حقيقة عصابة الهقدف وإنتمائها الوطني ان لم يرحموا صغيرا ولم يوقروا كبيرا فما علاقتهم بالوطن والشعب؟

بقلم الأستاذ: محمود محمد نور فرج (أبو رهف) - كاتب وناشط سياسي ارتري

الشيخ المجاهد الشهيد التسعيني الحاج موسي محمد نور عمل جاهدا ومنذ نعومة أظفاره كغيره

موسى محمد نور 2

من أبناء الشعب الارتري في مكافحة الاستعمار الأجنبي في حقبه ومراحله وأشكاله المختلفة منخرطا في كتلة الأحزاب الوطنية المطالبة بالاستقلال التام ووحدة الشعب الارتري وعضوا مؤسسا ومحوريا في الرابطة الإسلامية وحركة التحرير الارترية ثم جبهة التحرير الارترية اذ كان يرحمه الله مشروعا متكاملا للتضحية والفداء حيث قدًم في سبيل ذالك حياته وماله بل حتي وأسرته وأصبح منزله مقرا للاجتماعات ومزارا للنشطاء الوطنيين ثم نقطة انطلاق وتلاقي الفدائيين في العاصمة اسمرا مسخٍرا لهم حياته وماله ومنزله واصبح الحاج موسي محمد نور منسقا عاما لكل متطلبات العمل الوطني والاجتماعي في العاصمة اسمرا يستقبل هذا ويوجه ذاك ويكفل آخر للخروج من السجن بضمانه الشخصي وكان مقصدا وملاذا آمنا للجميع لم يفرق بين أبناء شعبه وكان معروفا بكرمه وصدق إيمانه.

كما كان ناشطا اجتماعيا ومعينا للمواطنين في مختلف احتياجاتهم الحياتية حيث اهتم بأمور التعليم الذي اولاه جل اهتمامه وبذل من ماله وجهده وأنشأ بالتعاون مع الخيرين من اقرانه الخلاوي والمدارس ومنها مدرسة الجالية العربية ومدرسة الضياء الخاصة التي تم إنشائها والصرف عليها وتَحَمٌلْ جميع نفقاتها من مستحقات المعلمين وتوفير الأساس المدرسي والكتب ورعاية الطلاب علي حساب المواطنين دون اي تدخل من الحكومة الاستعمارية وكما لم تتدخل في الإنفاق عليها او رعايتها ايضا لم تتدخل في منهجها التعليمي او إدارتها هذا في عهد الاستعمار.

وفي الوقت الذي استبشر فيه شعبنا بخطف ثمار تضحياته التي توجت بتحرير كامل تراب الوطن من رجس الاستعمار البغيض ليتنفس طعم الحرية ويمارس حياته الطبيعية في ظل دولة وطنية تعمل للنهوض بالوطن والمواطن من خلال بناء المؤسسات التشريعية والقانونية التي تكفل الحريات السياسية والمعتقدات الدينية والفكرية وتوفير مجانية التعليم والعلاج الصحي الي جانب المؤسسات الخدمية والاجتماعية الاخري وإشراك المواطن خصوصا فئة الشباب في بناء ما دمرته الحرب وهذا اقل ما تقدمه الدول تجاه مواطنيها.

ولكن ماجري ويجري في بلادي ارتريا هو العكس تماما بعد كل هذه التضحيات الجسام والثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا من قتل وسجن ومعاناة اللجوء في دول الشتات في سبيل حريته وكرامته فوجئ بما لا يمكن أن يتوقعه انسان او يخطر علي بال عاقل وهو ان تُخْتَطَفْ وتُخْتَزَلْ الدولة فقط لرغبات رجل واحد ومتفرد هو الدولة وهو المُشَرٍعْ والقانون وهو القاضي والجَلاًدْ الذي يحكم بما يشاء وعلي من يشاء وكيف ما يشاء.

وبهذا تعرض شعبنا الي أضعاف ما تعرض له في ظل الاستعمار الأجنبي من قتل وخطف واخفاء وتعذيب وتجهيل وإفقار متعمد وتعريضه الي مهالك الموت إما في زنزانات معتقلاته او علي ايدي فرق الموت من زبانيته وإما ان يصبح عرضة للابتزاز من تجار البشر ولقمة سائغة لوحوش الصحاري وأسماك المحيطات وهكذا أصبحت الدولة التي حلمنا بها وَبَالا علينا.

حيث دُمًرَ المنهج التعليمي بسبب سياسة تعليم لغة الام وأغلقت الجامعة الوحيدة في الدولة وبنيت بدلا منها عشرات السجون والمعتقلات منها ماهو معروف فوق الأرض ومنها ماهو تحت الارض ومنها ماهو موجود في الجزر البحرية والتفنن في قتل وتعذيب المواطنين من الأحرار والوطنيين مدنيين وعسكريين سياسيين وعلماء مشائخ وقساوسة رجال ونساء آباء وأمهات لا بل واطفال تحت العمر انها دولة السجن للجميع.

أيها السادة فهناك اسر بأكملها اختفت في معتقلات الاشباح والشيخ موسي وأخيه الدكتور طه محمد نور أحد مؤسسي جبهة التحرير الارترية في القاهرة عام 1960 خير مثال وهناك ايضا شيخ ثمانيني مع أبنائه الثلاث مات كل منهم في زنزانته وهناك اثنان اوثلاث من كل أسرة لا يعلم أحدهم بالآخر ان كان علي قيد الحياة او غادر الي الدار الآخرة وهناك وزير في الحكومة وزوجته في السجن ولا يستطيع أن ينبث بكلمة واحدة بل هناك وزير واسرته يقبعون منذ عشرات السنين في المعتقلات وهناك شباب بل واطفال اختطفوا وهم مازالوا تحت السن القانونية وهناك أطفال تُركوا دون معيل وشُتٍتُوا وهناك شيوخ من الآباء والأمهات ذهب بصرهم وعميت اعينهم من البكاء وفاضت ارواحهم حسرة علي فلذات اكبادهم.

وهناك وهناك وهناك الكثير

انها دولة العجائب دولة العصابة او المافية التي تأكل بعضها بعضا

والله المستعان وعليه التكلان

Top
X

Right Click

No Right Click