الدولة اﻻرترية في الاسفير؟
بقلم الإعلامي الأستاذ: إبراهيم محمد عمر سليمان اللولا - كاتب وناشط سياسي ارتري
الشبكة العنكبوتية (الانترنت) هي سلاح ذي حدين، هي نعمة اذا ما تم استخدامها بالعقل السليم
في سبيل نهل العلوم والمعارف وتوصيل مخرجات إيجابية تخدم الإنسانية جمعاء، وهي نغمة عندما تستخدمها عقول مريضة مختلة فتصبح وبالا علي القيم والأخلاق السوية ومدمرة للنشيء.
الإنترنت تغلغلت في حياة الانسان بفضل الثورة المعلوماتية، بل أصبحت كل حياته وسار لا يستطيع ان يحيا بدونها فاصبحت هي إكسير الحياة الذي يحرك الانسان ويساعده في تحقيق واجباته واعماله المختلفة.
والتواصل الاجتماعي وجه من أوجه استخدام الإنترنت، ومن خلاله يتم الوصل والتواصل بالعالم الخارجي بمافيه أفراد البيت، حيث اصبح القريب والبعيد في مسافة واحدة، بمعنى أضحي الكون غرفه كبيرة.
ومن ضمن ايجابيات الوسائل الاجتماعية (السوشال ميديا) توصيل المعلومات والتوعية والحشد لتنفيذ الفعل علي الارض الذي يتطلب تغيير الواقع، والأحداث في السوشال ميديا ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لغايات مستهدف تنفيذها علي ارض.
وبالعودة الي العنوان طبعا انه غريب ولكنه حقيقة ماثلة أمامنا : فعندما نجد احزاب تنشأ في الاسفير والعضوية اسفيرية تتواجد في مختلف دول العالم بل في كل قارات الكرة الأرضية، و لديها برامج سياسي ولها نظام أساسىي ولعضويتها حقوق وواجبات علي الاسفير:-
• لكل مكون إرتري حزب ،
• وللمنخفضات حزب ،
• وللمرتفعات حزب ،
• ولَكل قبيلة حزب ،
• وايضا توجد منظمات مجتمع مدني (اجتماعية وخدمية وحقوقية) مقسمة بنفس تقسيم الأحزاب (التنظيمات) ،
وتوجد قروبات:-
• لكل مكون قروب ،
• ولكل تنظيم قروب ،
• ولكل اقليم قروب ،
• ولكل قبيلة قروب ،
• ولكل فئة اجتماعية او مهنيه قروب ،
علي كل وسائل التواصل الاجتماعية (الفيسبوك والماسنجر والوتساب والأيمو، ...إلخ)، وتستخدم هذة المكونات دعايه وإعلانات لمناشطها عبر كل الوسائل وكأنها تمارس أنشطتها علي الجغرافيا،،، ومن هذا نستنتج بانه نحن اﻻرترين أفضل من يستخدم الاسفير لأعمالنا السياسية والاستراتيجية وايضا نعقد مؤتمرات وندوات عبر الزوم الذي يربط لايف بمختلف الوسائل من اجل كثافة الحضور مع مراعات التوقيت الأمثل، ونحن اكثر من يستخدم السوشال ميديا في التواصل الاجتماعي، سلبا وايجابا علي حد سواء.
وفي المقابل ان معظم أفراد هذة الأحزاب (التنظيمات) وأفراد المجتمع المدني اوضاعهم المعيشة مؤمنه ومستقبل الأولاد مضمون، بل كثير من الابناء لا يعرفون ماذا يفعل والديهم وفي ماذا يفكرون ولمصلحة من، وفي المقابل معظم الابناء ليس لديهم علاقة انتماء الي بلد آباءهم وهذا لضرورة الاندماج والحصول علي خدمات المواطنة في الوطن البديل في المقام الاول، وحتي معظم الآباء أنفسهم ليس لديهم مصالح حقيقية انية او مستقبلية تربطهم بدولة الأصل الا من باب حق تاريخي وذكريات مشروعة يمكن العودة اليها عندما تكون الظروف متاحة.
اذا مجتمع متوفره له كل هذة الحقوق في الفضاء الاسفير، الا يجدر بنا بان نقول الدوله اﻻرترية في الاسفير!!؟؟.
وانطلاقا مما سبق يستدعى الفرز بين الانسان الارتري الذي بحاجة الي ارتريا كوطن اول وليس لديه وطن اخر دونه لا في الواقع ولا في الخيال ولا يستطيع العيش بعيدا عنه وليس له مصالح وجودية خارجه، وبين اﻻرترين الذين ينظرون الي ارتريا كوظن سابق (فخري) اذا تم تحقق الاستقرار والأمن والعدل عليه، فهو وطن يصلح للسياحة وتملك مسكن في مواقع سياحية او مراتع الصبا واستعادة حقوق وذكريات الأسرة او العشيرة.
وهذا الفرز من الأهمية بمكان بحيث يجعل اصحاب الوجع في صف واحد لكي يفكرو بجدية في اختصار الوقت وينطلقو ا من الارض ابتداءا من الداخل حيث المعني الحقيقي بالتغيير المنشود، لان عامل الزمن جدا قاتل وهذا ما لا يفرق مع الفئة الأخرى التي تناضل من اجل التغيير في وقت الفراغ والإجازات، والجدير بالذكر لا أكون مبالغا اذا قلت ان معظم قيادات العمل المعارض سياسي او مجتمع مدني هم من هذة الفئة، وليس إنكاراً لنضالاتهم وتضحياتهم وعطاءهم بالقدر المستطاع، بل يجب ان نكون واقعين ونسمي الأشياء بمسمياتها وننزل الأشخاص مقاماتهم ونسلط الأعضاء علي النقاط المعتمة في قضايانا حتي ننظر للواقع بالعين المجردة بدون استخدام نظارات ملونه لمعرفة حقيقة الواقع المعاش وتحديد المتضرر الاول ليتقدم الصفوف عند اتخاذ القرارات.
والخلاصة: ان الأوطان ثابتة بثبات الارض ولكن الانسان هو المتغير، والزمن عامل تغيير كبير، وحتي الطبيعة تتغير مع مرور الوقت، الأنهار تغير مجاريها والجبال تفقد مكوناتها ان لم تكن صخرية ويصغر حجمها والمناخ يتغير وكل هذا بفعل الوقت فما بال الانسان، ونحن منتظرين اجيال وراء اجيال ونحلم بل نعتقد بان كل شيء في الوطن كما كان قبل الثورة وسيظل!؟، يجب ان نكون واقعيين وكل يفكر حسب سنه ومقامه وعلمه ومعلوماته، وان ننظر للواقع كما هو وليس الموجود في المخيلة، "الله المستعان".