إرتريا: إقتراحاًَ (قَبْلِي) لوحدة المعارضة - وآخر (بَعْدِي) للحوار والمصالحة! 1-2

Samadit.com سماديت كوم

بقلم الأستاذ: محمود علي حامد - كاتب إرتري مستقل

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة: إنَّ الحرية ما لم تقترن بالمسؤلية (وطناً ومواطنة ومعاملة عادلة) روحياً ولغوياً وثقافياً وبمكارم أخلاق

توقِّرُ الكبير وترحمُ الصغير وتكرِّسُ المودةَ والرحمةَ والتكافل الإجتماعي، لإرساء العدالة الإجتماعية، التي تجمع ولا تفرق وتحمي ولا تبدد وتصونُ ولا تهدِّد ناشدةً إزدهار متجدد للبلاد، وإستقراراً متمدد بالسلام والوئام المستدام للعباد.

وإذا الحرية تنسلُّ وتنفصل عن المسؤلية فهي لا شك ولا ريب إستبداد وإعتداء وإفتراء على حقوق الآخرين. وذلك منتهى الظلم والعدوان، وإنتهاك حقوق الإنسان الشريك الأبي والوفي الذي جاء بهذا الكسب الوطني العظيم، مقدماً ماله ونفسه وولده من (1943-2016). وبكل أسف يرزح تحت أُحادية ناشذة ودكتاتورية غاشمة وشمولية قابضة نصَّبت نفسها (حكومة أمر واقع) ما انزل الله بها من سلطان منذ ربع قرن من الزمان.

والمسؤلية بدون حرية تعتبر إستعباداً ينفذ المسؤل بدون حرية إملاء يتلقاه ليحكم بين الناس دون أن تكون له حرية التقييم والتقويم للعدل السليم، لما يُمارس من عملاً في الشؤون الإجتماعية للشعب الذي يفقد العدل والأمان لأن الحرية بدون مسؤلية ناشذة لأنها من بنات أفكار (مزاجية وهوائية لا تحترم الأسس المؤسسية) الدستورية التي تحدد الحقوق والوجبات الوطنية.

وعليه تلجأ إلى حرب طبيعة الأشياء وتناطح شريعة السماء وتعتبر الشعب الأعزل في الداخل رعايا وليس مواطنين. ومَن في أرض المهجر محجورون من العودة إلى أرض الأجداد والآباء الحرة المستقلة. ما لم يأتوا فرادى وليس جماعات، راكعين وخانعين لشريعة الغاب والإرهاب والتسلط على الرقاب. بسياسة بوليسية قمعية مرفوضة عقلاً ومنطقاً ووطناً ومواطنةً لفقدها العدالة والمساواة وتخشبها بالترهات والمتاهات.

وبعد:
الشعب الأرتري عن بكرت أبيه يعلم علم اليقين بأن النخب السياسية والقيادات العسكرية منذ عام 1973م إنقسمت إلى (ثلاثة) أيدولوجيات متناقضة ومتباينة إنحرفت بهم عن المبدأ الثوري الشريف الذي مُورس بالأجداد والآباء (1943-1972) والهدف الإستقلالي النبيل المؤطر بالقيم الروحية والأعراف البطولية ومكارم الأخلاق التي رسختها عليهم العقيدتين السماويتين في أرتريا.

وهما: (الإسلام الحنيف للمسلمين) و(النصرانية الإنجيلية السمحاء للنصارى) فكانت الأمة الأرترية بشقيها (نصارى ومسلمين) راسخة في قلوبهم وعقولهم وحدانية الله الذي لا إله غيره والذي ليس كمثله شيئ لا في السماء ولا في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. ذلك لأن التعاليم الربَّانية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وتحض المؤمنين المتقين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليكون الضمير الإنساني بالمرصاد (للظلم والعدوان) ولتطمئن الأمة على حقوقها المصونة وأرواحها المحروسة بدولة القانون.

لذلك أتقدَّم بهذا الإقتراح (القَبْلِي) لوحدة المعارضة الوطنية؛ كي ترتقي إلى مستوى الند والضد لهذه ( الحكومة ذات الأمر الواقع) التي لا تملك شرعية وطنية نصَّبت بها نفسها (حكومة أمر واقع) دون تخويلاً من الشعب، ولا إستناداً إلى أُسس مؤسسية ودستورية تحدد الحقوق والواجبات الوطنية العليا والعامة (عدلاً ومساواةً).

وبما إني مواطن بسيط يؤمن إيماناً قاطعاً بعدالة هذه القضية الوطنية التي إنتكست من عام 1973م إلى تاريخ هذا المقال 2016/10/20م جراء التلكؤ والتردي والتفكك لسياسات المعارضة الوطنية التي كانت قبل التحرير ثلالثة فصائل تاريخية لها القدح المعلَّى بالنضال السياسي والكفاح العسكري والصمود البطولي الذي تحدُّوا به أكبرُ إمبراطورية في شرق أفريقيا وخاضوا حرباً ضروساً (سياسياً من عام 1943 إلى 1952م) حيث جاءوا بالحكم الذاتي الأرتري تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة وكُونت حكومة أرتريا من الحزبين المتناقضين (حزب الكتلة الإستقلالية) (وحزب الإتحاد الإثيوبي الإندماجي عميل الإستعمار). وأداروا حكومتهم الأرترية الذاتية بجدارة وإدارة سياسية من 1952-1961. حيث إبتلعت الإمبراطورية الإثيوبية (أرتريا وشعبها وحكمتها) بتحريض من لعبة الأمم الأمريكية تمكيناً لإستيلائها على أرتريا وبحرها الأحمر الأستراتيجي العربي الأرتري، لمصالحها السياسية والإقتصادية في شرق أفريقيا بصورة عامة وفي المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج بصورة خاصة.

فإستقطبت النصارى الأرتريين ظاهراً بالوازع (الديني والثقافي واللغوي) المتسق مع الشعب التقراوي الأثيوبي وباطناً بالسخاء الحاتمي الذي دفقته المبراطورية للنصارى الأرتريين (جاهاً ومالاً وسلطات عشوائية متوجةً بالقاب الأمبراطورية التي جعلتهم بالإغراء أثيوبيين أكثر من الأثيوبيين أنفسهم فكان شعارهم الغبي التملُقي أثيوبيا أو الموت) بقيادة زعماؤهم الثلاثي المشؤم..

1. المدعو اسفها ولدو ميكائيل.

2. المدعو القس دمطروس قبرماريام.

3.المدعو الجنرال تلّـَا عقبيت الذي كان قائد عام الشرطة النظامية الأرترية، والأول فُرض قسراً بالإمبراطورية رئيساً للسلطة التنفيذية لحكومة أرتريا والثاني فُرض نائب رئيس السلطة التشريعية ووكيلاً مفوَّضاً من الأمبراطور ومحمياً بالجيش الأثيوبي ومخابراته لإحالة أرتريا إلى مقطورة الإمبراطورية الأثيوبية بمسمَّى المقاطعة الرابعة عشر لهذه الأمبراطورية البربرية الإقطاعية التوسُّعية المدعومة من الولايات المتحدة لمحو أرتريا من القارة الأفريقية.

ما أحسبكم تجهلون ما قام به الشعب الرتري من تحدي وتصدي وصموداً بطولياً بقيادة (جبهة التحرير الأرترية) حفيدة حزب الرابطة الإسلامية، وسليلة حزب الكتلة الإستقلالية ورائدة النضال السياسي بقيادة زعماؤها السياسيين (السيِّد البطل الشهيد إدريس محمد آدم والسيِّد البطل الشهيد إبراهيم سلطان علي) الذين أسسوا جبهة التحرير الأرترية في القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة في عام 1960م وبعد عامٍ واحد أنشأوا الجناح العسكري يقيادة البطل الشهيد حامد إدريس عواتي وصحبه الكرام كوادر الكتلة الإستقلالية المدنيين المثقفين والعسكريين المقتدرين في 1961/9/1م وإلتفَّ الشعب الأرتري حول ثورته العسكرية فكان أبيَّاً وفيَّاً بالمال والنفس والولد وخاض حرباً ضروساً لثلاثة عقوداً من الزمان (1961-1991) وتدراكت رحمة الله التي وسعت كل شئ ونصره العزيز في 1991/5/24م فحققوا التحرير بالرغم من تشرذم وتشظي الثورة الأم إلى أربعة فصائل تأريخية يعرفها حتى راعي الضأن في أدغال أرتريا.
جاء التحرير وعزَّزه هذا الشعب الأبِّي بأصواته الكريمة فإكتسح الإستفتاء الذي أُعلن به الإستقلال في 1993/5/24م.

غنيٌّ عن التعريف ما حاق بالشعب الأرتري وفعالياته السياسية من جورٍ جائر وغدرٍ فاجر وجحودٍ ناكر قلبت به ظهر المجن للشعب ونصَّبت نفسها (حكومة أمرٍ واقع) طوعاً وكرهاً. بعد إستيلائها على مُقدرات البلاد (السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية والإجتماعية) وأحالت الإستقلال إلى إحتكار خاص بها وأحّاَلت الشعب الأعزل في الداخل إلى رعايا وليس مواطنين، ورفضت عودة من في المهجر إلى أرضه الحرة المستقلة.

هذا الإحتلال المحلي الأرعن فشلت المعارضة أن تتخذ ضده عملاً وطنياً وسياسياً لإدمانها الشدَّ والجذب والصراع والنزاع والتشرذم والتفريخ الذي وصلت به من ثلاثة فصائل تاريخية إلى أكثر من أربعين فصيلاً إتقفوا لئلا يتفقوا وأتحدوا لئلا يتحدوا فكان حصاد نشاطهم جعجعة بدون طحين وأقوال دون أفعال إستفادت منها هذه الشرذمة الشريرة التي تصولُ وتجولُ في البلاد بمنتهى الإستفزاز والإستبداد.

بعد الإسهاب في تأريخ الثورة الأرترية الذي قصدتُ منه التذكير لمن عاصروها والتنوير للشباب مواليد عام 1975م وما بعدها لكي لا ينطلي عليهم التزوير الممنهج الذي تغزله الشعبية لتضليل الأجيال الحالية الصاعدة والناضجة وتنسجه لترسخه على كل عقول الأجيال الناشئة لتحيل التأريخ الوطني السياسي والعسكري لجبهة تحرير أرتريا إلى النسيان. مستقلةً إنقراض الكبار ومضللةً الأجيال الشباب كي تجعل من نفسها (نهضة وطنية وثورة سياسية ثم ثورة عسكرية ضاربةً عرض الحائط بنصف قرنٍ من الزمان كان فيه الشعب الأرتري كله جبهة تحرير أرتريا إلى أن ظهر التشظي في عام 1973م فمُزقت الثورة شرَّ مُمزقٍ لإنحرافها إلى حزب العمل الذي أضاع الجمل بما حمل. والذي إستنسخ منه (أفورقي) مشروعه المسعور (نحن وأهدافنا الجهوي الطائفي) بمنتهى الظلم والعدوان وإنتهاك حقوق الإنسان. الذي إنكشف بفضل الله ووعي المنظمات الإنسانية العالمية وإهتمام لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف وحركة الشباب الذين إنتفضوا ذكوراً وإناثاً بالمظاهرة المشهورة في مدينة جنيف السويسرية نرجو ان تكون بارقة أمل لمحاسبة هذه الشرزمة الشريرة.

فحوى الإقتراح (القَبْلِي) لوحدة المعارضة:
أستميحُ القارئ الأرتري الموقَّر والمعارضة الأرترية بكل قضَّها وقضيضها بهذا الإقتراح الخاص لوحدة المعارضة المنشودة بالقاعدة العريضة للشعب في داخل البلاد وخارجها وأن يقوموا مشكورين بإستشارة الحكماء والعقلاء والأعيان والمستنيرين شيباً وشباباً للعزم والحسم لتكوين الوحدة الصادقة والأمينة لهذه المعارضة لصالح البلاد والعباد.

الشعب الأرتري ينقسم إلى ثلاثة أيدلوجيات هي:
• العلمانيين

• القوميين العرب

• الأسلاميين

أ‌. العلمانيين هم: الماركسيين والماويين ودعاة الإشتراكية الأوروبية يتسق تفكيرهم الآيدولوجي وإيمانهم الفلسفي العقدي لذلك نطلب منهم أن يختزلوا أنفسهم في حزب توحيدي واحداً موحداً بدلاً من هذا التشعب الذي أصبح خميرة عكننة لعدالة القضية الوطنية العادلة.

ب‌. القوميين العرب وهم:
1. البعث العربي التكريتي العراقي.

2. البعث العربي العلوي السوري.

3. الناصريين.

4. اللجان الشعبية للكتاب الأخضر الليبي.

نطلب منهم أيضاً مشكورين أنت يُختزلوا في حزب واحد موحَّد تقصيراً لظل الفوضى والهرج والمرج الذي لا يقدم ولا يأخر.

ج. الإسلاميين:
هم السلفيين، والأخوان المسلمين، والصوفيين، عليهم ان يُختزلوا في حزب تمهيدي واحد موحد. ولطالما هم مسلمون ويقدسون الحديث الشريف الذي يقول (المسلم للمسلم كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا) لكي تكون لهم كينونة متحدة يُحسب لها حساب الشعب الأبي الوفي الذي يمتاز بالوعي السياسي.

1. من الحق والعدل والحرية أن نخيِّر أبناءنا الشباب مواليد 1975م وما بعدها أما ان ينسلخوا بمحض إرادتهم وقناعاتهم الوطنية في الأحزاب المذكورة أعلاه أو يكونوا حزباً خاصاً بهم لإدارته إدراةً وطنية خالصة ومخلصة لصالح البلاد والعباد التي تنصف هذا الشعب الذي سأم عن وحدة المعارضة الوطنية وفشل في عودة الروح وإزالة هذا الحكم المعتوه.

2. كل الأرتريين لهم الحرية أن ينتسبوا لأي حزب من هذه الأحزاب الأربعة بكل حرية وعزة وكرامة بقناعتهم الوطنية إذا حقاً وصدقاً وطناً ومواطنة نحن معارضة وطنية صادقة سنعير هذه الإختزالات للأحزاب إهتماماً كبيراً من أجل ان نضع الأمر الوطني في نصابه الذي تقتضيه العدالة الإجتماعية.

ختامـــــاً:
أكتب هذا المقال (بعنوان إقتراحاً قَبْلِي لوحدة المعارضة) بحثاً عن كياناً موحداً لهذه المعارضة التي بكل أسف بترددها وتلكؤها وتفككها أعطت مجالاً واسعاً لحكومة الأمر الواقع التي أهلكت الحرث والنسل.
وعليه أدعو كل الشعب الأرتري أن يدلو بدلوه إزاء هذا الإقتراح (قبولاً أو رفضاً تعديلاً وحذفاً) عسى ولعلَّ أن نجد إقتراحاً أجدى وأعظم منه يوحدنا ويؤلفنا للخروج من هذه الطامة الكبرى فلا تبخلوا يرحمكم الله على شعبكم المغلوب على أمره بعد الحرية والإستقلال.

نصف رأيك عند أخيك. وصديقك من صدقك وليس من صدَّقك فإلى كلمة سواء تُرسي الوحدة الوطنية وتنصر هذه القضية الوطنية العادلة. وتقطع دابرهذا الخصام والإختصام.

هذا ولله الأمر والتدبير كاتب أرتري مستقل

Top
X

Right Click

No Right Click