.
المسلمين والمسحين عاشوا معاً سنين ولم يحدث ما يخاف منه الإخوة.
دولة القانون والمواطنة والشراكة العادلة تضع الارتريين بكل مكوناتهم الإثنية ليعشون في احترام متبادل، وهذا لابد ان يسبقه الاتفاق في العقد الاجتماعي قبل كل شيء وهذا ليس له علاقة ببقاء اسياس في الحكم من عدمه وببساطة اسياس سوف يذهب وان لم يكن اليوم ففي الغد وبتالي يجب ان تكون النظرة الى المستقبل على بال كل سياسي يريد ان يقود الشعب مستقبلاً.
ما هو الخطر الذي يتهدد وجود الدولة الارترية الان؟
ما يهدد وجود الدولة الارترية الهشة الآن هو الظلم المستمر على المسلمين بشكل ممنهج ومستمر من خمس وعشرين عاما، والأمر الثاني سكوت المسيحيين المحسوبين على المعارضة عن ذلك الا من الأفراد القلائل يسنكروا ذلك بشيء من الاستحياء والا لم نرى مقالة أو حتى محاضرة الا ماكان من البروفيسر تسفاطين مدهانيي في المانيا وهو رجل مطارد من اسياس من أيام الكفاح المسلح وكان مهدد بالقتل كما قيل لي من قبل أحد العارفين بالأمر.
الخطر الأخير الذي يهدد الوحدة الوطنية الذي يأتي من المتملقين دعاة الشمولية والدولة المركزية الذين سوف يستغلهم اسياس عند الضائقة التي تلم به لكي يستعين بهم على من يطلقون عليهم من القبلين والطائفيين ولا أعتقد أنهم يمانعون عن مواجهة من يعارض اسياس اذا سمح لهم بان يكونوا على مقربة منه وعلى رأس هؤلاء السادة أدعياء التقدمية كما تفضل الاستاذ محمد رمضان وحينها سلم لي على الوحدة الوطنية أي عندما يأتيني المتضرر مثلي وهو رأس رمح يعمل أجيراً بلا مقابل مع الإقصاين الأكسوميين، وهو من يطلق عليه حليف من فئة (م.ن) = مغفل نافع.
كلمة اخيرة للأساتذة الأفاضل أقول ما يريده غيركم من الارترين المعارضين للنظام من المسلمين هو حقوقهم المشروعة فماريكم انتم في ذلك؟ قد نختلف في وجهات النظر والطريقة التي يسترد بها الحق ولكن ليس بهيمنة التقرنية ولا يكفي ان يتحمل اسياس كل ما جرى وتستمر القافلة هذا امر خطير، وعليكم معرفة منظومة الحكم في ارتريا وتحديد الحلول المناسبة وإلى ذلك حين نراكم على خير وتحياتي.