المرحوم غلطان

بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري

الحياه تجارب، وفى تجربتنا كثورة تحررية وولادة دوله، مررنا بتجارب متعددة وايضا من تجارب الاخرين.

وتراكمت التجارب و هناك من يعتبر التجارب للتقييم والاصلاح، والغالبية لا يعنيها هذا الامر بالبتة لا من قريب ولا من بعيد.

منذ الثورة وبدء عمليات الانقسام والتخوين والتكتلات السياسية. خلقت مجموعات ومذاهب وايديولوجيات، ماركسية وعلمانية واسلامية وبروز نخب ارتزاقية استسلامية لطموحاتهم الخاصة. وقيادات مفلسه تتهم كل من ينتقدها وكأن المعنى ليس شخصه ولكن خلفيته وقبيلته!! والشائن ان كل طرف يتسول الدعم ويتمسك باجندات الداعم لمشروعه على حساب القضية العامه من وطن وحقوق.

فما هى النتيجة والواقع المعاش؟

فشل امه وضياع حقوق. وتفريخ كيانات هنا وهناك، يتم تبرير التفريخ بالفشل العام، بينما القصد هو انتهاز فرصة الفوضى السياسية بخلق حواجز لعدم ترميم البناء الموروث عبر تضحيات ودماء ذكية، لكن يصرون على الهدم وبناء جديد يتماشى مع اهداف مشروعهم،

وترى قلوبهم على قناعة بان مشاريعهم الفردية والتغريد خارج السرب هى مشاريع قاتلة. لان مرحله استنزاف قضيتنا لقرون قد اتت اكلها، والباقى هو سياسة التفريخ و الانشطارات الاميبية والكل يبيع بضاعته الفاسدة وطنيا وتاريخيا.

هناك من تنازل عن قضيته والتف بجلباب عدو الوطن وعدو الحقوق وعدو التعايش الوطنى من غالبية طائفة حاكمة. واخرى تتبنى عدو الامس وعدو الغد من ابناء العمومة للطائفة الحاكمة من تجراى تجرنيا. يرفعون رايه الاستسلام لهذا وذاك ويقفزون على حقوق امتهم باسم السيادة والوطنية الزائفة او مناصرة الانسانية (تجراى) وكأن مجتمعنا يركن وينعم ويتسمر على مصاف العدالة الانسانية.

وهناك من يغرد بالتلاحم الوطنى وان الكل مضطهد بنفس المكيال، بينما يشهد بأم عينه ان الاضطهاد والجرم والحرمان يتفاوت عمرا وضررا. المجازر من عونا وعد ابرهيم وشرق اكلوجيزاى وغيرهم تمت غالبيتها بايدى شركاء الوطن من الكوماندوس والمليشيات الارترية اكثر من بطش العدو الاثيوبى (طيرسراويت)، مقابل مميزات وحفنة من الدقيق. هذا هو التاريخ الاصلى وليس ما يسطره المستبد الغاشم.

ومن ينادى بمسار ثالث دون مراعاة للتجارب السابقة بان هذا المسار وغيره تمت تجربته ما يفوق ال ٣٠٠ مره بعد الالف. من دعم للطائفة الحاكمة وتعدد الهرولات بين الغربة واسمرا.

وايضا من استهوته هوايه الانشقاقات وصارت ادمان تحت مسميات عدة منها تكتلات ومحاصصة، وانا الاصل وانت الفرع. واطراف تتبنى ميثاق جامع لامه النضال من حقوق وجمع الشمل، لكن للاسف تم اختزال الميثاق وكانه قطاع خاص. والمجلس الوطنى وممارسات داخله صارت تعكس رؤى حزب او تنظيم محدد بأخذ القرارات، لكنها مظلة جامعة لتناقضات وانشقاقات ومناصرة التفريخ والتشجيع لكل اطراف التشتت بهدايا قيمة وكأن عضوية المجلس تضاهى عضوية الامم المتحدة.

ونخب تمتلك امكانيات من خطابه وتنوير وتنظير وفن الكتابة وحضور وكرزمه، لكنها تستغل امكانياتها من اجل طموحات خاصه ويتناسون مهامهم من ادوار مؤثرة من صنع الواقع السياسى والاجتماعى لحاضنتهم الطبيعية و خلق ارضية وتلاحم جماهيرى عبر افكار شجاعة والتمسك بالمبادئ. لكن نراهم يقفزون بين الموائد ويتحدون ان سواد عيونهم تتفوق على مبادئهم والكل مجبر عليهم نتيجة لإمكانياتهم!!

واخرون يتبنون قضايا تعكس مكونات محدده ولكن يتم تلميعها باسماء واهية. غدا رضينا ام ابينا سوف تطرح مسميات قبلية وبشكل صريح، وقد تراهن كل قبيلة بان لها الباع والعتاد والتاريخ والعلم والامكانيات المادية والبشرية والكل على علم بانهم قوة زائفة مستهلكة دون تلاحمهم. ومنها الى نشوب حرب قبلية ودمار بين اصحاب الحقوق والقضية، ويخرج منها الغاصب والعدو المباشر منتصرا مثل الشعرة من العجين، منتصرا مره ومرات وله الوطن والمواطن وكتابة التاريخ كما يحلو له.

هناك تجارب عايشناها تحتم علينا بالعمل الوحدوى ولو على حد ادنى وحتى استعادة الحقوق. كما ان هناك تجارب دولية واقليمية ماثلة امامنا من تعاضد اقتصادى بين دول بينها عداء متجذر مثل دول الخليج وتركيا، وايضا بين الامارات وايران والمشاريع الاقتصادية الضخمة بينهم. وكذلك بين روسيا ودول الناتو وغيرهم. كل هذة المشاريع الغرض منها ضمان امن واستمرارية دولهم. رغم وجود مناوشات وحروب بالوكالة إلا انهم لا يخاطرون بحرب مدمرة والضمان لذلك هو التعاضد الاقتصادى المشترك والذى بدوره سوف يراهن بخسارة كل الاطراف.

فهل لنا من فهم لهذا الواقع ونحن اصحاب حقوق دامغة وتجارب مريرة؟ لا نسعى الى السيطرة والاستئثار بسلطة وثروة ولكن لاستعادة تاريخ وحقوق ومشاركة فعالة وعدالة دائمة.

الرؤية واضحة وضوح الشمس ويكفى الطعن بالظهر وعلى ظل الفيل، المطلوب هو التكاتف والتلاحم مهما كانت خلافاتنا وعيوبنا.

او اطلاق رصاصة الرحمه على شعبنا وقضيته... والمرحوم غلطان.

Top
X

Right Click

No Right Click