الفصل الأول من سلسلة ديكتاتورية أسياس أفورقي - الجزء الثالث
بقلم الأستاذ: محمود محمد نور فرج (أبو رهف) - كاتب وناشط سياسي ارتري
توقفنا في الجزء السابق عند وصول الدفعة الأولي من الدورة السياسية في جمهورية الصين الشعبية
ودخولهم الي الميدان ثم توزيع البعض منهم مناديب سياسيين في المناطق وهو النظام الإداري الذي كان معمولا به في تلك الفترة والذي قسمت بموجبه ارتريا الي خمس مناطق إدارية وهي مستوحاة من تجربة الثورة الجزائرية بغرض تسهيل تجنيد المواطنين في صفوف الثورة والحصول علي المعونات المادية والعينية من المواطنين وكانت علي النحو التالي:-
1. المنطقة الأولي: بقيادة المناضل البطل محمود ديناي فك الله اسره ونائبه المناضل صالح محمد ادريس.
2. المنطقة التانية: بقيادة الشهيد البطل عمر ازاز ونائبه محمد عمر ادم.
3. المنطقة الثالثة: بقيادة الشهيد عبدالكريم ادم ونائبه حامد جمع.
4. المنطقة الرابعة: بقيادة القائد محمد علي عمرو فك الله أسره ونائبه عثمان معتوق.
5. المنطقة الخامسة: بقيادة ولداي كحساي الذي لم يمارس عمله وسلم نفسه للعدو وخلفه الشهيد ابرهام تولدي ونائبه المناضل حشال عثمان.
وبالإضافة إلي قائد المنطقة ونائبه كان هناك المندوب السياسي لكل منطقة وتم تكليف أسياس مندوبا سياسيا للمنطقة الخامسة بعد عودته من دورة الصين
ومع وصول طلاب دورة الصين الي الميدان بدأت مساعي لتوحيد جيش التحرير الارتري والاستغناء عن دور نظام المناطق وعقدت لذالك عدة اجتماعات بين قيادات المناطق ونوابهم والمناديب السياسين كانت نتيجته الوحدة الثلاثية بين المناطق الثالثة ، الرابعة ، والخامسة وذالك في العام 1968.
وفي العام التالي 1969عقد مؤتمر ادوبحا وهو أول مؤتمر عام لجيش التحرير الارتري والذي تمت فيه وحدة جيش التحرير وانبثقت عنه القيادة العامة لجيش التحرير الارتري من 38 عضوا تتكون منهم اجهزة إدارة الهيكل التنظيمي للثورة ومنها المكتب السياسي الذي يتكون من سبعة اعضاء من بينهم أسياس.
بعد انقضاء المؤتمر كانت المهمة الأساسية للمكتب السياسي القيام بالتثقيف السياسي والتعبئة العامة بين المقاتلين والمواطنين من أجل خلط وحدات جيش التحرير الارتري ولهذا عقدت اجتماعات مطولة في منطقة (اروتا) بين أعضاء المكتب السياسي الذي قسم نفسه الي ثلاث فريق.
• فريق الي بركة والقاش ،
• فريق الي عنسبا والساحل الشمالي ،
• فريق الي حماسين والبحر الأحمر.
وتقرر أن يذهب كل من أسياس افورقي ومحمد برهان بلاتا الي منطقة حماسين والبحر الأحمر وقبل توجههم الي هناك لابد لهم من أدوات الكتابة من ورق وحبر وبما أن جلبها اسهل من السودان ومحمد برهان بلاتا يعرف السودان أكثر طلب منه أسياس أن يذهب الي السودان ومعه احد المناضلين واسمه (معشو) ليأتو بهذه المستلزمات الضرورية للكتابة.
وهنا يقول المناضل محمد برهان بلاتا لأسياس هناك بعد المناضلين في كسلا وهم (ولداي قدي وكداني كفلو) يجرون بعد التحركات السابقة لأوانها بين المناضلين والقادمين الجدد للثورة وخصوصا بين أوساط أبناء (كبسا) فطلب منه أن يكتب لهم ما مفاده أن هذا التحرك ليس وقته فوافقه اسياس الرأي وطلب منا تأجيل السفر الي اليوم الثاني حتي يقوم بالكتابة وبدأ يكتب طول الليل علي ضوء البطارية وخلص الي كتابة ما يقارب ثمانية صفحات بذالك وقام بقراءتها لي قبل إغلاقها ومفادها أن ما تقومون به من تحرك في هذا الوقت الشعب الارتري غير مهيئا له وسابق لأوانه والديمقراطية تحتاج الي جهد وعمل طويل بين المقاتلين والمواطنين وهذا ليس وقته وأغلق الظرف وأخذنا منه الرسالة وتحركنا نحن الي السودان علي ان نلتقي به بعد العودة في منطقة (عالة).
وعند بلوغنا منطقة (حفرة) علي الحدود الارترية السودانية فوجئنا بتوتر امني غير مسبوق وعند استفسارنا عن الأمر علمنا بخبر صادم وهو مقتل المناضلين الذين نحمل لهم الرسالة من أسياس افورقي في مدينة كسلا تحديدا في منطقة (حفرة).
وهو بالتأكيد سيكون وقعه علي الثورة كالقشة التي قصمت ظهر البعير إذ انتشر الخبر كالنار في الهشيم في أوساط المقاتلين في السودان وفي الميدان ووصل الي أسياس الذي من فوره اتخذ موقفا حتي قبل ان ينتظر اجتماع القيادة لتقييم الوضع وبعث من هناك أي من منطقة (عالة) رسالة الي القيادة العامة يعلن فيها انفصاله الصربح عن الجبهة.
نواصل... في الجزء القادم